«يونيو المتقدة» تعود إلى متحفها اللندني

يصنع الرسومات أولا ثم يدرس الألوان (منزل لايتون)
يصنع الرسومات أولا ثم يدرس الألوان (منزل لايتون)
TT

«يونيو المتقدة» تعود إلى متحفها اللندني

يصنع الرسومات أولا ثم يدرس الألوان (منزل لايتون)
يصنع الرسومات أولا ثم يدرس الألوان (منزل لايتون)

أخيراً عادت لوحة «يونيو المتقدة»، التي تُعدّ من أكثر اللوحات البريطانية المعروفة رومانسيةً وتعبيراً عن الصيف، إلى موطنها في دار عرض لندنية، حيث تخيّل الرسام فريدريك لايتن لوحته منذ نحو 130 عاماً، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

والآن، مع ارتفاع درجات الحرارة، في الفترة التي تسبق يونيو (حزيران)، حصل، فجأةً، المتحف المُقام في المنزل السابق للفنان، على النسخة الأولى الأصغر من العمل المشهور عالمياً، والتي رسمها لايتن في عام 1894.

إلى ذلك، قال دانيال روبينز، كبير أمناء المتحف: «بلا شك، فإن لوحة يونيو المتقدة هي اللوحة الأكثر تأثيراً من بين جميع أعمال لايتن على الإطلاق. جَرَت الإشارة إلى اللون القوي من قِبل النقاد في ذلك الوقت، لكن لم يكن أيّ منهم يتوقع في ذلك الوقت أن اللوحة ستستمر في إثارة كل هذا الضجيج».

كان لايتن قد رسم لوحته «يونيو المتقدة»، قرب نهاية حياته، وكانت من بين آخِر ما قدَّم للعروض الصيفية للأكاديمية الملكية.

وفي هذا السياق قال روبينز: «لقد علمنا لايتن دائماً أنه كان يعمل بطريقة منهجية منظمة، فقد كان يصنع الرسومات أولاً، ثم يدرس الألوان الزيتية للحصول على توازن اللون، وتناغم الصورة بشكل صحيح». وأضاف: «عادةً ما استمر في رسم اللوحة الكاملة، مع انحراف ضئيل جداً، لكن في هذه اللوحة يمكننا أن نرى أنه فكّر لاحقاً في وضع جزيرة صغيرة في الخلفية، كما قام بتغيير شكل المظلة فوق الشخص المتكئ. من المؤكد أن اللوحة الصغيرة عكست حيوية ولون العمل النهائي».

واستطرد روبينز قائلاً: «جرى رسم جميع أعمال لايتن، خلال فترة نضجه الفني في الاستوديو في الطابق الأول من المنزل. وقبل وفاته في عام 1896، سلَّم صديقَه جورج هينشل دراسة عمل (يونيو المتقدة). ولم يمرّ على اللوحة سوى ثلاثة مالكين منذ ذلك الحين».

اللوحة الكاملة، التي جرى الانتهاء منها في عام 1895، والمملوكة منذ عام 1963 لـ«متحف بونس للفنون» في بورتوريكو، معروضة حالياً في «متحف متروبوليتان للفنون» في نيويورك.

يُذكَر أن اللوحة اجتذبت جمهوراً كبيراً، عندما استعارها المتحف اللندني قبل سبع سنوات.


مقالات ذات صلة

فتح «الدرج العظيم» أمام الجمهور بالمتحف المصري الكبير

يوميات الشرق تمثال رمسيس يتصدر البهو العظيم (الشرق الأوسط)

فتح «الدرج العظيم» أمام الجمهور بالمتحف المصري الكبير

أعلنت إدارة المتحف المصري الكبير عن افتتاح الدرج العظيم بالمتحف وإضافته للزيارة، في إطار التشغيل التجريبي للمتحف بداية من 1 ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق لوحة سيزان «وعاء الفواكه والزنجبيل» أثناء عرضها بمقر دار كريستيز في نيويورك (إ.ب.أ)

متحف سويسري في ضائقة مالية يبيع 3 لوحات لسيزان مقابل 53 مليون دولار

بيعت 3 لوحات لبول سيزان من مجموعة متحف لانغمات بسويسرا (قالت مؤسسة متحف لانغمات إنها اضطرت لبيعها لتجنب الإفلاس)، بمبلغ 52.5 مليون دولار، مع رسوم المشتري، في…

كاثرين هيكلي (جنيف)
يوميات الشرق العلماء يدرسون «بينو» لاكتشاف ما إذا كانت الكويكبات جلبت إلى الأرض الكربون والماء (أ.ف.ب)

عيّنة من الكويكب «بينو» تحت أنظار زوار متحف في واشنطن

في غرفة هادئة داخل متحف في واشنطن، تُركّز الكاميرات والهواتف المحمولة على قطعة صخرية صغيرة قد تبدو غير مهمّة، لكنها في الواقع عيّنة من الكويكب «بينو».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المعرض أصبح وجهة للراغبين في التعمّق بتفاصيل السيرة النبوية (الشرق الأوسط)

استضافة الرباط لمعرض ومتحف السيرة النبوية بمقر «إيسيسكو» تُمدَّد عاماً

مدَّدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) استضافة المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، الذي يحتضنه مقرّها الرباط.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
يوميات الشرق القاعة رقم 43 بالدور العلوي من المتحف المصري  بالتحرير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض يحتفي بأدوات الأرشفة والتوثيق القديمة بالمتاحف المصرية

داخل القاعة رقم 43 بالدور العلوي من المتحف المصري بالتحرير، يُحتَفى بأدوات التصوير المستخدمة في أرشفة مقتنيات المتاحف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الدورة الـ21 لـ«مهرجان أبوظبي»... «إرادة الأمل» بالفن والمحاولات

فرقة الباليه الصينية تقدّم عروضاً في المهرجان (الجهة المنظّمة)
فرقة الباليه الصينية تقدّم عروضاً في المهرجان (الجهة المنظّمة)
TT

الدورة الـ21 لـ«مهرجان أبوظبي»... «إرادة الأمل» بالفن والمحاولات

فرقة الباليه الصينية تقدّم عروضاً في المهرجان (الجهة المنظّمة)
فرقة الباليه الصينية تقدّم عروضاً في المهرجان (الجهة المنظّمة)

بشعار «إرادة الأمل»، تستعدّ الدورة الـ21 لـ«مهرجان أبوظبي» للانطلاق. يحتفل برنامجها بعروض الباليه، والموسيقى الكلاسيكية، والجاز، والأوبرا، والأمسيات العربية التقليدية، ويخصّص لفلسطين النازفة جزءاً من عائدات بيع تذاكره، ضمن حملة «تراحم من أجل غزة»، بالتعاون مع «الهلال الأحمر الإماراتي».

الصين ضيفة شرف مهرجان يسعى سنوياً إلى الفرادة. في الزمن الصعب، يشاء بإطلاقه شعار «إرادة الأمل»، عناق الروح الموجوعة، بقدرة الفن على إعلاء الإيجابية والأخوّة الإنسانية.

الدورة الحالية للمهرجان تحتفي بالأوركسترا الصينية (الجهة المنظّمة)

قُبيل الانطلاق في يناير (كانون الثاني) المقبل، تنهمك مؤسِّسة «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون»، المؤسِّسة والمديرة الفنية لـ«مهرجان أبوظبي» هدى إبراهيم الخميس، بالحرص على التفاصيل. تقول: «يفتتح المهرجان عقده الثالث بإعلان برنامج دورته لعام 2024، تحت شعار (إرادة الأمل)، حاملاً رسالة تمكين الثقافة والفنون لترسيخ قيم التنوير والسلام، بإرادة لا تُقهر».

