«زوما» يحتفل بعيده الثاني والعشرين ويدشن فرعه الجديد جنوب فرنسا

مؤسس المطعم رينر بيكر لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر بفارغ الصبر الافتتاح المنتظر في السعودية»

جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)
جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)
TT

«زوما» يحتفل بعيده الثاني والعشرين ويدشن فرعه الجديد جنوب فرنسا

جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)
جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)

فتح مطعم «زوما» فرعه الأول في لندن عام 2002 على يد مؤسسه الشيف الألماني رينر بيكر مع شريكه رجل الأعمال أرجون وايني. أدرك حينها الشيف بيكر أن مفهوم مطعمه الياباني سيكتب له النجاح، وسيلمع صيته في عاصمة الطعام، لكنه لم يدرك أن «زوما» سوف يصل للعالمية ويصبح واحداً من أشهر عناوين الأكل في العالم.

ديكور جميل يُتبَع في جميع أفرع «زوما» (الشرق الأوسط)

وبعد 20 عاماً على افتتاح «زوما» في لندن، انضم إلى قافلته 20 مطعماً حول العالم من هونغ كونغ إلى بانكوك وإسطنبول ونيويورك ومدريد وأبوظبي... وأخيراً إلى الريفييرا الفرنسية كان.

جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)

لكل فرع من أفرع «زوما» نكهته الخاصة من حيث الموقع والديكور، إلا أن نكهة أطباقه لا تتغير ولا تتبدل. وحسب الشيف رينر، يعود الفضل في ذلك إلى فريق العمل الذي يبذل قصارى جهده للمحافظة على مستوى المطعم والطعام في جميع فروعه.

طبق Yellowtail الأشهر في «زوما» (الشرق الأوسط)

وإذا ما سألت رينر عن فرعه المفضل فيجيب من دون تردد: «لندن». هذا الجواب قد يحير البعض، خاصة أن هذا الفرع هو الأقدم، وإذا ما قارنا موقعه وديكوره مع فرع آخر، مثل أبوظبي أو ميامي، وأخيراً الريفييرا الفرنسية، لوجدناه قديماً وبحاجة لتبديل أثاثه وإجراء بعض التجديدات فيه، لكن الديكور لا يهم الذواقة الذين يتهافتون بعد 22 عاماً للحصول على كرسي واحد في الفرع اللندني، ويقبلون بالجلوس على البار من أجل تذوق ألذّ الأطباق اليابانية ومشاهدة المطبخ المفتوح.

فرع «زوما لندن» هو الأقدم (الشرق الأوسط)

«زوما» يقع تحت مظلة شركة «أزومي» التي تضم مطاعم أخرى، مثل روكا وإيتارو وأوبليكس وإنكو نيتو، وهو يقدم الأطباق التي تعمل بمفهوم «إيزاياكا» الياباني التقليدي، وهذا ما يفسر الديكورات التي تعتمد على الطاولات بعلو مختلف واستخدام الخشب المزخرف على الجدران والإضاءة الخافتة. واللافت في «زوما» أنه يتبنى تفاصيل خاصة بتصاميم كل بلد، مثل اختيار الإضاءة في فرع «زوما» بدبي (على شكل فوانيس) التي تجمع بين النمط الشرق أوسطي والياباني بنفس الوقت. ويعتمد «زوما» في جميع فروعه على مفهوم «فينغ شوي»، فمن المعروف عن رينر أنه من أنصار «فينغ شوي»، وهذا ما يبحث عنه في كل موقع جديد يختاره لمطعمه حول العالم بغضّ النظر عن الموقع الجغرافي.

تارتار التونا في فرع «زوما» الجديد بفرنسا (الشرق الأوسط)

واختار «زوما» موقعه الأول في فرنسا ليكون في بالم بيتش عند الكروازيت الأشهر في مدينة كان، وافتتح المطعم تزامناً مع مهرجان كان السينمائي، الذي يستقطب نجوم هوليوود والمشاهير.

