أكلات مبتكرة تروج في لبنان من باب التغيير

بينها «ميني منقوشة» و«كبّة بلقمة» و«رول ورق عنب»

فتة بطريقة مبتكرة (إنستغرام)
فتة بطريقة مبتكرة (إنستغرام)
TT

أكلات مبتكرة تروج في لبنان من باب التغيير

فتة بطريقة مبتكرة (إنستغرام)
فتة بطريقة مبتكرة (إنستغرام)

تروج في الفترة الأخيرة في بيروت ظاهرة الأكلات المبتكرة، بعضها يرتكز على المزج بين الحديث والقديم، وغيرها يقلب قواعد المطبخ اللبناني رأساً على عقب. وتدخل هذه الأكلات ضمن فئة تعرف بـ«سناك عاللبناني»، فيما تؤلّف مجموعة منها لوائح طعام لمطاعم افتتحت أبوابها مؤخراً في لبنان.

يتم الترويج لهذه الأكلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فتعتمدها مخابز ومقاهٍ في منشوراتها الإلكترونية، فيما يلقي الضوء عليها بعض المؤثرين المعروفين بمجال تذوق الطعام.

وترتكز هذه الظاهرة على قلب موازين المطبخ اللبناني بلمسة غير تقليدية، فإعادة اختراع الأكلات الشعبية وتقديمها في قالب مختلف تستقطب الشباب اللبناني بامتياز.

مأكولات عصرية تقدم بطريقة منمقة (إنستغرام)

وباتت اليوم الشغل الشاغل عندهم كي يلونوا سهراتهم وجلساتهم مع الأصدقاء.

وتحت عناوين وأسماء جذّابة تدخلها مصطلحات أجنبية تتم تسمية هذه الأكلات للفت الانتباه.

وينتشر في هذا الإطار الطعام «الميني» ويتألّف من حصص صغيرة نسبة إلى قياسها الأصلي. فالمنقوشة تحولّت إلى «ميني منقوش»، وكذلك الكعكة. وطبق الكبة بالصينية تحوّل إلى «بايت كبة». أما محشي ورق العنب فأخذ اسم «رول ورق عنب» المنكّه بـ«بلوسم أورانج» (زهر الليمون). وفيما تدرج ساندويتشات سلطة الفتوش، والبطاطا المقلية مع دبس الرمان. تأخذ الكفتة حصّتها من هذه الظاهرة لتصبح «شيك عرايس» المشوية مع الخبز. وصار الصنفان يقدّمان بالحبّة الواحدة، مرفقة بكوب بلاستيكي فيه سلطة الخيار مع اللبن.

"ميني كعك" كما "ميني منقوش" أكلات رائجة في لبنان (إنستغرام)

وللخروج عن المألوف بشكل لافت تخترع بعض المطاعم الشعبية أكلات يمكن أن تسهم في تجديد ربحها التجاري. فراحت تقدّم «برغر كبّة» والكريب المحشو بمسبحة الحمص أو الفول. وشكّلت هذه الأكلات صدمة إيجابية عند البعض بعد أن استساغوا طعمها. بينما رفضتها شريحة من اللبنانيين لأنها لا تزال ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمطبخ اللبناني الأصيل.

«مايتي ليبانون دي إكس بي» موقع خاص بالثنائي اللبناني محمد وقمر. والأخيرة تتولى مهمة إدخال المتابعين إلى مطبخها. وتحرص قمر على تحضير أكلات لبنانية بتغليفة حديثة ومبتكرة، ومن بين أطباقها الشهيرة «الزهرة» المخبوزة بالفرن مع جبن البارميزان. وكذلك «فتّة الحمص» مع اللبن بعجين البقلاوة المقرمش. وسلطة جبن الحلّوم مع العسل وحبوب الحمص المسلوق. وأخرى تحضّرها مع «شيبس بطاطا» مع مخلل الخيار والبصل والبقدونس المقطّع.

"رول ورق عنب" صار يؤكل بالحبّة (إنستغرام)

أما المؤثر بشارة علم والمشهور بصفحته على «إنستغرام» تحت عنوان «براند أوبتمايز» يعد من أكثر المطّلعين على الأكلات الغريبة.

ومؤخراً زار المؤثر علم أحد المطاعم الذي افتتحت أبوابه في بيروت تحت اسم «مطبخ»، وعرّف متابعيه على سلسلة أطباق لبنانية، تم إعادة تركيبها بطريقة غريبة.

ومن بينها الصلصة الحارة مع ماء الورد، و«الفتوش بوكيه» الملفوف بورق الخس. ويتم تغطيس كل لقمة بصلصة دبس الرمان المقدمة إلى جانبها. ومن أكثر الأطباق غرابة هي تلك التي تعرف بـ«المحمّرة»، وتقدّم مع الكافيار ومخلل اللفت. أما «الكفتة تارتيليت» و«مهروس كبد الدجاج» فيؤلفان مكونين يخرجان عن المألوف في طريقة تحضيرهما وتقديمهما وطعمهما.

مقبلات بحصص صغيرة تروج في مطاعم لبنانية (إنستغرام)

اللافت في هذه الأكلات هو توازن بين الحنين للأكل اللبناني التقليدي والرغبة في التجديد. إنها ليست وجبات جديدة بالكامل، لكنها تعيد تعريف طريقة تقديمها وتناولها.

ظاهرة «السناك اللبناني» لم تعد مجرّد أصناف تباع في المطاعم الصغيرة. فهي تحوّلت إلى نموذج اقتصادي ناجح. وذلك ضمن مشروعات منزلية كثيرة بدأت بصناديق كرتونية صغيرة تحتوي على كبة ميني، مناقيش بحجم لقمة، لفائف لبنة بالزعتر، وأحياناً حلويات لبنانية. ويزدهر الطلب عليها في فصل الصيف من قبل ربات المنازل اللاتي تنظمن أمسيات عائلية تجمعهن بالأقارب أو الأصدقاء.

ويعدّ المؤثر بشارة علم صاحب صفحة «براند أوبتمايز» أكثر المهتمين بهذه الأكلات.


مقالات ذات صلة

«طاولة عمّيق» جلسة في حضن البقاع بنكهة الأكلات التراثية

مذاقات المطعم في جلسته الخارجية (الشرق الاوسط)

«طاولة عمّيق» جلسة في حضن البقاع بنكهة الأكلات التراثية

«هنا عمّيق أطفئ جهازك الخلوي واستمتع بالطبيعة». هكذا يستقبلك أهل بلدة عمّيق في البقاع الغربي. فهم يناشدونك الانفصال التام عن عالم المدينة.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طبق مصمم عن طريق الذكاء الاصطناعي (نيويورك تايمز)

«تشات جي بي تي»: أداة العام الجديدة الرائجة بين الطهاة

على مدار أربعة أشهر في عام 2026، سيقدم مطعم Next في شيكاغو قائمة طعام من تسعة أطباق، يبتكر كل طبق منها طاهٍ مختلف. من بين هؤلاء الطهاة، امرأة تبلغ من العمر 33…

بيت ويلز (نيويورك)
مذاقات فرع «لا بيتيت ميزون» في دبي (الشرق الأوسط)

عنوان محبي الطعام الفرنسي والمتوسطي

أعلن «لا بيتيت ميزون»، المطعم الشهير عالمياً بتقديم المأكولات الفرنسية المتوسطية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات الشيف المصري عصام راشد (الشرق الأوسط)

هل تؤثّر طريقة التقطيع على مذاق الطعام؟

لا تتوقف أهمية طرق التقطيع بالسكين عند رفع مستوى الجاذبية البصرية للأطباق، إنما تتجاوز ذلك لتشمل تحقيق تغير جذري في مذاق الطعام، وملمسه، ونكهته.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات "أتموسفير" من العناوين الجميلة لتاول الشاي بعد الظهر (الشرق الاوسط)

أين تتناول شاي بعد الظهر في دبي؟

تُعد تجربة «شاي بعد الظهر» واحدة من الطقوس الراقية التي تعكس الذوق الرفيع والأناقة في الضيافة، وقد وجدت هذه العادة الإنجليزية التقليدية طريقها إلى دبي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

«طاولة عمّيق» جلسة في حضن البقاع بنكهة الأكلات التراثية

المطعم في جلسته الخارجية (الشرق الاوسط)
المطعم في جلسته الخارجية (الشرق الاوسط)
TT

«طاولة عمّيق» جلسة في حضن البقاع بنكهة الأكلات التراثية

المطعم في جلسته الخارجية (الشرق الاوسط)
المطعم في جلسته الخارجية (الشرق الاوسط)

«هنا عمّيق أطفئ جهازك الخلوي واستمتع بالطبيعة». هكذا يستقبلك أهل بلدة عمّيق في البقاع الغربي. فهم يناشدونك الانفصال التام عن عالم المدينة. وبعد أن تجتاز الطرقات التي تؤدي إليها، وهي تستغرق نحو 65 دقيقة من العاصمة بيروت، لا بدّ أن تدرك مفعول النصيحة. فطبيعتها الخلّابة تؤلّف سجادات خضراء مطرّزة بسهول ومحميات ساحرة تحضّك على ترك كل شيء للاستمتاع بمناظرها الرائعة. وفي هذه البقعة الجميلة من لبنان يقع مطعم «طاولة عمّيق». وهو بمثابة قصة نجاح للتنمية البيئية والمحلية، بدأتها محمية أرز الشوف منذ نحو 6 سنوات. المبنى الأخضر الأول في لبنان تم إنشاؤه من خلال مشروع إقليمي بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية، بالتعاون مع مصلحة آل سكاف، والجمعية الملكية لحماية الطبيعة الأردنية. «طاولة عميق» يقدم الأكل التقليدي من صنع أيادي أمهاتنا في المنطقة بإدارة محترفة من سوق الطيب. ويسوّق للمنتجات المحلية. ويقدم معلومات عن حماية الطبيعة في مستنقع عميق ومحمية أرز الشوف.

مأكولات لبنانية منزلية الصنع (الشرق الاوسط)

جلسة في حضن الطبيعة

ما أن تصل «طاولة عمّيق» حتى تشعر بأنك على موعد مع جلسة لا تشبه غيرها.

فهنا لا أصوات صاخبة، ولا ضجيج سيارات. تطالعك مساحة خضراء شاسعة على مدّ عينك والنظر، فتختار ما يناسبك منها للاستقرار على واحدة من طاولات المطعم، أو تنتقي جلسة طبيعة بامتياز على سجادة العشب الأخضر. وهي مفروشة بالحصر والمقاعد الخشبية.

بإمكانك اصطحاب أطفالك والحيوانات الأليفة. فالطبيعة في «طاولة عمّيق» تفتح أبوابها للجميع. وقد خصّصت مساحة للألعاب والتسلية، بحيث يستطيع الأولاد ممارسة لعبة الكرة الطائرة وغيرها من الهوايات كالرسم والتلوين، فيستغنون عن الألعاب الإلكترونية والـ«آي باد» والخلوي، ويستعيضون عنها بمراقبة طيور الأوز والأغنام التي تسرح على مساحة قريبة من المطعم، فيستمتعون بمراقبتها من بعيد، أو التقاط صور فوتوغرافية معها. ويأتي الهواء العليل المشبّع بالأكسيجين ليرطّب الجلسة بنسمات ناعمة. فيقضي جميع أفراد العائلة لحظات جميلة في حضن طبيعة جميلة.

في المطعم: الأمهات بانتظاركقبل أن تلج أرض المطبخ تستقبلك عند مدخله إحدى المشرفات على تنظيم الجلسات، وتشير إليك بأنواع الجلسات المتاحة لك بين المطعم والطبيعة. ومن ثم تشرح لك عن أصناف الطعام الموجودة في «بوفيه» غني، وبينها أكلات ريفية وحلويات قروية.

أما المشروبات فتتألف من العصائر وتغيب عنها تلك الغازية. وذلك انطلاقاً من مبدأ عدم تناول مكونات اصطناعية. فكل ما تتناوله في «طاولة عميّق» هو مؤلّف من مكونات طبيعية فقط.

وعندما ترغب في إلقاء نظرة على الأطباق الموجودة تتوجه إلى المطبخ. هناك يصطف عدد من النسوة ربات المنازل، ويتوزعن حول الأطباق الساخنة والباردة، ويشرحن لك عن أسمائها ومكوناتها، فتبدأ رحلتك منذ هذه اللحظة مع نكهات طعام من الريف اللبناني العريق.

مطبخ مطعم عميق (الشرق الاوسط)

«حراق أصبعو» بدل «البرغر»

عند مدخل المطعم تتسلل إلى أنفك رائحة المناقيش المخبوزة على الصاج. مناقيش بالزعتر والجبن والكشك، وأخرى مدهونة بمكوّن الشوكولاتة الموقعة بأنامل سيدات يعملن في مطبخ «طاولة عمّيق». وفي الانتقال إلى لائحة الطعام، تجتمع فيها الأكلات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالريف اللبناني. فهنا لا أطباق سريعة تصادفها كالبرغر و«البيتزا». كل ما عليك القيام به هو انتقاء الأكلات التي تحنّ إليها من مطبخ جدتك. وكما الملوخية والمغربية والشاورما واللسانات المتبلة، كذلك تجد «حرّاق أصبعو» وسلطات الفتوش والتبولة والمتبل باذنجان والفريكة.

وفي جناح آخر تقدّم أصناف اللحوم المشوية «باربكيو» من لحوم وخضار. وفي قسم الحلويات تجد الفواكه الموسمية. وكذلك حلويات منوعة كالكنافة بالجبن والمفروكة والنمورة والكعك بالحليب. وفي ركن آخر يطالعك قسم خاص بالمثلجات المصنوعة من مكونات طبيعية كالحامض والتوت.

للذكرى: منتجات لبنانية تحملها معك

بعد أن تمضي يوماً كاملاً في أجواء مطعم «طاولة عمّيق» لا بد أن تحمل ذكرى منه. ويخصص لهذه الغاية قسم يتضمن الصابون البلدي والمونة اللبنانية. فدبس الرمان والمربيات والزيوت الطبيعية والطحينة وغيرها تؤلف محتواه، وتمتد لتشمل قوارير ماء الزهر وماء الورد ودبس الخروب والحصرم. وبذلك تختم جلسة من العمر في بلدة تمثّل نموذجاً حياً من لبنان الأخضر.