تُجدّد الالتزام بتقديم المهرجان روائع الأعمال العالمية، من أعمال التكليف الحصري والإنتاج المشترك، على مسارح أبوظبي، وللمرة الأولى في العالم العربي، مع فرقة الباليه الصينية ضمن العرض المبتكر «السنة الصينية الجديدة»، رائعة باليه «كسارة البندق»، أحد أعمال تشايكوفسكي الأكثر شهرة.

لأنّ جرح فلسطين عميق جداً، تضيف: «نخصص جزءاً من عائدات التذاكر لدعم شعب غزة، والمساهمة في رفع المعاناة عنه، وتخفيف حدّة الأزمة الإنسانية التي يواجهها».

العازف بابلو فيرانديز المُلقَّب بـ«عبقري التشيلو الجديد» (الجهة المنظّمة)

«السنة الصينية الجديدة»: فرقة الباليه الوطنية

ضمن برنامج العروض؛ الموعد في قصر الإمارات يومَي 26 و27 يناير (كانون الثاني) المقبل، بعرض «كسارة البندق» لتشايكوفسكي، تُقدّمها فرقة الباليه الصينية، التي قدَّمت، منذ تأسيسها عام 1959، قائمة من فنانين كبار تألّقوا باستعادة أعمال الباليه الروسية العريقة. يوصّف المهرجان العرض: يبدأ بمشهد مذهل في أرض المعبد ببكين، حيث يستعد الناس للاحتفال بالعام الجديد بالأقنعة والفوانيس الورقية. تستمر الرحلة إلى الأراضي الخيالية لمملكة طائر الكركي، ومملكة البورسلين، حيث تجتمع الطيور والوحوش والنمور الصغيرة، لأداء رقصات المراوح الرشيقة والدوامات الدوارة، والسبائك الذهبية المتلألئة، وصولاً إلى نهاية مشوّقة آسرة بالمفرقعات والألعاب النارية.

يامن سعدي من ضيوف هذه الدورة (الجهة المنظّمة)

أمسية أوبرا بوتشيني بعد قرن على غياب جياكومو بوتشيني

يحتفل القصر عينه في 31 يناير بالذكرى المئوية لرحيل مؤلّف الأوبرا العالمي جياكومو بوتشيني، بتقديم أوركسترا مهرجان بوتشيني في توري ديل لاغو، بقيادة المايسترو البريطاني جان لاثام كونيغ، ومشاركة السوبرانو فيديريكا غويدا ومونيكا كونيسا، والتينور فينتشنزو كوستانزو، مع فرقة الأوركسترا التي تُعدّ من الأبرز عالمياً، وسبق لها أن جمعت كبار فناني الأوبرا من إيطاليا واليابان والصين، وجالت في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، لتقدم فعاليات خاصة، منها ماراثون بوتشيني في اليابان مع أوبرا «السيدة الفراشة» بطوكيو، وكوبي وناغازاكي، وأوبرا «توراندوت» ببكين.

بابلو فيرانديز وكامازي واشنطن

ضمن البرنامج، تستضيف القاعة الزرقاء في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، يوم 1 فبراير (شباط) المقبل، العرض العربي الأول للعازف بابلو فيرانديز المُلقَّب بـ«عبقري التشيلو الجديد»، فيقدّم مشهدية مؤثرة لعشّاق الموسيقى الكلاسيكية.

بالعودة إلى قصر الإمارات، يطلّ عازف الساكسفون كامازي واشنطن في 3 فبراير، ضمن عرض يعيد تعريف حدود موسيقى الجاز من خلال نهج متطوّر وارتجالي، يستمده من التأثيرات الموسيقية المتنوّعة، فيدعو الجمهور لتجربة موسيقية لا تُنسى.

إقامة فنية وحفل مع ليا تزو

في 9 فبراير، تعمل عازفة الكمان ليا تزو، البالغة 17 عاماً، بتكليف من المهرجان، مع 30 موسيقياً شاباً في الإمارات، خلال إقامة إبداعية مدّتها أسبوع، تُتوّج بحفل لها، يرافقها الموسيقيون والطلبة الموهوبون.

بريتي يندي، فرانشيسكو ديمورو، ويامن سعدي

أيضاً، يقدّم المهرجان في المسرح الأحمر بمركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي يوم 11 فبراير، عرضاً غنائياً يتضمّن مقتطفات من أعمال دونيزيتي، فيردي، بيليني، وغونود، تؤدّيها السوبرانو بريتي ييندي والتينور فرانشيسكو ديمورو، برفقة عازف البيانو الشهير فينتشينزو سكاليرا.

أما يامن سعدي، فيقدّم برفقة عازفة البيانو جوليان كوينتين، عرضاً يجمع بين مهارة الأداء والشعر الغنائي والتعابير الموسيقية، على المسرح عينه في 13 فبراير.

ثنائي البيانو الأخوان لوكاس وآرثر جوسن (الجهة المنظّمة)

لوكاس، وآرثر جوسن، ولورانس براونلي

في 19 فبراير، سيجمع أداء ثنائي البيانو الأخوين لوكاس وآرثر جوسن، بين أعمال لموزارت، شومان، ويدمان، ديبوسي، ورخمانينوف، ليتيحا فرصة قضاء أمسية مميزة. أما في 25 منه، فيقدّم المهرجان العرض العربي الأول لنجم الأوبرا العالمي لورانس براونلي، برفقة عازف البيانو فابيو سينتاني.

كيريل غيرستين والشيخ محمود التهامي

بدوره، يقدّم عازف البيانو كيريل غيرستين أعمال شوبان، فوري، بولينك، ليزت، شومان، وجودوفسكي، على خشبة المسرح الأحمر في مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، يوم 27 فبراير، ليقدّم شيخ المنشدين في مصر محمود التهامي، عمل «بنات النجار» الذي يُبرز دور المنشدات في تاريخ الإسلام، فتؤدّي مجموعة من 30 منشدة قصائد شهيرة من تراث الإنشاد في مصر، والسودان، وتونس، والمغرب العربي. تتضمّن الأمسية عمل «أنين العاشق» الذي يجسّد الأصالة الإنشادية.

أوركسترا الصين الوطنية السيمفونية

إلى قصر الإمارات مجدداً، حيث الختام مع أوركسترا الصين السيمفونية، التي تأسّست عام 1996، وقدّمت روائع الكلاسيكيات الغربية والموسيقى الصينية، ضمن عروضها المحلية في أنحاء البلاد، والعالمية في اليابان وماليزيا وإسبانيا.


رحيل المنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي

الموت يغيب ناهد فريد شوقي (حساب ابنتها على فيسبوك)
الموت يغيب ناهد فريد شوقي (حساب ابنتها على فيسبوك)
TT

رحيل المنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي

الموت يغيب ناهد فريد شوقي (حساب ابنتها على فيسبوك)
الموت يغيب ناهد فريد شوقي (حساب ابنتها على فيسبوك)

غيب الموت، الأحد، المنتجة المصرية ناهد فريد شوقي، ابنة الفنان الكبير الراحل فريد شوقي والفنانة هدى سلطان عن عمر ناهز 73 عاماً، ونعى عدد كبير من الفنانين المنتجة الراحلة من بينهم دنيا سمير غانم التي نشرت صورة للراحلة تجمعها بابنتها ناهد السباعي، وعلقت عليها قائلة: «البقاء لله المنتجة ناهد فريد شوقي خالص التعازي لابنتها الزميلة والصديقة العزيزة ناهد السباعي، وأختها الصديقة العزيزة رانيا فريد شوقي، ربنا يصبركم يا رب»، كما نعتها الفنانة بشرى عبر حسابها على «فيسبوك»: «مع السلامة يا ناهد هتوحشينا».

وقدمت المنتجة الراحلة المولودة عام 1950عدة أعمال فنية من خلال شركة الإنتاج الخاصة بها، على غرار فيلم «هيستريا» الذي أخرجه عادل أديب، وقام ببطولته الفنان أحمد زكي عام 1998، وفيلم «من نظرة عين» للفنانة منى زكي، و«اللعبة الأمريكاني»، كما عملت مشرفة على الإنتاج ومنتجة منفذة في عدد من المسلسلات منها «لن أعيش في جلباب أبي»، و«لقمة القاضي»، و«نونة الشعنونة»، و«امرأة آيلة للسقوط».

