بسبب مرضها النادر... سيلين ديون تلغي كل حفلاتها الأوروبية حتى أبريل 2024

سيلين ديون (أ.ف.ب)
سيلين ديون (أ.ف.ب)
TT

بسبب مرضها النادر... سيلين ديون تلغي كل حفلاتها الأوروبية حتى أبريل 2024

سيلين ديون (أ.ف.ب)
سيلين ديون (أ.ف.ب)

ألغت المغنية الكندية سيلين ديون، لأسباب صحية، نحو 40 حفلة كان من المقرر أن تحييها في أوروبا حتى أبريل (نيسان) 2024، على ما أعلن (الجمعة) منظمو جولتها في بيان.

وسبق للنجمة المصابة بمرض عصبي نادر «تُواصل تلقي العلاج» منه، بحسب منظمي جولتها، أن أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) إلغاء أو تأجيل حفلاتها المقررة في أوروبا بين فبراير (شباط) ويوليو (تموز) 2023.

ونقل البيان عن النجمة البالغة 55 عاماً قولها: «أبذل جهداً كبيراً لاستعادة قواي، لكنّ الحفلات قد تكون صعبة جداً (...) ويُستحسَن أن نلغي كل شيء في الوقت الراهن، في انتظار أن أصبح فعلاً جاهزة للوقوف مجدداً على المسرح».

وكانت آخر حفلة لديون في مارس (آذار) 2020 في مدينة نيووارك الأميركية. وأحيت ديون أول 52 حفلة من جولتها العالمية (كاريدج وورلد تور) في أميركا الشمالية، لكنّ جائحة «كوفيد - 19» قطعتها.

ولم يتسنّ للمغنية أن تستكمل هذه الجولة، إذ ما لبثت أن أعلنت أنها تعاني تقلصات عضلية. وكانت حفلتها المقبلة مقررة في باريس في الأول من سبتمبر (أيلول).

وتبيّن أن ديون مصابة بـ«متلازمة الشخص المتيبس»، وهي حالة لا يزال سببها الدقيق غير معروف، ولكن يُعتقد بأنه يكمن في المناعة الذاتية.

وتصيب هذه المتلازمة نحو واحد من كل مليون شخص، وتُسبب ألماً شديداً وصعوبة في الحركة، مما يمنع المصاب بها من القيام بأنشطة بدنية مجهدة.

وأكدت أوساط ديون أن «الفريق الطبي الذي يواكبها يتابع تطور المرض وعلاجه».

وأشار منظمو الجولة إلى أن «ثمن تذاكر الحفلات الـ42 الملغاة ستُردّ إلى من اشتروها».

واعتبرت المغنية أن «الاستمرار في تأجيل العروض ليس عادلاً»؛ نظراً إلى أنها لا تعرف متى ستتمكن من العودة إلى المسرح.

وتُعدّ ديون من أكثر الفنانين شعبية في العالم، ومن أبرز أغنياتها تلك التي تضمنها فيلم «تايتانيك» عام 1997 بعنوان «ماي هارت ويل غو أون».



وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن

وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن
TT

وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن

وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن

توفي، اليوم السبت، الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، عن عمر ناهز 75 عاماً.

ونعى رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»، الأمير بدر بن عبدالمحسن، قائلاً: «رحم الله الأمير الشاعر صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن وغفرله وأسكنه فسيح جناته، عزائي لأسرته الكريمة وأبنائه ولآل سعود الكرام والشعب السعودي، خبر حزين وأحس فقدت أب لي ولكن لا أقول إلا الحمدلله على كل حال».


حمار وحشي هارب يُشغل الشبكات الاجتماعية في أميركا

الحمار الوحشي يخطف الضوء (أ.ف.ب)
الحمار الوحشي يخطف الضوء (أ.ف.ب)
TT

حمار وحشي هارب يُشغل الشبكات الاجتماعية في أميركا

الحمار الوحشي يخطف الضوء (أ.ف.ب)
الحمار الوحشي يخطف الضوء (أ.ف.ب)

انشغل مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة بقضية حمار وحشي لا يزال البحث جارياً عنه في غرب البلاد، بعدما هرب الأحد الماضي خلال نقله إلى حديقة حيوانات أليفة.

وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ الحمار الوحشي الذي يحمل اسم «زي» كان واحداً من 4 حيوانات ثديية هربت من مقطورة على جانب أوتوستراد في ولاية واشنطن.

وكانت المالكة كريستين كيلتغن تأخذ الحيوانات إلى مونتانا عندما توقّفت لتصليح سجادة أرضية.

وفي اللحظة التي فتحت فيها المقطورة، هربت الحمير الوحشية الـ4، وكلّها إناث.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن كيلتغن قولها: «أول ما فكّرت فيه هو إبعاد الحيوانات عن الطريق. ثم تبيّن لي أنني أحتاج إلى مساعدة».

وتلقّت كيلتغن مساعدة من مصارع ثيران ومدرّبي خيول.

لكنّ هؤلاء لم يتمكّنوا من استعادة سوى 3 حيوانات، فيما هرب «زي» وقفز فوق السياج متّجهاً إلى بعض الغابات قرب نورث بيند.

وأشار أفراد مراقبة الحيوانات المحلّيون إلى أنّ عدداً من السكان رأوا الحمار الوحشي، والتقطت كاميرات المراقبة صوراً له وهو يبدو بصحّة جيدة.

وطلبوا من أي شخص يرصده أن يتواصل معهم. وقالوا: «يُطلب من السكان عدم الاقتراب من الحمار الوحشي، أو محاولة الإمساك به».

وأُغلِق، الجمعة، مسار للمشي الطويل في الطبيعة بالمنطقة، نظراً إلى كونه «منطقة يرتادها الحمار الوحشي»، وفق ما أوضحت السلطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.


«أفلام السعودية»... افتتاح مبهر لدورة استثنائية

مقدّما حفل الافتتاح محمد الشهري وسمية رضا (صور المهرجان)
مقدّما حفل الافتتاح محمد الشهري وسمية رضا (صور المهرجان)
TT

«أفلام السعودية»... افتتاح مبهر لدورة استثنائية

مقدّما حفل الافتتاح محمد الشهري وسمية رضا (صور المهرجان)
مقدّما حفل الافتتاح محمد الشهري وسمية رضا (صور المهرجان)

عاش عشّاق الفن السابع ليلة استثنائية مع حفل إطلاق الدورة العاشرة من مهرجان «أفلام السعودية»، في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي»، (إثراء)، بالظهران.

