لتقليد الشاي الإنجليزي الذي يقدم فترة ما بعد الظهر في لندن خاصة، والمملكة المتحدة عامة ويعرف باسم (Afernoon Tea) أو (High Tea) سحر خاص، لدرجة أن السياح الذين يأتون إلى لندن يظنون بأن البريطانيين والمقيمين في العاصمة يواظبون على تأدية هذا التقليد بصورة يومية، إنما الواقع فلا يمت بهذه الفكرة بصلة، لأن تقليد الشاي الذي ترافقه السندويتشات وقطع الحلوى المنمنمة أصبح نوعاً من الاحتفال بالمناسبات الخاصة، ولكنه لا يزال يحظى بإقبال شديد؛ لأن الفنادق تتنافس حالياً على تقديم الأفكار الجديدة والعصرية.
في حفل يقام في لندن سنوياً من تنظيم موقع «AfternoonTea.co.uk» تم اختيار أفضل الأماكن في المملكة المتحدة للاستمتاع بشاي بعد الظهر الفاخر، وتم تقسيم الجوائز على ثلاث فئات رئيسة: الفئة الأولى هي جائزة أفضل شاي تقليدي، والفئة الثانية: أفضل شاي معاصر، أما الفئة الثالثة فهي تُعنى بالفكرة أو تحت عنوان معين أو ما يعرف باسم (Best Themed Afternoon Tea).
وقام فريق من الحكام المستقلين بتقييم جميع جوانب تجربة شاي بعد الظهر، بدءاً من إجراء الحجز إلى دفع الفاتورة، مع التركيز على طريقة التقديم والخدمة العامة في المكان.
كما تم تقديم «جائزة التميز» أيضاً إلى 19 مكاناً رأى الحكام أنها قدمت أعلى المعايير في خدمة شاي بعد الظهر.
وقال كيث نيوتن، المدير الإداري للموقع: «لقد أثبت الفائزون بالجوائز أنهم قادرون على تقديم تجربة رائعة لشاي بعد الظهر للزبائن، مع التشديد على القيمة مقابل المال، لا سيما خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم حالياً».
وجاءت النتائج على الشكل الآتي:
• أفضل شاي تقليدي بعد الظهر - فندق بومونت، مايفير The Beaumont Hotel, Mayfair.
• أفضل شاي معاصر بعد الظهر - «كومو ذا هولكن» COMO The Halkin, London.
• أفضل شاي بعد الظهر بفكرة معينة أو «Themed afternoon tea» - فندق والدورف هيلتون، لندن The Waldorf Hilton, London.
فندق بومونت، مايفير - أفضل شاي بعد الظهر التقليدي
وقال الحكام عن هذا الفندق: «هذا شاي بعد الظهر لا يخيب الآمال، مع خدمة عالية الجودة وطعام ممتاز، كل ذلك في بيئة مريحة».
COMO The Halkin، لندن - أفضل شاي بعد الظهر معاصر.
قال الحكام عنه: «نظرة معاصرة جداً للشاي بعد الظهر التقليدي، وتم تنفيذ الفكرة بشكل جيد. تم تقديم الطعام بشكل جميل، وكان الموظفون مرحبين وودودين».
شاي بعد الظهر تحت عنوان «كن ضيفنا» في فندق والدورف هيلتون - أفضل شاي بعد الظهر بطابع خاص.
قال الحكام عنه: «لقد تم نقل الموضوع خلال التجربة بأكملها، والتي كانت جميلة، وأضفت مزاجاً رائعاً في غرفة الشاي. بدت طاولتنا مثيرة للإعجاب عند وصولنا، وتم تقديم الطعام بشكل جميل ولا يفتقر إلى الأصالة».
وقد تم تقديم «جائزة التميز» إلى الأماكن التالية:
• شارع توينتي برنسس، إدنبره Twenty Princes Street, Edinburgh
• فندق كافيه رويال، لندن Hotel Café Royal
• ذا لانغام، لندن The Langham
• ذا تي هاوس، طريق بافيليون، لندن The Tea House, Pavilion Road
• فندق براون، لندن Brown's Hotel
• فندق ذا آمبرساند، لندن – «شاي بعد الظهر العلمي» The Ampersand Hotel, London – ‘Science Afternoon Tea’
• فندق مايلستون، لندن The Milestone Hotel
• كارلتون تاور جميرا، لندن The Carlton Tower Jumeirah
• روزوود لندن Rosewood London
• ذا ستافورد لندن • سوفيتيل لندن، روز لاونج The Stafford London Sofitel London, Rose Lounge
• بارك كورنر براسيري، هيلتون بارك لين Park Corner Brasserie, Hilton Park Lane
• كورنثيا لندن Corinthia London
• أوسكار لندن L'Oscar London
• فندق ذا آمبرساند، لندن The Ampersand Hotel, London - Jurassic Afternoon Tea
• لانسبورو لندن The Lanesborough London
• كوورث بارك، أسكوت Coworth Park, Ascot
• فندق جراند برمنغهام The Grand Hotel Birmingham
• الفراشة القبيحة، كورنوال Ugly Butterfly, Cornwall
كيف بدأت قصة الشاي الإنجليزي في بريطانيا؟
في بدايات القرن التاسع عشر ازداد معدل تناول الشاي في بريطانيا. ويقال إنه في خلال هذه الفترة، اشتكت الدوقة السابعة لبيدفورد «آنا» من «شعور بالنعاس» في فترة ما بعد الظهيرة. وفي هذا الوقت، كان من المعتاد أن يتناول الأفراد وجبتين فقط من الطعام خلال اليوم، وهما وجبتا الإفطار والعشاء في نحو الساعة 8 مساء. وكان الحل بالنسبة للدوقة يتمثل في تناول فنجان من الشاي، وقطعة من الكيك التي تأكلها سراً في حجرة ملابسها فترة ما بعد الظهيرة.
وبعد ذلك، كانت الدوقة تدعو الأصدقاء لمشاركتها في وجبتها الخفيفة في الغرف الخاصة بها في ووبرن أبي، وقد أصبح ذلك تقليداً صيفياً، حيث استمرّت الدوقة على ذلك عندما عادت إلى لندن، حيث كانت تقوم بإرسال بطاقات الدعوة إلى الأصدقاء، لتطلب منهم تناول «الشاي والسير بين الحقول».
وقد التقط أصحاب الطبقات الاجتماعية المخملية هذا التقليد الذي أصبح يحتل مكانة رفيعة حتى إنه قد انتقل إلى غرف الرسم الخاصة بهؤلاء. وبعد ذلك، حافظ معظم أفراد المجتمع الراقي على تناول بعض الوجبات الخفيفة في فترة ما بعد الظهيرة. وكانت الفنادق تقدم من آن إلى آخر «شاي آخر النهار». وكانت الطبقات الراقية تتناول شاي «أول النهار» و«ما بعد الظهيرة» في نحو الساعة الرابعة قبل التجول في حديقة «هايد بارك». وكانت الطبقات الفقيرة والمتوسطة تتناول «شاي آخر النهار» لاحقاً، في نحو الساعة الخامسة أو السادسة، بدلاً من العشاء.