إيلي صعب... الرومانسية لا تزال هنا لكن رياح التغيير أقوى

تعريف جديد لمعنى الأنوثة في عرضه لربيع وصيف 2026

إيلي صعب في آخر العرض يحيّي ضيوفه (إيلي صعب)
إيلي صعب في آخر العرض يحيّي ضيوفه (إيلي صعب)
TT

إيلي صعب... الرومانسية لا تزال هنا لكن رياح التغيير أقوى

إيلي صعب في آخر العرض يحيّي ضيوفه (إيلي صعب)
إيلي صعب في آخر العرض يحيّي ضيوفه (إيلي صعب)

لم يكن عرض إيلي صعب لربيع وصيف 2026 الذي شهدته باريس في الأسبوع الماضي، كغيره من عروضه السابقة. فاجأ المصمم الجميع بتأكيده أن الرومانسية والأنوثة لا تعنيان فقط أقمشة شفافة تتطاير مع كل خطوة أو فساتين تعتمد على تطريزات غنية لكي تضيء مناسبات المساء والسهرة. كانت ترجمته للأنوثة في هذه التشكيلة أبسط من ذلك بكثير، وفي الوقت ذاته أكثر بلاغة، جعلت الكل يجمع على أن رياح التغيير هبَّت على «ميزون إيلي صعب».

لم تفقد شاعريتها لكنها في الوقت ذاته تصرخ بالقوة، من خلال تايورات مفصلة وقطع منفصلة متنوعة خاصة بالنهار، وأجواء العمل زادتها الأحذية العالية قوة وثقة. كانت اللوحة التي رسمها صعب مشهداً درامياً يشد الأنفاس ويدغدغ الخيال، لدرجة أن مجرد التفكير في التوجه إلى المكتب أو إلى لقاء عمل، يُصبح مثيراً وحماسياً.

اعتمد على أقمشة ناعمة تنسدل على الجسم بسهولة لتمنحه حرية الحركة (إيلي صعب)

بعد العرض تحدث إيلي صعب موضحاً: «أردت أن تتحدث هذه المجموعة عن المرأة الشجاعة. فهي بطبعها وفطرتها شجاعة... كل ما يحتاجه العالم منها أن تتحلى بجرأة أكبر... الآن أكثر من أي وقت مضى».

ترجم هذه الرؤية بمفهومه المعاصر، بتركه التول والدانتيل والتطريز جانباً، وقصَّ لها قطعاً تناسب إيقاع الحياة المعاصرة، وما يتماشى مع توجهه التوسعي نحو مجالات متعددة لتكون «أسلوب حياة» متكاملاً. ومع ذلك لم يتمكن صعب من التخلص تماماً من ميوله الرومانسية أو جيناته المشبعة بالفخامة. ارتقى بالعادي إلى فوق العادي بأن جعل أكثر القطع عملية، مثل المعطف والتنورة المستقيمة تجسيداً متحركاً لأنوثة فطرية تجمع القوة بالجرأة. تشم فيها رائحة الثمانينات، وهي الحقبة التي شهدت أول خروج للمرأة لأماكن العمل وهي تتبوأ مناصب عالية، من دون أن يقع في فخ استنساخ الماضي بأكتافه الصارمة مثلاً. بالعكس، فضل أن تكون الأكتاف واضحة بنعومة.

اكتسبت التنورة المستقيمة على يده رقياً وأناقة أخرجاها من كلاسيكيتها المعهودة (إيلي صعب)

أما التنورات المستقيمة، التي كانت حتى الأمس القريب قطعة كلاسيكية، فلم يضاهِ جمال قصاتها عند الخصر تحديداً، وألوانها المتنوعة، فضلاً عن تفاصيلها المبتكرة على شكل كشاكش مرصوصة بعضها فوق بعض، سوى الفساتين الحريرية المستوحاة من معاطف المطر والبناطيل الواسعة والطويلة. ظلت جميعها تتأرجح بين الشاعرية والعملية. البناطيل مثلاً تميز أغلبها بخصر عالٍ وطيات أمامية، ما أكسبها جاذبية تجمع العملية بالفخامة.