بدأ الحفل بعرض فني مبهر، تخلّله وثائقي يسبق تكريم الفنان السعودي عبد المحسن النمر، لتُعلن هناء العمير، رئيسة مجلس إدارة «جمعية السينما»، إطلاق مشروع الموسوعة السينمائية السعودية، إلى جانب برنامج رئيسي جديد للتجربة السينمائية الدولية، مشيرةً إلى تأسيس «سينماتيك الخُبر»، بوصفه مركزاً سينمائياً ثقافياً يوفّر مزايا وخدمات وفعاليات عدّة لصنّاع الأفلام.

وبلغ عدد المشاركات المسجَّلة 826؛ ويقدّم المهرجان 35 جائزة سينمائية، يُتوَّج بها الفائزون خلال حفل الختام مساء الخميس المقبل، 9 مايو (أيار) الحالي.

ومرّ مهرجان «أفلام السعودية» بمرحلة حافلة بالتحدّيات والإنجازات منذ انطلاقه كمسابقة للأفلام عام 2008، ليكبُر ويتحوَّل مهرجاناً سينمائياً عريقاً.

(تفاصيل ص22)


دراسة: مواقع التواصل لا تؤثر على تفاعل المراهقين مع عائلاتهم

وسائل التواصل قد تعزّز المهارات الاجتماعية (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)
وسائل التواصل قد تعزّز المهارات الاجتماعية (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)
TT

دراسة: مواقع التواصل لا تؤثر على تفاعل المراهقين مع عائلاتهم

وسائل التواصل قد تعزّز المهارات الاجتماعية (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)
وسائل التواصل قد تعزّز المهارات الاجتماعية (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)

سلطت دراسة نرويجية الضوء على مدى تأثير النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي على علاقة الأطفال والشباب بالعائلة والأصدقاء.

فغالباً ما يشعر الآباء بالقلق بشأن تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الأطفال والمراهقين، على علاقاتهم الاجتماعية خارج الإنترنت.

إلا أن الدراسة النرويجية، التي نُشرت نتائجها، الخميس، بدورية «Computers in Human Behavior» انتهت إلى أن قضاء المراهقين وقتاً على وسائل التواصل الاجتماعي لا يؤثر على تفاعلهم مع العائلة والأصدقاء خارج الإنترنت.

وجمع الفريق البحثي، خلال الدراسة، بيانات من نحو 800 طفل ومراهق، عندما كانت أعمارهم 10 و12 و14 و16 و18 عاماً.

وكان السؤال الأساسي للدراسة: «إذا قضى الأطفال وقتاً أطول في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فهل ستتحسن مهاراتهم الاجتماعية أم تسوء؟ وهل سيقضون وقتاً أقل أو أكثر مع العائلة والأصدقاء خارج الإنترنت؟»

ولم يجد الباحثون دليلاً على أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر سلباً على المهارات الاجتماعية، لكنهم وجدوا أن الأطفال المصابين باضطراب القلق الاجتماعي قد يكونون أكثر عرضة للخطر.

واضطراب القلق الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى الانعزال نتيجة الخوف من المراقبة أو الحكم السلبي، ممّا يؤثر سلباً على العلاقات والأنشطة اليومية والعمل.

وكانت أبحاث سابقة قد أظهرت أن الأفراد الذين يعانون اضطراب القلق الاجتماعي، قد يجدون التواصل عبر الإنترنت أقل ترويعاً، ما يفيدهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لكن دراسات أخرى أشارت إلى أن هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للاستخدام المفرط لهذه الوسائل، مما يزيد خطر الإدمان.

وأظهرت النتائج الجديدة أيضاً أن الأطفال، الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، غالباً ما يقضون عدة أمسيات أسبوعياً مع أصدقائهم خارج الإنترنت.

وبيّنت دراسات أخرى أن استخدام هذه الوسائل يمكن أن يزيد التقارب بين الأصدقاء، ويُسهل تكوين صداقات جديدة وتعزيز الصداقات القديمة، مما قد يفسر النتائج التي توصلت إليها الدراسة.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، الدكتورة سيلجي شتاينسبيك: «تُعد وسائل التواصل الاجتماعي ساحة جديدة للتفاعل الاجتماعي، حيث يعتقد البعض أن استخدامها يحول دون تطور المهارات الاجتماعية، بينما يرى آخرون أنها تعزز هذه المهارات».

وأضافت، عبر موقع الجامعة: «وجدت دراستنا أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزّز المهارات الاجتماعية، لكن الأطفال الذين يعانون القلق الاجتماعي ويستخدمونها بشكل مكثف قد يكونون أكثر عرضة لتطوير مهارات اجتماعية أقل».

وأشارت إلى «أهمية تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر، مع التحقق من تأثير عوامل مثل العمر، والجنس، ونوعية الصداقات، وأعراض القلق الاجتماعي».

وتأمل شتاينسبيك أن تخفف النتائج مخاوف الآباء، مع تأكيد سرعة التطورات التكنولوجية والتحديات المتعلقة بدراسة تأثيرات وسائل التواصل على البشر في المدى الطويل.


هل تستعيد مصر زخم موسم «حفلات الربيع»؟

حفلات أعياد الربيع  في مسارح الأوبرا (دار الأوبرا المصرية)
حفلات أعياد الربيع في مسارح الأوبرا (دار الأوبرا المصرية)
TT

هل تستعيد مصر زخم موسم «حفلات الربيع»؟

حفلات أعياد الربيع  في مسارح الأوبرا (دار الأوبرا المصرية)
حفلات أعياد الربيع في مسارح الأوبرا (دار الأوبرا المصرية)

كانت حفلات الربيع الغنائية من أهم المواسم الفنية التي ينتظرها الجمهور قديماً، ويتسابق إليها المطربون من كل أنحاء الوطن العربي. وأشهر من غنى في هذه الحفلات في الستينات والسبعينات كان، فريد الأطرش بأغنيته الشهيرة «آدي الربيع»، كما غنى عبد الحليم حافظ في هذه المناسبة «قارئة الفنجان» عام 1976.

