نصائح الطهاة للاستمتاع بمذاقات جديدة للذرة

نصائح الطهاة للاستمتاع بمذاقات جديدة للذرة
TT

نصائح الطهاة للاستمتاع بمذاقات جديدة للذرة

نصائح الطهاة للاستمتاع بمذاقات جديدة للذرة

سواء أكانت مطهوة على البخار، أم مشوية، أم مدهونة بالزبد في الحساء، أم «مُفَرَّطَة» في طبق السلطة... فلا يوجد شيء أفضل من الذرة، وفقاً للطهاة، لرفع مستوى الطعام ومنحه مزيداً من النكهات.

«يأتي موسم الذرة مع ارتفاع درجة حرارة الطقس؛ مما يجعلها تتصدر مكونات أطباقك الصيفية»؛ يقول الشيف عصام راشد لـ«الشرق الأوسط»، ويرى أن «الذرة الطازجة مكون لذيذ وأساسي ومتعدد الاستخدامات؛ فهي على سبيل المثال العنصر الأساسي الأكثر شيوعاً في صنع (التورتيلا) و(التاكو) و(البوريتو)».

الذرة المسلوقة بالزبدة السائلة من شيف رغدة قدري (الشرق الأوسط)

بشكل عام؛ تُستخدم الذرة الحلوة أيضاً لصنع الدقيق والحساء والصلصات، ويمكن تناولها مشوية أو مضافة إلى المعكرونة والتغميسات والساندويتشات والسلطات والبطاطس المقلية... وغير ذلك كثير. إنها بحق تثري مختلف الأطباق.

«تحتوي الذرة الحلوة قيمة منخفضة من مؤشر نسبة السكر في الدم؛ مما يعني أن الكربوهيدرات الموجودة فيها لا تزيد من مستويات السكر في الدم أو الإنسولين»، وفق نصيحة الشيف المصري.

الذرة المشوية وجبة خفيفة في الصيف

ويقترح الشيف راشد وصفة «بودنغ الذرة»؛ وهي الطبق الجانبي المثالي لأي وقت عشاء، خصوصاً في أيام العطلات، وهذا الطبق يتميز بملمس غني وناعم يشبه الحلوى، ويضفي «بودنغ الذرة» لمسة لذيذة على الوصفات الكلاسيكية، ويحضَّر بمزج البصل المفروم، والزعتر الطازج، والدقيق متعدد الأغراض، ومسحوق الخبز، والملح، وتعمل جنباً إلى جنب مع البيض؛ لتكوين قوام رطب يشبه الـ«كسترد»، مع إضافة قليل من السكر الأبيض لرفع حلاوة الذرة الطبيعية، والكريمة الثقيلة؛ للحصول على قوام أكثر ثراءً.

وتأخذك فطائر اللحم البقري المكسيكي وفطائر «السالسا» مع الذرة و«الغلابينو» و«الفيتا»، وفق راشد، إلى عالم آخر من النكهات... وكذلك «نودلز الدجاج» المحتوي نكهات الدجاج الآسيوي المفضل لديك، مع حساء الذرة الكريمي المضاف إليه البصل والجزر والكرفس... إنه يخلق عمقاً جميلاً من النكهة للحساء، مع حضور الفلفل الأبيض... وهذه تثري كذلك طبق الـ«سي فود» عند إضافتها إليه، لا سيما حين تُدهَن بصوص من الثوم والزنجبيل والليمون وصلصة الصويا أو التوابل الآسيوية الحارة.

المكون المثالي للمطبخ الصيفي (2)

ولوجبة ذرة سريعة، أضف قليلاً من التوابل، وقليلاً من جبن الـ«بارميزان» على ثمرة الذرة في المايكروويف لمدة 5 دقائق؛ ليصبح بين يديك طبق جانبي رائع، أو انزع الحبات من الكيزان، وقلبها مع المايونيز والليمون ثم قدمها في بولة، وتستطيع دهن الحبات بالـ«ريكوتا» الكريمية، وتقديمها مع الخبز أو الخضراوات الطازجة المقرمشة. أيضاً قدم الذرة المشوية مع الـ«بابريكا» المدخنة، وقطع اللحم الساخنة.