كيك بالشوكولاته (الشرق الأوسط)

المعروف عن «زوما» أنه يقدم أطباقاً كلاسيكية خاصة به، مثل لحم الواغو والـYellowtail وBlack Cod المطهو بورق الهوبا الياباني ولحم البقر المشوي الحار مع السمسم وصلصة التشيلي والصويا الحلوة، إلا أن «زوما» يحرص على تقديم أطباق تعرف باسم Signature Dishes خاصة بكل فرع لتعطي نوعاً من التفرد لكل مكان، فاختار رينر أطباقاً خاصة بالفرع الفرنسي الجديد، مثل شرائح الأوتورو التي يتم تقديمها مع داشي الطماطم المدخّنة وكافيار أوسيترا وطبق تارتار اللحم البقري بالفلفل الحار الأخضر، والزنجبيل الياباني والكمأة السوداء. وتكتمل تجربة العشاء الرائعة على الريفييرا الفرنسية مع تشكيلة الحلويات اللذيذة، ومنها بافلوفا الفواكه الاستوائية مع الكريمة المخفوقة بالكرز وسوربيه المانغو.

أجنحة دجاج مشوية على طريقة «زوما» (الشرق الأوسط)

في حين ابتكر مطعم «زوما أبوظبي» طبق «سالمون أبو منتايكو». تمّ ابتكار هذا الطبق النيجيري المشوي على الفحم في البداية لإرضاء ذوق عشّاق الطعام المحلّيين، لكن سرعان ما أصبح أحد الأطباق المفضّلة في قوائم طعام «زوما» حول العالم. بالإضافة إلى طبق «ريب آي لحم البقر بلاك أنغوس» مع صلصة فلفل سانشو، وتمبورا الأخطبوط، والأسقلوب المشوي مع صلصة الأعشاب اليابانية والترافيل السوداء الطازجة. أمّا تشكيلة الحلويات الشهية، فتتضمن الأناناس المتبّل مع زبادي جوز الهند وغرانيتا اليوزو، بالإضافة إلى طبق الحلويات الفاخر.

تواصل مجموعة «زوما» توسيع انتشارها حول العالم، وتقديم تجربة طعام متميّزة إلى قاعدة متنوّعة من العملاء، فيما تستعدّ لافتتاح فروع لها في مواقع جديدة، مثل الرياض (في الربع الرابع من عام 2024) و«لا مير» في دبي (2025).

تشكيلة من الحلوى (الشرق الأوسط)

في مقابلة خاصة لـ«الشرق الأوسط» مع مؤسس «زوما» الشيف راينر بيكر، قال إنه ينتظر بفارغ الصبر افتتاح فرع «زوما» الجديد في السعودية في الربع الرابع من العام الحالي، كما أنه يتم التركيز على منطقة الشرق الأوسط بعد النجاح الباهر الذي حقّقه «زوما دبي» الذي يعدّ الأكثر ازدحاماً بين أفرع المطعم كافة. وأضاف بيكر أن ما يشجعه على توسيع «زوما» في الشرق الأوسط هو حبّ العرب للطعام الجيد وتقبلهم لعلامة «زوما» بسرعة كبيرة، ما شجّع الشركة على أخذ مطعم «روكا» التابع للشركة إلى المنطقة، حيث توجد حالياً لروكا فروع في كل من دبي وجدة والرياض والبحرين والكويت.

الشيف رينر بيكر (الشرق الأوسط)

إليكم المقابلة كاملة...

1. بعد مرور عقدين من الزمن على تأسيس سلسلة مطاعم «زوما»، ما الذي يمكنك أن تخبرنا به عن إرث النجاح الذي حققته؟

يعود نجاح «زوما» دائماً إلى ثبات واتساق مستوى الطعام والخدمة. وفي نهاية المطاف، يعد هذا شهادة على براعة الأشخاص الذين يعملون في كل مطاعمنا لتحقيق ذلك كل يوم. نؤمن بشدة أنه مع وضع الأشخاص والطعام في صميم كل ما نقوم به، فإن كل شيء آخر سيأتي لاحقاً. وهذا النهج مستمر مع إرث مطاعمنا الحالية، وكذلك تلك التي نتطلع إلى افتتاحها في السنوات المقبلة في ظل توسعنا العالمي.

2. كانت البداية في لندن، ما السبب وراء اختيار هذه المدينة؟

عندما عدت إلى لندن عام 1999، كانت المدينة ساحة تنافسية ومثيرة لصناعة الضيافة، ومليئة بالمواهب والأفكار الجديدة. كان افتتاح مطعم وتحقيق النجاح في لندن تجربة مثمرة حقاً في هذا السياق.

