مصر: «جوائز الدولة» لعام 2023 توافق التوقعات

شنودة وزكي وعناني من بين الفائزين 

وزيرة الثقافة وأعضاء المجلس الأعلى للثقافة خلال إعلان جوائز الدولة
وزيرة الثقافة وأعضاء المجلس الأعلى للثقافة خلال إعلان جوائز الدولة
TT

مصر: «جوائز الدولة» لعام 2023 توافق التوقعات

وزيرة الثقافة وأعضاء المجلس الأعلى للثقافة خلال إعلان جوائز الدولة
وزيرة الثقافة وأعضاء المجلس الأعلى للثقافة خلال إعلان جوائز الدولة

عبر تصويت إلكتروني بين محكمين يمثلون أعضاء المجلس الأعلى للثقافة بمصر، وبحضور وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني، أعلنت مصر (الاثنين) جوائز الدولة للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (التقديرية والتشجيعية والتفوق)، بجانب جائزة النيل (أكبر جوائز الدولة) التي فاز بها في مجال الفنون د. عبد السلام عيد، أحد أبرز الفنانين التشكيليين في مصر والعالم، ومُنحت جائزة النيل في مجال الآداب لاسم الراحل د. محمد عناني الذي كان يلقب بـ«شيخ المترجمين»، وفي مجال العلوم السياسية ذهبت الجائزة للدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية، أما جائزة النيل للمبدعين العرب، التي جرى استحداثها قبل سنوات، ففاز بها الفنان التشكيلي العراقي ضياء عزاوي.

محمد عناني (أرشيفية)

فيما فاز عشرة من المبدعين بجوائز الدولة التقديرية، ففي مجال الفنون فاز الموسيقار هاني شنودة، والدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، ود. دليلة الكرداني أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وفي مجال الآداب منحت لاسم الراحل د. عبد الرحيم الكردي أستاذ النقد والأدب العربي الحديث، والروائية هالة البدري ود. أحمد يوسف أستاذ النقد والبلاغة، كما حصل عليها في مجال العلوم الاجتماعية كل من المستشار عبد المجيد محمود، ود. حسن السعدي، ود السيد فليفل، وصلاح سالم.

هاني شنودة (حسابه على فيسبوك)

واعتمدت وزيرة الثقافة الجوائز خلال اجتماع المجلس الأعلى للثقافة التاسع والستين المخصص للتصويت علي منح جوائز الدولة، بحضور د. هشام عزمي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وأعضاء المجلس، ووصفت الوزيرة الجوائز بأنها تجسد عمق إيمان الدولة المصرية بقيمة ومكانة مبدعيها بمجالات العلم والثقافة المتعددة، والتأكيد على أهمية تضافر جهود مثقفيها ومبدعيها لصنع مستقبل أكثر إشراقاً، مؤكدة أن الجائزة تعد مبعث فخر وإعزاز من يشرف بالحصول عليها.

وأشاد نقاد من بينهم الناقد مصطفى عبد الله، رئيس تحرير صحيفة «أخبار الأدب» الأسبق بمنح الجوائز لأسماء مبدعين ممن رحلوا خلال الشهور الأخيرة، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه تأثر كثيراً لفوز كل من اسم د. محمد عناني أحد كبار المترجمين ممن نقلوا الآداب العالمية إلى العربية، وقد لاقى ذلك استحساناً بين المثقفين المصريين والعرب، وكذلك د. عبد الرحيم الكردي رئيس الجمعية المصرية للسرديات ومؤسسها الذي رحل خلال إلقائه كلمة في أثناء تأبين د. محمد العناني بالمركز القومي للترجمة في واقعة صادمة.

مشيراً إلى أنه بخلاف ذلك هناك أسماء أخرى مثل الروائية هالة البدري التي فازت بجائزة الدولة التقديرية في الآداب، ود. أحمد يوسف الذي أصدر أخيراً كتاباً عن «أم كلثوم الشعر والغناء»، والفنان التشكيلي الإسكندري عبد السلام عيد، وهو من خريجي مدرسة الفنون الجميلة بالإسكندرية، كما أن هناك أسماءً كثيرة لمبدعات ومنهن رانيا يحيى في التفوق، وكذلك هناك أسماء لمبدعات بجوائز الدولة التشجيعية.

وبينما كانت أغلبية الأسماء الفائزة بالجوائز متوقعة، فإن بعضها جاء مفاجئاً، لكنها بشكل عام جاءت مُرضية وفق عبد الله.

د. نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المصرية ود. هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة خلال إعلان جوائز الدولة (الشرق الأوسط)

وانحازت الجوائز التشجيعية لإبداعات المرأة، حيث ذهبت إلى عدد من المبدعات في مجال الفنون والآداب، إذ استحوذت الأديبات على الجوائز التشجيعية، ففي فرع السرد القصصي والروائي فازت كل من شيرين فتحي عن رواية «خيوط ليلى»، التي صدرت عن دار الهالة للنشر، وتروي جانباً من عذابات النساء عبر امرأتين، ونورا ناجي عن مجموعتها القصصية «مثل الأفلام الساذجة» التي تطرح من خلالها 22 قصة قصيرة بطلاتها من النساء عبر مواقف صادقة تتسم بالقوة والعمق.

وفي فرع الإعلام والتواصل الاجتماعي وتكنولوجيا المعلومات فازت الصحافية سها سعيد عن كتاب «نجوم ماسبيرو يتحدثون»، الذي قدمته عبر جزأين عبر حوارات مطولة مع كبار الإعلاميين الذين أسهموا بأعمالهم في ازدهار وتطور العمل التلفزيوني، وفي جوائز الدولة للتفوق فازت د.رانيا يحيى عازفة الفلوت والأستاذة بالمعهد العالي للنقد الفني، والفنان فتحي عفيفي.


مقالات ذات صلة

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

شمال افريقيا مدبولي خلال تفقد المشروعات في العلمين الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

تُسرّع الحكومة المصرية من «إجراءات تعويض أهالي منطقة (رأس الحكمة) في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مناقشات «الحوار الوطني» في مصر لملف «الحبس الاحتياطي» (الحوار الوطني)

«الحوار الوطني» لعرض تعديلات «الحبس الاحتياطي» على الرئيس المصري

يراجع «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر مقترحات القوى السياسية وتوصياتها على تعديلات بشأن ملف «الحبس الاحتياطي»، عقب مناقشات موسعة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

يواصل مسؤولون مصريون جولاتهم المفاجئة على الأسواق للتأكد من توافر السلع بـ«أسعار مناسبة»، عقب زيادة أسعار الوقود.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)

تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

حلّ الماس الكهربائي بوصفه «متهماً أول» في الحرائق التي اندلعت أخيراً بأسواق تجارية «شهيرة» في وسط القاهرة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق «الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف».

نادية عبد الحليم (القاهرة)

«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
TT

«مخالف للأعراف»... مشاعر متضاربة حول حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس

برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)
برج إيفل يطل على أضواء واحتفالات باريس بانطلاق الدورة الأولمبية (رويترز)

«هذه هي فرنسا»، غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معرباً عن فخره وسعادته بنجاح حفل افتتاح الدورة الأولمبية في باريس أمس. وجاءت تغريدة ماكرون لتوافق المشاعر التي أحس بها المشاهدون الذين تابعوا الحفل الضخم عبر البث التلفزيوني. جمع الحفل مشاهير الرياضة مثل زين الدين زيدان الذي حمل الشعلة الأولمبية، وسلمها للاعب التنس الإسباني رافاييل نادال والرياضيين الأميركيين كارل لويس وسيرينا وليامز والرومانية ناديا كومانتشي، وتألق في الحفل أيضاً مشاهير الغناء أمثال ليدي غاغا وسلين ديون التي اختتمت الحفل بأداء أسطوري لأغنية إديث بياف «ترنيمة للحب». وبالطبع تميز العرض بأداء المجموعات الراقصة وباللقطات الفريدة للدخان الملون الذي تشكل على هيئة العلم الفرنسي أو لراكب حصان مجنح يطوي صفحة نهر السين، وشخصية الرجل المقنع الغامض وهو يشق شوارع باريس تارة، وينزلق عبر الحبال تارة حاملاً الشعلة الأولمبية ليسلمها للاعب العالمي زين الدين زيدان قبل أن يختفي.

الرجل المقنع الغامض حامل الشعلة الأولمبية (رويترز)

الحفل وصفته وسائل الإعلام بكثير من الإعجاب والانبهار بكيفية تحول العاصمة باريس لساحة مفتوحة للعرض المختلفة.