افتتحت العرض ديفا كاسل، ابنة النجمة مونيكا بيلوتشي، بتنورة مستقيمة بلون الزيتون مع بلوزة من الحرير تعمدت تركها مفتوحة بجرأة «لا مبالية». كان كل ما في الإطلالة يوحي أنها متجهة لاجتماع عمل مهم. شرح إيلي صعب: «أردت هذا الموسم التركيز على قطع يسهل تنسيقها بعضها مع بعض بدلاً من إطلالات مكتملة، حتى تتمكن المرأة من اختيار ما يناسبها منها، وتنسيقها حسب ذوقها الخاص». بيد أنه لم يبخل عليها بأفكار في هذا الصدد، تتعلق بدمج الألوان أو الخامات المتناقضة بعضها مع بعض للحصول على التناغم المطلوب.

البنطلون الواسع والطويل كان من القطع التي لعب عليها المصمم بشكل أنيق ومعاصر (إيلي صعب)

أما البناطيل، بطياتها الأمامية وطولها واتساعها، فكان لها تأثير غريب ولذيذ. في لحظة خاطفة تستحضر لنا صورة كاثرين هيبورن، لنعود بعدها للحظة الراهنة، ونتذكر أن إيلي صعب أثبت في المواسم الأخيرة الماضية، أنه حرباء من الفصيلة الأكثر ذكاءً. فهو يتمتع برؤية استباقية كما يستطيع التنقل من المساء إلى النهار، وبين الرومانسية والواقعية وبين الشاعري والتجاري، فليخلق تصاميم تخاطب نساء من مختلف الخلفيات والأجناس، تجمعهن الرغبة في أزياء لا تفتقد للأناقة أو الأنوثة المحسوبة بـ«العقل».

لم ينسَ إيلي «القلب»، خصّ به فساتين المساء والسهرة، التي تميزت إما بفتحات جريئة للغاية، أو فساتين بتنورات جد قصيرة تتطاير من خلفها تنورات طويلة من الموسلين أو الحرير.

لم يكن الحرير والموسلين الوحيدين في التشكيلة، إذ كان هناك حضور للدينم والجلد أيضاً في تنوع امتد إلى الألوان، التي جمع فيها بعض التناقضات مثل البني مع الرمادي والبني مع الأصفر أو الوردي. كان البني بدرجاته الغالب مع ومضات من البنفسجي والأصفر والأخضر. شمل التنوع كذلك النقشات التي تباينت بين نقشة «امير وايلز» ونقاط الـ«بولكا» ونقشات جلد الثعبان أو السحالي.

فساتين المساء والكوكتيل تخففت من التطريز واكتشفت بالقصات المثيرة والألوان الهادئة (إيلي صعب)

من اقتراحاته التي جمع فيها أقمشة متناقضة للتعبير عن القوة الناعمة (إيلي صعب)

في فساتين السهرة، خفف إيلي صعب من التطريزات والبريق، مكتفياً بأن يترك الكلام للأقمشة التي انسابت وانسدلت بخفة، والتفاصيل الخفيفة مثل طيات البليسيه أو الإكسسوارات المبتكرة. لكنه مهما حاول، لم يتمكن من التخلص من ميوله الرومانسية والمفعمة بالأنوثة، التي تعشقها المرأة وتتمسك بها أياً كان الزمان أو المكان.