المكون المثالي للمطبخ الصيفي

وينصح راشد بتحضير الـ«اسكالوب» المشوي، مع الخضراوات المشوية، مع سلطة الذرة بالزنجبيل والسمسم المحمص والـ«ميسو»؛ إذ يضفي هذا المزج بعداً لذيذاً إلى السلطة، وتبايناً غنياً مع حلاوة الذرة، ونكهة الـ«اسكالوب».

لا داعي للبحث عن صانع الآيس كريم للحصول على هذا الآيس كريم البسيط... إنه «آيس كريم الذرة». فقط اسحق حبات الذرة في مُحضّرة الطعام، ثم عليك أن تصفيها وتطهوها على نار خفيفة؛ لتتحول إلى «بودنغ» حلو يشكل أساس الآيس كريم (نفذه بالطريقة التقليدية) مع إضافة القليل من «دولسي دي ليتشي (dulce de leche)» الذي يمكنك شراؤه من المتجر، وسوف يوفر لمسة نهائية حلوة مثالية لهذا الآيس كريم.

الـ«بلوغر» رغدة قدري، صاحبة مدونة «cooking_with_raghda»، من الطهاة المصريين المهتمين بتقديم الذرة؛ تقدم على سبيل المثال سلطة تطلق عليها اسم «سلطة الألوان المنعشة للصيف»، وهي مكونة من: كوب ذرة مسلوقة، وكابوتشي، وفلفل ألوان؛ أحمر وأخضر وأصفر، مع إضافة «درسينغ» من صوص الليمون ودبس الرمان والمسترد والسماق وزيت الزيتون، وتقول: «هي من أجمل السلطات التي يمكن تحضيرها في الصيف، وتستطيع حملها في الـ(لانش بوكس) في العمل أو عند التنزه».

كما تقدم سلطة الذرة بمكعبات الأفوكادو والطماطم الشيري والبصل الأحمر والـ«درسينغ»، ومن أطباقها أيضاً «رول البفتيك» بالثوم والخل والليمون والفلفل الأخضر أو الحار، وفق الرغبة، مع الذرة وصوص الصويا وزيت الزيتون.

ومن أبسط طرق «سْنَاك الذرة» التي تقدمها الشيف رغدة، الذرة الحلوة المسلوقة (تستغرق نحو 10 دقائق)، وتُغمَس في صوص مكون من: زبدة سائلة، وعصير ليمون، ورشة ملح وفلفل، ومزيج من التوابل أو البابريكا وفق الرغبة. ويمكن عدّ الذرة «سْنَاك» خفيفاً بعد سلقها ودهنها بالزبد، وتتبيلها، ووضع قطع صغيرة من البقدونس.

سلطة الذرة الحلوة بالدجاج المشوي للشيف عمر شبراوي (الشرق الأوسط)

أما الشيف عمر شبراوي، فمن أطباقه التي يستخدم فيها الذرة، السلطة مع الذرة الحلوة، وصدور الدجاج المشوية والأفوكادو، والطماطم الكرزية بصلصة ديغون بالعسل (عصير ليمون، وخردل ديغون، وعسل، وزيت زيتون).

ولكن حتى لو كنت تكتفي بتناول الذرة كما هي ثمرةً فقط، فربما لا تزال تطبخها بشكل غير صحيح، تقول الشيف نهى أحمد لـ«الشرق الأوسط»: «يمكنك تحضير الذرة بطرق عدة؛ لذا تأكد من أنك تحضر الذرة بأفضل الوصفات للاحتفاظ بعناصرها الغذائية ونكهاتها».

وتنصح: «الخطوة الأهم هي اختيار الذرة الطازجة الناضجة؛ فهناك فرق كبير بين نكهة الذرة الطازجة والذرة التي ظلت موجودة أياماً عدة في انتظار من يشتريها؛ ولهذا السبب يكون مذاق الذرة أفضل بكثير عندما تكون في ذروة موسمها. إنها أحلى وأكثر عصارة، وأكثر نكهة بشكل عام».

