لون أخضر غامض يغطي قناة مياه القنال في البندقية

القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)
القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)
TT

لون أخضر غامض يغطي قناة مياه القنال في البندقية

القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)
القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ب)

تسبَّب سائل أخضر لامع اللون بالقناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية، في إحداث ضجة بالمدينة المائية الإيطالية. وسطعت المياه بالقرب من جسر ريالتو، بشكل مفاجئ، بلون أخضر، من دون تفسير أوليّ.

وقالت فرقة الإطفاء الإيطالية إنه جرى أخذ عيّنات، مع وكالة «أربا للحماية البيئية»؛ لفحصها. وتنتشر التكهنات بشأن سبب تغير لون المياه، حول جسر ريالتو الشهير. وتتراوح النظريات، من إطلاق الصبغة، إلى احتجاج نشطاء البيئة، وفق ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

ودعا حاكم فينيسيا، على الفور، لعقد اجتماع طارئ مع الشرطة؛ للتحقيق في الواقعة. ووفقاً لتقاريرَ إعلامية، لم تفترض السلطات، بشكل أولي، أن السائل خطير.

ونقلت «بي بي سي» عن صحيفة «لا ريببليكا» الإيطالية اليومية، تصريحات لماوريتسيو فيسكو، من «الوكالة الإقليمية لحماية البيئة»، بأن التحليل المبكر أشار إلى أن البقعة الخضراء كانت، على الأرجح، ناتجة عن إطلاق مادة الفلوريسين؛ وهي صبغة غير ضارّة تُستخدم عادة لتتبُّع تدفق المياه.

القناة الكبرى الشهيرة في مدينة البندقية بإيطاليا تتحول للون الأخضر (أ.ف.ب)

واستذكر بعض سكان المدينة عام 1968، عندما قام الفنان نيكولاس جارسيا أوريبورو، من الأرجنتين، بتلوين مياه قناة وسط المدينة باللون الأخضر؛ لجذب الانتباه إلى تلوث المياه، وفق ما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية». ونظراً لظهور كثير من الناشطين بمجال المناخ في إيطاليا، بحملاتهم الملوَّنة، هناك شبهات أيضاً بأن يكون ذلك احتجاجاً، لكن لم يعلن أحد في البداية مسؤوليته.

وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن الشرطة المحلية كانت تفحص الدوائر التلفزيونية المغلقة؛ لتحديد ما إذا كان الإفراج قد يكون حيلة لتتزامن مع سباق فولغالونجا للسباق، في نهاية هذا الأسبوع.



اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
TT

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)
هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

يعزف الموسيقي اللبناني ألان برجي على أكثر من 15 آلة؛ فإضافة إلى الناي (فلوت دي بان) والبيانو والغيتار، تُحرّكه أيضاً آلات الكاليمبا والبانغو والأورغ. وفي لقاء تلفزيوني استضافه مؤخراً، لفت المُشاهد ببراعته في العزف على الناي والأكورديون.

آلته المفضَّلة البيانو، علماً بأنه يسعى دائماً إلى تعلُّم العزف على آلات غير معروفة. يقول: «إنه من الآلات التي تُوسّع فكر الإنسان وتُسهم في تطوّره بالتوزيع والأبعاد الموسيقية».

أما الأكورديون فيعدّه من الآلات التي يصعب العزف عليها: «تقنيته تختلف عن آلات أخرى، وعلى الراغب في تعلُّم العزف عليه إدراك كيفية استعمال أنامل يده اليسرى. فأزرار إيقاعاته الأساسية مُصمَّمة على ناحية اليسار».

يروي لـ«الشرق الأوسط» أن التحاقه بعالم الموسيقى جاء بعد تعمُّق: «عالمٌ لا يرتكز على تعلُّم النوتات الموسيقية فحسب، وإنما تكمن أهميته بمدى التفاعل مع الموسيقى من دون حدود. بحثتُ عن طريق يخرجني من صندوق الموسيقى التقليدية، وأدركتُ أنه بالعلم وحده لا أستطيع التطوّر. كنتُ أجد الموسيقى مجرّد وسيلة تسلية، فترافقني في جلساتي مع الأصدقاء والأصحاب. بعدها نضجت موهبتي لتشمل أكثر من آلة رحتُ أكتشفها بنفسي».