مقالات ذات صلة

راما دواجي... سيدة نيويورك الأولى كيف جعلت صمت الأناقة موقفاً وبياناً سياسياً

لمسات الموضة كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)

راما دواجي... سيدة نيويورك الأولى كيف جعلت صمت الأناقة موقفاً وبياناً سياسياً

راما منذ الآن هي سيدة نيويورك الأولى... في ملامحها ظِلّ من الشرق وحضور غربي في آن معاً... ثنائية لا تخفيها، بل تفخر بها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)

أوليفييه روستينغ يغادر دار «بالمان» بعد 14 عاماً

بعد 14 عاماً، أعلنت دار «بالمان» ومديرها الإبداعي أوليفييه روستينغ إنهاء علاقة تجارية وفنية أثمرت على الكثير من النجاحات والإنجازات. صرحت دار الأزياء الفرنسية…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة معطف ترنش بتصميم مفكك من مجموعة روتد متجذرة في هويتها وجوهرها

تعرف على المصممة التي اختارتها ملكة إسبانيا لتقديم تحية لمصر

دينا شاكر تؤمن بأن الجمال ليس في الكمال أو التنميق المبالَغ فيه، فحتى الشوائب تتمتع بجماليات يمكن إبرازها وتسليط الضوء عليها بابتكار.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
لمسات الموضة غرايس وايلز بونر (إيرميس)

غرايس وايلز بونر مصممة «إيرميس» الجديدة للأزياء الرجالية

حصلت المصممة البريطانية الشابة غرايس وايلز بونر، على واحدة من أهم الوظائف في عالم الموضة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مناسبتان رسميتان… أهداف وألوان مختلفة… والجاكيت واحد (إ.ب.أ +رويترز)

«سترة الميدان»... بين الحرب والسلم

هذا الجاكيت يلفت الانتباه بجيوبه المتعددة والكبيرة، وتقدم للواجهة بعد ظهور كل من ميلانيا ترمب والملكة الإسبانية ليتزيا بنسختين منه في مناسبتين مختلفتين.

جميلة حلفيشي (لندن)

«صالون المجوهرات» يخطف الأضواء وألق الذهب والأحجار الكريمة يُزيّن الرياض

يستعرض «صالون المجوهرات» أحدث تصميمات الحلي والأحجار الكريمة (موسم الرياض)
يستعرض «صالون المجوهرات» أحدث تصميمات الحلي والأحجار الكريمة (موسم الرياض)
TT

«صالون المجوهرات» يخطف الأضواء وألق الذهب والأحجار الكريمة يُزيّن الرياض

يستعرض «صالون المجوهرات» أحدث تصميمات الحلي والأحجار الكريمة (موسم الرياض)
يستعرض «صالون المجوهرات» أحدث تصميمات الحلي والأحجار الكريمة (موسم الرياض)

بتصميمات فريدة جمعت بين الابتكار والأناقة، يستعرض معرض «صالون المجوهرات 2025»، المُقام في «إيه إن بي أرينا»، ضمن «موسم الرياض»، لزوّاره، أحدث تصميمات المجوهرات والأحجار الكريمة والساعات والمقتنيات النادرة والثمينة.

وتُشارك فيه أكثر من 600 علامة تجارية فاخرة من 50 دولة، وسط أجواء تعكس الفخامة وتنوُّع المعروضات، إذ تتنافس الدُّور المُشاركة على تقديم تصميمات استثنائية تبرز دقّة الصنعة وفنّ التكوين، وسط حضور لافت يشهده المعرض مع انطلاقته في العاصمة السعودية، ضمن الموسم الترفيهي الأضخم في المنطقة والعالم.

يشهد المعرض مشاركة دُور مجوهرات عالمية تمتد جذورها لأكثر من قرنين (موسم الرياض)

كما يشهد مشاركة دُور مجوهرات عالمية عريقة تمتد جذورها لأكثر من قرنين، من بينها «دار بريجيه»، التي انطلقت في القرن الثامن عشر، وكذلك «شوبار»، و«فرنك مولر»، إلى جانب «الفردان للمجوهرات»، و«جوهان»، و«ليدا دايموند آند جولري».

وهو يُعدّ وجهة عالمية تجمع المُصمّمين والمُوزّعين والمُهتمين في تجربة حسّية متكاملة تمتزج فيها الإضاءة الفنّية والموسيقى الهادئة، ويعرض قِطع مجوهرات تُطرح للمرة الأولى عالمياً.