عند سلق الذرة، أضف قليلاً من الحليب إلى الماء المغلي؛ إذ يساعد هذا على تعزيز الحلاوة الطبيعية للذرة، ويضيف نكهة كريمية لكل قضمة، وتستطيع شَيّ الذرة لبضع دقائق بعد غليها لإضفاء نكهة مدخنة.

سلطة بالذرة من شيف رغدة قدري (الشرق الأوسط)

وإذا كان لديك وعاء للطهو بالبخار، فهذه طريقة رائعة لتحضيرها: ضع كمية كافية من الماء، ثم ضع الذرة المقشرة في الوعاء، وأشعل النار، وتأكد من استخدام غطاء لاحتجاز كل هذا البخار داخل الوعاء لمدة 5 دقائق.

إذا اخترت أن تَشْوِيَها من دون سلق مسبق، فلا تُزِل القشور (الغلاف الطبيعي) عنها بالكامل؛ وذلك للاحتفاظ بها رطبة و«جوسي»، كما أنه يمكنك استخدام القشور مقبضاً لتقليب الذرة على الشواية. اشْوِها لنحو 15 دقيقة، مع تدوير كل كوز من حين لآخر للحفاظ على توزيع الحرارة بالتساوي. بعد أن تخرج الذرة من الشواية، اتركها 5 دقائق على الأقل قبل محاولة مسكها؛ وفق الشيف نهى.

وتواصل: «إذا كنت لا تفضل النكهة المدخنة، فإليك هذه الطريقة: ابدأ بتقشير أكواز الذرة، ثم لف كل منها بورق الألمنيوم مع قليل من الزبد بداخله، وضعها مباشرة على الشواية لمدة 15 دقيقة، ثم فُكّها وقدمها». وتضيف: «ستكون طرية وصفراء وزاهية، ورطبة، وليس لها النكهة المدخنة العميقة التي تحصل عليها عادةً من وضعها على الشواية مباشرةً».

وانتهت إلى أن الزبد والملح والفلفل ومسحوق الفلفل الحار والمايونيز وزيت الزيتون... من الخيارات الرائعة في تتبيل الذرة.


مقالات ذات صلة

حكايةُ الكنافة بالشكولاته نجمة الإنترنت الشهية

مذاقات اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)

حكايةُ الكنافة بالشكولاته نجمة الإنترنت الشهية

تخدع التسمية؛ ففي لبنان مثلاً تعني الكنافة كعكة محشوَّة بجبن تعلوه حلوى أقرب إلى «النمّورة»، وسط كثافة القَطر المتدلّي، عادةً، إلا لمَن يفضِّل الحدّ من الحلاوة

فاطمة عبد الله (بيروت)
مذاقات من أطباق «كريم» التقليدية (إنستغرام)

جولة على أقدم المطاعم في دلهي

إذا كنت ممن يزورون العاصمة الهندية دلهي لاستكشاف التاريخ والثقافة، فإنها تقدم ذروة الثقافات المتنوعة في طعامها إضافةً إلى التاريخ الغني والثقافة والتراث.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
مذاقات المفتّقة لا تتمتع بشهرة واسعة خارج العاصمة اللبنانية (أ.ف.ب)

المفتّقة... حلوى تراث بيروت وتقاليد أهلها

البيروتيون كانوا يعدّون المفتّقة مرة واحدة فقط في السنة، وتحديداً في آخر أربعاء من أبريل، حين كانت عائلات تقصد شاطئ الرملة البيضاء الشهير بمناسبة «أربعاء أيوب».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
مذاقات أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

بدقة متناهية يعتمد فيها على المسطرة و«المازورة» والمعايير بالغرامات يعمل الشيف حسين فياض وإذا ما تصفحت صفحته الإلكترونية عبر «إنستغرام»

فيفيان حداد (بيروت )
مذاقات القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

«الحلو إيه» سؤال اعتاد المصريون ترديده بمجرد الانتهاء من سفرة الطعام، فـ«التحلية» جزء أصيل من العادات الغذائية حول العالم، غير أن هذه الأصناف الحلوة شهدت تطورات

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)
القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)
TT

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)
القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

«الحلو إيه؟» سؤال اعتاد المصريون ترديده بمجرد الانتهاء من سفرة الطعام، فـ«التحلية» جزء أصيل من العادات الغذائية حول العالم، غير أن هذه الأصناف الحلوة شهدت تطورات متلاحقة، والعقد الماضي كان الأبرز من حيث تغيير البصمة الأصلية لمذاق الحلويات.