«ريب آي» يقدَّم في «زوما أبوظبي» (الشرق الأوسط)

3. مطاعم «زوما» تتوسع على نطاق واسع في الشرق الأوسط، كيف تصف السوق هناك؟

يعد الشرق الأوسط منطقة رائعة لنكون جزءاً منها، حيث افتتحنا فرعاً لـ«زوما» في دبي عام 2008 وأصبح من أكثر مطاعمنا ازدحاماً حتى الآن. وقد ساهم المطعم في تحديد ملامح ساحة الطبخ في المدينة، انظر إلى مكانة دبي اليوم، مع افتتاح كثير من الأفرع الجديدة ووجود العلامات التجارية الشهيرة. فمنذ ذلك الحين، افتتحنا فرعاً لـ«زوما» في كل من العاصمة الإماراتية أبوظبي، ثم الدوحة من أجل بطولة كأس العالم. ونتطلع هذا العام إلى أحد أكثر افتتاحاتنا طموحاً مع فرع «زوما» الجديد في الرياض بالمملكة العربية السعودية. يُعرف الناس في الشرق الأوسط بحبهم للطعام الجيد، وقد تقبلوا العلامة التجارية بسرعة كبيرة، لدرجة أننا رأينا أيضاً فرصة لتقديم «روكا» إلى المنطقة، التي لديها حالياً مطاعم في كل من دبي وجدة والرياض والبحرين والكويت.

طبق ساشيمي على طريقة «زوما» (الشرق الأوسط)

4. لماذا انتظرت كل هذا الوقت لافتتاح فرع لـ«زوما» في فرنسا؟

يجري النظر بعناية في كل موقع قبل اتخاذ قرار الافتتاح، وكانت فرنسا دائماً على خريطتنا. بمجرد ظهور فرصة لافتتاح فرع على شاطئ «بالم بيتش» الجميل في مدينة «كان»، أدركنا أنه الخيار الصحيح حيث يتمتع المكان بشرفة رائعة مع إطلالات لغروب الشمس على «كوت دازور»، ويتجلى في المكان كل ما تمثله علامة «زوما» التجارية.

5. هل تأثرت «زوما» والعلامات التجارية الأخرى التي تندرج تحت مظلة الشركة نفسها بالوضع الاقتصادي المتراجع حالياً في المملكة المتحدة؟

كانت السنوات القليلة الماضية مليئة بالتحديات في المملكة المتحدة، حيث أثّرت عوامل متعددة، ليس على قطاع الضيافة فقط، ولكن على البلاد كلها. لقد كنا محظوظين للغاية لأن لدينا عملاء مخلصين وقفوا إلى جانب علامتنا التجارية وجميع مطاعمنا.

6. كيف تتحكمون في مستوى جودة الطعام في جميع مطاعمكم؟

يعود ذلك إلى فريق العمل الرائع الذي يحب ويهتم كثيراً بالطعام والمشروبات والخدمة التي نقدمها في جميع مطاعمنا. ونولي أهمية كبيرة لعلاقاتنا القوية مع جميع الموردين لضمان حصولنا دائماً على أفضل المنتجات. نفخر بالبرامج التدريبية الممتدة الشاملة التي نقدمها لفريقنا لضمان ثبات المستوى، وتعني الفرصة التي نمنحها لموظفينا للسفر مع الشركة للتعرف على الفروع الأخرى حول العالم والمساهمة فيها أننا محظوظون بالاحتفاظ بأعضاء فريقنا لسنوات كثيرة.

7. تشتهرون بمعرفتكم وشغفكم بالطعام، إلى أي مدى ساعدكم ذلك في نجاحكم كأحد رواد الأعمال في هذا المجال؟

أنا في المقام الأول طاهٍ، فعندما افتتحنا مطعم «زوما» في لندن منذ أكثر من 20 عاماً، لم أتخيل أبداً أن شركتنا ستحقق التوسع العالمي الذي حققته اليوم. لطالما كان تركيزي على جودة الطعام والخدمة. في حين أن هذه العناصر قد تبدو بسيطة في مجال المطاعم، إلا أنها غالباً ما تكون الأكثر أهمية.

8. ما خططكم في المملكة العربية السعودية؟

إلى جانب مطعمي «روكا الرياض» و«روكا جدة» الموجودين حالياً، نحن ننتظر بفارغ الصبر افتتاح أول فرع لـ«زوما» في مركز الملك عبد الله المالي. إنه واحد من أكثر الافتتاحات التي ننتظرها، ونتطلع إلى الترحيب بالناس هناك في وقت لاحق من العام الحالي.


