إقبال كثيف على الكتب باللغة الإنجليزية في معرض الكتاب بالرباط

تجاوز عدد زواره 62 ألفاً خلال الأيام الأربعة الأولى

جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
TT

إقبال كثيف على الكتب باللغة الإنجليزية في معرض الكتاب بالرباط

جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)

تتواصل فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بدورته الـ28 في الرباط، بفقرات متنوّعة وعرض ثقافي ووثائقي، يسعى من خلاله المنظّمون إلى أن تشكّل دورة هذه السنة محطة جديدة في مسار تظاهرة تراهن على جذب الثقافات وتعزيز التعريف بالثقافة المغربية، وسط تزايد الحاجة إلى جسر تعبر منه قيم التسامح والعيش المشترك.

ولوحظ في الأيام الأولى للمعرض الإقبال الكثيف على أروقة تعرض الكتب باللغة الإنجليزية، إلى تلك المهتمة بقضايا الشباب ضمن موضوعات أخرى.

ويعزو عارضو الكتب بالإنجليزية، في تصريحات لـ«وكالة الأنباء المغربية»، هذا الإقبال إلى عوامل ثقافية واجتماعية مختلفة، فـ«القراء المغاربة الشباب متأثرون بشكل متزايد بالثقافة الناطقة بالإنجليزية، مما يجعلهم يُقبلون على الكتب الأكثر مبيعاً على المستويَيْن الأميركي والإنجليزي».

جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)

وعن محتوى الكتب، يُجمع العارضون على أنّ المغاربة يقرأون جميع الكتب والمؤلفات، لا سيما الموجّهة للشباب والمهتمّة بالخيال والتنمية الذاتية، وعلمَي النفس والاقتصاد.

ويسعى العارضون والناشرون، بحكم مراعاة الأسعار عبر عروض أُطلقت خلال الدورة الحالية، إلى تشجيع المغاربة على قراءة الكتب باللغة الإنجليزية، بدعم من ناشرين يسعون إلى تعزيز مكانتهم في سوق لطالما سيطر عليها الأدبان العربي والفرنسي.

وإدراكاً منهم بأنّ هذا الانتقال إلى الإنجليزية هو «توجّه أساسي»، يختار العديد من الفاعلين التكنولوجيات الرقمية ليكونوا أقرب إلى جمهورهم، وبالتالي تسهيل الولوج إلى الأدب الإنجليزي.

ويُعرب العديد من الزوار المغاربة عن فرحتهم باقتناء كتب باللغة الإنجليزية بأثمان مناسبة، إضافة إلى عرض واسع ومتنوّع من الكتب باللغة الفرنسية، معتبرين أنّ هذا التوجّه سيستمر نظراً إلى أهمية الأدب الإنجليزي لدى الشباب، والتحولات على المستوى المؤسّسي، مع الأخذ في الاعتبار أنّ عدد المكتبات التي تعرض الكتب بالإنجليزية تضاعف في السنوات الأخيرة.

على صعيد آخر، أُعلن عن الفائزين بالدورة الثانية لجائزة «الشعراء الشباب» التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، خلال حفل ضمن فعاليات المعرض.

وفازت بالمرتبة الأولى الشاعرة آمال الغريب عن قصيدة بالعربية الفصحى، بعنوان «مشاهد من كتاب الأموات»، بينما حلت الشاعرة فاطمة الزهراء طويل في المرتبة الثانية عن قصيدتها بالفرنسية بعنوان «شفق». أما المرتبة الثالثة فلزينة بوحيا عن قصيدتها الزجلية «لي فطماتو لقصيدة».

وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة تحكيم الجائزة ورئيس بيت الشعر في المغرب مراد القادري، أنّ الشاعرات الشابات نلن هذه المراتب عن جدارة، معرباً عن فرحته باكتشاف شاعرات وشعراء واعدين واستمرار الشغف بالكتابة الإبداعية وممارسة الحق في الحلم والدهشة، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر «يُسقط الكثير من الادّعاءات التي ترى أن الشعر بضاعة كاسدة لا تلقى الرواج والاهتمام»، مضيفاً أنه يشعر، من خلال دورتَي هذه السنة والسنة الماضية، بأنّ الحقل الشعري المغربي بخير، والأصوات القادمة ستكون لها كلمة في مجال الكتابة الشعرية.

وبلغ عدد المشاركات 155 مشاركة شعرية، توزّعت على 116 قصيدة بالعربية الفصحى تنوّعت أشكالها بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر، و5 قصائد باللغة الأمازيغية، و12 قصيدة بالدارجة المغربية (الزجل)، وقصيدة واحدة بالحسانية، و10 قصائد باللغة الفرنسية، و11 قصيدة بالإنجليزية، من مختلف جهات المغرب. وبلغت نسبة مشاركة الإناث 75 في المائة من مجموع المتبارين، بما يزيد على نسبة الدورة الفائتة.