يعزف على نحو 15 آلة مختلفة (صور ألان برجي)

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل»، ويقول: «الموسيقى تُحرّكني، ووجود الآخر الذي يُصغي، يُحفّزني». حوّل غرف منزله نماذجَ لبلدان عدّة، فيوضح: «أقسامه خصّصتها لبلدان أحبّها، فيحضر قصر فرساي في باريس مثلاً، كما خصّصتُ إحدى غرفه لمدن الوسترن الأميركية، وأعددتُ غرفة خاصة تُشبه المطعم أستقبل فيها زبائن لا يزيد عددهم على 10 أشخاص. إنه عالمي الذي أركن إليه، والموسيقى تطبعه، فيعبُق بأنغام البيانو والأكورديون وغيرهما».

يتابع بأنّ الموسيقى نادته منذ كان في سنّ الـ11: «لا أحبّذ التمارين، فالألحان تولد معي ارتجالياً من دون التخطيط المسبق لها». ورغم موهبته اللافتة، يفضّل البقاء في الظلّ، فهو أحد الهاربين من الشهرة: «عدو الإنسان: السلطة والمال والشهرة. في مرحلة ما، لامستني الأخيرة ووقعتُ في فخّها، لكنني تخلّصت منها. أفضّل القناعة؛ المسار الحقيقي للسلام مع الذات».

يصف موسيقى اليوم بالتجارية، وأصحابها يلهثون خلف الربح: «لستُ أعمِّم، لكنّ معظم الموسيقيين يفكرون بهذه الطريقة. نفتقد حالياً مظاهر الموسيقى التي رافقتنا في الصغر. فلا حماسة لولادة أغنية جديدة، ولا نلهث للحصول على أسطوانة قبل الآخرين كما اعتدنا أن نفعل. كانت أياماً مفعمة بالبركة والخير، فقضى المجتمع الاستهلاكي عليها. صرنا مجرّد آلات (روبوت) تواكب العصر».

يعزف على نحو 15 آلة مختلفة (صور ألان برجي)

موسيقاه خليط من الغربي والشرقي، فيُعلّق: «لا أحصر نفسي بنمط، وعندما أعزف، أترك لإحساسي حرية الاختيار. البعض يراني أسير بعكس التيار. لكنني، ببساطة، لا أحب الرضوخ لعالم خالٍ من القيم يفتقد الروح. استطعتُ التحرّر من تفاهة الحياة؛ ومع الموسيقى تبدو أجمل».

يستفزّه التقليد اليوم على الساحة الفنّية: «كثيرون ينسخون أعمالاً سبق أن لاقت النجاح. ففرصُ الخلق والإبداع قلّت. وعندما يستعيرون أغنية معروفة، تتراءى بوضوح مشاعرهم الزائفة. تخيّلي أن يغنّي أحدهم للراحل جاك بريل (لا تتركيني Ne me quitte pas)، وهو يبتسم! الأغنية حزينة، فيها معاني الشوق والحنين، ومع ذلك تُقدَّم بقالب لا يشبهها».

يعتب ألان برجي على عدم تمتُّع الموسيقيين الحقيقيين بالتقدير: «مهما بلغ الموسيقيّ من إمكانات وقدرات، فزمننا لا يبالي به إلا إذا نال الشهرة. الأسوأ أنها شهرة ترتكز على أرقام المتابعين ووهم مواقع التواصل». وهو حقَّق الاختلاف في آلة الناي (فلوت دي بان) التي ابتكرها من الرصاص. يختم بإيجاز قصتها: «قصدتُ بلدة عرسال الشمالية بُعيد عملية (فجر الجرود) التي قضى خلالها الجيش اللبناني على معقل الإرهاب. فكّرت بتكريمه على طريقتي. لملمتُ رصاص الأسلحة عن الأرض، وحوّلته إلى آلة نفخ، عزفتُ عليها النشيد الوطني اللبناني».