ولطالما شهدت هذه الحفلات زخماً في الفقرات المنوّعة التي يقدّمها كبار النجوم، وها هي مصر تعود لتحتفل بتلك المناسبة عبر حفلات كبرى بدار الأوبرا، فهل تنجح في استعادة هذا الزخم لموسم حفلات الربيع؟

الفنان هاني شاكر يحيي حفل أعياد الربيع (دار الأوبرا المصرية)

أعدت الأوبرا المصرية برنامجاً ثرياً ومتنوعاً احتفالا بأعياد الربيع، يتضمن تقديم ألوان فنية متنوعة، ومن أبرز الحفلات التي شهدها الموسم حفل للمطرب المصري هاني شاكر في المسرح الكبير، قدّم من خلاله عدداً من أغانيه الشهيرة مثل «لو رحت بعيد»، و«ما تهدديش»، و«أصاحب مين»، و«يا ريتني»، و«نسيانك صعب أكيد»، و«علّي الضحكاية»، بالإضافة إلى أغاني قدّمها من التراث الغنائي وسط حضور جماهيري رفع لافتة «كامل العدد».

ووصف أحمد سعد الدين، الناقد الفني المصري حفلات الربيع في السبعينات والثمانينات بأنها كانت «شعبية أكثر مما نراه الآن»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في الحفلات القديمة كان عبد الحليم وفريد وأم كلثوم يجهّزون دائماً أغنية جديدة لحفلة الربيع، وكانوا يقدمونها في سينما قصر النيل، وسينما ريفولي، وأحيانا في النوادي الرياضية مثل الجزيرة والترسانة وغيرها». وأضاف: «بعد ذلك بدأت الحفلات تأخذ شكلاً آخر، بحيث تنحصر في الحفلات التلفزيونية».

وضمن حفلات الربيع قدّمت فرقة «أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي» بقيادة المايسترو علاء عبد السلام، حفلاً غنائياً على المسرح الكبير تضمّن مختارات من أعمال بليغ حمدي، والمطربة وردة الجزائرية، قدّمها المطربون مروة ناجي، وأمير الرفاعي، وولاء طلبه، ومحمد الخولي، وياسر سعيد. ومن الأغاني التي شهدها الحفل «أكدب عليك»، و«العيون السود» ، و«حكايتي مع الزمان»، و«بتونس بيك»، و«لولا الملامة»، بالإضافة إلى مجموعة من مؤلفات بليغ حمدي من بينها «عدوية»، و«كان يا مكان»، و«تخونوه».

أكثر من فنان وفنانة شاركوا في احتفالات الأوبرا بأعياد الربيع (دار الأوبرا المصرية)

وفي حين أشار سعد الدين إلى أن «الأوبرا هي أكثر الأماكن المنوط بها تقديم الحفلات»، فإنه رأى أيضاً أنّ «لها جمهوراً خاصاً، هو جمهور (السميعة)، ولها تقاليدها حتى في ارتداء الملابس لحضور الحفلات، وهي تأخذ شكلاً من أشكال استعادة حفلات الربيع، لكنها ليست في حد ذاتها روح حفلات الربيع الأساسية»، موضحاً أن «الحفلات الأساسية كانت تخرج للحدائق والنوادي والمسارح وكان يحضرها الجميع من كل أفراد الأسرة، من دون شروط أو قيود».

إحدى فقرات حفل عيد الربيع من أعمال بليغ حمدي (دار الأوبرا المصرية)

وضمن الاحتفالات بأعياد الربيع أيضاً، تُنظم دار الأوبرا حفلاً لأعمال الموسيقار محمد الموجي تقدّمه «الفرقة القومية العربية للموسيقى» بقيادة المايسترو مصطفى حلمي، مساء السبت، على مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية»، ويتضمن الحفل أغاني «تمر حنة»، و«ليه يا قلبى ليه»، و«شباكنا ستايره حرير»، و«يا دلالي»، و«الحلوة داير شباكها»، وغيرها من الأغنيات التي يقدّمها المطربون أحمد عفت، وهند النحاس، ونهى حافظ، ونهاد فتحي.


«هل هالشي طبيعي؟»... جردة حساب مسرحية في لبنان بمواجهات ساخرة

«هل هالشي طبيعي؟» تضع الإصبع على الجرح (الشرق الأوسط)
«هل هالشي طبيعي؟» تضع الإصبع على الجرح (الشرق الأوسط)
TT

«هل هالشي طبيعي؟»... جردة حساب مسرحية في لبنان بمواجهات ساخرة

«هل هالشي طبيعي؟» تضع الإصبع على الجرح (الشرق الأوسط)
«هل هالشي طبيعي؟» تضع الإصبع على الجرح (الشرق الأوسط)

يكاد السؤال الذي تطرحه مسرحية «هل هالشي طبيعي؟»، يواكب يوميات اللبناني باستمرار، ويراوده في كل مرة يواجه غرابة موقف معين يتعرض له.

ينقسم اللبنانيون إلى فئتين: واحدة ثائرة على واقع تعيشه، وأخرى تتقبله من دون اعتراض. و«هل هالشي طبيعي؟» تُشرّح هذا الواقع في مواجهة بسيطة وحقيقية، تضع النقاط على الحروف، وتقدّم نموذجاً حيّاً عن الحياة في لبنان. وفي خلطة تجمع بين المواطن المثقف والبسيط تجري أحداث المسرحية. وتحت عنوان «من حواراتهم تعرفونهم» يتابع مشاهد العمل اشتباكات مستمرة بين نمطين اجتماعيين مختلفين، فيتعاتبان ويتصارحان ويتذكّران شريط حياتهما في بلدٍ مرّ بحقبات حرب وأزمات اقتصادية وصار على حافة الانهيار.

كتب نص العمل خالد صبيح وأخرجه رياض شيرازي، ويشارك في تمثيله نيكول معتوق ومحمد شمص وإلياس الهبر. تدور القصة في عيادة طبيب نفسي في العاصمة بيروت. وخلال ممارسته عمله اليومي يستقبل الدكتور طلال (طلال الجردي)، مريضاً غير اعتيادي زياد (زياد عيتاني). وتتكثف لقاءاتهما لتولد علاقة غير عادية أيضاً، فتصير كناية عن جلسات علاج متبادل، يبوح خلالها كل منهما بما يسكنه من أفكار وعُقد ومبادئ.