وتميزت الدورة بانفتاح الجائزة على مختلف لغات الكتابة، خصوصاً النصوص الشعرية المكتوبة بالإسبانية والإنجليزية.

على صعيد آخر، تجاوز عدد زوار الدورة، خلال أيامها الأربعة الأولى، 62 ألفاً، وفق ما أفادت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، زيادةً بنسبة 8 في المائة مقارنة مع الفترة عينها من الدورة الماضية.

وتتميز دورة هذه السنة من معرض النشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع ولاية جهة الرباط - سلا - القنيطرة ومجلس الجهة ذاتها، والمستمرة حتى الأحد، بمشاركة 737 عارضاً، منهم 287 عارضاً مباشراً، و450 عارضاً غير مباشر، يمثلون 51 بلداً؛ بينما تشهد فعاليات برنامجها الثقافي العام فقرات متنوّعة، يحضرها 661 من الكتّاب والمفكرين والشعراء المغاربة والأجانب، تناهز 221 نشاطاً، تشمل ندوات موضوعاتية، ولحظات استعادية لإبداع بعض الرموز الثقافية، إلى لقاءات مباشرة بين المبدعات والمبدعين وجمهورهم.


مقالات ذات صلة

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

يوميات الشرق الأمير فيصل بن سلمان يستقبل الأمير خالد بن طلال والدكتور يزيد الحميدان بحضور أعضاء مجلس الأمناء (واس)

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

قرَّر مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية تعيين الدكتور يزيد الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية خلفاً للأمير خالد بن طلال بن بدر الذي انتهى تكليفه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

مرَّت الثقافة العربية بعام قاسٍ وكابوسي، تسارعت فيه وتيرة التحولات بشكل دراماتيكي مباغت، على شتى الصعد، وبلغت ذروتها في حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

صانع محتوى شاب يحتل بروايته الجديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، الخبر شغل مساحات واسعة من وسائل الإعلام

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب «حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

صدر عن دار «السرد» ببغداد كتابان مترجمان عن الإنجليزية للباحثة والحكواتية الإنجليزية فران هزلتون.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
كتب كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

يتناول كتاب «حكايات في تاريخ مصر الحديث» الصادر في القاهرة عن دار «الشروق» للباحث الأكاديمي، الدكتور أحمد عبد ربه، بعض الفصول والمحطات من تاريخ مصر الحديث

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)
محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)
TT

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)
محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

حقق الفنان المصري محمد سعد إيرادات لافتة تجاوزت 7 ملايين جنيه (الدولار الأميركي يعادل نحو 51 جنيهاً مصرياً)، خلال 3 أيام عرض، منذ طرح أحدث أفلامه السينمائية «الدشاش»، وفق بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي.

وتصدَّر سعد المرتبة الأولى في قائمة الإيرادات اليومية بـ«شباك التذاكر»، في مصر، متفوقاً على أفلام «الهنا اللي أنا فيه»، و«الحريفة»، بعد غياب عن المنافسة ما يقرب من 6 سنوات منذ تقديمه لفيلم «محمد حسين»، عام 2019.

وتباينت ردود الفعل والآراء «السوشيالية» والنقدية حول الفيلم الذي ساهم في عودة سعد مجدداً للأضواء، بعد مرحلة من الاختفاء؛ فبينما أكد نقاد أن «الدشاش» جعل سعد يبتعد عن اللعب في الطريق المضمون الذي سلكه عبر تقديم نسخ مكررة من شخصية «اللمبي» التي قدمها مطلع الألفية الجديدة، يرى آخرون أن هناك نقاطاً توضح أنه ما زال متمسكاً بفرض سيطرته على أعماله.

الكاتب والناقد الفني المصري كمال القاضي يؤكد أن فيلم «الدشاش» يمثل محطة مهمة في مشوار سعد بعد فيلم «الكنز 2»، فهو بمثابة تصحيح لمساره الفني وخطوة في اتجاه التخلي بشكل نسبي عن شخصية «اللمبي» التي سيطرت عليه لسنوات طويلة، وأهدرت الكثير من طاقته الإبداعية.

محمد سعد في لقطة من البرومو الترويجي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

ويضيف القاضي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «سعد ممثل جيد ينقصه فقط الوعي بموهبته التي لم يكن موفَّقاً في إدارتها بشكل ملحوظ طوال ارتباطه بأنماط الكوميديا (الركيكة) التي ظل يقدمها لسنوات؛ بإغراء شباك التذاكر، دون النظر للقيمة الفنية المفتقَدَة».

ووفق القاضي، فإن ما قدمه سعد خلال مشواره الفني حقق له النجومية، ولكن بمقاييس معينة لعبت فيها الإيرادات دوراً رئيساً، وذهبت كل مكاسبها للمنتجين، وظلَّت الخسارة الأدبية من نصيبه وحده، بافتقاده التقييم الإيجابي لتجاربه التجارية البحتة.