المنتجة الراحلة مع ابنتها ناهد السباعي (حساب ابنتها على فيسبوك)

ووصفها الناقد المصري طارق الشناوي بـ«السيدة العظيمة»، مضيفاً عبر حسابه على «فيسبوك»: «راهنت على الإبداع في زمن (السبهللة)... ابنة (الملك) فريد شوقي، و(الأسطورة) هدى سلطان، وخالها الموسيقار العظيم محمد فوزي... غادرتنا قبل قليل وقفت دائماً على الحافة؛ حافة الخطر، أنفقت كل ما لديها على الفن، وكادت تدفع ثمن جرأتها بالسجن».

وأضاف: «رغم أنها صرفت أكثر مما تملك من أموال، فإنها لم تعرف سوى المغامرة. حكت لي كثيرا عن المسكوت عنه في علاقة هدى سلطان بفريد شوقي، وكيف امتدت لما بعد الطلاق، لديّ كثير لأرويه، لكنني لم أستأذنها في النشر، يوماً ما سأكتب عما يجوز نشره من دون استئذان».

ونشرت ابنتها ناهد السباعي صورتها مع والدتها ناهد فريد شوقي عبر حسابها على «إنستغرام»، وعلقت قائلة: «توفيت أمي وكل حياتي»، وهو ما علقت عليه الناقدة ماجدة خير الله، قائلة عبر حسابها على «فيسبوك»: «قلبي مع الفنانة الشابة ناهد السباعي فقد كانت شديدة الالتصاق بأمها ناهد فريد شوقي، وكانت تتراجع عن الزواج في اللحظات الأخيرة حتى لا تبتعد عنها، كانتا مثل توأمين ملتصقين».

ناهد فريد شوقي قدمت عدة أعمال فنية (حساب ابنتها على فيسبوك)

وأضافت «قابلتهما معاً، منذ عامين في مهرجان أسوان لأفلام المرأة، في ندوة لتكريم المنتجة الكبيرة الراحلة ناهد فريد شوقي، وكانت تتمتع وقتها بكامل لياقتها الذهنية والصحية وتتحدث بوعي عن مشاكل الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، تلك المشاكل التي أوقفتها عن استكمال دورها منتجة».

وتمنت خير الله أن «تستطيع ناهد السباعي التعايش مع أزمة فراق أقرب الناس إليها، وتنهمك في العمل وتفكر بشكل مختلف في مستقبلها الفني، لا سيما أنها تتمتع بالموهبة والحضور، فقد حصلت على جائزه تمثيل عن دورها الصعب في فيلم (يوم للستات)، ولعبت دوراً شديد التميز في مسلسل (منورة بأهلها)».


تطوير طريقة لإعادة تدوير ركام المباني

الدكتور علي أكبر غلامبور يعرض الخليط المعاد تدويره من ركام المنازل (جامعة فلندرز)
الدكتور علي أكبر غلامبور يعرض الخليط المعاد تدويره من ركام المنازل (جامعة فلندرز)
TT

تطوير طريقة لإعادة تدوير ركام المباني

الدكتور علي أكبر غلامبور يعرض الخليط المعاد تدويره من ركام المنازل (جامعة فلندرز)
الدكتور علي أكبر غلامبور يعرض الخليط المعاد تدويره من ركام المنازل (جامعة فلندرز)

أعلن باحثون في أستراليا، تطوير طريقة لإعادة تدوير ركام المنازل، يمكن أن تسهم في تقليل الانبعاثات الدفيئة. وأوضحوا أن الطريقة الجديدة تعتمد على إعادة تدوير الركام الخشن لإنتاج خرسانة قوية ومتينة بعد إضافة كمية صغيرة من الغرافين. ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «ريسورسز كونسيرفيشن آند ريسايكلينغ».

ووسط أنقاض الزلازل الكبيرة أو الحروب أو غيرها من الكوارث، ومع استبدال المباني والبنية التحتية القديمة، غالباً ما تُنقل جبال من الخرسانة إلى مكبّ النفايات أو تُحوّل إلى أنقاض لبناء الطرق.

وعكف الباحثون على إيجاد طريقة لتحسين جودة الركام الخرساني المعاد تدويره عبر إضافة مادة الغرافين إليها، وحسب اعتقادهم، فإن هناك حاجة ماسّة لمثل هذه الأساليب في إدارة النفايات، إذ من المتوقع أن ترتفع منتجات نفايات الهدم والبناء إلى ما يقرب من 2.6 مليار طن بحلول عام 2030 على مستوى العالم.

وفي الوقت نفسه، يزيد إنتاج الخرسانة من تغير المناخ مع مساهمته في انبعاثات الغازات الدفيئة التي تتمثل في غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل أساسي، مما يزيد من التأثيرات البيئية.

ويعود السبب الرئيسي لانبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن إنتاج الخرسانة إلى عملية إنتاج الإسمنت، وهو المكون الرئيسي للخرسانة، حيث يُنتَج الإسمنت عن طريق تسخين الحجر الجيري والطين في أفران بدرجات حرارة مرتفعة للغاية، وينتج عن هذه العملية تفاعل كيميائي يطلق ثاني أكسيد الكربون.

وأضافوا أن طريقتهم الجديدة هذه تكتسب شعبية كل يوم مع اكتشاف رواسب الغرافين الجديدة واستخراجها، مما يؤدي إلى انخفاض سعر تلك المادة الخام مع استمرار ارتفاع تكلفة الإسمنت والركام.

واختبروا النتائج بعد إضافة محلول الغرافين إلى الركام المعاد تدويره لإنتاج خرسانة يُحتمل أن تكون متفوقة على الركام المعاد تدويره غير المعالج في الخلائط القائمة على الإسمنت.

ووجد الباحثون أن طريقتهم ستلعب دوراً حيوياً في تحسين جودة وأداء الركام الخرساني المعاد تدويره، مع تقليل البصمة البيئية.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة، وكبير المحاضرين في الهندسة المدنية والإنشائية بجامعة «فلندرز» الأسترالية د.علي أكبر غلامبور: «إن نجاح الطريقة الجديدة يمكن أن يساعد أيضاً في تلبية الطلب المتنامي على مواد البناء حول العالم».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «قد يكون تصنيع هذا الشكل الجديد من الركام الخرساني المُعاد تدويره أكثر تكلفة في الوقت الحالي، ولكن عند النظر في دورة حياة المواد، فإن التكاليف ستنخفض بسرعة مستقبلاً».


«أسبوع السينما الفلسطينية» في القاهرة يُذكّر بمعاناة «أصحاب الأرض»

مشهد من فيلم «غزة مونامور» (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «غزة مونامور» (الشرق الأوسط)
TT

«أسبوع السينما الفلسطينية» في القاهرة يُذكّر بمعاناة «أصحاب الأرض»

مشهد من فيلم «غزة مونامور» (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «غزة مونامور» (الشرق الأوسط)

يواصل أسبوع «السينما الفلسطينية»، الذي يتضمن عرض 6 أفلام روائية ووثائقية ورسوم متحركة تُسلط الضوء على معاناة «أصحاب الأرض»، عروضه في سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة).

جانب من مناقشات عرض فيلم الافتتاح (صندوق التنمية الثقافية)

وأفلام الأسبوع هي «تحت الركام»، و«غزة مونامور»، و«شيرين أبو عاقلة»، و«العنصرية»، و«كريم حُراً»، و«البرج».

