«السياحة المصرية» تنفي واقعة «منع» مطعم دخول المحجبات

بعد ساعات من بث فتاة مقطعاً روّجت خلاله ادعاءات عن «طردها»

نفت وزارة السياحة المصرية ما تردد عن منع فتاة محجبة من دخول أحد المطاعم (شاترستوك)
نفت وزارة السياحة المصرية ما تردد عن منع فتاة محجبة من دخول أحد المطاعم (شاترستوك)
TT

«السياحة المصرية» تنفي واقعة «منع» مطعم دخول المحجبات

نفت وزارة السياحة المصرية ما تردد عن منع فتاة محجبة من دخول أحد المطاعم (شاترستوك)
نفت وزارة السياحة المصرية ما تردد عن منع فتاة محجبة من دخول أحد المطاعم (شاترستوك)

نفت وزارة السياحة والآثار المصرية واقعة «منع» أحد المطاعم في القاهرة دخول المحجبات، وذلك بعد ساعات من رواج مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لإحدى الفتيات ادعت خلاله بأنها «تعرضت لـ(الطرد) من أحد المطاعم (ذكرت اسمه)». ووفق إفادة لـ«السياحة والآثار المصرية» (الخميس) فإنه «تم تشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة، وتبين عدم صحة ما تم تداوله من معلومات». وأضافت: «تلاحظ للجنة التي قامت بالتفتيش على المنشأة السياحية، أن هناك العديد من رواد المطعم من المحجبات، بل ومن العاملات به أيضاً».ويشار إلى أن المطعم الذي نُسبت إليه الواقعة يقع في ضاحية «التجمع الخامس» شرق القاهرة. وكانت فتاة مصرية – قالت إنها طالبة في كلية الطب – تحدثت قبل يومين في عبر مقطع فيديو عبر صفحتها الشخصية بموقع «فيسبوك»، وروت أنها «حجزت طاولة تسع لـ15 من صديقاتها للاحتفال بعيد ميلادها، وفي الموعد المحدد، فوجئت بإدارة المطعم ترفض دخولهن، بسبب وجود محجبات ضمن المجموعة».ووفق ما روته الفتاة حينها: «حينما قمت بالاحتجاج على رفض دخول المحجبات بأن إدارة المطعم لم تخبرني بذلك قبل الحجز، اعتذرت إدارة المطعم، وعللت بأن ذلك (خطأ فردي من أحد الموظفين)». وبحسب ما أفادت الفتاة حينها فإن «إدارة المطعم أصرت على طردهن من المكان، وهددتها وصديقاتها باستدعاء أفراد الأمن، إن لم يمتثلن للقرار ويغادرن المكان». ووقتها تواصلت «الشرق الأوسط» مع مسؤول بإدارة المطعم، لكنه رفض التعليق.جدير بالذكر أن المقطع المصور للفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي راج خلال الساعات الماضية، وسط تعليقات رافضة لما حدث مع الفتاة وصديقاتها، بعدما عده متابعون «تمييزاً». إلا أن «غرفة المنشآت الفندقية» في مصر أكدت حينها أنها تحركت للتحقيق «عقب مقطع الفيديو المتداول».وبحسب بيان وزارة السياحة والآثار بمصر، (الخميس) فقد أكد رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية بالوزارة، محمد عامر، «عدم صحة ما تم تداوله من معلومات عبر منصة (فيسبوك) بشأن قيام إحدى المنشآت السياحية بمنع دخول المحجبات من روادها». وأوضح أن «اللجنة التي قامت بالتفتيش على المنشأة لاحظت استقبال المنشأة لجميع روادها من دون استثناء، ووجود عدد من روادها من المحجبات يمارسن حياتهن بشكل طبيعي ويتناولن الأطعمة والمشروبات من دون التعرض لأي مضايقات». وتابع: «أفادت اللجنة أيضاً بوجود 3 محجبات يعملن بالمنشأة مما يؤكد ترحيبها بكل روادها سواء من العاملات أو الزائرين».وأضاف عامر أنه «لا يحق لأي منشأة فندقية أو سياحية منع المحجبات من الدخول والاستمتاع والحصول على كل الخدمات المقدمة بها». وأوضح «ضرورة قيام من يتعرض لمثل هذه التصرفات - إن وجدت - في أي من المنشآت الفندقية أو السياحية المرخصة من وزارة السياحة والآثار بالتقدم بشكوى للوزارة»، مؤكداً أنه «في حال التأكد من ثبوت أي من الشكاوى المقدمة، تقوم الوزارة على الفور باتخاذ كل الإجراءات القانونية المقررة في هذا الشأن».في السياق، قالت آيات محمد، وهي مسؤولة بهيئة تنشيط السياحة في مصر، لـ«الشرق الأوسط» إنه «من حق الجميع دخول أي منشأة سياحية أو مطعم أو فندق أو حمام سباحة، طالما التزم بالآداب العامة واحترم سياسة المكان والتزم بسداد الفواتير المستحقة».