المعرض وجهة عالمية يتيح تجربة حسّية متكاملة (موسم الرياض)

وحضرت هيئة المواصفات السعودية «تقييس»، لتعريف الزوّار بأهمية موثوقية موازين المجوهرات والذهب، في الوقت الذي يُقدّم فيه الحدث تصميمات استثنائية راقية.

وشهدت نُسخ المعرض السابقة تسجيل مبيعات تجاوزت 53.3 مليون دولار (200 مليون ريال سعودي)، وقِطعاً استثنائية أثارت اهتمام خبراء المجوهرات، من بينها قناع مُرصّع بأكثر من 3600 ألماسة بلغت قيمته نحو مليون ونصف مليون دولار.

قِطع مجوهرات تُطرح للمرة الأولى عالمياً (موسم الرياض)

المعرض يستمر حتى 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مُقدّماً تجربة فريدة لعشّاق المجوهرات والجمال الراقي، ومُحتفياً بتنوّع الذوق السعودي وقدرته على مواكبة أحدث اتجاهات التصميم العالمية.


راما دواجي... سيدة نيويورك الأولى كيف جعلت صمت الأناقة موقفاً وبياناً سياسياً

كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)
كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)
TT

راما دواجي... سيدة نيويورك الأولى كيف جعلت صمت الأناقة موقفاً وبياناً سياسياً

كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)
كانت صورة النصر مشهداً غير مسبوق في الولايات المتحدة (د.ب.أ)

صورة عمدة نيويورك الجديد، زهران ممداني، وزوجته، راما دواجي، تبدو لأول وهلة جديدة على المشهد السياسي الأميركي... ثنائي شاب من أصول مسلمة، ينتمي إلى جيل «زد» ويتحدث لغته بفصاحة وشجاعة لم ترَ لها نيويورك مثيلاً. فهما لم يتنازلا في أي مرحلة من مراحل الرحلة الانتخابية عن مبادئهما الإنسانية والسياسية والفكرية الداعمة للأقليات والضعفاء.

لكن من الناحية البصرية، لا تبدو هذه الصورة جديدة تماماً. تُذكّر بالرئيس الأميركي الراحل جون كيندي وزوجته جاكي... ثنائي لا يقل كاريزما وتأثيراً على جيل كامل كان يحلم وينتظر التغيير للأفضل. فضل كبير في تجميل صورة جون كيندي يعود إلى جاكي؛ السيدة الأولى التي وظّفت الجمال والأناقة سلاحاً ناعماً ومؤثراً في الوقت ذاته.

ملكت راما بجمالها ونعومتها وثقافتها قلوب ناخبي نيويورك (رويترز)

وكما شكّلت جاكي كيندي في ستينات القرن الماضي مرآة جيل آمَن بالحلم الأميركي، تبدو راما دواجي اليوم امتداداً لذلك الإرث وأكثر... فهي تنقله إلى مرحلة أعمق وعياً وصدقاً يمكن أن تتحول فيها الموضة صوتاً للإنسانية والأقليات.

راما من الآن هي سيدة نيويورك الأولى... في ملامحها ظِلّ من الشرق وحضور غربي في آن معاً... ثنائية لا تخفيها، بل تفخر بها. مثل جاكي؛ تتمتع راما بكاريزما وجمال فريد من نوعه، ومثلها أثرت على جيل كامل من الناخبين في زمنها؛ أي من جيل «زد»، وفق تصريح من زوجها، الذي استقطب المؤثرين في حملته الانتخابية للوصول إلى هذه الشريحة.

لم يكن لأصول راما العربية والمسلمة، فهي من والدين سوريين ووُلدت في الولايات الأميركية، تأثير سلبي على الناخبين. على العكس؛ ملكت قلوبهم بصدق مواقفها أولاً، وجمالها وأناقتها ثانياً.