وعزا بعض المطلعين على سوق الطعام تغيير ذوق المصريين في «الحلو» إلى «ضيوف» مصر من الجاليات العربية، خاصة السوريين المعروفين بمهارات الطهي، سواء في الحلو أو الحادق، بينما أرجع آخرون الفضل إلى مواقع التواصل التي أشعلت المنافسة وفرضت ثقافة «التريند».

ظلت «التحلية» على الطريقة المصرية تُزينها أصناف محدودة حتى سنوات قريبة، كان الأمر مقتصراً على وصفات يمكن تحضيرها في المنزل، مثل البسبوسة، والكنافة، والجلاش المحشي بالمكسرات، والكيك، وأم علي، حتى الأرز بلبن وسكر، إن خلا المطبخ من مكونات الزبد والدقيق والبيض والسميد.

كشري حلو (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

الوصفات عينها كانت متوفرة لدى محال الحلوى الشهيرة التي لا يزورها إلا ميسورو الحال، وكانت تقدم الغربي أولاً، الممثل في قطع الكيك المُزين بالكريم شانتي والفاكهة الطازجة، وربما طبقات الشوكولاتة، ثم تسللت وصفات الحلوى الشرقية، وباتت منافساً يتقاسم السوق.

تبدل الحال الآن، وظهرت أصناف عدة لا يمكن إدراجها وفقاً للتصنيف الكلاسيكي للحلوى بين «الشرقي والغربي»، وحلّت «تريندات الحلو»، التي كان لضيوف مصر من الجاليات العربية عظيم الأثر في صعودها، حتى بات المصري يتطلع بعد الأكل لصحن القشطوطة أو الكاساتا بالبستاشيو، أما إذا كنت من عشاق المغامرات فعليك بصحن السعادة أو ما يطلق عليه تجارياً «طلب السيروتونين»، وهو طبقات من أنواع حلوى عدة، مثل الأرز بلبن مع البسبوسة والأيس كريم.

وعن تطور ذوق المصريين في الحلويات، ترى ريم عمرو، مستشارة تسويق وصاحبة شركة متخصصة في تطوير العلامات التجارية للحلويات، أن ثقافة «التحلية» لدى المصريين باتت أكثر ارتباطاً بالمتعة بعدما تنوعت الاختيارات، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن «صناعة الحلوى في مصر تعود لأكثر من قرن من الزمان، وثمة علامات كلاسيكية يتخطى عمرها مائة عام، مثل جروبي، وتسيباس، وسيموندس، جميعها كانت محالاً يمتلكها أجانب، لذلك اعتمدوا في البداية الكيك أو الحلوى الغربية فقط».

وأضافت: «تطور بعد ذلك مفهوم الحلواني، وباتت الحلويات الشرقية مثل البسبوسة والكنافة والبقلاوة تظهر كمنافس بفضل الانفتاح الثقافي، خصوصاً مع ظهور علامات تجارية، مثل (العبد) ذات الأصول المصرية الخالصة، وكذلك (عبد الرحيم قويدر) الذي تمتلكه عائلة مصرية منحدرة من أصول سورية، لينقسم مفهوم التحلية لدى المصريين بين الشرقي والغربي».

وتشير مستشارة التسويق إلى أن «لكل موسم حلوى خاصة به، مثل حلوى (المولد النبوي) وكعك العيد وكيك الكريسماس، كل هذا يعكس العلاقة العاطفية المتأصلة في الثقافة المصرية، التي تربط بين تناول الحلو والشعور بالسعادة».

وتلفت إلى أنه «خلال السنوات العشر الماضية تطور ذوق المصريين وباتت تفضيلاتهم تشمل أصنافاً غير مألوفة، وتصاعد التغيير بالتوازي مع استقبال مصر للأشقاء العرب من سوريا وليبيا والعراق، وأخيراً السودان».

