الشيف إيزو آني يفتح مطعمه «ميزون آني» في لندن ويدلل الذواقة

أطباق برائحة المتوسط ترفع لها القبعة الفرنسية

من السلطات الكثيرة على لائحة الطعام (الشرق الأوسط)
من السلطات الكثيرة على لائحة الطعام (الشرق الأوسط)
TT

الشيف إيزو آني يفتح مطعمه «ميزون آني» في لندن ويدلل الذواقة

من السلطات الكثيرة على لائحة الطعام (الشرق الأوسط)
من السلطات الكثيرة على لائحة الطعام (الشرق الأوسط)

لا شيء يضاهي المطعم الفرنسي على غرار ما يعرف بالـBrasserie أو الـBistro، لأن هذا النوع من المطاعم يمزج ما بين الكلاسيكية والحداثة الفرنسيتين، يقدم الفطور والغداء والعشاء وحركته دائمة.

ديكور بسيط وأنيق (الشرق الأوسط)

في فرنسا من البديهي أن تجد مثل هذه المطاعم ولكن في عواصم أوروبية أخرى قد تكون قليلة وخجولة بعض الشيء، غير أن الشيف إيزو آني غيَّر نمط خريطة المطاعم في لندن ليفتتح عنواناً يصرخ باللغة الفرنسية Je suis la أو «ها أنا هنا» وأنا أضيف بعد زيارتي لـLa Maison Ani: «أنا هنا لأبقى». وسأقول لكم لماذا.

الروبيان من الصلصة الحمراء (الشرق الأوسط)

يقع المطعم داخل فندق جميرا كارلتون تاور في منطقة نايتسبردج بوسط لندن، ويتمتع بديكور بسيط وأنيق بنفس الوقت، أرضية من الخشب، جلسات مريحة، كراسي من الخشب وأسقف عالية تتدلى منها ثريات بيضاء اللون، المطبخ مفتوح وتعبق منها رائحة الخبز الطازج، واستعمال واضح للون النحاسي الذي يعبق بالنمط الفرنسي الكلاسيكي، أما لائحة الطعام فهي سخية، وغنية، ومتنوعة، بدايتها لائحة تضم أطباقاً لا تحصى ولا تعد من السلطات ونهايتها تنتهي بالسكر والحلويات وألذ ما يمكن أن تجده في المطبخ الفرنسي.

منذ افتتاح المطعم في الخامس والعشرين من مايو (أيار) الماضي، وترى الذواقة يتهافتون إليه لأنه فريد من حيث تنوع أطباقه المتوسطية، وأكثر ما أحببته فيه هو هذا التنوع وتوفر ما يراقص كل ذائقة.

من الأطباق التي تقدم فترة الفطور (الشرق الأوسط)

النباتيون سيجدون ضالتهم الغذائية في الكم الهائل من السلطات اللذيذة أو «اللذيذة جداً»، إذا صح التعبير، خاصة أنني من محبي السلطات الغنية، والبعيدة عن تلك الغير المشهية التي ترتكز على الخس والطماطم التي تشعرك وكأنك تتبع حمية غذائية مملة وقاسية. من ألذ السلطات المتوفرة إلى جانب جبن البوراتا، وسلطة السطلعون، وسلطة العدس، وسلطة القرنبيط النيء.

حلويات فرنسية تحضر يومياً في المطعم (الشرق الأوسط)

أما الأطباق الرئيسة فهي تتنوع ما بين الأسماك واللحوم، ولا بد من تذوق الروبيان مع الصلصة الحمراء والكركند، والبرغر بلحم واغو وبخبز البريوش الطري، تذوب قطع اللحم فيه في الفم، بالإضافة إلى أطباق عديدة أخرى تم اختيارها بعناية من مطبخ المتوسط لتكون مزيجاً فرنسياً إيطاليا مثل الباستا والبيتزا.

شوكولاته ذائبة على الطريقة الفرنسية (الشرق الأوسط)

أما بالنسبة للحلوى فطبق الكريم بروليه هو الأشهر في المطعم ومذاقه لذيذ جداً ويصنع على الطريقة الفرنسية البحتة.

وبما أن العالم يمر بأزمة مالية واقتصادية فلا بد من ذكر الأسعار، فمن الممكن القول إن «لا ميزون آني» يخاطب جميع الميزانيات، فتبدأ الأسعار من 9 جنيهات إسترلينية للفطور وتنتهي إلى 29 جنيهاً، أما بالنسبة للأطباق الأولية فهي تبدأ من 12 جنيهاً وتصل إلى 35 جنيهاً لسلطة السلطعون الأغلى على اللائحة الأولية.

سمك «سي باس» مشوي (الشرق الأوسط)

الشيف إيزو آني له باع طويل في عالم الطعام والمطاعم، ويقف وراء نجاح مطعم غايا في دبي ولندن، كما أن لا ميزون آني في لندن هو الفرع الثاني للمطعم بعد دبي.

من السلطات الكثيرة على لائحة الطعام (الشرق الأوسط)

فرع لندن جميل ويضم جلسة خارجية.