يؤلف الممثلان ثنائية ناجحة تتناغم، بأداء طبيعي، تثير عفويتهما ضحكاً متواصلاً في صالة العرض (مسرح مترو المدينة).

الثنائي الجردي وعيتاني... الأداء الممتع (الشرق الأوسط)

يجسّد طلال الجردي شخصية الطبيب المثقف الرافض لواقع مجنون يعيشه اللبنانيون. في حين يتقمّص زياد عيتاني شخصية اللبناني «الكول»، الذي يحمي نفسه ماشياً بموازاة الحائط، فيتفادى إمكانية حصول أي مشكلة معه بأقل خسائر ممكنة، آخذاً الأمور ببساطة ومن دون التفكير فيها بشكل عميق يستفز «زياد»، طبيبه النفسي.

ويأخذ «طلال»، «الطبيب زياد»، ضمن نَصٍّ متشعّب الموضوعات، ويلفت نظره إلى أمور كثيرة يغضّ الطرف عنها. فالحياة الحلوة في لبنان التي يحاول توهمها على طريقته، تدفع الطبيب لطرح هذا السؤال باستمرار «هل هالشي طبيعي؟».

تمر المسرحية بالجملة، على موضوعات لبنانية بحتة، من بينها دينية وسياسية واجتماعية وافتراضية واقتصادية وغيرها. وتستعير لحظات من الماضي على وقع موسيقى «مكتب التحرير في خبر جديد»، عبارة استُهلكت خلال الحرب عبر الأثير؛ ويستعملها زياد «رينغ تون» لتطبيق الـ«واتساب» في جهازه المحمول، فتشير إلى تأثّر اللبناني برواسب ماضيه، تطلّ على مواقف وتصريحات لسياسيين وأصحاب الشأن في لبنان بأصواتهم الشخصية. لحظات حقيقية تُعيد اللبناني إلى مراحل كان يجب أن يتوقف عندها، ولكنّها مرّت مرور الكرام من دون حتى أن يتعلّم منها العِبر والدروس. وفي كل مرة يكرّر الطبيب سؤاله الشهير: هل هالشي طبيعي؟ تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فمريضه ببساطته واستسهاله لاستيعاب الأمور، يقدّم له علاجاً من نوع آخر يلفته، فينتج عنها مواقف ساخرة وكوميدية، يجد المواطن العادي الحل لكلّ مشكلة تعترضه، ويجيد العمل في أكثر من مصلحة ومهنة، متمتعاً بخلفية تفكيرٍ ترتكز على تجاربه الخاصة التي تمكّنه من إيجاد الحلول. يتهم الطبيب مريضه بأنه شخص عادي وسطحي وجاهل، ويعيش على هامش الفهم. وفي لحظة ينفجر غضباً ويصرخ: لماذا نعتب وعلى مَن؟ فالوزير كالمسؤول والمواطن يغطّون أغلاطهم بالقشور. إننا نعيش في بلد مجنون... ويأتيه الجواب مباشرةً من تصفيق حار يطلقه الحضور. فالمشهد لامسهم عن قرب وترجم أفكارهم.

أمّا المواطن العادي فينتقد عمق تفكير المثقفين الذي لم يوصِّل لبنان بدوره إلى شاطئ الأمان.

حتى الهزة الأرضية لم تهز اللبنانيين (الشرق الأوسط)

يوجّه النّص انتقادات واضحة وصريحة إلى مجال الإعلام والـ«ترند»، ويولي الاستخفاف الذي يمارسه اللبناني حتى تجاه سلامة صحته، أهمية.

ولا ينسى خالد صبيح تناول تفاصيل حياتية أخرى، فحضرت «عتمة لبنان»، وتفشي مافيات المولدات الكهربائية. وكذلك انهيار الليرة اللبنانية، وثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول)، وصولاً إلى غياب الاستشفاء، وتبرز موضوعات اجتماعية كالخيانة الزوجية، والعلاقة بالأهل وموروثهم السياسي.

نجح صبيح في جذب الحضور بحبكة مسرحية من نوع السهل الممتنع، وتماهى معها الثنائي الجردي وعيتاني بأدائهما الممتع.

أزمات متراكمة لا تقابلها أي ردود فعل تُذكر من اللبنانيين، كان يلزمها هزّة أرضية لتوقظهم ويعوا بالتالي حاضرهم. بالفعل تهتز الخشبة ويصبح المواطنون تحت الأنقاض. ولكن «البلد ماشي»رغم كل شيء. ومواجهات المواطنين بقيت على حالها من كرّ وفرّ. وعندما يسأل الطبيب مريضه: كيف لبلدٍ أن يصبح ركاماً رغم تاريخه الحافل بالبطولات؟ يرد زياد: «يبدو أن الفينيقيين بنوه بالحرام»؛ فترتفع في الصالة نوبة من الضحك والتصفيق المتواصل لمشهدية كوميدية ساخرة اعتمدها الكاتب. حالة من الانصهار تحدث بين المواطنين يستشفّها مشاهد العمل في خواتيمه، فيستعين المؤديان بأفكارهما من علمٍ وتجارب ويصلان إلى تحليلات مفيدة.

يترك الثنائي الجردي وعيتاني، الجرعة الكبرى من الضحك لنهاية العمل. ويغادر الحضور الصالة منشرحاً بعد استمتاعه بمتابعة عمل ينبع من واقع لبناني غير طبيعي.


طريقة جديدة للإقلاع عن التدخين

تغيير نظام العلاج قد يساعد في نجاح الإقلاع عن التدخين (رويترز)
تغيير نظام العلاج قد يساعد في نجاح الإقلاع عن التدخين (رويترز)
TT

طريقة جديدة للإقلاع عن التدخين

تغيير نظام العلاج قد يساعد في نجاح الإقلاع عن التدخين (رويترز)
تغيير نظام العلاج قد يساعد في نجاح الإقلاع عن التدخين (رويترز)

كشفت دراسة أميركية طريقة جديدة تساعد في الإقلاع عن التدخين، بعد فشل المحاولة الأولى. وأوضح الباحثون في جامعة تكساس أن تغيير نظام العلاج وزيادة الجرعات كانت طريقة ذات فاعلية في الإقلاع عن التدخين، وفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الخميس، في دورية «غاما».

ويظل تعاطي التبغ السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها في الولايات المتحدة؛ ففي كلّ عامٍ يموت نحو 480 ألف أميركي بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين.

