إذا ما بحثنا عن تاريخ ولادة الـ«ساندويش» (الشطيرة) في العالم لوجدنا أن مخترعها هو الأرستقراطي البريطاني جون مونتاغيو. في إحدى المرات، وكان مدمناً على لعب الورق طلب من خادمه أن يأتيه بشريحة لحم في قطعتي خبز. وصار يقوم أصدقاؤه بتقليده كي لا يتركوا طاولة اللعب. ولأنه يعود إلى سلالة «إيرل الرابع ساندويش» البريطانية كان يلقب بـ«اللورد ساندويش». ومنذ ذلك الوقت ذاع صيت هذا الطعام الذي عرف باسمه.
في لبنان كما في بلدان عربية وغربية للشطيرة أهميتها في الإيقاع اليومي. باردة أو ساخنة، قد تشكّل وجبة طعام يحبها الكبار والصغار. وتتنوع مطاعم الـ«ساندويش» في لبنان التي تستخدم الخبز الفرنسي «الباغيت» وغيره من خبز لبناني أو غربي. يتنافس أصحاب محلات بيع الساندويش على بيع أطعمتهم بتنويع مذاقاتها. فهم بحالة بحث دائمة عن مكونات تجذب الزبائن. بعض هذه المحلات اختارت الأكل اللبناني الأصيل عنواناً للشطيرة، ومحلات أخرى ركنت إلى أساليب ووصفات غربية كي تحدث الفرق.
وإليكم 5 مطاعم شهيرة في لبنان يروج لها مدونو الطعام (بلوغرز) على حساباتهم الإلكترونية.
«فيل آند ويل» بخبز «فوكاشيا» الإيطالي
صاحبا هذا المطعم في الجميزة هما الشقيقان ويليام وفيليب. استلهما الفكرة من أسفارهما المتكررة إلى إيطاليا. فأرادا نقل نكهة سندويشات تلك البلاد إلى قلب بيروت، ولديهما فرع آخر في البترون.
بخبز الـ«فوكاشيا» الإيطالي وغيره يقدم «فيل آند ويل» نحو 15 نوعاً من الشطائر الباردة. تطبعها بمكونات إيطالية من «بيستو» و«كارباتشيو» وجبن الـ«كابريزي» وغيرها. ويطلق على هذه الساندويشات أسماء تذكرك بإيطاليا في أفلام سينمائية كـ«غود فاذر» و«باراديزو». وفي شطيرة «لويجي» مثلاً ستتذوق الأفوكادو مع شرائح الـ«سلامي» من اللحم البارد، التي ينكهها جبن الـ«بروفولوني» الإيطالي مع خس «الأراغولا» وصلصة الـ«فينيغريت».
ومع السندويش الذي يحمل اسم المكان «فيل آند ويل» تتذوق خبز الـ«سوردوف» مع شرائح لحم الـ«باسترامي» البارد مع قطع البصل المكرملة. وفي شطيرة «ذا توسكاني» تطالعك نكهة شرائح لحم الـ«بروسكويتو» مع جبن الموزاريللا الطازجة المتبلة مع البندورة والحبق وزيت الزيتون.
أما «ذا سيسيليان» فيتألف من جبن الـ« الشتراسياتيللا» الإيطالي وشرائح الـ«سلامي» مع صلصة الـ«بيستو» (هريس الحبق مع الثوم والصنوبر).
«باغيت دي باري» تخيل أنك في باريس
في منطقة جونية الكسليك ستتناول أطول ساندويش «باغيت» في مطعم «باغيت دي باري». هناك سيخيل إليك بأنك في وسط شارع الشانزليزيه، تقف بالصف أمام مطعم «بريوش دوريه» للحصول على شطيرتك المفضلة.
في «لا باغيت دي باري» ستجد ما يفتح شهيتك من سندويشات بمكونات فرنسية. فكما جبن الـ«بورسان» كذلك في استطاعتك الحصول على أطيب شطيرة بجبن الـ«بري». كما تحضر عنده تلك المحشوة بعجّة البيض مع المايونيز.
في سندويش «بورسان مع البهارات» ستتذوق طعم الحلو والمالح ضمن مكونات تتألف من هذا الجبن المرفق بصلصلة الـ«كرانبيري» الحلوة. ومع ورق «لولو روسو» (نوع خس) وشرحات التفاح المكرمل ورشة فستق ستخوض تجربة طعام لا تنسى.