وفي حين يتناول فيلم «كريم حُراً»، الذي يركز على قضية معاناة الأسرى الفلسطينيين بشكل عام، قصةَ خروج الأسير كريم يونس من اعتقاله في السجون الإسرائيلية بعد 40 عاماً، فإن الفيلم الوثائقي «شيرين أبو عقلة» يرصد جانباً من مسيرة الإعلامية الفلسطينية الراحلة، ولحظة استهدافها خلال أداء عملها في تغطية الأحداث.

وتدور أحداث فيلم «غزة مونامور»، المستوحى من أحداث واقعية، حول قصة حب تجمع بين صياد ستيني وجارته في السوق، في حين يدخل بمشكلات بعد عثوره على تمثال أثري.

وتتناول أحداث فيلم الرسوم المتحركة «البرج» قصة فتاة، تعيش في مخيم لاجئين، تتعرف على عائلتها وتاريخها من خلال قصص الأجيال السابقة من اللاجئين.

«اختيار الأفلام الستة استغرق نحو 6 أسابيع»، وفق الناقدة السينمائية شاهندة محمد علي، المبرمجة المسؤولة عن اختيار الأفلام، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «اقتراح الفكرة والبدء في العمل عليها جاءا بعد اندلاع (حرب غزة) بأسبوع تقريباً»، مشيرة إلى أنها «تواصلت مع مختلف شركات توزيع الأفلام العربية في مصر لمعرفة الأفلام التي لديهم ويمكن عرضها ضمن فعاليات الأسبوع».

ووفق مبرمجة «أسبوع السينما الفلسطينية» فإنها «شاهدت لدى إحدى الشركات 25 فيلماً تمتلك حق توزيعها بالفعل، واستقرت على اختيار 3 منها، وعندما تواصلت مع مكتب هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية الموجودة في القاهرة، رشح لها المخرج الفلسطيني فايق جرادة أفلاماً أخرى لتُعرض ضمن الفعاليات لتختار منها الأفلام الثلاثة الأخرى التي سيشاهدها الجمهور»، لافتة إلى «أنها راعت بالأفلام المختارة تقديمها جوانب مختلفة عن القضية الفلسطينية».

ورغم الدعم الذي تلقته المبرمجة المصرية من فايق جرادة، الذي يعرض فيلمه الوثائقي الطويل «العنصرية» ضمن برنامج الأسبوع، فإنه شدّد على عدم حضوره عرض الفيلم رغم إقامته في القاهرة، مبرراً ذلك بقوله: «أفضّل عدم المشاركة والتفاعل في وقت لا تزال بلادي تتعرض فيه للعدوان الإسرائيلي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أساعد القائمين على فعاليات الأسبوع للتواصل مع صناع الأفلام من أجل عرض كلمات مصورة لهم خلال عرض أعمالهم».

وينظم الأسبوع السينمائي بالتعاون بين «صندوق التنمية الثقافية»، التابع لوزارة الثقافة المصرية، و«المركز القومي للسينما»، وتعقبه ندوات بمشاركة عدد من السينمائيين، منهم مدير التصوير سعيد شيمي، والمخرجة هالة جلال.

أفيش فيلم «من تحت الركام» (المخرجة)

وأدار ندوة الفيلم الوثائقي الطويل «من تحت الركام»، الذي افتتح الأسبوع، الناقد عصام زكريا الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن تنظيم (أسبوع السينما الفلسطينية) في القاهرة، يعد أحد أشكال الدعم التي تقدّم للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها»، مؤكداً أن «الأفلام المختارة توثق وترصد مراحل وجوانب مختلفة من معاناة هذا الشعب».

وقررت المخرجة الأسترالية آن سوليس، توثيق جانب من معاناة سكان غزة إثر رؤيتها تداعيات القصف الإسرائيلي المتكرر للقطاع المنكوب. وركزت المخرجة في فيلمها على شهادات الأطفال الذين عاشوا تجارب الحرب.

وتؤكد المبرمجة المسؤولة عن إدارة الفعاليات حرصها على «إجراء مناقشات بشكل غير تقليدي من خلال استضافة نقاد لإدارة الندوات، ومشاركة مخرجين ومديري تصوير في المناقشات مع الجمهور لتكون بمنزلة جلسات غير تقليدية تسلط الضوء على جوانب عدة في حياة الشعب الفلسطيني، وهو ما يظهر أيضاً من تنوع مضمون الأفلام المختارة».

الملصق الدعائي للأسبوع (صندوق التنمية الثقافية)

ويعدّ زكريا أن «ما يميز السينما الوثائقية قدرتها على التوثيق في ظل الأخبار المتسارعة التي تختفي في اليوم التالي لحدوثها، بينما توثق الأفلام الروائية الأحداث بشكل مختلف، إذ تمكّن من مشاهدة ما حدث ورصده بعد سنوات».


يورغن بوديتس لـ«الشرق الأوسط»: أظهرتُ بشاعة الحروب وعرّفتُ بالأماكن المنسيّة

‎⁨المصوّر العراقي لطيف العاني في مشهد من الفيلم (صور المخرج)⁩
‎⁨المصوّر العراقي لطيف العاني في مشهد من الفيلم (صور المخرج)⁩
TT

يورغن بوديتس لـ«الشرق الأوسط»: أظهرتُ بشاعة الحروب وعرّفتُ بالأماكن المنسيّة

‎⁨المصوّر العراقي لطيف العاني في مشهد من الفيلم (صور المخرج)⁩
‎⁨المصوّر العراقي لطيف العاني في مشهد من الفيلم (صور المخرج)⁩

للعراق وجهٌ خفيٌّ، يظهر بوضوح في أرشيف المصوّر لطيف العاني، الذي التقط صوراً لبلده طوال 30 عاماً. حين بلغ الـ86، سافر بحثاً عن أشخاص وأماكن صوَّرها في الماضي. هذه باختصار قصة الوثائقي «جمال العراق الخفي» الذي يُعرض حالياً في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» بجدة، ضمن عرضه الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

يقول العاني في الشريط: «العراق هو البلد الوحيد الذي يُعدّ ماضيه أفضل من حاضره»، ثم يأخذ المشاهدين، عبر هذا الوثائقي العاطفي، في رحلة إلى داخل بلاده المنكوبة بحثاً عن موضوعات صوّرها، فيشارك أرشيفه الفريد، وقصصه مع عراقيين لا يصدّقون أنّ بلدهم الجميل بعدسته، هو نفسه ما رأوه بعيونهم الحزينة.

يُظهر الفيلم الذي صوّره طوال 5 سنوات، وجه العراق قبل الحروب، وهو أشبه بشهادة عاطفية لأهم مصوِّر في تاريخ هذا البلد؛ عاش تفاصيله بصور نادرة، فشكّلت أرشيفاً فريداً من الخمسينات إلى السبعينات.

«بوستر» الفيلم (صور المهرجان)

الأماكن العراقية المنسيّة

لافتٌ أنّ الفيلم من إنتاج وكتابة وإخراج مخرج بلجيكي هو يورغن بوديتس، فيوضح في حديث خاص مع «الشرق الأوسط» أنه تعرّف إلى أعمال لطيف العاني من خلال كتاب لدى صديقه العراقي، ضمَّ صوراً مذهلة عن مكان لم يره في حياته. ويضيف: «في أوروبا، حين نشاهد نشرات الأخبار، نرى فقط الكوارث والمشكلات في البلدان العربية. عندما عاينتُ صور العاني، وجدتها ممتازة وكاملة. تواصلتُ معه، وطرحت عليه فكرة إعداد الفيلم، في مغامرة رائعة حاولنا من خلالها إظهار الأماكن العراقية المنسيّة».

ويشير بوديتس إلى أنّ لقاءه العاني كان في العام عينه الذي حصد فيه جائزة «الأمير كلاوس» المرموقة (2015)، التي تمنحها العائلة المالكة الهولندية سنوياً. ويتابع: «بعد هذه الجائزة، بدأ الإعلام الأوروبي يهتمّ بالعاني، وأردتُ بدوري فهم لماذا تغيّرت الأمور في العراق خلال 17 عاماً، فاختلف البلد كثيراً».