وفي الوقت الحالي، يعاني أكثر من 16 مليون أميركي من مرض واحدٍ على الأقل ناجمٍ عن التدخين، بما في ذلك السرطان.

ويمكن للإقلاع عن التدخين أن يحسِّن فُرص البقاء على قيد الحياة بنسبة 30 إلى 40 في المائة لمرضى السّرطان الذين يدخنون.

وفقاً للباحثين، غالباً ما تكون المحاولة الأولى للإقلاع عن التدخين فاشلة لدى كثير من المدخنين.

وخلال الدراسة، قيّم الفريق البحثي فاعلية استخدام بدائل النيكوتين والدّواء المعروف باسم «فارينيكلين»، الذي يُساعد المدخنين على التوقف عن التدخين.

وأوضحت الدراسة أن بدائل النيكوتين تساعد في الإقلاع عن التدخين، ممّا يخفّف من أعراض الانسحاب ويقلّل الرغبة في التدخين.

وتشمل أشكال بدائل النيكوتين، مواد لاصقة توضع على الجلد وتُطلق النيكوتين ببطء، وعلكة النيكوتين التي تُمضغ لإطلاقه في الفم، وأقراص الاستحلاب التي تُذاب تحت اللسان لإطلاق النيكوتين بسرعة؛ كما تتضمن أيضاً بخاخات النيكوتين التي تُرش في الأنف.

وخلال الدراسة، تابع الباحثون 490 مدخناً اختيروا عشوائياً، وخضعوا لـ6 أسابيع من العلاج الأولي، إما بـ«الفارينكلين» أو بدائل النيكوتين.

بعد ذلك، أُعيد توزيع الذين لم يتمكنوا من الإقلاع عن التدخين بشكل عشوائي لمواصلة العلاج لمدة 6 أسابيع إضافية؛ إذ قُدم لهم إمّا العلاج نفسه وإما تبديله وإما زيادة جرعته.

ووجد الباحثون أن «الفارينكلين»، كان أكثر فاعلية من بدائل النيكوتين. كما وجدوا المدخنين الذين فشلوا في الإقلاع عن التدخين باستخدام «الفارينكلين» في المرحلة الأولى من التجربة، كانوا أكثر نجاحاً بـ7 أضعاف، في الإقلاع عن التدخين بحلول نهاية المرحلة الثانية إذا تمت زيادة جرعات «الفارينكلين»، مقارنة مع من واصلوا جرعة العلاج نفسها أو تم تبديله.

وقال الدكتور بول سينسيريبيني، الباحث الرئيسي للدراسة، في جامعة تكساس: «تشير هذه النتائج إلى أن الالتزام بالدواء نفسه ليس فعالاً بالنسبة للمدخنين غير القادرين على الإقلاع عن التدخين في الأسابيع الستة الأولى من العلاج». وأضاف عبر موقع الجامعة: «يجب أن تشجع دراستنا الأطباء على فحص المرضى في وقت مبكر من رحلة الإقلاع عن التدخين، وإذا لم ينجح المرضى، يمكن تجربة نهجٍ جديدٍ، مثل زيادة جرعة الدواء».


السرطان لا يعرف طريقاً نحو الإرادات الصلبة

ترفض تيريز أبو ديوان أن يُقال «يا حرام» (حسابها الشخصي)
ترفض تيريز أبو ديوان أن يُقال «يا حرام» (حسابها الشخصي)
TT

السرطان لا يعرف طريقاً نحو الإرادات الصلبة

ترفض تيريز أبو ديوان أن يُقال «يا حرام» (حسابها الشخصي)
ترفض تيريز أبو ديوان أن يُقال «يا حرام» (حسابها الشخصي)

هذه القصة ليخجل المرء من انهياره أمام الهبّة الأولى. ليست الشابة اللبنانية تيريز أبو ديوان شخصية تحت الضوء، لكن شجاعتها تُروى. ثمة حكايات يعيشها «عاديون» تُلهم وتؤثّر. ضحكتها هي الحكاية، وإن تدخَّل المرض. لم تلتفت إلى إيقاع الحياة ليقينها أنّ الله يُدبّره، قبل أن يطرأ تبدُّل الحال وتتأكد من ذلك.

مرَّ أكتوبر (تشرين الأول)، شهر سرطان الثدي، كما لم يمرَّ شهرٌ آخر. تسير تيريز أبو ديوان، المُترجِمة المتخصّصة بالأدب الفرنسي، في الحياة، بقناعة مفادها أنّ شيئاً لا يحدُث قبل أوانه. «حتى المرض، حلو بوقته»، تقول لـ«الشرق الأوسط». إلى أن بدأ الجسد يُصدر إشارات إنذار. فالشابة رياضيّة، تجد في التمارين والرقص مساحة تنفُّس. راح القلب يتخبّط كأنه يفرُّ، بلا جدوى، من سجنه. في النادي الرياضي، ملاذها اليومي لساعتين على الأقل، لمست التغيُّرات الأولى. تساءلت إن كان ما يطرأ مجرّد نقص في المكمّلات الغذائية أو اضطراب أصاب الرئتين. لم يخطر في بالها ما يستحقّ القلق.

ما هوَّن هو استعدادها لحَمْل ما تخشى أن يحمله أحبّتها (صور تيريز أبو ديوان)

تأزّم الخفقان والإحساس بالإرهاق المفاجئ. تيريز أبو ديوان رياضيّة ماهرة، تقارع أوزان الحديد، وتتمرّن بلا توقُّف. مؤلماً كان خذلان البدن. وقاسٍ أن يشعر الرياضي بقواه الخائرة. وُلدت على الفور هذه المناجاة: «يا رب، لستُ جاهزةً بعد لمغادرة الأرض. لديّ ما أُنجزه».

ما هوَّن هو استعدادها لحَمْل ما تخشى أن يحمله أحبّتها. فالشابة ابنة جنازتين متتاليتين في عائلة خطف الموت الأب والأخ فيها، لتبقى وحيدةً بجوار أمّ متقدّمة في السنّ بعد سفر الأخ المتبقّي نحو الغربة. «أريد المرض هديةً لي، فلا تحمله أمي أو أخي». تُصوّره على شكل «هدية»، فالهدايا تُبهج. وبهجتها في طرد احتمال أن تفقد مَن تحبّ.