«عريسين مدري من وين» استعادة الابتسامة في زمن لبنان - الحرب

الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)
الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)
TT

«عريسين مدري من وين» استعادة الابتسامة في زمن لبنان - الحرب

الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)
الكاتب الراحل مروان نجار (زياد نجار)

الدعوة مفتوحة لمشاهدة مسرحية «عريسين مدري من وين» في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، على مسرح «مونو» في العاصمة اللبنانية بيروت، وباستطاعة كلّ مَن يرغب في استعادة الابتسامة في زمن الحرب، أن يُتابعها ضمن عرض مصوّر. وبذلك سيتسنّى للبنانيين مشاهدة واحد من أجمل أعمال مسرح الفودفيل الذي اشتهر به الكاتب الراحل مروان نجار.

يحضّر زياد نجار لسلسلة عروض مسرحية (زياد نجار)

عائلة الكاتب المسرحي الراحل رغبت في هذه الخطوة من باب تحريك عروض المسرح في زمن الحرب. واليوم بعد مرور نحو 40 عاماً على عرضها الأول تعود إلى الحياة. ويعلّق زياد مروان نجار لـ«الشرق الأوسط»: «راودتنا الفكرة أثناء أحد الاجتماعات التي عقدناها في مسرح (مونو)، وكانت لقاءاتنا تهدف إلى إيجاد حلول لإعادة الحركة إلى خشبة بيروت. وعندما اقترحت علينا جوزيان بولس عرضها وافقت عائلتي على الفور».

سبق وفكّر الكاتب والممثل والمخرج المسرحي زياد نجار في إعادة عرض هذه المسرحية على الخشبة مع شخصياتها. وجاءت الحرب لتلغي مشروعات مسرحية عدة كان ينوي تقديمها. ومع غياب ميزانية ودعم مطلوبين لتقديم مسرحية كاملة حالياً، وجد نجار أن عرضها مصوّرة فكرة جيّدة.

عُرضت هذه المسرحية لأول مرة في عام 1986، ومرة ثانية في عام 2000 على مسرح جورج الخامس في منطقة أدونيس. وهي تحكي عن شابين يقعان في حبّ فتاتين ابنتي رجل محافظ جداً وقاسٍ، فقررا أن يتحولا إلى عاملين في منزلهما كي يستطيعا التقرّب منهما. وبذلك تحوّلا إلى جنايني وعامل منزل، فيواجهان مواقف طريفة ومربكة تحضّ مشاهد العمل على الضحك طوال عرض المسرحية.

زياد نجار في مسرحيته «وعيتي؟»

من المسرحيات التي خطر على بال زياد تقديمها من جديد «فارس والصبايا» و«سولد» و«وين بدو يروح». وعندما بحث عن العمل الذي صُوّر بالجودة المطلوبة وقع خياره على «عريسين مدري من وين». «إنها من الأقدم التي كتبها والدي الراحل مروان نجار. وكانت محطة (إل بي سي آي) قد تسلّمت حينها مهام تصويرها، فجاءت النتيجة جيدة في الصورة والصوت. كنت أرغب في إضافة ترجمة مكتوبة على شريط العمل، ولكن لضيق الوقت لم أنفّذ هذا الأمر».