ديكور جميل وبسيط (الشرق الأوسط)

ويقول الشيف إيزو عن مشروعه الجديد: «عندما افتتحت مطعم (لا ميزون آني) كان هدفي تكريم الناس الذين ألهموني في مسيرتي المهنية لاستقبال الضيوف والأصدقاء والعائلة لخلق ذكريات جديدة».


مقالات ذات صلة

طارق إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «نعيش مرحلة انتقالية للعودة إلى الجذور»

مذاقات الشيف طارق إبراهيم في مطبخه (إنستغرام)

طارق إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «نعيش مرحلة انتقالية للعودة إلى الجذور»

في جعبته أكثر من 30 عاماً من الخبرة في صناعة الطعام. مستشار هيئة اللحوم والماشية الأسترالية.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات «السوشي»... شارة اجتماعية أم أكلة محبوبة؟

«السوشي»... شارة اجتماعية أم أكلة محبوبة؟

«جربت السوشي؟»... سؤال يبدو عادياً، لكن الإجابة عنه قد تحمل دلالات اجتماعية أكثر منها تفضيلات شخصية لطبق آسيوي عابر من ثقافات بعيدة.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف العالمي أكيرا باك (الشرق الأوسط)

الشيف أكيرا باك يفتتح مطعمه الجديد في حي السفارات بالرياض

أعلن الشيف العالمي أكيرا باك، اكتمال كل استعدادات افتتاح مطعمه الذي يحمل اسمه في قلب حي السفارات بالرياض، يوم 7 أكتوبر الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
مذاقات البرغر اللذيذ يعتمد على جودة نوعية اللحم (شاترستوك)

كيف أصبح البرغر رمز الولايات المتحدة الأميركية؟

البرغر ليس أميركياً بالأصل، بل تعود أصوله إلى أوروبا، وبالتحديد إلى ألمانيا.

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

حكايةُ الكنافة بالشكولاته نجمة الإنترنت الشهية

اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)
اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)
TT

حكايةُ الكنافة بالشكولاته نجمة الإنترنت الشهية

اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)
اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)

تخدع التسمية؛ ففي لبنان مثلاً تعني الكنافة كعكة محشوَّة بجبن تعلوه حلوى أقرب إلى «النمّورة»، وسط كثافة القَطر المتدلّي، عادةً، إلا لمَن يفضِّل الحدّ من الحلاوة. لكنَّ الإنترنت يضجّ بما يُسمَّى الكنافة بالشكولاته في دبي، غير المُتخِّذة من الكعكة مصدر الطَعم الأول، بل المُسلِّمة نفسها للشوكولاته ومكوّنات تُشكِّل الحشوة، أشهرها الفستق الحلبي. على الفور، يتحوّل المشهد مادةً دارجة بين المشاهير والعامّة، ويغمر الفضول كثيرين، ليعدّها بعضهم في المنازل ويحصر آخرون تجربة التذوُّق في المطعم.

اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)

اللمسة على النكهة خاصة بكل شيف، فلا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير. الأكيد أنّ الكنافة بالشوكولاته في دبي تتطلَّب عناية بالتفاصيل والتنبُّه إلى جودة المكوّنات. نكهاتها تتعدّد باختلاف أنواع الشوكولاته. وهذا مردُّه مستوى الفخامة المُشتهى. فالشوكولاته الداكنة تعزّز الشعور بعمق النكهة وبكونها مركَّزة وواثقة، بينما تُضفي الشوكولاته بالحليب إحساساً بغنى الطعم الكريمي، لتضمن الشوكولاته السويسرية أو البلجيكية الفاخرة التذوُّق الفريد. هذه الفرادة ترفع مرتبة الكنافة بالشوكولاته في دبي لتُعَدّ من أرقى أنواع الحلويات التي تتباهى مطاعم فاخرة بتقديمها. ففي تلك المتخصِّصة بالمأكولات الشرق أوسطية التقليدية، وتلك العصرية، تُسجَّل تجربة شخصية عنوانها تناوُل ما يطيب.

يمتلئ الإنترنت بفيديوهات تؤكد مزج النكهات التقليدية بلمسة إبداع لخَلْق توازن مثالي بين الحلاوة والمرارة والطعم الغني العالق تحت اللسان. فالتجربة الحسّية تقتضي الشعور بتدفّق المكوّنات خلال التهامها. للبعض، هذه لحظة رائعة. إنها خليط الطعم والقوام والرائحة، إذ يمنح تآزرها لمحة واقعية عن كيفية تطوُّر الأطعمة وتكيّفها لتُناسب الأذواق الحديثة. فالجمع بين تراث الشرق الأوسط ولمسات عصرية من العالم، يؤكد خصوصية التجربة.

الكنافة بالشوكولاته تتطلَّب عناية بالتفاصيل والتنبُّه إلى جودة المكوّنات (فيسبوك)

هذه حكاية ابتكار في عالم الحلويات، تعزّزها الأفكار والثقافات المتعدّدة في دبي. طهاة من العالم يختبرون تجارب تمتاز بالتجديد، لإرضاء متذوّقين تتباين آراؤهم حول الأطباق وفق الخلفيّة الثقافية والتفضيل الشخصي. ولأنّ الكنافة بالشوكولاته تستميل الجميع، يهرع إلى تناولها المقيمون المحلّيون، عشاق الحلويات التقليدية ممَن يرغبون في تجربة نكهات جديدة، والشباب الميّالون إلى تذوُّق كل مبتكَر في عالم الحلويات، فتجذبهم تجربة المألوف مُقدَّماً بلمسة تثير الاهتمام. كذلك السياح، بلهفة الفضول حيال الحلويات الشرقية، مع ميلهم إلى نكهات اعتادوا عليها مثل الشوكولاته. التعديل على تجربة الحلوى العربية، الذي تتيحه الكنافة بالشوكولاته، لا بدّ أن يلائم الأذواق.

وتُعدُّ الخيارَ المرحَّب به من جميع أفراد الأسرة. فكبار السنّ يفضّلون الطعم التقليدي فيها، والأطفال والشباب يميلون نحو النكهة المُبتَكرة. أما ذوّاقة الحلويات الفاخرة، فقد بلغوا مقصدهم. فالتجربة مميّزة، تمنحها مطاعم ومقاهٍ ضمن قائمة طعامها الراقية.

تتدخّل الشوكولاته المُستخدمة لتشكِّل عاملاً حاسماً يُحدِّد السعر. فتلك الداكنة والفاخرة ترفع الأسعار بشكل ملحوظ. ينضمّ موقع المطعم إلى المعادلة، لحتمية ميل مطاعم المناطق السياحية أو الفاخرة إلى رفع أسعارها. ولا مهرب من رفع السعر بزيادة حجم الحصة أيضاً، لتتيح الأسعار المتنوّعة اختيار المتذوِّق ما يناسب ميزانيته من دون التضحية بتميُّز التجربة.

الفرادة ترفع مرتبة الكنافة بالشوكولاته في دبي لتُعَدّ من أرقى الحلويات (فيسبوك)

رواجها عبر الإنترنت يكثّف الطلب عليها ويُسرّع تحوّلها رغبة مُلحَّة. ولكن ما أشعل هذا الانتشار؟ يحلّ الابتكار في الطهي سبباً أول، لتليه العلاقة المتينة بين الإنسان ووسائل التواصل؛ ولا يُغفَل التوجّه العام نحو تجربة الحلويات الفريدة. ذلك يُضاف إلى تحلّي الكنافة بالشوكولاته في دبي بجاذبية بصرية، مما يُسرّع رواجها عبر منصات مثل «تيك توك» و«إنستغرام»، جرّاء كثافة مُشاركة صور وفيديوهات تُظهر اللمسة الشهية.

تحرُّر التجربة من الحصر في حيّز ضيّق، مثل المنزل أو المطعم، إلى المُشاركة العريضة بفعل وسائل التواصل، يعزّز حضورها. فالكنافة بالشوكولاته تصبح موضوعاً مفضَّلاً لمدوّنين ومحبّي طعام على المنصات الرقمية؛ تُصوّرها فيديوهاتهم وهي تُقطَّع لتكشف إغواء المكوّنات اللذيذة، مُحقِّقة مشاهدات قياسية تسمح بانتشارها الكبير.

رواجها عبر الإنترنت يُسرّع تحوّلها تجربة تذوّق فريدة (أمازون)cut out

يضيف تذوُّق مؤثّرين وطهاة لهذه الحلوى، وعدَّها، والتسويق لها عبر حساباتهم، إلى رواجها بُعداً جديداً. فتكوُّن رأي إيجابي حولها، يُشجّع متابعين على التجربة، مما يكثّف الشعبية. كما يتيح ربطها باللحظات الاجتماعية، فرصة انتشار أوسع. ففي الغالب، يجتمع أصدقاء أو عائلات لالتهامها، مع ما تعني الجَمْعة من أرجحية توثيقها بصورة أو فيديو للمُشاركة. يأتي ذلك وسط انتشار تحدّيات تُقارن مثلاً بين الطعم التقليدي للكنافة وطعمها المُبتَكر لتبادُل الآراء بالتعليق والتفاعل. كلُّه يُسرِّع الرواج، مُدعَّماً بأثر دبي على المستوى السياحي. فجذبها زواراً من العالم، يسمح بمطاردة تجارب فريدة؛ ومن عادة السائح، غالباً، مُشاركة تجاربه الغذائية عبر وسائل التواصل.

الانتشار الكبير مردُّه أيضاً التقديم المميّز. فمطاعم في دبي تتعمَّد الابتكار بطرق تقديم تتّبع إضافات غير تقليدية أو أساليب خاصة. بذلك تلفت الأنظار وتُحرّك الفضول، لتصبح حديث الساعة وتشغل مَن لا يشعرون باكتمال أي تجربة خارج توثيقها الرقمي.