«مخالف للأعراف» كان وصفاً متداولاً أمس لحفل خرج من أسوار الملعب الأولمبي للمرة الأولى لتصبح الجسور وصفحة النهر وأسطح البنايات وواجهاتها هي المسرح الذي تجري عليه الفعاليات، وهو ما قالته صحيفة «لوموند» الفرنسية مشيدة بمخرج الحفل توماس جولي الذي «نجح في التحدي المتمثل في تقديم عرض خلاب في عاصمة تحولت إلى مسرح عملاق».

انتقادات

غير أن هناك بعض الانتقادات على الحفل أثارتها حسابات مختلفة على وسائل التواصل، وعلقت عليها بعض الصحف أيضاً، فعلى سبيل المثال قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إن الحفل كان «عظيماً، ولكن بعض أجزائه كان مبالغاً فيها»، مشيرة إلى مشاهد متعلقة بلوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دافنشي. واللوحة التمثيلية حظيت بأغلب الانتقادات على وسائل التواصل ما بين مغردين من مختلف الجنسيات. إذ قدمت اللوحة عبر أداء لممثلين متحولين، واتسمت بالمبالغة التي وصفها الكثيرون بـ«الفجة»، وأنها مهينة للمعتقدات. وعلق آخرون على لوحة تمثل الملكة ماري أنطوانيت تحمل رأسها المقطوعة، وتغني بأنشودة الثورة الفرنسية في فقرة انتهت بإطلاق الأشرطة الحمراء في إشارة إلى دم الملكة التي أعدمت على المقصلة بعد الثورة الفرنسية، وكانت الوصف الشائع للفقرة بأنها «عنيفة ودموية».

مشهد الملكة ماري أنطوانيت وشرائط الدم الحمراء أثار التعليقات (رويترز)

كما لام البعض على الحفل انسياقه وراء الاستعراض وتهميشه الوفود الرياضية المشاركة التي وصلت للحفل على متن قوارب على نهر السين. وتساءلت صحيفة «الغارديان» عن اختيار المغنية الأميركية ليدي غاغا لبداية الحفل بأداء أغنية الكباريه الفرنسية، التي تعود إلى الستينات «مون ترونج أن بلومز» مع راقصين يحملون مراوح مزينة بالريش الوردي اللون.

ليدي غاغا وأغنية الكباريه الفرنسية (أ.ف.ب)

في إيطاليا، قالت صحيفة «لا جازيتا ديلو سبورت»، حسب تقرير لـ«رويترز»، إن الحفل كان «حدثاً غير مسبوق، وغير عادي أيضاً. عرض رائع أو عمل طويل ومضجر، يعتمد حكمك على وجهة نظرك وتفاعلك». وشبهت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» واسعة الانتشار العرض بأداء فني معاصر، مشيرة إلى أن «بعض (المشاهدين) كانوا يشعرون بالملل، والبعض الآخر كان مستمتعاً، ووجد الكثيرون العرض مخيباً للآمال». وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا»، ذات التوجه اليساري، أن الحفل طغى على الرياضيين وقالت: «قدم الكثير عن فرنسا، والكثير عن باريس، والقليل جداً عن الألعاب الأولمبية»، من جانب آخر أشادت صحف فرنسية بالحفل مثل صحيفة «ليكيب» التي وصفته بـ«الحفل الرائع»، وأنه «أقوى من المطر»، واختارت صحيفة «لو باريزيان» عنوان «مبهر».

سيلين ديون والتحدي

على الجانب الإيجابي أجمعت وسائل الإعلام وحسابات مواقع التواصل على الإعجاب بالمغنية الكندية سيلين ديون وأدائها لأغنية إديث بياف من الطبقة الأولى لبرج إيفل، مطلقة ذلك الصوت العملاق ليصل كل أنحاء باريس وعبرها للعالم. في أدائها المبهر تحدت ديون مرضها النادر المعروف باسم «متلازمة الشخص المتيبّس»، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية لا علاج شافٍ له. وقد دفعها ذلك إلى إلغاء عشرات الحفلات حول العالم خلال السنوات الأخيرة.

سيلين ديون وأداء عملاق (أ.ف.ب)

وعلّق رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على إطلالة سيلين ديون في افتتاح الأولمبياد، معتبراً عبر منصة «إكس» أنها «تخطت الكثير من الصعاب لتكون هنا هذه الليلة. سيلين، من الرائع أن نراكِ تغنّين مجدداً».