لماذا يذهب جميع المشاهير إلى نفس المطاعم؟

زيارة واحدة من أحد المشاهير تجعل المطعم شهيراً جداً (نيويورك تايمز)
زيارة واحدة من أحد المشاهير تجعل المطعم شهيراً جداً (نيويورك تايمز)
TT

لماذا يذهب جميع المشاهير إلى نفس المطاعم؟

زيارة واحدة من أحد المشاهير تجعل المطعم شهيراً جداً (نيويورك تايمز)
زيارة واحدة من أحد المشاهير تجعل المطعم شهيراً جداً (نيويورك تايمز)

يبدو أحياناً أنه يوجد نوعان فقط من المطاعم في مدينة نيويورك: تلك التي يتناول فيها المشاهير الطعام، وكل مكان آخر. كانت تغطية تناول الطعام في المطاعم الكبيرة واسعة النطاق بصفة خاصة العام الماضي؛ على سبيل المثال، تم توثيق وتعيين كل مطعم في نيويورك تناولت فيه تايلور سويفت الطعام على الإنترنت بالكامل.

لقد حول كل هذا التلصص على المشاهير هذه المشاهدات إلى شكل لا يقدر بثمن من العملة بالنسبة لأصحاب المطاعم. حتى حفنة من مقاطع فيديو «تيك توك» للمطرب الأميركي «بوست مالون» وهو يأكل السباغيتي على طاولة خلفية يمكن أن يضمن حجوزات قوية لشهور. اجتذب العديد من الافتتاحات البارزة هذا العام، بما في ذلك «كورنر ستون»، و«بانغالو»، و«غرين كلوب»، موكباً من المشاهير وتحولت بدورها إلى بعض من أصعب الحجوزات في المدينة.

فما السر في جذب الأثرياء والمشاهير؟ قمنا بزيارة العديد من المطاعم التي يرتادها النجوم في نيويورك، وتعلمنا أن العديد منها يتشارك في استراتيجيات مماثلة. فيما يلي تسع طرق تجذب بها المطاعم كبار المشاهير إلى أبوابها.

إميليو فيتولو، صاحب الجيل الثاني لمطعم «إميليو بالاتو» الإيطالي في نوليتا، هو النموذج الأبرز. إنه حاضر في كل مكان في المطعم وفي مقهى «دا ميليو» المجاور، إذ يتجول من طاولة إلى أخرى بسيجارة في يده، ويتحدث بلكنة نيويورك الثقيلة مع ضيوف مثل جورج كلوني، والإخوة جوناس الثلاثة، وتايلور سويفت.

المطاعم الجاذبة للمشاهير تقدم لهم الخصوصية التامة (نيويورك تايمز)

يقول دارا ميرجاهاغيري، مؤسس مطعم «ساي ليس»، وهو مطعم آسيوي اندماجي (يجمع المكونات من كافة الثقافات) بالقرب من ماديسون سكوير غاردن، وهو مشهور بين الرياضيين والموسيقيين، بما في ذلك «جايلين براون» لاعب فريق «بوسطن سيلتيكس»، ومغني الراب فابولوس، إن العديد من النجوم لديهم قيود وتفضيلات غذائية دقيقة، سواء كانوا نباتيين أو لا يفضلون اللاكتوز، أو ببساطة يحاولون تناول طعام صحي بصفة عامة.

يعرف ميرجاهاغيري الكلمات السحرية الخمس التي يمكن قولها لأي من المشاهير المتقلبين: «نحن نلبي أي قيد ممكن».

هناك كلمة أخرى ظهرت في كل مناقشة أجريتها مع النُدُل والمديرين ومسؤولي الدعايات: التحفظ أو السرية.

مما يعني نقاط دخول سهلة وغير منكشفة للضيوف البارزين. ويخطط مطعم «كورنر ستون» في سوهو لإنشاء مدخل جانبي، كما أخبرنا أحد النُدُل - وهي خدعة تعلمها فريق مطعم «كاتش» الشهير، والذي كان دائماً عبارة عن متاهة من المداخل والمصاعد. وفي مطعم «لو روك»، الذي يرتاده أعضاء فريق برنامج «ساترداي نايت لايف»، يمكن لكبار الشخصيات الدخول والخروج من المدخل الخلفي للموظفين تجنباً لاستخدام الباب الأمامي، الذي يواجه مركز روكفلر، كما قالت سارة هاوس، مديرة فعاليات المطعم.