وتنوه إلى أن «الوجود السوري كان حاضراً في سوق الحلويات قبل استقبال مصر للسوريين الفارين من الحرب، وخلال العقد الماضي تأصل هذا الحضور بوصفات الكنافة على الفحم والكنافة بالجبن، بالإضافة إلى البقلاوة التركية التي يبرع الطهاة السوريون في تحضيرها».

وقالت: «الحضور السوري في البداية كان يتماشى مع الأصناف الشرقية المعروفة لدى المصريين، غير أنه مع مزيد من الاندماج ظهرت محال مثل (بلبن) الذي رفع شعار التجديد بأطباق حلوى، مثل الطسطوسة المكونة من طبقات الكيك الغارق في الزبدة مع الكنافة والكريمة والقشدة».

القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

عدّت ريم ما يشهده الذوق المصري في «الحلو» تغييراً ناتجاً عن «الانفتاح الثقافي والاندماج المجتمعي». وقالت: «مع هذا الاتجاه تأصل مفهوم المقهى الذي يقدم حلوى أكثر عصرية، مثل الكاب كيك والوافل والبراونيز والدوناتس والمافن، وارتبطت هذه الثقافة أكثر بجيل الشباب».

ثقافة «التريند»

كما تعزو ريم تنوع مذاقات الحلو لدى المصريين إلى «التريند»، وقالت إن «السوشيال ميديا ساهمت في اشتعال المنافسة بين صنّاع الحلوى، ولم تعد السوق مقتصرة على الأسماء الرنانة، بينما دخل المنافس العربي والهواة، كما اتسعت السوق واحتضنت رغبات الشباب بأفكار غير تقليدية».

وأضافت أن «حالة الزخم هذه لحقت بها أفكار جاذبة، بعضها يعود إلى ثقافة المحافظات المصرية، مثل المدلعة التي تعود أصولها إلى طنطا، ثم ظهرت حلوى المقلوبة والمدلوقة والشرقانة والغرقانة والمكشكشة والمدحرجة والمكسوفة والمكشوفة، وصولاً إلى الهايصة واللايصة».

وترى خبيرة التسويق «أن كل هذه الاتجاهات ما هي إلا طرق لجذب انتباه المستهلك، لأن جميعها تتكون من طبقات الحلوى التقليدية مثل البسبوسة مع طبقات القشدة والكنافة وتوليفات أخرى تأخذ اسماً غير مألوف بهدف الجذب فقط، ولا يمكن تسميتها بصفة التجديد».

وتقول الطاهية المصرية ملك ذكري، مؤسسة علامة «كيكة»، إن الاندماج الثقافي بين المطبخ المصري والعربي أثرى سوق الحلوى، وخلق فرصاً واعدة. وأضافت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن ذوق المصريين بات أكثر تقبلاً للاتجاهات العصرية، كما غدا يتوق للتجارب العصرية والذوبان في مذاقات تنتمي لثقافات مختلفة، غير أن الأصالة والجودة هي معيار جذب المصريين أصحاب المزاج والذوق».

وتضيف ذكري أن تطوير مفهوم التحلية تأثر بمنصات التواصل الاجتماعي، وتقول: «عندما يشاهد المستهلك (تريند) يشعر بالرغبة في التجربة بحثاً عن الشعور بالانتماء للمجموعة، وهو سلوك يعزز الثقة بالنفس، غير أن الإقبال المؤقت لا يعني الاستمرارية، لا أعني بحديثي أن التطور مرفوض ويؤثر على هوية المطبخ المصري، بينما أعني أن ثمة اتجاهات تصعد وتنتشر بوتيرة متسارعة ثم تختفي نهائياً، الرهان هنا هو الجودة وتقديم مذاق مبتكر يبقى في الخيال ويدفع صاحبه لتكرار التجربة».

وتضرب ذكري مثالاً بحلوى «الكروكي»، وهي مزيج من طبقات الكرواسون مع الكوكيز، وتقول: «المزج بين رقائق الكرواسون والقوام الهش المقرمش للكوكيز أضاف تجربة لاقت استحسان المستهلك، لذلك اعتمدها عدد من صناع الحلوى، سواء في المحال الشهيرة أو أصحاب المشروعات الصغيرة».