مصر تحيي ذكرى دخول «العائلة المقدسة» للبلاد

عبر معرضين أثريين يوثقان رحلتها

مخطوط باللغة العربية يحتوي على صلوات خاصة بـ(أسبوع الآلام) (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مخطوط باللغة العربية يحتوي على صلوات خاصة بـ(أسبوع الآلام) (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT
20

مصر تحيي ذكرى دخول «العائلة المقدسة» للبلاد

مخطوط باللغة العربية يحتوي على صلوات خاصة بـ(أسبوع الآلام) (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مخطوط باللغة العربية يحتوي على صلوات خاصة بـ(أسبوع الآلام) (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تحت عنوان «من مصر الأمان ولها البركة»، تنظم وزارة السياحة والآثار المصرية معرضين أثريين في المتحف المصري بالتحرير، والمتحف القبطي في مصر القديمة، إحياء لذكرى دخول «العائلة المقدسة» إلى مصر، التي توافق الأول من يونيو (حزيران).

من القطع الأثرية في المعرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتعمل مصر على تطوير مسار العائلة المقدسة الذي يضم 25 موقعاً، تمتد على مسافة 3500 كيلومتر، وتتضمن عملية التطوير، رفع كفاءة الطرق المؤدية لها وتوفير جميع الخدمات واللوحات الإرشادية وتوفير فنادق محيطة، وذلك بهدف وضعها على الخريطة السياحية.

حقائق

8 قطع أثرية

يضمها المعرض المؤقت في المتحف المصري بالتحرير ترجع إلى الحضارة القبطية أبرزها أيقونة ثلاثية تصور السيدة العذراء تحمل المسيح طفلاً

وقال مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار بمصر، في بيان صحافي اليوم (الخميس)، إن «المعرضين المقرر افتتحاهما الجمعة، يسلطان الضوء على مجموعة من القطع الأثرية التي تعبر عن رحلة العائلة المقدسة في مصر».

أيقونة ثلاثية تصور السيدة العذراء تحمل المسيح طفلاً وأحد الإنجيليين وأحد الملائكة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويضم المعرض المؤقت بالمتحف المصري بالتحرير 8 قطع أثرية ترجع إلى الحضارة القبطية، أبرزها، حسب الدكتور علي عبد الحليم، مدير عام المتحف المصري بالتحرير، «أيقونة ثلاثية تصور السيدة العذراء تحمل المسيح طفلاً في المنتصف، وفي يمين الصورة أحد الإنجيليين وفي اليسار أحد الملائكة، وقنينتان من منطقة أبو مينا الأثرية، إضافة إلى صورة لجدارية باويط التي  تُعرض حالياً داخل قاعات المتحف القبطي».

ويستخدم المعرض تقنية الواقع الافتراضي في محاولة لنقل صورة تفاعلية عن طبيعة الأماكن التي عثر بها على القطع الأثرية، إضافة إلى الآثار الموجودة على مسار العائلة المقدسة.

«هناك اهتمامٌ كبيرٌ من الدولة بمسار رحلة العائلة المقدسة، يستهدف تحويله إلى مشروع سياحي عالمي روحاني يجذب ملايين السياح»

السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج

بدورها، قالت جيهان عاطف المديرة العامة للمتحف القبطي، إن المعرض «يضم نحو 11 قطعة أثرية تتنوع بين مخطوطات وقطع حجرية وأيقونات وأخشاب، من أبرزها كرسي الكأس المصنوع من الخشب وعليه رسم للسيدة العذراء تحمل السيد المسيح، وأيقونة تمثل دخول العائلة المقدسة مصر، ومخطوط باللغة العربية يحتوي على صلوات خاصة بـ(أسبوع الآلام)، ومخطوط عجائب السيد المسيح منذ الطفولة».

كرسي الكأس مصنوع من الخشب وعليه رسم للسيدة العذراء تحمل السيد المسيح (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفي سياق الاحتفالات الرسمية، نظمت الكنيسة المصرية حفلا بكنيسة «أبي سرجة» بمجمع الأديان في مصر القديمة، وهي إحدى النقاط الرئيسية التي مرت بها العائلة المقدسة في مصر. ودعا البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، في كلمته خلال الاحتفال (الخميس)، إلى «تكثيف التوعية في المدارس والتوعية السياحية، لتحويل الأماكن التي مرت بها (العائلة المقدسة) إلى مزارات سياحية».

من القطع الأثرية في المعرض (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وشاركت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج، في الحفل، وقالت، في إفادة رسمية (الخميس)، «هناك اهتمامٌ كبيرٌ من الدولة بمسار رحلة العائلة المقدسة، يستهدف تحويله إلى مشروع سياحي عالمي روحاني يجذب ملايين السياح». وأشارت إلى أن «مصر تنفرد بهذا المسار الذي يضم 25 نقطة ما بين محطة ذهاب وعودة من محافظة سيناء حتى محافظة أسيوط».

وجاءت «العائلة المقدسة» إلى مصر هرباً من الملك هيرودوس، وطافت مدنا مصرية عدة، واستمرت في مصر نحو 3 سنوات ونصف إلى أن مات «هيرودوس» الملك وحكم بدلاً منه «أرخيلاوس».