المخرج البلجيكي يورغن بوديتس خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)

60 يوماً في 5 سنوات

بسؤاله عن رحلته الطويلة التي استغرقها إعداد الفيلم، يعزو ذلك إلى الجهد البحثي وتحدّيات الميزانية، ويضيف: «لم أرغب بإنجاز وثائقي قصير، بل أردتُ فيلماً شاعرياً عن حياته، مع تخصيص الوقت المناسب لذلك، فعملنا يتعلّق بالوقت»، مشيراً إلى صعوبات واجهها، لمعاناة العراق عدم الاستقرار الأمني، بينما كان تنظيم «داعش» يلفظ أنفاسه الأخيرة، علاوة على جائحة «كورونا» التي شلَّت العالم.

يتابع: «التصوير الفعلي استغرق نحو 60 يوماً طوال 5 سنوات». وعن كيفية التعامل مع رجل في منتصف الثمانين، يجيب: «لطيف صوَّر جميع الرؤساء العراقيين، وكان عليه أن يكون ذكياً لبلوغ ما حقّقه، وليبقى على قيد الحياة من بعدهم. لم يكن سهلاً أن نصنع فيلماً عنه، فهو بالغ الذكاء».

فريق الفيلم رافق لطيف العاني طوال 5 سنوات (صور المخرج)

بشاعة الحروب

وإذ يؤكد بوديتس أنّ رسالة الفيلم تُظهر بشاعة الحروب وتنادي بإيقافها، يتابع: «كان من الصعب أن نحدّد المعنى الحقيقي للجمال، لكنَّ لطيف منحني انطباعاً بأنه مهم جداً لنا كبشر للبقاء على قيد الحياة. في غياب الجمال لا نستطيع تحديد شكل البشاعة». أما عن أكثر ما لفته في العراق، فيردّ: «كأوروبي، أدهشني التواصل بين الناس، والصداقات، والانفتاح والرغبة القوية في إنجاز أشياء جميلة ومتقدّمة».

يقف الفيلم على ما فعلته الحرب في العراق (صور المخرج)

أبو التصوير العراقي

يُذكر أنّ لطيف العاني من مواليد 1932 في بغداد، وكان أول مَن صوَّر الحياة العراقية في خمسينات القرن الماضي وسبعيناته، وعُرف باسم أبو التصوير العراقي.

تُمثّل صوره بالأبيض والأسود ذاكرة بصرية فريدة للبلد خلال زمنه الجميل، كما قدّم الحضارة العراقية النابضة بالحياة بكثافتها وتعقيدها. وبالإضافة إلى توثيق الحياة اليومية المتحضّرة، والثقافة السياسية والصناعية، التقط صوراً للعراق من الجوّ لشركة نفطية.

وفي فترة حُكم الرئيس الراحل صدام حسين، توقّف العاني عن التصوير. واليوم، تشهد صوره على عصر مضى. خلال بينالي البندقية في عام 2016؛ ركز المعرض في جناح العراق على أعماله من الفترة المبكرة من حياته المهنية، والتي أظهرت موضوعاتها اتجاهات التحديث والحفاظ على التقاليد.


طروب لـ«الشرق الأوسط»: أصبح للفن مفهوم لا يُشبه الذي تربّينا عليه

طروب لا تزال تحافظ على إطلالاتها الأنيقة (صور الفنانة المعتزلة)
طروب لا تزال تحافظ على إطلالاتها الأنيقة (صور الفنانة المعتزلة)
TT

طروب لـ«الشرق الأوسط»: أصبح للفن مفهوم لا يُشبه الذي تربّينا عليه

طروب لا تزال تحافظ على إطلالاتها الأنيقة (صور الفنانة المعتزلة)
طروب لا تزال تحافظ على إطلالاتها الأنيقة (صور الفنانة المعتزلة)

تنتمي الفنانة اللبنانية المعتزلة طروب إلى زمن الفن الجميل الذي طبعت أهم وجوهه المعروفة في الستينات حتى منتصف التسعينات. اسمها الحقيقي أمل إسماعيل جركس؛ شكلت ثنائياً ناجحاً مع الفنان محمد جمال. فهما تزوّجا وانفصلا، لكنهما حقّقا شهرة واسعة، ولُقّبا بـ«جمال الطروب».

رغم اعتزالها منذ عام 1996، لا يزال اللبنانيون ينتظرون ظهورها في مهرجان أو برنامج. فأحدث إطلالاتها كانت في برنامج «ذا ستايدج» عبر قناة «إل بي سي آي» المحلية، في حلقة كرَّمت محمد جمال. كذلك أطلّت في مهرجان «الزمن الجميل»، فمُنظّمه الدكتور هراتش ساغبازاريان، كرّمها عبره مرات عدّة.

تؤكد طروب أنّ كل فنان لا يمكن أن يتكرّر (صور الفنانة المعتزلة)

منذ اعتزالها، قلَّ ظهورها تحت الأضواء. تقيم طروب حالياً في القاهرة، وتزور لبنان من وقت إلى آخر. فهي تكنّ للبلدين محبّة، لا سيما أنها لبنانية من أصل شركسي. في حديث مع «الشرق الأوسط»، تقول: «بيروت تسكنني عميقاً، وتربطني بها علاقة خاصة. عندما أزورها، أحرص على التوجّه إلى منطقة الروشة، وشارع الحمراء الذي أحتفظ بذكريات جميلة عنه. هناك وُجدتُ دائماً، وتجوّلتُ بين مقاهيه ومحلاته التجارية». وتتابع عن مصر: «لها وَقْع خاص في قلبي؛ تُذكرني بأجمل أيام حياتي الفنية. يومها، شكّلتُ ومحمد جمال ثنائياً مشهوراً، فتُذكرني بتلك المرحلة التي لا أنساها».

قرارها الاعتزال في منتصف التسعينات فاجأ جمهورها، فتساءل عن الأسباب وراءه. مطربة حصدت نجاحاً منقطع النظير، وبقي الناس يردّدون أغنياتها حتى بعد اعتزالها، فكيف استطاعت الانسلاخ عن الفن؟ تجيب: «كل هذه الأمور باتت ورائي، وما عادت تهمّني. أقفلتُ الباب، وما عدتُ أكترثُ للغناء والتمثيل والتلحين. لا أبالغ إن قلتُ بألا مزاج لديّ لدندنة أغنية. حتى الـ(آه) الطربية لم تعد تخرج مني».

حققت طروب نجاحاً كبيراً منذ الستينات (صور الفنانة المعتزلة)

صاحبة أغنيات ضربت الرقم القياسي في انتشارها، تؤكد أنّ هذا الانسلاخ ليس سهلاً: «ينبغي تحلّي المرء بقوة خارقة لفعل ذلك. قوتي وجدتها في الإيمان والصلاة، وهما سعادتي الكبرى».

غنت طروب ولحّنت ومثّلت، فكانت فنانة شاملة تعزف على العود، وصاحبة صوت جميل وإطلالة جاذبة. مَن لا يذكر أغنياتها «عالكورنيش»، و«يا ستي يا ختيارة»، و«أنا مسافرة ودّعوني»، وغيرها... أما أغنيتها الديو مع جمال، «قول كمان»، فتُعدّ الأشهر ضمن هذا النوع. ورغم ازدحام الساحة بالمواهب الغنائية، فإنّ أحداً لم يستطع أن يخلفها. تعلّق: «لا فنان يمكن أن يتكرّر أو يخلفه أحد. لكلٍّ هويته وأسلوبه، ولا يمكن استنساخه مجدداً».

تقول إنها شقّت طريقها بموهبتها، واستحدثت هوية خاصة بها منذ بداياتها: «لم يساعدني أحد في مشواري. توفيق الله فتح أمامي الطريق، وكنت محظوظة لأنها كانت مليئة بالنجاحات».