صلابة الإرادة وحب الحياة (صور تيريز أبو ديوان)

لم يُخفها اتصالٌ تذكُر توقيته: «السابعة مساء وأنا في النادي». على الخطّ، طبيب الأورام السرطانية، يُخبرها أن ترحِّب بمرحلة العلاج، والبداية بجراحة. شعرت بعبور الصدمة فيها. شيءٌ يسمّونه «النقزة»، مدّته ثوانٍ، لكنه مسألة مزعجة. فضَّلت التكتُّم، تفادياً لمشهدية الوجوه الباكية. احتفظت لنفسها بالتشخيص: «سرطان الثدي في بداياته ولا تزال ممكنة السيطرة عليه». تقبّلت المنعطف ووثقت بالمسيرة.

كان 5 ديسمبر (كانون الأول) موعد الجراحة. الاستحقاق الأصعب: «أن أُخبر والدتي عشية التحضيرات لعيد الميلاد. سألتُها تقبُّل ما سأقوله، وأطلعتُها على ورم الثدي المُتطلِّب استئصالاً. رجوتها ألا تبكي فلا أحتمل انهمار دموع الأمهات. تماسكتْ وشكرت الله على امتحانه».

قرّرت ألا تغادرها الضحكة في يومها المُنتَظر. بنفسها، قادت سيارتها إلى المستشفى في بيروت، وصمّمت على جذب مواقف تُهوِّن. الضحكة في مواجهة الاحتمالات الأخرى. الـ«إنرجي» لقهر الخوف. رفضت تيريز أبو ديوان أن يُقال «يا حرام». عضّت على الوجع لتُسكِت أنينه فلا يبلغ المتربّصين بشؤون الآخرين. نوعُها يضحك مهما توغّل الخراب في النفس. تُخبّئ ما يُشعل الشماتة أو الشفقة أو البكائيات وراء ابتسامة جبّارة.

مع مدرّبها الراقص أسادور أورجيان (صور تيريز أبو ديوان)

طلب الطبيب 6 جلسات كيميائية، فابتسمت أيضاً. لم تدرك تماماً ما يعنيه هذا المسار، لكنها استعدّت: «علينا أولاً تحصين الداخل. هو الوحيد الذي ينبغي ألا يمرض». حلَّ التقيؤ قاسياً، والتعب مُنهِكاً، أسوةً بحالات الدوار والإحساس بفقدان الوعي. قالت للطبيب: «أشاء التوقُّف عن هذا كلّه»، فطمأنها إلى أنّ الأصعب مرَّ. اليوم تؤكد أنها ما كانت لتتوقّف قط. «هذه رحلة ولا مهرب من مساراتها».

تُجهّز غرفة العلاج الكيميائي بما يجعلها تستكين: «أتوق للسلام، فأُحضر شموعاً وأصلّي». تساقط قليل من شَعرها فقط، فتيريز أبو ديوان تستعدّ لتحمُّل أوجاع قلنسوة الحديد البالغة حرارتها نحو 6 درجات تحت الصفر، الموضوعة على رأسها، لتُجنّبه مزيداً من التساقُط. تحضُر إلى العلاج متبرّجةً، مُعطَّرة، مرتديةً أجمل ثيابها. تقول إنها لا تخشى الصلع، لكنها ترفض نظرات الشفقة: «تؤلمني أكثر من المرض».

ترى العلاج الكيميائي «معركة روحية بين الإنسان وذاته، ولقاء بينه وبين الله». تتحضّر قبل موعد الجلسات لتتشبّع بالسلام النفسي. تزور أديرة وتضيء شموعاً، وتواصل المناجاة. «عليَّ تقبُّل ما أمرُّ به. أحبّ تعدُّد مراحلي». في الغرفة، تضيء الشموع على نية شفاء جميع المرضى. ترفض بقاء الأحبّة إلى جانبها في يوم العلاج المُرهِق، وتفضّل رفع الصلاة لها من المنازل أو الأشغال. وذات نهار، سألت والدتها المغادَرة. لمحت عذاباً في عينيها ودموعاً على خدّيها، فاستأذنتها في الانصراف لقسوة المشهد. «في تلك اللحظات أعود إلى ذاتي. إلى علاقتي بالله. إلى أخطائي. العلاج الكيميائي امتحان ضمير. لا يهمّ إنْ تألّم الجسد. على الإنسان أن يُشارك في آلام العالم. المعركة هنا نفسية. قدرُ الأجساد التألُّم، لكن على النفس الصمود. لا أخفي بكائي أحياناً، لكن بصمت. أذرف بعض الدموع ثم أختار الضحكة. الوجع يُبكي، وثمة آلام تفوق القدرة على تحمُّلها. هنا تتدخّل الإرادة الصلبة».

تجد في الرياضة مساحة تنفُّس (صور تيريز أبو ديوان)

كما تهوى تجربة آلة جديدة يضيفها النادي إلى مجموعة آلاته، ترى تجربة المرض: «من الجيّد أن تتنوّع التجارب، وأن تشمل سرطان الثدي أيضاً! فإن لم نختبر الألم، فلن ندرك قيمة الحياة». تواصل تمارينها كلما استطاعت، وتُعزّي النفس بشُكر الله على أنها اختيرت لهذا الامتحان بدلاً من والدتها أو أخيها. تُبسّط المرض لتُهوِّنه على آخرين قد يصيبهم: «لا أخجل من مشاركة قصتي. السرطان دوّار، ولا نجاة من احتمال أن يصيب أياً منا. علينا التحكّم بمخاوفنا».

بعض الأشياء يمكن السيطرة عليها، وبعضها خارج سُلطة الإنسان، لا ينفع معه الخوف. ترى أنّ مسائل مثل الكرامة تفوق أهميةً أمراض الجسد، وعلى العقل التصدّي لعجزه وإمكان أن ينطفئ: «الحياة أقوى من الموت، والمرض لا يحدُث إلا حين يصيب الداخل».


مصر تكثّف أنشطة السياحة الرياضية في الأماكن الأثرية

السياحة الرياضية ظهرت في ماراثونات كثيرة (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
السياحة الرياضية ظهرت في ماراثونات كثيرة (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
TT

مصر تكثّف أنشطة السياحة الرياضية في الأماكن الأثرية

السياحة الرياضية ظهرت في ماراثونات كثيرة (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
السياحة الرياضية ظهرت في ماراثونات كثيرة (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

كثفت مصر إقامة الأنشطة الرياضية في عدد من الأماكن السياحية والأثرية، مثل سفح الأهرامات ومعابد الأقصر ومدينة دهب في جنوب سيناء، حيث نُظّمت ماراثونات دولية للجري في هذه الأماكن مؤخراً.