مقالات ذات صلة

اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

يوميات الشرق الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

يصل ارتفاع الرأس المكتشف إلى 38 سنتيمتراً، وهو أكبر من الحجم الطبيعي لرأس الإنسان، ما يشير إلى أنه كان جزءاً من تمثال ضخم قائم في مبني ضخم ذي أهمية سياسية عامة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق قصر البارون إمبان بمصر الجديدة (وزارة السياحة والآثار)

قصور مصر التاريخية لاستعادة طابعها الحضاري

تسعى مصر لترميم وإعادة تأهيل القصور التاريخية لتستعيد تلك «التحف المعمارية» طابعها الحضاري وتدخل ضمن خطط السياحة الثقافية بالقاهرة التاريخية ذات السمات المميزة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق الدكتور محمد الكحلاوي يتسلم نجمة الاستحقاق الفلسطينية من السفير دياب اللوح (اتحاد الآثاريين العرب)

«وسام فلسطين» لرئيس «الآثاريين العرب»

منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، نجمة الاستحقاق ووسام دولة فلسطين للدكتور محمد الكحلاوي، رئيس المجلس العربي للآثاريين العرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من الكشف الأثري في جبَّانة أسوان بجوار ضريح الأغاخان (وزارة السياحة والآثار)

جبَّانة أسوان ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية عالمياً في 2024

جاءت جبَّانة أسوان الأثرية المكتشفة بمحيط ضريح الأغاخان في مدينة أسوان (جنوب مصر) ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم خلال عام 2024.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق واجه الآثاريون مشاقَّ في الوصول إليها والتنقيب في أسرارها وفك رموزها (واس)

مدوَّنة سعودية لحفظ تراث 14 قرناً من نقوش الجزيرة العربية

بعد أن بقيت النقوش القديمة محفوظة على الصخور وبطون الأودية في الجزيرة العربية أضحت تلك الكنوز التاريخية متاحة من خلال مدونة لغوية أطلقتها السعودية للوصول إليها.

عمر البدوي (الرياض)

محمد عبده يعود بحفل غنائي في الرياض نهاية يناير

«فنان العرب» محمد عبده يلتقي جمهوره في الرياض مجدداً نهاية يناير (هيئة الترفيه)
«فنان العرب» محمد عبده يلتقي جمهوره في الرياض مجدداً نهاية يناير (هيئة الترفيه)
TT
20

محمد عبده يعود بحفل غنائي في الرياض نهاية يناير

«فنان العرب» محمد عبده يلتقي جمهوره في الرياض مجدداً نهاية يناير (هيئة الترفيه)
«فنان العرب» محمد عبده يلتقي جمهوره في الرياض مجدداً نهاية يناير (هيئة الترفيه)

بعد توقف استمر 13 شهراً بسبب المرض، يعود «فنان العرب» محمد عبده مجدداً لتقديم حفلاته الغنائية ضمن «موسم الرياض»، بأمسية استثنائية على المسرح الذي يحمل اسمه بمنطقة «بوليفارد سيتي» في العاصمة السعودية، وذلك بتاريخ 31 يناير (كانون الثاني) الحالي.

كان الفنان السعودي محمد عبده (76 عاماً) قد غاب عن المسرح منذ أن أحيا ليلتين غنائيتين كبيرتين بمناسبة «اليوبيل الماسي لفنان العرب» يومي 30 و31 ديسمبر (كانون الأول) 2023، شارك فيهما فنانين محليين وعالميين، وشهدتا حضوراً جماهيرياً كبيراً وغير مستغرب من جمهوره العريض.

ليالي «اليوبيل الماسي» احتفت بـ6 عقود من العطاء الفني لمحمد عبده (روتانا)

وبعد أربعة أشهر من ليالي «اليوبيل الماسي» التي احتفت بإرثه وتجربته، كشفت مجموعة «روتانا» للموسيقى في بيان موجَّه لمحبيه، عن «تأجيل جميع النشاطات التي كانت مقررة، وعدم الارتباط بأي نشاطات جديدة قادمة حتى إشعار آخر»، مضيفة: «القرار هو حفاظاً وتقديراً وحرصاً على سلامة فناننا الحبيب».

وجاء في البيان: «بهذه الفترة سيتفرغ (محمد عبده) إلى أعماله الخاصة، وسيضاعف وجوده بالاستديوهات لتنفيذ أغانٍ جديدة بحاجة إلى تركيز ومجهود كبير لإرضاء جمهوره بها عند إصدارها، ومنها ستكون فترة راحة ونقاهة ووجود مع عائلته وأهله وإعطائهم وقتاً أكثر»، وطمأن الفنان جمهوره، و«يعدهم بأنه سيلقاهم قريباً، ولن يتأخر عنهم أبداً».

وفي 5 مايو (أيار) 2024، كشف «فنان العرب» عن إصابته بمرض السرطان، وتلقيه العلاج في باريس، وذلك خلال محادثة صوتية دارت بينه وبين الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن، قبل يوم من وفاة الأخير، مطمئناً جمهوره ومحبيه على وضعه الصحي بأنه بخير وبصحة جيدة وفي تحسن.