مقالات ذات صلة

الشيف أكيرا باك يفتتح مطعمه الجديد في حي السفارات بالرياض

مذاقات الشيف العالمي أكيرا باك (الشرق الأوسط)

الشيف أكيرا باك يفتتح مطعمه الجديد في حي السفارات بالرياض

أعلن الشيف العالمي أكيرا باك، اكتمال كل استعدادات افتتاح مطعمه الذي يحمل اسمه في قلب حي السفارات بالرياض، يوم 7 أكتوبر الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
مذاقات البرغر اللذيذ يعتمد على جودة نوعية اللحم (شاترستوك)

كيف أصبح البرغر رمز الولايات المتحدة الأميركية؟

البرغر ليس أميركياً بالأصل، بل تعود أصوله إلى أوروبا، وبالتحديد إلى ألمانيا.

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)

عصير القصب... مشروب شعبي في مصر يعاني «مرارة» الغلاء

يُعَدّ قصب السكر غنياً بالنوع الجيّد من الكربوهيدرات والبروتين والحديد والبوتاسيوم، والمواد المغذّية الأساسية الأخرى التي تجعل منه مشروب طاقة مثالياً.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
مذاقات الحواوشي حافظ على جودته وصموده بسعر مناسب لسنوات طويلة (حواوشي الرفاعي)

«الحواوشي» يتكيّف مع الغلاء في مصر

«لحمة وعليها خلطة خاصة»؛ جملة سينمائية وردت على لسان بطل فيلم «خلي الدماغ صاحي»، الفنان المصري مصطفى شعبان، مُحدثاً بها مرافقه «العفريت»

محمد عجم (القاهرة)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)
الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)
TT

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)
الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون خلالها كأنهم امتلكوا مفاتيح المعرفة. وتطول هذه الموضوعات المجتمع والصحة والأزياء والأناقة وأساليب المكياج. ولعلّ أكثر هذه المنشورات إثارة للجدل هي الخاصة بـ«بلوغرز الطعام». فهم يسمحون لأنفسهم بإعطاء آرائهم حول مطعم وطبق ومقهى، وأي منتج يمتّ للمأكولات بصلة.

وفاء مصطفى "فود بلوغر" أثارت الجدل بآرائها حول بائعة ذرة (انستغرام)

مؤخراً أثار فيديو مصور نشرته بلوغر الطعام وفاء مصطفى، عبر حسابها على «تيك توك»، الجدل. قدّمت البلوغر عرضاً مباشراً لزيارة قامت بها لبائعة طعام على عربة في بيروت. حصلت على طلبها من صحن فيه تشكيلة من الذرة والفول والترمس. وبعد تذوقها لمحتواه لم تتوانَ عن بصق حبوب الترمس، وانتقاد عدم نضج حبوب الذرة والفول بالحامض. المشهد أثار حفيظة المتابعين وانتقدوا أسلوبها لأنه يسهم في قطع رزق البائعة. وتساءلوا عمّن يعطي الحق لوفاء وأمثالها بتصوير وانتقاد منتجات معينة من الطعام. فالأمر قد ينبع عن سابق تصميم لمحاربة هذه البائعة أو غيرها. وقد يكون انتقاداً في محلّه، ولكن لا يصحّ إيصاله بهذه الطريقة القاسية.

أمثال وفاء كثر، وأعدادهم تفوق المئات على «السوشيال ميديا». يدخلون مطعماً ما لنراهم يثنون على أطباقه وخدماته. وفي مكان آخر يشنّون حملات ضده لعدم إعجابهم بأكله.

جومانا دموس سلامة، منظمة «صالون هوريكا» للخدمات الغذائية والطعام في لبنان والعالم العربي، تبدي رأيها بهذا الموضوع لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن الفوضى تعمّ وسائل التواصل الاجتماعي وتنعكس سلباً على نواحٍ عدة.

جومانا دموس سلامة الساحة تغربل نفسها (انستغرام)

وفيما يخص موضوع بلوغرز الطعام فهو أحياناً يتجاوز قصة إبداء الرأي المنطقي ليصل إلى الأذيّة. وهو أمر غير مقبول. ولذلك على أصحاب المطاعم وكل من يعمل في مجال الأكل أن يختار الشخص المحترف والجدير بالثقة».

وتشير سلامة، في سياق حديثها، إلى أن تقاضي المال مقابل هذه الحملات، سلبية كانت أم إيجابية، تقف وراء غياب الآراء السليمة. وتتابع: «هناك مؤثرو طعام كثر بدأوا عملهم بشكل صحيح. فكانوا يتبعون قواعد معينة حول تذوقهم لطبق ما. فلاقوا شهرة واسعة ونسبة متابعين كبيرة. ثم ما لبث العنصر المادي أن أفسد مهمتهم. واليوم تمنعهم مطاعم كثيرة من دخول صالاتها».