أسأل طروب عن سبب تعلُّق الناس بالزمن الجميل، فما سرّ عدم زواله، رغم مراحل كثيرة شهدتها الساحة؟ تردّ: «كل شيء كان مباركاً في ذلك الزمن. الأمر لم يقتصر على الفن فحسب، بل شمل أهله وجمهوره والدنيا بأكملها. تميّز عن غيره بأصالته، فتحوّل أحلى الأيام، ولن يكون له مثيل أبداً».

حلّت ضيفة على برنامج «ذا ستايدج» في حلقة تكريم الراحل محمد جمال (إل بي سي آي)

ترى أنّ الساحة الفنية اليوم تغيّرت تماماً: «تبدّلت بسرعة هائلة، وطبعتها وسائل التواصل الاجتماعي بهوية مختلفة. أصبح للفن مفهوم لا يُشبه الذي تربّينا عليه. وصار الهابط منه هو الأساس والـ(ترند) الرائج. فالطرب غاب ليحلّ مكانه الـ(هشّك بشّك)، وهذا مؤسف». وتضيف: «لا أتابع الساحة اليوم إلا قليلاً. أتفرّج على مَن يطالعني على الشاشة بالمصادفة، والغالبية تمرّ مرور الكرام. أما الفنانون الذين لا أزال أستمع إليهم، فبقوا أنفسهم منذ بداياتي. لذلك يظلّ الراحلون محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، والسيد درويش، وأمثالهم، المفضّلين عندي».

تُخبر «الشرق الأوسط» أنّ قرارها الاعتزال لم يأتِ بين ليلة وضحاها: «إشارات عدّة وصلت إليَّ منذ كنتُ في سنّ السادسة عشرة، لكنني أكملتُ طريقي، رغم أنها استوقفتني وفكرتُ فيها». في آخر إشارة تلقّتها، تأكدت أنّ قرارها بات قريباً: «يومها كنتُ مسافرة على متن الخطوط الجوّية الفرنسية، فخُطِفت الطائرة، لكننا هبطنا بخير. شعرتُ أنني نجوتُ بفعل قوة ربانية، وشكّلتْ هذه الإشارة حاجة للابتعاد، فتوالت بعدها إشارات مماثلة دفعتني لحسم قراري».

لا ترفض طروب الغناء، ولا تلوم مَن يمارسه، لكنها توجّه نصيحة لمَن ينوي دخول هذا المجال: «تأكد من موهبتك الخارقة. مهما اختلفتْ رسالتُك الفنية، عليك أن تفكر انطلاقاً من أن هذه نعمة الموهبة. قلّما يطبّق كثيرون هذه القاعدة، لذا؛ فالفن الهابط هو الرائج اليوم».


«فنون العلا» يعود في نسخته الثالثة بأعمال مستلهَمة من الصحراء والتاريخ

يهدف «فنون العلا» الى إبراز الجماليات الطبيعية الموجودة في المدينة (الهيئة الملكية للعلا)
يهدف «فنون العلا» الى إبراز الجماليات الطبيعية الموجودة في المدينة (الهيئة الملكية للعلا)
TT

«فنون العلا» يعود في نسخته الثالثة بأعمال مستلهَمة من الصحراء والتاريخ

يهدف «فنون العلا» الى إبراز الجماليات الطبيعية الموجودة في المدينة (الهيئة الملكية للعلا)
يهدف «فنون العلا» الى إبراز الجماليات الطبيعية الموجودة في المدينة (الهيئة الملكية للعلا)

تستعد العلا لعودة مهرجانها للفنون بنسخته الثالثة، بأعمال فنية مستلهَمة من تاريخها العريق وتضاريسها المذهلة، بفعاليات متنوعة، تدعم الحراك نحو تحويل المدينة إلى أكبر متحف فني مفتوح في العالم.

وينطلق المهرجان في 8 فبراير (شباط) 2024 ويستمر على مدار ثلاثة أسابيع ببرنامج متنوع يسلّط الضوء على مكانة العلا وجهةً للإبداع والتبادل الثقافي منذ آلاف السنين.

ويتمحور هدف المهرجان حول إثراء المساحات الإبداعية وتعزيز روابط الاتصال، إلى جانب إبراز أهمية العلا مركزاً رائداً للفنون المعاصرة، مع التركيز على إحياء فنون الحضارات القديمة التي سكنت المنطقة عبر التاريخ.

وتتزامن فعاليات «فنون العلا»، مع معرض «صحراء إكس»، الذي يعود بنسخته الثالثة ويستمر حتى 23 مارس (آذار) ليوفر تجربة فريدة من نوعها، تستعرض مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة لفنانين سعوديين وعالميين في قلب طبيعة العُلا الصحراوية.

ويستقبل المعرض جميع ضيوفه بشكل مجاني، ويُعدّ الأول من نوعه في السعودية، ويعزز التواصل بين الفنانين والضيوف والمجتمعات المحلية والعالمية، بتصميمٍ مستوحى من مفهوم الصحراء وتفاصيلها الفريدة.

وسيشهد المهرجان افتتاح «وادي الفن» الذي يضم مجموعة من أعمال الفن المعاصر المبتكرة والفريدة من نوعها، التي ستوضع بشكلٍ دائمٍ ضمن محيطٍ طبيعي صحراوي في قلب العُلا بدايةً من 2026.

يهدف المهرجان الى إبراز أهمية العلا مركزاً رائداً للفنون المعاصرة (الهيئة الملكية للعلا)

وسيفتتح المهرجان المعرض الفني الخاص للفنانة السعودية منال الضويان، إذ ستتاح الفرصة لرؤية الأعمال الفنية التي تحكي أروع القصص من مجتمعات العُلا المحلية.

ويكتمل برنامج فعاليات المهرجان مع معرض «أكثر مما تراه العين»، إذ يمكن للضيوف استكشاف الكثير من الأعمال الفنية الحديثة المعاصرة التي ابتكرها فنانون سعوديون.

ويسلّط المعرض المبتكر الضوء على تاريخ الفنون الحديثة والمعاصرة في السعودية، بدعمٍ من مجموعة من جامعي الأعمال الفنية السعوديين البارزين، ويشكل جزءاً من برنامج ما قبل افتتاح متحف الفن المعاصر في العُلا.

ويقدم المهرجان مجموعة من العروض المباشرة ومعارض التصوير الفوتوغرافي إلى جانب جولات فنون الشارع المميزة وشاشات السينما في الهواء الطلق.

كما تستضيف مدرسة الديرة، مركز الفنون والتصاميم في العُلا، ورشات عمل تفاعلية مبتكرة ضمن مجموعة متنوعة من المجالات، انطلاقاً من الخياطة وصناعة الفخار وتصميم المجوهرات؛ ووصولاً إلى الهندسة والمجسمات ثلاثية الأبعاد وأعمال النسيج.


«ثريلر» مايكل جاكسون تتصدَّر عرش البوب بعد 40 عاماً على إصدارها

شوهدت النسخة عالية الجودة لأغنية «ثريلر» نحو مليار مرة على «يوتيوب» (أ.ف.ب)
شوهدت النسخة عالية الجودة لأغنية «ثريلر» نحو مليار مرة على «يوتيوب» (أ.ف.ب)
TT

«ثريلر» مايكل جاكسون تتصدَّر عرش البوب بعد 40 عاماً على إصدارها

شوهدت النسخة عالية الجودة لأغنية «ثريلر» نحو مليار مرة على «يوتيوب» (أ.ف.ب)
شوهدت النسخة عالية الجودة لأغنية «ثريلر» نحو مليار مرة على «يوتيوب» (أ.ف.ب)

في ديسمبر (كانون الأول) 1983، دمجت أغنية مصوَّرة للمغنّي العالمي مايكل جاكسون نوعين من أنواع الفن بصورة لم تحدث من قبل. فقد حوَّل جون لانديس، مخرج فيلمَي «بلوز برازرز» و«أميركان ويرولف»، أغنية «ثريلر» فيلماً مرعباً موسيقياً مدته 14 دقيقة من بطولة ملك البوب.