وقفت راما إلى جانب زوجها تنظر إليه بصمت... لكن كل ما فيها كان يتكلم... من نظرات العيون إلى الأزياء (أ.ف.ب)

الصورة التي ستبقى خالدة في الذاكرة والتاريخ، وهي تظهر إلى جانب زوجها زهران ممداني بصفته أول مسلم وأصغر عمدة يتولى هذا المنصب منذ عام 1892، جذبت اهتمام الولايات المتحدة، كما شدّت أنفاس العالم بأسره... كان فيها تصالح مع الماضي واستقبال للحاضر... وقفت فيها راما، ذات الـ28 عاماً، إلى جانبه صامتة، تنظر إليه بين الفينة والأخرى بنظرات إعجاب، شبّهها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بنظرات الأميرة الراحلة ديانا.

بلاغة الصمت

صمتها لم يَشفِ غليل البعض؛ لأنهم لم يجدوا فيه سمات الصورة النمطية للزوجة المسلمة التابعة لزوجها من دون أن يكون لها كيان خاص أو استقلالية... فراما فنانة لها وجود وتأثير على الساحة الفنية، وقالت بصمتها كل ما يلزم قوله عن هذه الاستقلالية، إضافة إلى انتمائها الثقافي والسياسي. فما ارتدته لم يكن مجرد اختيار عادي يليق بمناسبة يفترض فيها أن تكون بكامل أناقتها، بل كان بياناً سياسياً وإنسانياً وفنياً لا يعتذر عن أفكارها ورؤيتها ودعمها القضية الفلسطينية. إطلالتها أكدت أن الجيل الذي تنتمي إليه أعلى شجاعة من الجيل الذي سبقه في صدق تعبيره عن القضايا السياسية ونبل المشاعر الإنسانية.

عبّرت راما عن ثنائية انتمائها باختيار إطلالتها من مصمم فلسطيني - أردني ومصممة نيويوركية (رويترز)

قد تبدو إطلالتها بسيطة أول وهلة، لا سيما أنها بالأسود؛ «اللون الذي لا يخيب» وتلجأ إليه المرأة عندما تكون خائفة وتريد أن تلعب على المضمون، إلا إن بساطتها كانت خادعة وعميقة في آن؛ لأنها كانت محملة بالأفكار. اختارت «بلوزة» دون أكمام من الدينم الأسود، مطرزة بتخريمات منفذة بالليزر، من تصميم الفلسطيني - الأردني زيد حجازي، الذي أبرز فيها تفاصيل التطريز الفلسطيني التراثي وزخارف القرى الفلسطينية. زيد حجازي، الذي تخرج في معهد «سنترال سان مارتينيز» بلندن، يصف علامته بأنها «استكشاف لـ(الثقافات القديمة والمعاصرة)».

نسّقت دواجي «البلوزة» مع تنورة من المخمل والدانتيل، أيضاً بالأسود، من تصميم إيلا جونسون، وهي مصممة نيويوركية تشتهر بأسلوبها الرومانسي والحرفي، الذي يستهوي النخب الفنية والبوهيمية في بروكلين. الجمع بين مصمم فلسطيني ومصممة نيويوركية يشير إلى جذورها وانتمائها إلى ثقافتين: العربية والأميركية، ويقول إن الموضة ليست مجرد مظهر أنيق وأداة جذب أو قناع واقٍ، بل هي مواقف وأفعال، وترمز أيضاً إلى جيل من المهاجرين لم يعد يكتفي بالاندماج، بل يحلم بالتأثير والمشاركة في رسم ملامح الواقع الذي يعيشه.

ما أسلوب راما دواجي؟

تتميز راما بأسلوبها الخاص وإن كانت تميل إلى الأسود في المناسبات الرسمية (أ.ف.ب)

إلى جانب أنها فنانة ورسامة ومصممة رسوم متحركة، فهي تتمتع بأسلوب بوهيمي تعبر من خلاله عن شخصية مستقلة ومتحررة فكرياً، فهي تنتمي إلى جيل الإنترنت، والـ«تيك توك» وغيرها من المنصات الشبابية. هذا الجيل يراقب العالم بعين ناقدة... يُحلله ويحلم بتغييره للأفضل، بما في ذلك صناعة الموضة، التي يفهمها ويعشقها، لكنه في الوقت ذاته يريد إخراجها من قوالبها النخبوية والتقليدية. يبدو أن دواجي توافقهم الرأي، وإذا كانت إطلالتها ليلة النصر هي المقياس، فإن المتوقع منها طيلة فترة عمدية زوجها أن تتعامل مع الموضة بوعي إنساني بوصفها جسراً تلتقي عليه الحضارات والثقافات بصدق وشفافية.