الجبن الفرنسي «بري» يحضر في ساندويش يجمعه مع فاكهة التين «بري فيغ جام». فيؤلف مع مربى التين والتفاح المكرمل طعماً لذيذاً حين يضاف إلى هذا النوع من الجبن الفرنسي.
وبخلطة أجبان تضاف إلى عجة البيض المحضرة بالزبدة ستتناول واحدة من أشهر ساندويشات «باغيت دي باري»، ترفق مع ورق الخس الأحمر والبندورة وصلصلة المايونيز.
ومن الساندويشات التي تحضر أيضاً بخبز الـ«باغيت» الفرنسي تلك ذات المذاق الحلو، وبينها الـ«شوكو بانان» و«شوكو لوتس». فالأول يتألف من كريمة الشوكولاته (نوتيلا) والموز، فيما الثاني يوضع فيه بسكويت اللوتس.
«بسطرما فاكو» المازات في سندويش
إذا مررت بمنطقة الكسليك أو جل الديب سيطالعك مطعم «بسطرما فاكو» للسندويش اللذيذ. ميزته أنه يحضر شطائر من مكونات المازة اللبنانية، ولا سيما تلك المشهورة بأصولها الأرمنية. ومع لحم الـ«بسطرما» البارد والسجق الساخن والمقانق المفلفلة ستتذوق أشكالاً وألواناً من الطعمات.
في كل «سندويش» منها سيتذوق هواة هذا النوع من الطعام نكهات لذيذة. فالسجق مع الجبن والبندورة ومخللات الخيار تعد من الأشهر. وكذلك تلك التي تحمل مذاق المقانق المشوية أو المقلية مع صلصة المايونيز، ومع شطيرة الـ«بسطرما» تعود إلى جذور المطبخ الأرمني، وتتم إضافة صلصلة المايونيز والبندورة المقطعة إلى شرائح اللحم الباردة المذكورة، وتحمص الشطيرة على آلة الشي الكهربائية لتخرج منه برائحة تفتح الشهية، ويسيل لها اللعاب.
«أبو هاني» مذاق الـ«روستو» البيتوتي
يمتاز سناك «أبو هاني» في منطقة عاليه باختصاصه في تقديم «ساندويش الروستو» على أصوله. محضراً في البيت، حيث يتسم طعم لحم الـ«روستو» بما يذكرنا بأطباق جداتنا وأمهاتنا. ويجمع إلى جانب «ساندويش الروستو» مذاقات أخرى مؤلفة من السناسل (من لحم الخروف) والربيان وبيض الغنم وغيرها. ورث أبو هاني مهنته أباً عن جد عندما كانت عائلته تحضر «سندويش الروستو» مع اللبنة بدل المايونيز. ومع الوقت تطورت محلات «أبو هاني» لتأخذ منحى المطبخ اللبناني الحديث. «أطيب روستو بلبنان» هو اللقب المشهور به هذا المحل الواقع قرب «بيسين عاليه».
وتحت عنوان «تراثنا لقمتنا» يقدم «أبو هاني» مجموعة من الشطائر اللذيذة المكونة من أكلات لبنانية أصيلة. يبدأ المشوار مع «سندويش الروستو» وليمر بعدها على أنواع أخرى باتت موجودة في قلة من مطاعم الـ«سندويش» في لبنان. مجموعة من النكهات ستلاقيها في سندويشات محضرة من «كبد الدجاج» و«اللسانات» و«الربيان».
«زيتون» عنوان الـ«ساندويشات» اللبنانية
«عالخبزة والزيتونة» هو شعار مطعم «زيتون» في صيدا المتميز بتحضير «ساندويشات» لبنانية بامتياز. أما الفرق بينه وبين غيره، فهو أسعاره المقبولة جداً نسبة إلى غيره.
تتألف لائحة «ساندويشات» هذا المطعم من اللبنة وجبن الحلوم والقشقوان والعكاوي والبلغاري. وهي تحضر بأنواع خبز حسب الأذواق تشمل المرقوق القروي والباغيت الأسمر والأبيض، إضافة إلى خبز التنور واللبناني العادي.
ومن الشطائر الأخرى التي يحضرها، تلك المصنوعة من سمك التونا وجبن الفيتا اليوناني والروستو والحبش والقورما. ويضاف إليها حسب الطلب منكهات كمخللات المكدوس والشيبس والـ«بيستو».