يشير زياد نجار إلى أن مَن يشاهد «عريسين مدري من وين» يخيّل إليه أنها تتناول أوضاعنا اليوم. ويوضح: «التاريخ يعيد نفسه في لبنان. ولذلك نلاحظ أن جميع أعمالنا المسرحية تحظى بهذه الميزة. فكأنها كُتبت للتو لتتناول هواجس ومشكلات نعيشها حالياً».

في أمسية العرض في 15 الحالي في مسرح «مونو» يحضر بعض من أبطالها. «سيلتقي المشاهد بجورج دياب وديانا إبراهيم وروز الخولي. في حين سيغيب طوني مهنا أحد نجومها البارزين بداعي هجرته إلى أميركا، أمّا الممثل جوزيف سعيد فلن يكون حاضراً بسبب المرض».

بطلا «عريسين مدري من وين» طوني مهنا وجورج دياب (زياد نجار)

يؤكّد زياد نجار أن المسرحية ستروق لجيل الشباب كما لجيلٍ سبق وشاهدها في الثمانينات والألفية الثانية. «لو تسنّى لي إجراء تغييرات، لكنت استغنيت عن تلوين وجهَي نجماها بالأسود. يومها كانا يجسّدان دور عاملين منزليين من التابعية السريلانكية. اليوم قد ينتقد كثيرون هذه المشهدية ويضعونها في خانة العنصرية. ولذلك يمكنني أن أختار شخصين من جنسيات أخرى».

يرى نجار في عرض هذا العمل بمثابة فترة استراحة بالنسبة لرواد المسرح في زمن الحرب. «اللبناني يحتاج اليوم لابتسامة أكثر من أي وقت مضى. وبفعل ضغوط حياتية واجتماعية كثيرة سيجد كثيرون فيها فسحة ترفيهية».

يُستهلّ العرض بكلمة مختصرة يلقيها زياد أمام الحضور. وفي نهايته يُناقش العمل مع مَن يهمه الأمر من الجمهور.

وعن دور المسرح في زمن قاتم يعيشه اللبناني، يردّ زياد نجار: «يمكن القول إن المسرح هو من الفسحات المطلوبة في أزمنة الحرب. فيشكّل حاجة أساسية ومتنفساً لمجتمع ينوء تحت تراكمات من الهموم والشجون والحزن. وما نقوم به من نشاطات مماثلة هو لإخراج اللبناني من قوقعته. واستطاعت جوزيان بولس مديرة مسرح (مونو) بأن تُخرج المسرح من عزلته بفضل هذا النوع من الأعمال».

«عذرنا يا وطن» حوار يديره النجار على مسرح «مونو»

بعد عرض «عريسين مدري من وين» يحضّر زياد نجار لعمل مسرحي جديد. ويتابع: «في 19 نوفمبر سأقدم عملاً بعنوان (عذرنا يا وطن) على مسرح (مونو). وهو كناية عن حوار يديره زياد مع ضيوفه، وهم مجموعة ممثلين ومخرجين، هم فؤاد يمين وأنجو ريحان وهادي زكاك.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن موضوعه يتعلّق بالنشيد الوطني اللبناني. «فنقف على مدى تطبيق اللبنانيين كلماته بالفعل وليس بالاسم فقط. فمن الضروري أن نتذكّر اليوم هذا النشيد ومعانيه الحقيقية».

ومن ناحية أخرى، أنهى زياد نجار التحضير لعملين مسرحيين جديدين. «إنهما شبه جاهزين، وسنختار الوقت المناسب لعرضهما. فالمسرح قبل الأحداث الأخيرة كان في نهضة ملحوظة؛ ولذلك علينا أن نبقيه نابضاً بأعمال ونشاطات مختلفة».