«ثريلر» فيلم مرعب موسيقياً مدته 14 دقيقة من بطولة ملك البوب (مواقع التواصل)

حتى وقتنا هذا، شوهدت النسخة عالية الجودة للأغنية نحو مليار مرة على «يوتيوب».

وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية»، أنّ ثمة أسباباً جعلت هذه الأغنية المصوَّرة رائجة بعد 40 سنة من إصدارها، من بينها أنها كانت مثل فيلم هوليوودي، وليست مجرّد أغنية. فهي لم تكن مجرّد فيديو آخر لنجم يرقص ويغنّي، بل روت قصة. كانت أقرب إلى موسيقى سينمائية، وابتعدت عن أداء الأغنيات المصوَّرة المعتادة، الذي يهدف إلى الترويج لأغنية من خلال افتتاحية موسَّعة يليها سرد معقّد يشمل عدداً من عوالم القصص.

تبدأ الأغنية عندما يتحوّل جاكسون مستئذباً (شخصية خيالية مبنية على أسطورة تحوُّل الرجل ذئباً)، وهو في موعد غرامي مع صديقته، التي جسّدتها عارضة الأزياء أولا راي.

بعد ذلك، نرى الحبيبين «الحقيقيين»، مايكل وأولا، يشاهدان هذا المشهد في السينما. في طريق عودتهما، يغنّي مايكل مقاطع من الأغنية، وعندما يمرّان بجانب مقبرة، تبدأ قصة «ثريلر» المثيرة.

أنتج جون لانديس الفيديو المصوَّر عام 1983، واستوحى مناخها العام من فيلم «أميركا ويروولف». وتُعدّ الأغنية التي بلغت ميزانيتها نحو نصف مليون دولار أميركي، الأكثر تكلفة حتى الآن.

أغنية «ثريلر» المصوَّرة لا تزال رائجة بعد 40 سنة من إصدارها (أ.ف.ب)

أخرج لانديس الفيلم القصير بأسلوب الأفلام التجارية منخفضة الميزانية، مستوحياً الإلهام من أفلام كلاسيكية، مثل «هاوس أوف واكس» المرعب للممثل فنسينت برايس.

وحصدت الأغنية جوائز عدة، بينما أشادت قناتا «إم تي في» و«في إتش وان» الموسيقيتان بالفيلم القصير، ووصفتاه بـ«الأفضل على الإطلاق».

مع ذلك، فإنّ جاكسون، الذي توفي في يونيو (حزيران) 2009، لم يكن على قيد الحياة لاستلام أكبر جائزة. فقد كانت «ثريلر» أول أغنية مصوَّرة تُضمَّن في السجل الوطني للسينما الأميركية في 30 ديسمبر 2009، وتُدرجها إدارة المكتبة الوطنية الأميركية في قائمة خاصة لأفلام جديرة بالاحتفاظ بها.

ومن أسباب نجاح الأغنية المصوَّرة، خبير المكياج الأميركي ريك بيكر الذي كان في بداية مسيرته مطلع الثمانينات. وها هو قد حصل على 7 جوائز «أوسكار» لأفضل مكياج، تتضمّن جوائز عن أفلام «إيد وود» (1995)، و«مين إن بلاك» (1998)، و«وولف مان» (2011). إلا أنّ أول جائزة «أوسكار» نالها كانت عن فيلم «أميركان ويروولف» (1982).

وبعد عملهما معاً في الثمانينات، استعان لانديس ببيكر لوضع مكياج مرعب من أجل «ثريلر». ورغم أنّ هذا المنظر أصبح معتاداً في السينما اليوم، فإنّ تحوُّل الإنسان وحشاً في الأغنية كان مستغرباً حينها.

وثمة أسباب عدة لكون أغنية «ثريلر» الأخيرة التي يتم إطلاقها؛ أولها، أنّ شركة التسجيل «إيبك ريكوردز» ابتعدت بدايةً عن إصدار أغنية مرعبة. إلى ذلك، فإنّ الفيلم القصير لـ«ثريلر» بمثابة خاتمة لثلاثية، بدأت بفيديو أغنية «بيلي جين»، تليها أغنية «بيت إت»، وانتهت بـ«ثريلر»، ومدتها نحو 14 دقيقة.

قال جاكسون لاحقاً في سيرته الذاتية «موون ووك» الصادرة عام 1988: «أردت أن أكون رائداً في هذا الوسط الجديد نسبياً».

ولا تزال رقصة الزومبي في «ثريلر» التي صمّمها جاكسون ومصمّم الرقصات مايكل بيترز، مستمرة في التأثير على ثقافة البوب.

ففي عام 2006، أعاد 62 شخصاً تمثيلها خلال فعاليات لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في تورونتو بكندا. وأصبح هذا حدثاً سنوياً يُطلق عليه «ثريل ذا وورلد»، فتُمثَّل رقصات من أنحاء العالم.

وبعد فترة قصيرة من وفاته، أدّى 13 ألفاً و597 شخصاً من محبّي «ثريلر»، في عيد ميلاد جاكسون بـ29 أغسطس (آب) 2009، رقصة الزومبي في مدينة مكسيكو سيتي.


سجنُ أميركي دبَّر تحطُّم طائرته لنشر فيديو على «يوتيوب» خلال قفزه منها!

تريفور جيكوب الشغوف بالرياضات الخطرة (مواقع التواصل)
تريفور جيكوب الشغوف بالرياضات الخطرة (مواقع التواصل)
TT

سجنُ أميركي دبَّر تحطُّم طائرته لنشر فيديو على «يوتيوب» خلال قفزه منها!

تريفور جيكوب الشغوف بالرياضات الخطرة (مواقع التواصل)
تريفور جيكوب الشغوف بالرياضات الخطرة (مواقع التواصل)

حُكم بالسجن 6 أشهر على مستخدم «يوتيوب» أميركي تسبّب عمداً بتحطّم طائرته ليصوّر نفسه وهو يقفز منها بالمظلّة قبل سقوطها، حاصداً بفضل الفيديو المثير عدداً كبيراً من المشاهدات عبر الإنترنت.

وفي المقطع الذي شوهد ملايين المرات منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، يظهر تريفور جيكوب الشغوف بالرياضات الخطرة، كأنه يواجه مشكلة فنية أثناء الرحلة، قبل أن يقذف نفسه إلى خارج الطائرة فوق كاليفورنيا حاملاً عصا «سيلفي» بيده، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وصُوِّر الحادث من كل الزوايا بواسطة كاميرات مثبتة على الطائرة، لكنه كان في الواقع مدبّراً بكل تفاصيله من هذا الطيار ذي الخبرة؛ بهدف الترويج لشركة وقّع معها عقد رعاية، وفق بيان وزارة العدل الأميركية.

وحرص اليوتيوبر الذي سبق أن مثّل الولايات المتحدة في مسابقات التزلج على الجليد في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي عام 2014، على أن يُظهر في الفيديو محفظة صنعتها الشركة الراعية.

ورجّح المدّعون العامون في القضية أن يكون «ارتكب هذه الجريمة بهدف استقطاب تغطية من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب مالية»، ورأوا أنه «من غير الممكن التسامح مع هذا النوع من السلوك المتهوّر».

وأُدينَ الرياضي (30 عاماً) بإعاقة تحقيق فيدرالي، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن 20 عاماً.