وتتفق مع القاضي الناقدة الفنية المصرية، ماجدة خير الله، التي تقول إن «فيلم (الدشاش) يبشر بعودة قوية لمحمد سعد ومستوى مختلف عن أفلامه السابقة، بداية من الملصق الترويجي للفيلم».

سعد يراهن على فيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

وتوضح ماجدة خير الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «وجود نخبة كبيرة من الفنانين ذوي الاعتبار خير دليل، بالإضافة لمخرج لا يسمح بسيطرة النجم الأوحد»، مؤكدة أن «إيرادات الفيلم اللافتة تدل على ترقب العمل الفني، وأن استمرار الإيرادات المرتفعة دليل على أنه حاز إعجاب الناس، لكن لا يمكننا اعتبار الإيرادات المقياس الوحيد للنجاح».

مؤلف الفيلم، جوزيف فوزي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن محمد سعد تحدث معه في تفاصيل مهمة بسيناريو «الدشاش» قبل بدء العمل عليه من أجل تقديم جرعة تمثيلية جادة، مؤكداً أنه استفاد من خبرة سعد وموهبته وإضافاته القيمة، ولم يشعر بتدخل مبالَغ لصالحه، بل هدفه كان الصالح العام للعمل.

محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

لكن في المقابل انتقد كتاب، من بينهم الناقد الفني المصري سمير الجمل طريقة سعد في التعاطي مع أعماله الفنية؛ حيث أكد أن «الإيرادات ليست مقياساً للنجاح، خصوصاً في المواسم والأعياد»، مشيراً إلى أن «مشكلة سعد تكمن في عدم خروجه عن شخصيته الحقيقية»، وفق تعبيره

ولفت الجمل، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الناس طالبت سعد بتغيير جلده والابتعاد عن تقديم ثيمة (اللمبي) التي استهلكها، لكنه عندما تغير أتى مجدداً بشخصيات على المنوال ذاته، لافتاً إلى أن مشكلته تكمن في تحويل دفة النص صوب الاتجاه الذي يريده، ظناً منه أن ما يفعله جاذب للجمهور، لكن ذلك ساهم في تراجعه». بحسب وصفه.

وتدور أحداث «الدشاش» في إطار اجتماعي كوميدي يغلب عليها الطابع الشعبي، بجانب مزيج من التشويق والإثارة والأكشن، ويجسد سعد شخصية «زعيم عصابة» يعمل في ملهى ليلي ويواجه أعداءه، ويعيش حياة صعبة مليئة بالأزمات والتناقضات التي تضعه ما بين الاستمرار والرفض، ويشارك في بطولة الفيلم زينة، وباسم سمرة، ونسرين أمين، وخالد الصاوي، تأليف جوزيف فوزي، وإخراج سامح عبد العزيز.

سعد يقدم دور «زعيم عصابة» (الشركة المنتجة للفيلم)

وتتفق الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس مع رأي الجمل، حيث أكدت أنه إذا تم توزيع فيلم «الدشاش» جيداً على الممثلين من دون تدخلات من سعد فسيحقق نجاحاً وإيرادات جيدة.

وتؤكد موريس لـ«الشرق الأوسط» أن الإيرادات اليومية اللافتة أمر عادي، لكن التقييم الجدي يتطلب مرور أكثر من شهر على الأقل على بداية عرض الفيلم، لوضع تصور عام عن رأي الجمهور، الذي يتكدس في المواسم، ويعتبر السينما ملاذه الرئيسي في التنزه والترفيه.

وأكد محمد سعد في تصريحات إعلامية على هامش العرض الخاص للفيلم أنه استجاب لرغبة الناس والنقاد وغيّر جلده الفني، مؤكداً أنه يتمنى أن يحقق الفيلم نجاحاً واسعاً بعد ابتعاده لسنوات عن السينما، وانتظاره حتى يجد قصة تنال رضا جمهوره، وتحقق التغيير الذي طلبوه، كما كشف سعد أن الفيلم حمل في طياته جرعة تمثيلية مُرهِقة ومليئة بالمشاعر والأحاسيس.

وبدأ محمد سعد مسيرته الفنية مطلع تسعينات القرن الماضي، وشارك في أعمال فنية بالمسرح والتلفزيون والسينما، لكن شخصية «اللمبي» التي قدمها في فيلم «الناظر» عام 2000 شكلت البداية الحقيقية لانطلاقته التي دار في فلكها كثيراً، وفق نقاد، وقدم بعدها أفلاماً، من بينها «55 إسعاف»، و«اللمبي»، و«اللي بالي بالك»، و«عوكل»، و«بوحه»، و«كتكوت»، و«كركر»، و«بوشكاش»، و«اللمبي 8 جيجا»، و«تتح»، وغيرها.