نجد مؤثراً يدخل مطعماً معيناً، ويبدأ في التحدث عن أطباقه المميزة وهو يتذوقها بشهية مفتوحة. الأمر الذي يدفع بكثيرين إلى تقليده، فيتوجهون إلى المطعم المذكور. ولكن يتفاجأون بأن مؤثّر الطعام بالغ في تقديراته.

وعندما سئلت المؤثرة وفاء، صاحبة الفيديو الشهير، عن بائعة الذرة والقاعدة التي تتكئ عليها لإبداء رأيها. أجابت ببساطة: «على فمي والمذاق الذي أشعر به، فالأمر لا يحتاج فلسفة».

ولكن للطهاة المعروفين رأياً مناقضاً لهذه القاعدة. فتذوق الطعام وتقدير جودته وطعمه اللذيذ ليس بالأمر السهل. فهو يحتاج لخبرة طويلة ودراسات مكثفة. وكذلك إلى خلفية علمية تخوّل المتذوق التفريق بين طبق تم تحضيره بجودة ودقة أو العكس.

يقول الشيف دواش، المعروف بأطباقه المبتكرة، لـ«الشرق الأوسط»: «شهرتي التي اكتسبتها على السوشيال ميديا جاءت بناء على خبرة لمسها متابعي. فقد درست لسنوات طويلة وحصلت على شهادات عدة في عالم الطبخ حتى صرت (شيف). ولذلك على من يريد دخول هذه المهنة، أن يكون قد عمل فيها. فالخبرة مهمة في عالم الطهي. كما أن هناك قواعد أساسية للطهي يجهلها العدد الأكبر من هؤلاء المؤثرين، ما لا يجيز لهم إبداء آرائهم بالطعام لمجرد تذوقه».

ويرى الشيف دوّاش أنه هو نفسه لا يسمح لنفسه بإعطاء رأيه بطبق لغيره: «أحرص على هذا الموضوع دائماً مع أن أطباقاً كثيرة أتذوقها في مطعم ما، تكون عندي ملاحظات كثيرة عليها. فهناك طرق خاصة لطهي اللحوم والأسماك والدجاج تؤثّر على المذاق. كما أن جودة المكونات تلعب دوراً أساسياً في الموضوع. فهذه المعايير لم تلد بالصدفة، بل من رحم خبرات طويلة وشاقة يمضيها الطاهي في العلم والتجربة. ويمكنني القول إن فوارق قليلة، يمكننا أن نشعر بها في طبق معين بين مطعم وآخر. وهذا الأمر يلزمه شخص بارع في مجاله ولديه خلفية علمية. ومع الأسف غالبية (الفود بلوغرز) لا يتمتعون بها».

ولكن كيف يمكن وضع حدّ لهذه الفوضى التي يثيرها «الفود بلوغرز» على وسائل التواصل الاجتماعي؟ تردّ جومانا دمّوس سلامة: «هناك وعي عند الناس يجعلهم يكتشفون المؤثر الجيد عن غيره. فالغربلة تحدث تلقائياً، لأن المتابع المفتوح على مواقع إلكترونية عدة، أصبحت لديه القدرة الكافية لإدراك الصح والخطأ في هذا الموضوع».

أما الشيف السعودي ياسر جاد، مستشار التغذية لرئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض، فلديه رأيه بالموضوع. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أنا ضد هذه الظاهرة وأراها غير صحيّة. فمعظمهم يعملون مقابل أجر مادي للترويج لمطعم ما.

الشيف ياسر جاد يرى ظاهرة البلوغرز غير صحية (انستغرام)

وهذا الأمر يؤثّر مباشرة على بيزنس المطاعم والتغذية عامة. والأفضل لأصحاب المطاعم أن يصرفوا نفس المبالغ على حملات إعلانية متقنة. فهي تثمر نتائج أفضل وتكون مصدر ثقة أكبر. وللحدّ من هذه الظاهرة يجب برأيي استخدام (ريفيو سيستم) لمنظمات معترف بها عالمياً، تغيب عنها المصالح الخاصة، وتضع الأمور في نصابها ضمن منهج أكاديمي».

وفي النهاية، السؤال يطرح نفسه هنا في ظل غياب تنظيم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي: «من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟».