نصائح الطهاة لاستخدام مشتقات جوز الهند في الطهي

أطباق صحية ومتنوعة تكتسح العالم

حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)
حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)
TT

نصائح الطهاة لاستخدام مشتقات جوز الهند في الطهي

حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)
حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

حين تقرّر استخدام جوز الهند في الطهي، فإنك ستجده في أشكال مختلفة؛ إما طازجاً، مجفّفاً، أو حليباً، أو كريمة، وثمرة كاملة أو مبشورة. ومن جهة أخرى تتعدّد كذلك طرق الطبخ به؛ ما بين تحميصه، أو خبزه، أو خفقه.

ويمكن لهذا المكوّن متعدّد الاستخدامات، حسب وصفات الطهاة، أن يُستخدم في العديد من الأطباق، سواء كان حلواً أو مالحاً أو حاراً، لكن المهم أن تعرف الاستخدام المثالي للنوع الذي قرّرت أن تستخدمه.

لجوز الهند فوائد عديدة؛ لذا فإن وصفاته ليست لذيذة فحسب، ولكنها «صحية بشكل مدهش»، هكذا يصف الشيف المصري سيد إمام: «هذا المكوّن الذي ظل لسنوات عديدة عنصراً أساسياً بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الاستوائية، ولكنه أصبح الآن أكثر شيوعاً في مختلف مطابخ العالم أيضاً».

جوز الهند .. مذاق شهي

من المطبخ التايلاندي يرشّح لك الشيف إمام طبق اللحم البقري المشوي من دون عظم بالفلفل الأحمر، وحليب جوز الهند، وزبدة الفول السوداني، ومعجون الكاري الأحمر، بالإضافة إلى العسل، والزنجبيل الطازج المفروم مع البازلاء.

أيضاً يقترح إمام حساء جوز الهند بالكاري على الطريقة التايلاندية، المصنوع من معجون الكاري الأحمر الطازج، مع قطع خبز الفول السوداني المقرمشة، ويُطهَى المرق مع الروائح العطرية، مثل الزنجبيل وعشب الليمون وحليب جوز الهند، ويُقدّم مع قطعة من الليمون لمزيد من الحيوية.

كما يرشّح إمام وصفة الدجاج المشوي المقرمش من الخارج والطري من الداخل، مع أرز جوز الهند وصلصة تشيلي ليمون، وينصح: «هنا كل ما ينبغي أن تلتفت إليه هو التتبيلة؛ استخدِم حليب جوز الهند كامل الدسم، ثم قم بإزالة الكريمة واستخدامها في تتبيلة الدجاج، على أن تستخدم الحليب المتبقي لإضفاء نكهة جوز الهند الغنية على الأرز».

روان بجوز الهند من شيف مي أمين (الشرق الأوسط)

ويرى أن طبق الدجاج والروبيان لاكسا طبق مثالي لعشاء لذيذ، ويتكون أيضاً من المعكرونة المنعشة والمرقة المعروفة جنوب شرق آسيا؛ حيث تستمتع فيه بنكهة معجون توابل لاكسا، المصنوع من عشبة الليمون الطازجة ومعجون الروبيان اللاذع.

ويقول إمام لـ«الشرق الأوسط»: «على من يقرّر تذوّق هذا الطبق إضافة الروبيان المسلوق والدجاج، والأعشاب الطازجة، والكرّات المقلي؛ ليصبح بين يدك طبقاً لا يقاوَم»، ومن المطبخ المصري يقدّم وصفة مبتكرة، وهي صدور البط مع جوز الهند والأناناس والكاجو والفستق.

كرات التوت... أنواع عديدة من الحلوى تُصنع من جوز الهند

لكن بالرغم من هذا الثراء الذي يمنحه لك استخدام جوز الهند في الطعام، فإنه في المقابل يضعك في حيرة أمام تعدّد منتجاته، والاستخدام الأمثل لها في الطهي؛ ينبه شيف وليد السعيد، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «على الرغم من أن جميع هذه المنتجات تبدو متشابهة، إلا أنها تتمتع بخصائص مغايرة، ومن ثم يتم استخدامها في أنواع مختلفة من الوصفات، فعلى سبيل المثال أمام هذه المنتجات قد تتساءل: هل يجب عليك شراء جوز الهند المجفّف أو المبشور؟ ومتى يكون حليب جوز الهند أفضل من كريمة جوز الهند؟ وهل زيت جوز الهند ملائماً للطهي؟».

جوز الهند .. يستخدم في وصفات شهية مختلفة

ويجيب السعيد: «تستطيع تناول قطع جوز الهند الطازجة المقطعة أو المكعبة بعد إزالة القشرة الخارجية الصلبة كوجبة خفيفة أثناء النهار، وتبيعها العديد من المتاجر مقشّرة وجاهزة لتسهل عليك الأمر، ويُعدّ جوز الهند المجفّف هو الخيار الأفضل للرشّ فوق المخبوزات اللذيذة، مثل الكعك والبسكويت».

جوز الهند .. أشكال مختلفة

ومن ناحية أخرى، فإن جوز الهند المبشور بشكل خشن، مع خيوط أطول، يلائم الأطباق المالحة، أو دمجه في الأرز والسلطات، أما جوز الهند المقطع إلى أجزاء كبيرة ورقيقة فهو مثالي للتحميص، أو الإضافة إلى الغرانولا.

كما يمكن استخدام دقيق جوز الهند، وفق الشيف السعيد، «كبديل حلو خالٍ من الغلوتين للدقيق في العديد من الأطباق المخبوزة، مع ملاحظة أنه أكثر قدرةً على الامتصاص من دقيق القمح».

موس كيك بجوز الهند

أما عن الفروق بين استخدامات حليب جوز الهند والكريمة، فإنها الأكثر أهميةً، وفق الشيف السعيد؛ ذلك أنه يشبه حليب البقر، وهو مصنوع من خلط جزء واحد من جوز الهند المبشور مع جزء واحد من الماء، واستخدامه الأساسي يكون في الكاري التايلاندي، أو لتعزيز النكهة عند قلي الخضار أو السمك، كما يمكن استخدامه في مجموعة من الأطباق والعصائر، وحتى في إضافة رشة بسيطة في قهوة الصباح.

أما كريمة جوز الهند فهي أكثر سُمكاً، ومن حليب جوز الهند، وتصنع من خلط أربعة أجزاء من جوز الهند المبشور في جزء واحد من الماء؛ وتُعدّ خياراً أفضل للصلصات والأطباق الأكثر ثراءً وأكثر سُمكاً، ويمكن حتى وضعها فوق البودنج، أو الأرز بلبن، أو طبق الحلوى المفضّل لديك.

بسبوسة بجوز الهند من شيف مي أمين (الشرق الأوسط)

ويعتبر السعيد زيت جوز الهند بديلاً ممتازاً وطبيعياً للعديد من الزيوت المعالجة، لكن يلفت إلى تعديل الوصفات عند استخدامه؛ فنظراً لأنه طبيعي، فغالباً ما يتطلب إضافة كمية أقل منه مما هو مطلوب في الوصفة من الزيوت الأخرى أو الزبدة.

السلمون بكريمة جوز الهند من شيف هاني الجوهري (الشرق الأوسط)

ويقدم الشيف ميدو برسوم العديد من الوصفات لأطباق ومشروبات باستخدام مكونات جوز الهند، ومن أبرزها مشروب للنباتيين، والأشخاص الذين يتناولون طعاماً خالياً من اللاكتوز، وهو حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا البيضاء بعد غلي الأخيرة في القهوة؛ لمنحها لوناً داكناً، يقول: «ذلك ليحقق تبايناً لطيفاً وكلاسيكياً مع الحليب، بينما يقدّم شيف هاني الجوهري طريقة عمل سمك السلمون مع الثوم والليمون وكريمة جوز الهند وزيت الزيتون».

وانتهي الشيف مي أمين إلى استخدام جوز الهند في عمل أنواع مختلفة من الحلوى، منها كيك الرواني، الذي أضافت إليه أيضاً عصير البرتقال والليمون، فضلاً عن البسبوسة بجوز الهند على الطريقة المصرية، والآيس كريم بالكراميل وجوز الهند.


مقالات ذات صلة

«مافرو»... رسالة حب إلى جمال المناظر الطبيعية البركانية في سانتوريني

مذاقات مطعم "مافرو" المطل على البحر والبقايا البركانية (الشرق الاوسط)

«مافرو»... رسالة حب إلى جمال المناظر الطبيعية البركانية في سانتوريني

توجد في جزيرة سانتوريني اليونانية عناوين لا تُحصى ولا تُعدّ من المطاعم اليونانية، ولكن هناك مطعم لا يشبه غيره

جوسلين إيليا (سانتوريني- اليونان)
مذاقات صورة لطاجين اللحم بالبرقوق المشهور في المغرب من بكسباي

المطبخ المغربي... يتوج بلقب أفضل مطبخ في العالم

فاز المطبخ المغربي على المطبخ المكسيكي في نهائي مسابقة للطبخ، بعد جمع ما يقارب 2.5 مليون صوت طوال المنافسة.

كوثر وكيل (لندن)
مذاقات أحلامها كثيرة وبينها تأليف كتاب طبخ تتوجّه فيه لأبناء جيلها (الشرق الأوسط)

دانا الحلاني لـ«الشرق الأوسط»: «لمّة العائلة الحلانية ألهمتني لأصبح شيفاً»

هي الوحيدة بين أفراد عائلتها التي لم تدخل مجال الغناء. دانا ابنة الفنان عاصي الحلاني، عكس شقيقيها الوليد وماريتا، دخلت الفن من باب آخر.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات أيدي الأرمنيات تجبل الإرث الغذائي بشغف السعي إلى صونه (صور أربي منكاساريان)

«Badguèr» يُرفق الأطباق بأنشطة ثقافية تُحيي التقاليد

تُكثِر المهندسة المعمارية، أربي منكاساريان، سرد حكايات الماضي لسبب قد لا يفهمه مَن يظنّ أنه يقصد مطعمها «Badguèr» في منطقة برج حمّود.

فاطمة عبد الله (بيروت )
مذاقات تجربة المطبخين المصري والسوري كانت نموذجاً للاندماج وليس لطمس الهوية (أدوبي ستوك)

كيف غيَّر الوجود السوري المطبخ المصري وامتزج معه؟

إذا تمكنت من مقامة رائحة الشاورما المنبعثة من عمود ضخم تكسوه طبقة مقرمِشة من لحم ذي اللون الذهبي المتدرّج، فإنك حتماً ستقع أسيراً لحلو ألسنتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«السعادة الصغيرة»... مطعم لبناني من طاولة واحدة

مساحة تتيح الخصوصية وتَرْك الأثر (صور فرنسيس محاسب)
مساحة تتيح الخصوصية وتَرْك الأثر (صور فرنسيس محاسب)
TT

«السعادة الصغيرة»... مطعم لبناني من طاولة واحدة

مساحة تتيح الخصوصية وتَرْك الأثر (صور فرنسيس محاسب)
مساحة تتيح الخصوصية وتَرْك الأثر (صور فرنسيس محاسب)

وجد الأستاذ الجامعي فرنسيس محاسب أنّ منزله مهيّأ للتحوُّل إلى مطعم من طاولة واحدة. حجمه يتّسع، ومطبخه مجهَّز. في فرنسا، حيث كان قد غادر للدراسة، وضع لزملاء السكن معادلة: «أنا أطهو وأنتم تغسلون الصحون». يحبّ الطبخ وفنونه. بدأت الحكاية من الجدّات البارعات في التعامل مع النكهة. راح منذ الصغر يراقب بفضول أصناف المأكولات وما يُميّزها. ورث الحفيد العلاقة بالمطبخ، وأصرَّ على حضور لمساته في موائد العائلة وجَمعة الزوار. اليوم، حول طاولة تتّسع لـ12 شخصاً، يكون الشيف والمضيف والأمين على أحاديث ضيوفه وخصوصية اللَّمة.

حجم المنزل يتّسع ومطبخه مجهَّز (صور فرنسيس محاسب)

استدعته نساء طلبن منه إعداد الطعام لضيق الوقت، فبدأ بالطبخ لمدة أسبوع والحفظ في الثلاجة. ملوخية، مُغربية، كوسا... ثم تساءل: «لِمَ لا أنطلق من هنا؟». يُخبر «الشرق الأوسط» أنّ الظرف ساعد لولادة فكرة درَجَت في الغرب ولم يعلم برواجها: «كنتُ أول لبناني أحوّل منزلي إلى مطعم من طاولة. المنزل كبير، وديكوره جاهز. منظره يطلّ على البحر ويتيح شرود الخيال في الأفق. كان ذلك قبل عامين تقريباً. وضعتُ قوائم طعام من وجبة أولى، ووجبة رئيسية، وحلوى».

الطعام يمتاز بالهوية (صور فرنسيس محاسب)

منزله في منطقة غوسطا بمحافظة جبل لبنان على مسافة 10 دقائق من ملعب جونية البلدي. جارُها البحر، ومشهد غروب الشمس رفيق أمسياتها. اعتاد فرنسيس محاسب، المتخصّص في الكيمياء، استضافة الناس على مائدته. يقول: «لم أرتبك أمام ضيوف لا أعرفهم. الخبرة موجودة، وكلّ ما فعلته هو تنظيم الوقت».

لا يزجّ مطبخاً في آخر فيُضيِّع النكهة (صور فرنسيس محاسب)

الحدّ الأدنى لإتمام الحجز 6 أشخاص، والأقصى 12 شخصاً. لا يزجّ مطبخاً في آخر، فيُضيِّع النكهة: «المطبخ الإيطالي يعني الإيطالي وحده. كذلك الهندي مثلاً. الطاولة متجانسة، تمتاز بالهوية». يُغيِّب المطبخ اللبناني لسبب: «يحدُث الربط بين المازة اللبنانية والتدخين والنارجيلة. منزلي ليس للمدخّنين. إنه مساحة تتيح الخصوصية وتَرْك الأثر».

هو الشيف والمُنظِّم والمضيف وغاسل الصحون. يرى أنّ الضيف (الزبون) لا يأتي من أجل الطعام فقط، بل «ليشعر أنه في منزله، يجلس في الصالون والشرفة، يدخل المطبخ ليتابع التحضيرات، ويختار الموسيقى. الإحساس بالانتماء جمال التجربة».

إطلالة من منزلة على غوسطا جارة البحر (صور فرنسيس محاسب)

اسم طاولته «a_table_by_lepetitbonheur» يختزل مَنْح «السعادة الصغيرة». ذلك يُتاح حين يتعذّر على سيدة الاستضافة في منزلها، فتتصل لحجز منزله. يضيف أنها تتحقّق أيضاً حين لا تغفل السيدة عن الطبخة فتُسلّمها للاحتراق. «أتولّى عنها المَهمّة. من شراء المكوّنات إلى الطبخ والجلي». للبعض، هنا السعادة.

لضيوفٍ خصوصية تفرضها مناصبهم، فيقابلهم صاحب البيت بالمراعاة: «ثمة مَن يدعونني للانضمام إلى السفرة. أجيبهم، ولكن مَن سيحضّر الطعام ويتولّى الاستضافة؟ أترك لهم مساحتهم الخاصة، لذا لا أُحضر مساعدين. أريد ألا تلفحهم غربة المكان. الطاولة هي الآن منزلهم مع لمسة أناقة».

الضيف يأتي ليشعر أنه في منزله (صور فرنسيس محاسب)

وماذا عن خصوصيته؟ هل لا يزال يشعر أنه في منزله؟ يجيب: «أستقبل ضيوفي لأيام فقط. أيام الأسبوع الأخرى للتنظيف والاستراحة ومتابعة عملي الجامعي». لم يحوّل فرنسيس محاسب منزله إلى «بزنس». يكتفي بجَعْله «فسحة للشغف» تتيح له مدخولاً إضافياً يُهدّئ قلق الأيام. وأمام سؤال «لماذا»، يصبح الجواب: «ولماذا لا؟».

الإحساس بالانتماء جمال التجربة (صور فرنسيس محاسب)

أي أصداء تتركها أفكار من هذا الصنف في المتلقّي؟ تُعلّمه التجربة أنّ الآتين إلى طاولته لا بدّ أنهم منفتحون على الآخر ويتقلّبون الخروج على المألوف. لن تستهويهم المطاعم التقليدية وزحمة البشر، ولا الدخان المسموم في الأرجاء. يأتون ليكون المكان لهم، ومن أجل طعام يختارونه ويثقون بمُعدِّه. برأيه، «الناس إما أن يتقبّلوا الفكرة أو يرفضوها. لا يمكن أن يتقبّلوها ثم يتصرّفون بغرابة. مجرّد الحضور يعني التحوُّل جزءاً من اللحظة».

حدث الانتشار أسرع من المُتخيَّل لمشروع يريد للطاولة إضفاء الألفة وجَعْل الجالسين إليها يقضون الوقت الذي يُحسَب: «لقمة طيّبة، جَمعة، ومكان مريح، فتبقى الذكريات».