وأحدث الفعاليات التي أقامتها وزارة الشباب والرياضة المصرية، إطلاق ماراثون الجري لمسافة 10 كيلومترات في مدينة دهب بجنوب سيناء، الجمعة، بحضور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وبمشاركة متسابقين من 13 دولة.

وقال صبحي إن «الفعاليات الرياضية أصبحت تمثّل أحد أوجه الدّعم الاقتصادي الوطني من خلال السياحة الرياضية»، مضيفاً في بيان للوزارة عقب إعطاء إشارة البدء للنسخة التاسعة من ماراثون دهب الرياضي: «نعمل على دمج الرياضة في الأماكن السياحية والأثرية، لإبراز ما تتمتع به مصر من تراثٍ كبيرٍ وطبيعةٍ ساحرةٍ».

الماراثون رياضة تجذب متسابقين من جنسيات متعددة (وزارة الشباب والرياضة)

وكانت منطقة الأهرامات الأثرية في الجيزة استضافت الدورة الخامسة من ماراثون الأهرامات، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بمشاركة 4 آلاف متسابق من 82 دولة، وسط حضور لاسم فلسطين وعلمها على قمصان عدد من المتسابقين.

ورأى الناقد الرياضي المصري محمد الشحات، أن «الماراثونات ليست مجرد أحداثٍ رياضية، بل تتضمن أهدافاً قد تكون اجتماعية أو اقتصادية أو سياحية أو إنسانية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «أهم ميزة في هذه الأحداث أنها تجذب النجوم من كل أنحاء العالم، سواء أكانوا من الرياضيين أنفسهم، أو من نجوم الفن، أو في مجالات مختلفة، حتى إن البعض قد باتوا يدّخرون إجازاتهم لتوافق مواعيد ماراثونات مشهورة في مصر أو غيرها من الدول».

وأضاف أن «مصر تمتلك نسبة كبيرة من آثار العالم، ويمكن إقامة أكثر من ماراثون في أماكن متفرقة، كما رأينا تحت سفح الأهرامات ومنطقة أبو الهول التي شهدت كثيراً من هذه الفعاليات الناجحة»، وعدّ الشحات مصر من أكثر الدّول المهيأة بما تملك من أماكن سياحية لإقامة مثل هذه الماراثونات بوصفها نوعاً من الجذب السّياحي والتعريف بالدول.

ماراثون الجري في مدينة دهب بجنوب سيناء (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

بدورها، شهدت مدينة الأقصر (جنوب مصر)، انطلاق النسخة 31 من ماراثون مصر الدّولي في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث احتشد عشرات العدّائين من 20 دولة عربية وأجنبية في ساحة معبد حتشبسوت، ومرّ الماراثون على عدد من الآثار المصرية القديمة في البرّ الغربي.

من جانبه، ذكر الخبير السياحي الدكتور محمود محمدي، أن «وزارة السّياحة تعمل مع وزارة الشباب والرياضة على نشر السياحة الرياضية في مصر، لذلك نجد مسابقات وفعاليات في أماكن كثيرة من مصر، ومن أهمها، الفعاليات الرياضية التي كانت تُقام سابقاً وعادت مرة أخرى مثل (رالي الفراعنة) الذي بدأ منذ عام 1982»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى تسليط الضوء على السياحة الرياضية بكثافة من خلال دورة الألعاب الأفريقية التي أقيمت عام 2019، لافتاً إلى أن «هذه الفعاليات والماراثونات التي أقيمت في الفترة الأخيرة تسلط الضوء على الأماكن السياحية المصرية، وتجذب الزائرين إليها من كل مكان».

وفي السياق، قال الخبير السياحي المصري محمد كارم، إن «الاهتمام بالسياحة الرياضية وإقامة ماراثونات في الأهرامات أو المناطق السياحية في سيناء، يساهمان بشكل كبير في وضع مصر على الخريطة السياحية الرياضية بالعالم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الفعاليات تُساعد في التّرويج للمقاصد السياحية المصرية بشكل غير مباشر، ما يؤدي إلى تدفق الحركة السياحية، كما أنها تفتح الطريق أمام أنواع مختلفة يستفيد منها القطاع السياحي، فأصبح لدينا إقبال ملحوظ على السياحة الرياضية والعلاجية والبيئية وغيرها من البرامج السياحية النوعية».


لبلبة: المشاركة في أفلام الشباب «تجدّدني فنياً»

الفنانة المصرية لبلبة (صفحتها على فيسبوك)
الفنانة المصرية لبلبة (صفحتها على فيسبوك)
TT

لبلبة: المشاركة في أفلام الشباب «تجدّدني فنياً»

الفنانة المصرية لبلبة (صفحتها على فيسبوك)
الفنانة المصرية لبلبة (صفحتها على فيسبوك)

تعتزّ الفنانة المصرية لبلبة كثيراً بمشاركتها في أفلام الشباب، وترى أن الأمر «يجدّدها فنياً». وأعربت عن فخرها بمشوارها الفني، خصوصاً الأعمال التي قدمتها إلى جانب «الزعيم» عادل إمام.

وفي حوارها مع «الشرق الأوسط» كشفت لبلبة، عن كواليس فيلمها «عصابة المكس» الذي تصوّره حالياً، والمقرّر عرضه في عيد الأضحى المقبل. متحدّثة عن سرّ حماسها له: «يذكرني بأفلام قدمتها خلال مشواري الفني. فأجواء التصوير تشبه كواليس فيلم (ليلة ساخنة)، لأنّ غالبية مشاهده خارجية، وساعات التّصوير تستغرق وقتاً طويلاً، وتذكرني تفاصيله بفيلم (مولد يا دنيا)»، مؤكدة أنّ «عصابة المكس»، عمل مختلف وصعب بكل تفاصيله، لكنه توليفة كوميدية شيّقة.