الأمير بدر بن عبد المحسن والفنان محمد عبده خلال «ليلة البدر» ضمن «موسم الرياض 2019» (الشرق الأوسط)

وقال محمد عبده في رسالة وجهها لهم، حينها، عبر منصات «روتانا»: «أموري الصحية تتحسن... والأعراض الجانبية للإشعاع أخف كثيراً من العمليات الأخرى»، لافتاً إلى أن نتائج الفحوصات المبدئية التي خضع لها كانت جيدة ومبشرة، ومضيفاً: «أبشركم، أنا بصحة جيدة وهذا عارض... ونصبر، والصبر جميل وطيب، وأكيد أن دعاءكم عامل من عوامل الشفاء بإذن الله تعالى».

وأعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، الأحد، عبر حسابه في منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، عن الحفل الجديد لـ«فنان العرب والنجوم»، الذي وصفه بـ«أجمل عودة»، وٍسيقود الفرقة الموسيقية فيها المايسترو هاني فرحات، على أن تطرح تذاكرها قريباً على منصة «ويبوك».

وكرّم آل الشيخ، محمد عبده، خلال احتفال «اليوبيل الماسي»، بأسطوانة من الذهب الخالص تقديراً لمسيرته الفنية. وقدّم الهدية، بحديث عن المسيرة الفنية لـ«فنان العرب» الزاخرة بالإنجازات والنجاحات، والوهج الذي صنعه عبر التاريخ، والتأثير الذي بقي مستمراً طوال 60 عاماً، مشيداً بانفراده بغناء أكثر من 300 أغنية للوطن خلال مسيرته.

تكريم رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ لفنان العرب محمد عبده في ليالي اليوبيل الماسي (روتانا)

وشهد مطلع الستينات الميلادية انطلاقة «فنان العرب» في سن مبكرة، وكانت بداية اكتشاف الموهبة، وبناء المجد لأحد أكبر الأسماء الفنية، حيث له جماهيرية كبيرة خارج حدود بلاده تمتد إلى الوطن العربي، إذ قدَّم خلال مسيرته أغانيه التي عاصرت أجيالاً مختلفة في عديد من المسارح حول العالم. واحتفل «موسم الرياض» في 2019 بالعطاء الفني لمحمد عبده، بوضع اسمه على أضخم مسرح بمنطقة «بوليفارد سيتي».

وخلال حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، عبّر الموسيقار هاني فرحات، الذي يقود الفرقة الموسيقية في الحفل المقبل، عن سعادته بتحقيق حلمه بالعمل مع «فنان العرب»، إذ يراه «أسطورة موسيقية لن تتكرر في تاريخ الأغنية العربية». وقال: «أعتبر قيادتي حفلات الفنان الكبير محمد عبده شرفاً كبيراً لي؛ فهو أسطورة الفن العربي؛ فلا أخفي سراً لو قلت إن قيادة حفلاته كان حلماً من أحلام حياتي؛ فهو فنان كبير لا يختلف عليه أحد، وأتمنى أن نقدم خلال الفترة المقبلة أعمالاً جيدة».

الفنان محمد عبده مع الموسيقار هاني فرحات في صورة نشرها الأخير عبر حسابه على «فيس بوك»

وفي 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كشف تركي آل الشيخ، عن إنتاج مسلسل يحكي قصة المخضرم محمد عبده، ونجوميته التي حافظت على وهجها عبر العقود، ويتناول العمل الذي كتبه الروائي عبد الله ثابت مسيرة «فنان العرب» خلال مراحل حياته الفنية والاجتماعية التي أسهمت في صناعته نجماً غنائياً سعودياً ذائع الصيت، عبر 39 حلقة.

ويسلّط المسلسل الوثائقي التمثيلي الضوء على حكاية محمد عبده المغني والملحن الذي بلغت شهرته الآفاق، والمولود في 12 يونيو (حزيران) 1949 جنوب السعودية، وبدأ مسيرة ذهبية لمعت مبكراً، وحظيت باحترام مجتمع الفنانين، وحافظ على توهجه من خلال أدائه الثابت في المسارح الإقليمية والعالمية، ونمو أعماله التي تابعتها أجيال من الشغوفين بحضوره الفني اللافت.

وابتهج عدد من الكتاب والفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي بخطوة إنتاج المسلسل الذي يحتفي بتلك التجربة الفنية والإنسانية، وتخلد في عمل توثيقي مسيرته التي ازدهرت بصوته العذب، ونبوغه في الأداء والغناء.

وأبدى الروائي عبد الله ثابت سروره بوصول العمل إلى مراحله الأخيرة، بعد الوقت الذي استغرقه لإنجازه، وقال عبر حسابه على «إكس»، إنها «رحلة تستحق الاحتفال» التي قطعها مع تركي الشبانة وزير الإعلام السعودي السابق في كتابة هذا المسلسل، و«قد وصل إلى ضفة الخلود، وهو ما زال بيننا».