أصعب من النجاح هو المواظبة والحفاظ عليه، هذه المقولة تنطبق على المطاعم القديمة التي استطاعت على مر السنين وعلى الرغم من المنافسة والتغيرات الاجتماعية المحافظة على مكانتها لدى زبائنها الدائمين والمخلصين.
هناك مطاعم أشبه بالفقاعات ذات تاريخ صلاحية معين، تفتح أبوابها، تشتهر، ومن ثم تختفي. ولكن تبقى هناك بعض العناوين التي تبقى وتستمر وتتوسع مثل مطعم «لا بيتيت ميزون» الفرنسي الذي بدأ قصة نجاحه من لندن عام 2007 ليصبح عنواناً عالمياً وصل إلى دبي، وميامي، وأبوظبي، وهونغ كونغ، والرياض، وليماسول، والدوحة، ولاس فيغاس، بالإضافة إلى ميكونوس والكويت مع خطط مستقبلية للتوسّع.

منذ انطلاقته في لندن وهو رائد في تقديم الأطباق الـ«نيسوازيه» التقليدية، بما في ذلك الأطباق الحلوة الفرنسية الشهيرة مثل الـ«كريم بروليه» المعروف بطعمه المميز والذي حافظ على وصفته الأصلية دون أي تغيير تغيير في المذاق.
ففي قلب حي مايفير الراقي بلندن، يُقدِّم المطعم تجربة طهي فريدة تنقل الزائر إلى أجواء الريفييرا الفرنسية بكل ما فيها من أناقة، حيث يدمج بين البساطة الراقية والتفاصيل المدروسة بعناية. ما يميز La Petite Maison ليس فقط جودة الأطباق، بل أيضاً الديكور المستوحى من سحر الجنوب الفرنسي، بألوانه الهادئة، ومساحاته المفتوحة، وتفاصيله الأنيقة.

يُركّز المطعم على استخدام المكونات الموسمية الطازجة بأعلى درجات الجودة، مقدماً أطباقاً تعكس روح البحر الأبيض المتوسط، فأول شيء يكون بانتظارك على الطاولة حبّات كاملة من الطماطم الصفراء والحمراء، وحبة ليمون وسكين وزجاجة زيت زيتون وملح وبهار، يستقبلك النادل بابتسامة دافئة ويقول لك: «هذا الخضار صالح للأكل، تفضل بتقطيعه وأكله إذا أردت ذلك»، استمعنا لنصيحة النادل وقمنا بتقطيع الطماطم الطازجة مع رشة من الملح وزيت زيتون صافٍ والقليل من خل البلسمي وكانت النتيجة سلطة رائعة المذاق ومقبّلاً جيداً قبل الأطباق الأولية والرئيسية التي اخترناها.

المميز في المطعم أنه حافظ على العديد من الأطباق التي اشتهر بتقديمها منذ افتتاحه، لدرجة أن هناك نسبة كبيرة من زبائنه الذين لا يحتاجون إلى لائحة الطعام لاختيار الأطباق لأنهم يأتون بانتظام لتناول الدجاج المشوي على سبيل المثال أو ريَش لحم الضأن المشوي المتبلة مع الباذنجان والزيتون والصنوبر أو الستيك اللذيذ أو الجمبري بخلطة زيت الزيتون وعصير الليمون أو سمك السي باس المشوي بالملح مع الأرضي شوكي والطماطم، وأكيد طبق الكريم بروليه بالفانيليا.

وقد حظي LPM بتقدير كبير، حيث أُدرج في القائمة أفضل 50 مطعماً في الشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2022.
يتمتع المطعم بجلسات خارجية عند زاوية شارع «بروكس ميوز» خلف فندق كلاريدجز، الموقع جميل لأنه لا يطل مباشرةً على شارع أوكسفورد المكتظ، مما يعطيه نوعاً من الخصوصية والهدوء خصوصاً إذا كنت تفضل الجلوس على إحدى الموائد الخارجية، والصفة الجميلة للمائدة في الداخل أنها موزعة بشكل مريح وليست قريبة جداً بعضها من بعض، على عكس النمط الجديد حالياً في كثير من المطاعم التي لا تتنبه لمسألة ترك مسافة جيدة ما بين المقاعد والموائد.

اللافت أيضاً في المطعم دراية النادل بلائحة الطعام وتقديم النصائح المفيدة وترشيح الأطباق دون وضع أي ضغط على الزبون لاختيار طبق دون سواه، فمن بين المقترحات المفيدة التي قدمها لنا النادل الخاص بموائدنا تذوق التارت بالفراولة لأنه طبق جديد وموسمي ومؤقت، وبالفعل كان هذا الطبق لذيذاً جداً وخفيفاً، ومن الأطباق الأخرى التي اخترناها سلطة البوراتا مع الطماطم والدجاج المشويّ ولحم الضأن، وكلها كانت لذيذة.