أوليفييه روستينغ يغادر دار «بالمان» بعد 14 عاماً

أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)
أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)
TT

أوليفييه روستينغ يغادر دار «بالمان» بعد 14 عاماً

أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)
أوليفييه روستينغ بعد عرضه لربيع وصيف 2026 (أ.ف.ب)

بعد 14 عاماً، أعلنت دار «بالمان» ومديرها الإبداعي أوليفييه روستينغ إنهاء علاقة تجارية وفنية أثمرت على الكثير من النجاحات والإنجازات.

صرحت دار الأزياء الفرنسية في بيان أصدرته بالمناسبة بأنها «تُعرب عن امتنانها العميق لأوليفييه على كتابته فصلاً مهماً من تاريخها».

من جهته، أعرب روستينغ عن مشاعره قائلاً في بيانه الخاص: «أنا ممتن لفريقي الاستثنائي في (بالمان)، كانوا عائلتي التي اخترتها في مكان كان بمثابة بيتي طوال الـ14 سنة الماضية... سأظل دائماً أحتفظ بهذه التجربة الثمينة في قلبي».

أوليفييه روستينغ يودع دار «بالمان» بعد 14 عاماً (أ.ف.ب)

لم يكن تعيين «بالمان» لروستينغ «تقليدياً» في عام 2011. كان في الرابعة والعشرين من عمره، أي كان أصغر مدير إبداعي في باريس منذ إيف سان لوران، وأول مدير إبداعي من أصول أفريقية في دار أزياء أوروبية.

صغر سنه ساهم في إدخال الدار العالم الرقمي، حيث أطلقت في عهده أحد أول «فلاتر سناب تشات» الخاصة بالعلامات التجارية، وتطبيق خاص بها، وشراكة مبكرة مع «إنستغرام» للتسوق في عام 2019، من دون أن ننسى أنه أعاد إحياء خط الأزياء الراقية في «بالمان» بعد انقطاع دام 16 عاماً.

من تصاميمه لدار «بالمان» (غيتي)

من بين إنجازاتها الكثيرة أنه نشر ثقافتها لجيل كامل وقع تحت سحر جرأته الفنية، وإن كان البعض يرى أن السحر يكمن في تعاوناته مع نجمات عالميات، نذكر منهن كيم كارداشيان وجيجي حديد وكندال جينر وبيونسي وغيرهن.

روستينغ في عرضه الأخير لخريف وشتاء 2025 مع عارضاته (غيتي)

ولد أوليفييه في مدينة بوردو الفرنسية لأبوين أفريقيين تخليا عنه ليتم تبنيه في سن مبكرة من قبل زوجين فرنسيين. على المستوى المهني، درس في معهد «إسمود» في باريس قبل أن ينضم إلى دار «روبرتو كافالي» بعد التخرج، حيث تولى في نهاية المطاف قيادة قسم الأزياء النسائية. في عام 2009، التحق بدار «بالمان» ليعمل تحت إشراف المصمم كريستوف ديكارنين، وبعد عامين خلفه بصفته مديراً إبداعياً، وفي عام 2016، قاد الدار بسلاسة خلال عملية استحواذ مجموعة «مايهولا» القطرية عليها.

رغم أن صورة وجه المصمم وإطلالاته الاستعراضية ستبقى محفورة في الذاكرة، فإن تصاميمه المبتكرة هي أكثر ما يميزه في انتظار الفصل التالي من مسيرته.