عندما يتعلق الأمر بتعيين طاولة لشخصية شهيرة، يفضل العديد من المشاهير ما كان يُعتبر سابقاً المنطقة الأقل رغبة: «شيبيريا» أي الجزء الخلفي من المطعم. يجلس جيف بيزوس (مالك أمازون) في أقصى زاوية خلفية من مطعم «سوهو شيبرياني»، كما أخبرنا أحد الزبائن الدائمين. ولا يوجد نقص في الغرف الخاصة في العديد من المطاعم التي يرتادها المشاهير، مثل تلك الموجودة في مطعم «ساي ليس»، حيث احتفل «يي»، المعروف سابقاً باسم «كانييه ويست»، بعيد ميلاد جوليا فوكس، أو مطعم «ميدوزا ميديترانيا»، حيث تناولت تايلور سويفت العشاء مؤخراً.

يجلب العديد من المشاهير حارساً شخصياً رفقتهم، ولكن مهمة مراقبة المكان تقع أحياناً على عاتق النُدُل. أخبرنا أحد النُدُل أنه عندما زارت تايلور سويفت مطعم «كورنر ستون»، اعترض (النادل) أي شخص يحاول التقاط صورة سرية لها.

بينما يرغب بعض النجوم في الاختباء في الطاولات المحتجبة والغرف الخاصة، يستغل البعض الآخر منهم الفرصة ليتم رصدهم (وتصويرهم) في مكان أنيق، ربما مع شخص أنيق. تشتهر مطاعم «سانت أمبروز» بفناءاتها التي يمكن رؤيتها والظهور فيها، سيما في موقع سوهو، حيث تتألق المقاعد الخارجية في الهواء الطلق بوجوه مشهورة مثل «كوين لطيفة»، و«رامي مالك»، و«جو جوناس» و«صوفي تيرنر». كان الرصيف في موقع ويست فيليدج هو خلفية للصور ذائعة الانتشار لتيموثي شالاميه وهو يجتمع مع لاري ديفيد أثناء تناولهم إسبرسو مارتيني.

شوهدت جنيفر لوبيز في مواقع «سيبرياني» في سوهو وفي بيفرلي هيلز، كاليفورنيا. كما زارت كاتي بيري مواقع «كاربون» في نيويورك ولاس فيغاس.

تقول كيجلي رادوفاني، مديرة الحجز والاستقبال في سلسلة مطاعم زوما اليابانية، إنها تعتقد أنها تفهم السبب. تتداول سلاسل المطاعم بصورة متسقة، مما يمكن أن يكون قيِما بصفة خاصة لشخصية شهيرة، والذي قد لا يرغب في المخاطرة في مطعم مستقل مع خبرة أقل في استقبال المشاهير بشكل سري. وإذا لاقى المشاهير معاملة رائعة وحجوزات ذات أولوية في مكان ما، فإنهم سوف يزورون نفس المطعم بشكل متكرر في مدينة مختلفة بدلاً من تجربة شيء جديد. وقالت رادوفاني إنها قابلت نفس المشاهير في مواقع زوما في نيويورك، وبوسطن، وميامي وحتى ميكونوس في اليونان.

عندما يخرج المشاهير لتناول الطعام، غالباً ما يكون الطعام نفسه خارج الاعتبار. قالت رادوفاني من «زوما»: «يختار الأشخاص المشهورون المطاعم بصفة أساسية بناء على الأجواء والسمعة بالمقام الأول». وهذا هو السبب في أن العديد من الأماكن المليئة بالنجوم تقدم أطباقاً قد تبدو عامة: مثل بيتزا الجبن، وسلطة سيزر، ولفائف كاليفورنيا. وقالت رادوفاني إن أغلب المشاهير الذين يأتون إلى «زوما» لا يطلبون سوى المشروبات أو طبق الحلوى فقط.

ومع ذلك، بالنسبة لبعض الأسماء البارزة، فإن الأمر يتعلق فقط بالطعام. هناك سبب بسيط يجعل مطاعم مثل «فايا كاروتا»، و«سيما»، و«تاتيانا» تجتذب المشاهير، حتى من دون معظم هذه الأدوات والحيل: فهي مطاعم ممتازة. ربما تكون أفضل استراتيجية على الإطلاق هي امتلاك مكان به طعام وخدمة رائعين لدرجة أن عشاق المطاعم من المشاهير لن يكون لديهم خيار سوى الظهور والمخاطرة بالرفض.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

الشيف أحمد الزغبي يسترجع نكهات الماضي بطريقة عصرية

مذاقات الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)

الشيف أحمد الزغبي يسترجع نكهات الماضي بطريقة عصرية

الطواجن من الأطباق الشهيرة خلال شهر رمضان المبارك على المائدة العربية، حيث يتجاوز مفهومها تجمع العائلات حولها، إلى الشوق لروائح الماضي وأساليب الطهي التقليدية.

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات البطاطس المشوية بالنعناع من شيف علي عبد الحميد (الشرق الأوسط)

كيف تحضر «السناكس» بطريقة صحية؟

تظل «السناكس» أو المأكولات المسلية الصحية هي النصيحة الذهبية للطهاة، وخبراء التغذية ومدربي اللياقة البدنية؛ لدورها في زيادة الشعور بالشبع

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات يمتد زوما دبي على طابقين (غافريل باباديوتيس)

«زوما» في قائمة أفضل مطاعم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

حافظ مطعم «زوما» في دبي على مكانته محتلاً بذلك المرتبة الـ19 كأفضل مطعم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحسب جوائز «أفضل 50 مطعماً» التي استضافتها أبوظبي أخيراً.

جوسلين إيليا (دبي)
مذاقات مأكولات ريفية (مزرعة العزبة الفيسبوك)

مطاعم ومزارع مصرية تراهن على «الطعام الريفي»

من الوصفات العائلية التقليدية التي توارثتها الأجيال، إلى الأطباق الريفية البسيطة التي صمدت أمام اختبار الزمن، يمكن لمحبي المطبخ المصري، استكشاف القصص والتقاليد

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة السفرة التي تزينها شجرة الزيتون (الشرق الأوسط)

«سفرة مريم» في دبي يكمل قصة «بيت مريم»

لم يكن الأمر مستغرباً عندما وقع خيار «جائزة أفضل 50 مطعماً في الشرق الأوسط وأفريقيا» على سلام دقاق ليتم تتويجها كأفضل طاهية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024

جوسلين إيليا (دبي)

الشيف أحمد الزغبي يسترجع نكهات الماضي بطريقة عصرية

الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)
الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)
TT

الشيف أحمد الزغبي يسترجع نكهات الماضي بطريقة عصرية

الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)
الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)

الطواجن من الأطباق الشهيرة خلال شهر رمضان المبارك على المائدة العربية، حيث يتجاوز مفهومها تجمع العائلات حولها، إلى الشوق لروائح الماضي وأساليب الطهي التقليدية.

وتعد الطواجن جزءاً أساسياً من المطبخ اللبناني الكلاسيكي، فلها طريقتها الخاصة في الطهي، حيث تبدأ عملية تحضيرها باستخدام أواني الفخار التقليدية في المناطق الريفية، ثم تدخل إلى الفرن وتُطهى على نار هادئة.

في القاهرة؛ وفي رحلة لاستعادة نكهات الماضي، يقدم الشيف اللبناني أحمد الزغبي، طواجن بلاده بطريقة جذابة، جامعاً بين التقاليد الأصيلة وابتكارات الطهي المعاصرة، ليقدم مزيجاً على المائدة المصرية وزوارها من العرب والأجانب، حيث تتلاقى داخل طواجنه النكهات المنزلية الغنية بلمسات عصرية لتكون خفيفة على المعدة.

وخلال شهر رمضان، ومن خلال قائمة طواجن متنوعة، يقدم الشيف اللبناني تجربته لزوار فندق «فور سيزونز فيرست ريزيدانس»، وتحديداً داخل مطعم «Aura»، المتخصص في الطعام اللبناني، عاكفاً على وضع فلسفته في الطهي، التي تجمع بين تاريخ المطبخ اللبناني وخبرة الطهي الحديثة.

يبدأ الشيف الزغبي، حديثه مع «الشرق الأوسط»، بالإشارة إلى أن الطواجن جزء من التراث اللبناني، موضحاً أن أسماء الطواجن بمكوناتها الأساسية (الدواجن واللحم والسمك) تختلف في مكونات إعدادها من منطقة لأخرى داخل لبنان، وقد تقدم بأسماء مختلفة من محافظة لمحافظة، إلا أنها تشترك في طريقة الطهي داخل الأفران التقليدية، والتحضير البطيء لضمان أقصى درجات النكهة والنضج، مبيناً أنه استلهم من هذا التراث مجموعة منتقاة من الطواجن لتقديمها في مصر، لا سيما على مائدة الإفطار الرمضانية، مازجاً فيها بين التقاليد والعصرية واللمسة الراقية.

ويقول: «دائماً أفكر في طرق جديدة ومبتكرة لتحضير الطواجن، حيث أجمع أحياناً بين طريقتي إعداد من منطقتين مختلفتين ودمجهما، أو الجمع بين المكونات التقليدية بطرق إعداد غير تقليدية، أو اختيار اسم طاجن معروف مع تغيير المكونات».

يؤمن الشيف بأنه لا شيء يعبر عن شهر رمضان أكثر من مذاق الطواجن التي تتجاوز الحاضر إلى الماضي، مؤكداً أن ابتكاراته بها تعد مغامرة يخوضها لترك انطباع جيد لدى زبائنه. ولتحقيق ذلك، تضم قائمة طواجنه 5 أنواع مختلفة لكي تلبي جميع الأذواق. يأتي أولها طاجن الجمبري بالهريسة مع الزيتون الأخضر والبطاطس والفلفل الرومي ودبس رمان، وهو مناسب لمحبي المأكولات البحرية، الذين يبحثون عن نكهة أصيلة ومثالية، ومختلفة على المائدة الرمضانية في الوقت نفسه.

والثاني هو طاجن اللحم المطبوخ بالقرع والخضار، وهو يعتمد على اللحم البتلو، الذي يتم شواؤه بداية على الجريل مع البصل، لمنح الطاجن نكهة أعمق، ثم يضاف في الطاجن القرع والخضراوات المتنوعة، حيث ينضج داخل الفرن على نار هادئة.

وطاجن اللحم البقري مع الحمص والجزر، المكون من قطع اللحم البقري المقطّع المشوي مع المشروم والجزر والبصل، وما يميز هذا الطاجن أنه يغطى بطبقة عجين، ثم يدخل إلى الفرن، وعند تقديمه يصاحبه «شو»، حيث تتم إزالة هذا الغطاء من جانب أحد الطهاة ليتصاعد منه البخار الكثيف من الطاجن، ما يحفز المتذوق.

النوع الرابع في قائمة طواجن الشيف الزغبي هو الدجاج بالخرشوف مع البازلاء والجبن، الذي يعد أكثر الطواجن ابتكاراً بحسب الشيف، حيث يجمع مكونات من ابتكاره، عبر دمجها مع بعضها البعض مكوناً منها الطاجن، الذي يعد غنياً بالفيتامينات المفيدة للجسم، لا سيما مع وجود الخرشوف بفوائده الصحية المتعددة.

وأخيراً، يأتي طاجن الموزة الضأن مع ورق العنب والكوسة، الذي يناسب عشاق المذاق التقليدي الأصيل على مائدة رمضان لكن بلمسة عصرية، وهو طاجن يتسم بنكهته القوية، لا سيما مع وجود لحم الضأن بمذاقه اللذيذ والغني بالبروتينات، والذي يقدم مع صلصة الزبادي.

ويبيّن الشيف أنه بجانب الرهان على الحفاظ على المذاق الأصلي، فإنه دائماً يراعي جذب عين المتذوق عبر الألوان، وذلك من خلال الاهتمام بنوع «الصوص» المستخدم مع كل طاجن، فإلى جانب قدرتها على إكساب الطاجن مزيداً من المذاق الشهي، فهو يوظفها لعمل تنوع لوني. على سبيل المثال يقدم طاجن الجمبري مع الصوص الأحمر، بينما في طاجن لحم العجل بالقرع والخضار فيقدم مع خليط مرق اللحم المائل للون البني، فيما يقدم الصوص الأصفر مع طاجن الدجاج بالخرشوف المائل للون الأخضر بفضل مكوناته. ويعقب الشيف اللبناني على ذلك، قائلاً: «هذا التنوع اللوني يحوّل الطواجن إلى فن حقيقي، ويجعل وراء كل طاجن قصة نرويها من خلال المذاق والألوان».

تقدم جميع الطواجن مع حساء القرع، الذي يلائم فصل الشتاء لقدرته على التدفئة، وكذلك يناسب الصائمين، حيث يهيئ المعدة بعد ساعات طويلة من الصوم على استقبال أصناف الطواجن.

يقدم الشيف الزغبي قائمة الطواجن يومي الخميس والجمعة، ما يجعلها مثالية لتجمعات العائلة والأصدقاء، تماماً مثل فكرة تقديمها في المنازل اللبنانية والمصرية، حيث تناسب التجمعات والولائم الرمضانية.