وبعد الحادث، أكّد للسلطات أنه لا يعلم بمكان تحطُّم الطائرة. لكنّ وثائق قضائية أظهرت أنه وصديقه أخرجا الحطام من الغابة بالاستعانة بطوافة، وبعدها قطّع جيكوب الطائرة قطعاً صغيرة ورماها في مستوعبات النفايات. كذلك أقرّ بأنه كذب على المحقّقين حين أبلغهم عن تقرير مزوّر يفيد بأنّ الطائرة واجهت مشكلة تقنية.


بطل «مندوب الليل» لـ«الشرق الأوسط»: الرياض هي القصة ولست أنا

يستعد الفيلم لعرضه في أوروبا مطلع العام الجديد (الشرق الأوسط)
يستعد الفيلم لعرضه في أوروبا مطلع العام الجديد (الشرق الأوسط)
TT

بطل «مندوب الليل» لـ«الشرق الأوسط»: الرياض هي القصة ولست أنا

يستعد الفيلم لعرضه في أوروبا مطلع العام الجديد (الشرق الأوسط)
يستعد الفيلم لعرضه في أوروبا مطلع العام الجديد (الشرق الأوسط)

من لم يحالفه الحظ بزيارة الرياض قد لا يدرك كم هي مدينة نابضة بالحياة، وسريعة النمو ومزدحمة معظم الوقت، ولها وجه ساحر ومختلف يفهمه أهلها جيداً. هذا ما حاول إظهاره الفيلم السعودي «مندوب الليل»، الذي شهد عرضه الأول في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» بجدة، حضوراً كبيراً من الجمهور المتعطش لمشاهدة الفيلم، بعد أن حقَّق أصداء عالمية جيدة في مهرجانات عدة شارك بها مؤخراً.

يلعب الفيلم بذكاء على تناقضات مدينة الرياض، ما بين الأبراج الشاهقة والمطاعم الفاخرة والسيارات الفارهة، وما بين الأحياء الشعبية والبيوت البسيطة والسيارات قديمة الطراز، بما يجعل المتفرج يدرك أن الرياض عامرة بالحياة والتنوّع، وذلك بتلقائية عالية اشتغل عليها المخرج علي الكلثمي، وأظهرت صخب المدينة في أثناء فعاليات موسم الرياض، وكذلك هدوءها في لحظات ما قبل الفجر، وكل ذلك يحدث بعيون مندوب توصيل، يطرق أبواب عدة لإتمام عمله.

الممثل السعودي محمد الدوخي (من المهرجان)

شخصية فهد القضعاني

يتحدث بطل الفيلم الممثل السعودي محمد الدوخي لـ«الشرق الأوسط» عن خبايا تجسيده شخصية الشاب الثلاثيني الأعزب والمضطرب (فهد القضعاني)، حين انقطع الدوخي عن معارفه لفترة، واشتغل مندوب توصيل حقيقياً، واستخرج رقم جوال جديداً، وصار يستخدم سيارات الأجرة، وكان يبدأ عمله في توصيل الطلبات بعد منتصف الليل، تماماً كما جاء في قصة الفيلم، ليتقمّص دوره في شخصية فهد، قبل بدء التصوير.

ويشير الدوخي إلى أن الفيلم حاول إظهار سحر الرياض وجمالها في ساعات الليل الحالك، فصُوّرت جميع مشاهده ليلاً، واثنان فقط في أثناء النهار. ويتابع: «صُوّر الفيلم في فصل الشتاء، وتزامن أحياناً مع هطول الأمطار، حين تكون درجات الحرارة منخفضة جداً في العاصمة السعودية». ويستطرد: «في مشهد تصوير خارجي كان عليّ أن أغطس في حوض ماء، ودرجات الحرارة حينها لامست الصفر، كان المشهد صعباً جداً... إلا أن الرياض جميلة صيفاً وشتاءً».

وبسؤال الدوخي عن مدى التقارب بينه وبين فهد القضعاني يجيب: «لا يشبهني أبداً، ولم يكن التحضير للشخصية سهلاً على الإطلاق، فهو إنسان مختلف ولديه مشكلات مع أهله وعمله ومع الحياة ككل». ويؤكّد أن فهد شاب كغيره من شباب جيله، وشخصيته موجودة في المجتمع.

نجوم «مندوب الليل» على السجادة الحمراء مع جُمانا الراشد ومحمد التركي (من المهرجان)

رسالة حب للرياض

يصف محمد القرعاوي، الذي شارك في كتابة النص، الفيلم بقوله: «هو رسالة حب للرياض، المدينة التي تربينا ونشأنا بها، وفي كل شارع بها لنا قصص كثيرة».

بسؤال القرعاوي إن كان «مندوب الليل» فيلماً نخبوياً، يجيب: «بل هو شعبي من قلب الشارع، وحتى في كتابتنا كنا نقترب من المساحات المفهومة من حيث تشكيل دوافع الشخصية والأحداث التي مرت بها، كما حاولنا إظهار مدينة الرياض بكل طبقاتها واتجاهاتها، بالطريقة التي نرى فيها أنفسنا، ولا أعتقد أن هناك أفضل من مندوب التوصيل ليكون المنظور من خلاله».

⁨محمد القرعاوي في مشهد المدير (الشرق الأوسط)⁩

لماذا مندوب التوصيل؟

يؤكّد القرعاوي ضرورة أن يحمل أي عمل رسالة ما، وغالباً ما تكون إنسانية بالدرجة الأولى. ويشير إلى تأثره بكتاب «معجم الأحزان الخفية» (The Dictionary of Obscure Sorrows)، الذي كان عبارة عن قناة «يوتيوب» أنشأها جون كوينغ، لتسمية المشاعر التي ليس لها مصطلح وصفي في اللغة بلفظة جديدة.

ويوضح: «الخلاصة هي أنك لست الشخصية الرئيسية في هذا الوجود، بل أنت شخص إضافي في قصة شخص آخر»، وتجسد ذلك في موقف عاشه القرعاوي، حين كان في اجتماع مع عدد كبير من المشاهير، حينها أطلّ مندوب التوصيل لتسليم طلبية ما، وشد انتباهه أن هذا الرجل البسيط تجمّد في مكانه، قد يكون فوجئ بوجوده في مكان يجمع كل هؤلاء المشاهير، ويضيف: «من هنا أدركنا أنه ليس هناك أفضل من مندوب التوصيل لنحكي القصة من خلاله».

بطل العمل محمد الدوخي مع المخرج علي الكلثمي (الشرق الأوسط)

سينما الواقع

«مندوب الليل» قد ينتمي لسينما الواقع، إلى درجة تُشعر المشاهد بالالتصاق بالشاب فهد القضعاني، الذي يجد نفسه عالقاً في زحمة سير خانقة بشوارع الرياض، ويعاني تأنيب مديره، ويبحث عن علاج لوالده المريض، وهي مشكلات معتادة تواجه معظم الناس، مما يعني أن المشاهد يتابع فيلماً يشبه حياته اليومية ولم يأته من وحي الخيال.

في حين قدم محمد القرعاوي شخصية المدير الشرير في «مندوب الليل»، وظهر في مشهدين مؤثرين في سياق الفيلم. عن هذه التجربة، يقول: «تعاطفت مع المدير، فهناك دوافع كثيرة جعلته يبدو على هذه الصورة. وهو أيضاً يشبه كثيرين من المديرين من حولنا». مشيراً إلى أن نقاط قوة العمل تكمن في اقترابه الشديد من المشاهد، لدرجه تجعله يندمج سريعاً مع الفيلم.

ومن الجدير بالذكر أن الفيلم المنتظر عرضه في صالات السينما بدءاً من 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، شارك حتى الآن في نحو 5 مهرجانات سينمائية من حول العالم، ومن المقرر أن يُعرض في الصالات الأوروبية بداية العام المقبل 2024، وفق ما كشف عنه صُناعه لـ«الشرق الأوسط». والفيلم من إنتاج «استوديوهات تلفاز 11»، بدعم من «مؤسسة مهرجان البحر السينمائي»، (صندوق دعم الإنتاج).