وتناولت لبلبة المجهود الذي ييذله فريق العمل الذي يصوّر لساعات طويلة للانتهاء من الفيلم قبيل عيد الأضحى المقبل. وأشارت إلى أنها تحب العمل مع الشباب بشكل كبير، وتشعر معهم بالتّجدد والسعادة، مؤكدة أن «ظهور أجيال مختلفة في العمل يؤثر بشكل إيجابي على أحداثه وطريقة استقبال الناس له، فالاندماج بين الأجيال يضفي مزيجاً مميزاً على سياق العمل، ويخاطب فئات مختلفة».

من كواليس تصوير فيلم «عصابة المكس» (صفحة لبلبة على فيسبوك)

«عصابة المكس» من بطولة مجموعة كبيرة من النجوم، هم: أحمد فهمي، ولبلبة، وروبي، وحاتم صلاح، وأوس أوس، وصلاح عبد الله، وخالد الصاوي، ومن إخراج حسام سليمان؛ أمّا قِصّته فتدور حول مجموعة من الأفراد يتعرضون لمفارقات ومغامرات كثيرة خلال الأحداث.

وتناولت لبلبة الدراما التلفزيونية، قائلة: «اعتذرت عن أعمال درامية عدة خلال مشواري، لكن الزعيم عادل إمام أقنعني بخوض التجربة، وبالفعل قدّمت معه مسلسلي (مأمون وشركاه)، و(صاحب السعادة)، ومن ثَمّ قدمت مسلسلي (الشارع اللي ورانا) و(دايماً عامر)».

وتحكي الفنانة المصرية التي قدمت 90 فيلماً و4 مسلسلات، كواليس عملها الدرامي مع الفنان عادل إمام: «شعرت بقلق واستغراب في البداية من العمل في التلفزيون، فطريقة التّصوير مختلفة عمّا اعتدته في السينما، وفوجئت بوجود 4 كاميرات أمامي، وسألت الزعيم حينها، كيف سيحدث ذلك؟ ولأي كاميرا أتوجه؟ لكنه طمأنني وقال لي، إن (التصوير التلفزيوني يشبه السينما وستشعرين بسعادة كبيرة)، لكنني بقيت أشعر بغرابة الوضع لفترة، ولا أعرف كيف أتعامل مع الكاميرات».

لبلبة وعادل إمام في أحد الأعمال الدرامية (صفحة لبلبة على فيسبوك)

تقول لبلبة إن عادل إمام الذي تصفه بأنه «معلمها»، منعها من رؤية مشاهدها في مسلسل «صاحب السعادة»، بعد انتهاء التصوير، موضحة: «كنت في أول أيام التّصوير أذهب لرؤية مشاهدي مثل الشباب المشاركين في العمل حينها، من بينهم أمينة خليل، وتارا عماد، ومحمد إمام، ولكن فور رؤية الزعيم لي بصحبتهم... سألني (هل فعلنا ذلك من قبل في السينما؟) وطلب مني الانتظار لحين مشاهدة العمل مع الجمهور أسوة بالأعمال السينمائية، وقال لي (مهما فعل الفنان فلن يرضى عن نفسه)».

وطمأنت لبلبة الجمهور على صحة «الزعيم»: إنه «أعز مخلوق في حياتي بعد والدتي، وهو بخير ويتمتع بصحة جيدة، ونحن على موعد للاحتفال بعيد ميلاده يوم 17 مايو (أيار). نتحدث دوماً، وعندما يعلم بأنني أرفض أعمالاً فنية في الفترة الأخيرة، يطلب مني الموافقة لأبقى أمام الناس؛ لأنني لا أستطيع العيش سوى بالفن، كما يقول لي دائماً».

«يحكم الكيف اختياراتي الفنية وليس الكمّ، وحب الشخصية هو أحد الأسس التي أعتمدها، والحالة نفسها تنطبق على السيناريو»، تحب لبلبة الكتابة المتّقنة المميزة وترفض الفكرة المكرّرة، وتتذكر خلال الحديث مشوار حفلاتها في أضواء المدينة، التي شاركت فيها بصحبة «العندليب» عبد الحليم حافظ، تقول: «كانت والدتي تختار قائمة الأغنيات التي سأقدمها، لكنني كنت أتجنّب تلك التي لا أحبها وأرفض تقديمها».

لبلبة تحدثت عن عملها بالفن منذ سن الخامسة (صفحتها على فيسبوك)

مشوار لبلبة الفني طويل وغنيّ، فهي عملت في كل مراحل عمرها ولم تتوقف مطلقاً أو تبتعد عن الساحة، حسب قولها، وتتابع: «رغم حتمية توقف الطفل الممثل في مرحلة معينة، خصوصاً، في المراهقة حتى لا يملّ منه الناس، لكن استمراريتي ونجاحي أُعدّهما ذكاءً من والدتي لأنها كانت داعمتي».

وتابعت: «أتذكر أنني قدمت أعمالاً في عمر الـ14 رغم أنه عمر محير للناس وتصنيفه صعب، كما قدمت برنامجاً أسبوعياً بعنوان (صندوق الدنيا) في التلفزيون على الهواء مباشرة، وشاركت مع نادية لطفي وعبد السلام النابلسي بأحد الأفلام. لم أبتعد عن الفن لحظة منذ الطفولة، ولا أعرف شيئاً في الحياة سوى الفن ورؤية الجمهور، لا أعرف حياة أخرى منذ سن الخامسة، حين شاركت في فيلم (حبيبتي سوسو)».

وعن المسرح قالت لبلبة إنها قدمت خلال مشوارها أكثر من 6 عروض مسرحية بجانب الحفلات التي اعتادت عليها، مؤكدة أنها لم تقف على خشبته منذ تقديمها عرض (علي بابا... كهرمانة شكراً) للأطفال، من بطولتها مع عماد رشاد، أواخر ثمانينات القرن الماضي، مشيرة إلى أنها لن تمانع في العودة إلى المسرح إذا وجدت نصاً جيداً.

وتعود لتذكّر طفولتها وحبها للفن تقول: «منحني الحياة وأكثر ممّا أتخيّل، وفي وقت نجاحي وتألقي كان الناس من حولي يقولون إن وهج نجوميتي سيقلّ مع التقدم بالعمر، لكنني استمرّرت حتى يومنا هذا؛ لأنني أحب العمل والتّطور في كل مراحل عمري، كما أنني أحياناً لا أصدق أنني ما زالت أعطي حياتي للفن حتى الآن».

عاجل وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: هناك مجاعة كاملة في شمال غزة وتتجه نحو الجنوب