5 خطوات لأناقة لا تعترف بمرور العمر

إطلالات تعكس الخبرة والثقة

عارضات عالميات من أعمار مختلفة من بينهن المخضرمة جيري هول في عرض «كلوي» (كلوي)
عارضات عالميات من أعمار مختلفة من بينهن المخضرمة جيري هول في عرض «كلوي» (كلوي)
TT

5 خطوات لأناقة لا تعترف بمرور العمر

عارضات عالميات من أعمار مختلفة من بينهن المخضرمة جيري هول في عرض «كلوي» (كلوي)
عارضات عالميات من أعمار مختلفة من بينهن المخضرمة جيري هول في عرض «كلوي» (كلوي)

الأناقة ليس لها عمر محدّد، فأكثر النساء أناقةً تعدَّينَ الأربعين والخمسين بسنوات، إن لم نقل عقوداً، لن نقارن أحداً بأيريس أبفيل التي توفيت في شهر مارس (آذار) الماضي عن عمر الـ102 عام، فهذه كانت فلتة من فلتات الأسلوب الخاص الذي تعدّى الجرأة إلى مرحلة الإبداع، بتنسيقها الألوان المتناقضة، والإكسسوارات الضخمة بطريقة غير مسبوقة، حتى النظارات العريضة ذات الإطار الأسود، وظَّفتها بشكل جعلها تتعدّى تصحيح قِصَر أو بُعد النظر إلى تفرّد، لتصبح ماركتها المسجلة.

سارة جيسيكا باركر تعرف كيف توظف الموضة لصالحها دائماً (أوسكار دي لارونتا)

ربما تكون الممثلة سارة جيسيكا باركر أقرب إلى المقارنة، فعلى الرغم من سنواتها الـ59، فإنها تبقى نموذجاً مثالياً عن كيف يمكن الاستمتاع بالموضة في كل مراحل الحياة، في كل إطلالة تعطينا هذه النجمة درساً بأن تقدُّم العمر يعني خبرة تنعكس في نضج الاختيارات والثقة، وهذان أهم إكسسوارين يمكن أن تتحلّى بهما المرأة في أي مكان أو زمان.

وإذا كانت أيريس أبفيل وسارة جيسيكا باركر ومثيلاتهما نجحن في سبر أغوار الموضة، وتطويعها لصالحهن، فإن عديداً من النساء، بمن فيهن فتيات في عمر الشباب، يقعن في مطبّ الاختيارات الخطأ التي تُضفي عليهن سنوات هنّ في غنى عنها.

خبراء الموضة يؤكدون أن الحصول على إطلالة تناسب كل عمر وزمن في متناول الجميع، وإذا استصعبت الأمر، فما عليك سوى اتباع هذه الخطوات البسيطة:

غرايس غانم في نقشات جريئة وألوان متوهجة تعكس شخصيتها وإتقانها للموضة رغم عمرها (كارولينا هيريرا)

1-تجنّبي النقشات المتضاربة، الكبير منها والكثير، فكلما كبُر سِنّك يجب أن تصغر هذه النقشات وتتقلص، إلا إذا كنتِ جريئة وواثقة من أسلوبك، كذلك الألوان التي لا تناسب بشرتك. في الثمانينات ظهرت عدة معاهد متخصصة في تشخيص اللون المناسب حسب طبيعة بشرة كل واحد منا، وتم تقسيمها إلى دافئة وباردة، وعلى الرغم من أن الخبراء يطمئنوننا بأن الاستمتاع بكل الألوان ممكن، بشرط أخذ درجاتها بعين الاعتبار، مثلاً إذا كان الأزرق يسرق الإشراق من بشرتك، ويجعلها تبدو ذابلة، جرِّبي الأزرق السماوي وغيره حتى تتوصّلي للدرجة الخاصة بك، الأمر ذاته يسري على باقي الألوان، من الأحمر والأصفر إلى الأخضر والرمادي أو البني، ولأن المتعارف عليه أن الألوان الترابية هي الأكثر مراساً، فإنه من السهل ترويضها بإضافة إيشارب بلون أحمر مثلاً، أو أي لون آخر تضعينه قريباً من وجهك فيزيده إشراقاً، كما لا تنسي أهمية أحمر الشفاه في هذه الحالة.

إيرين لودر في إطلالة حددت فيها كل شيء حتى تكتسب رشاقةً ورقياً (كارولينا هيريرا)

2-اختاري كل قطعة مهما كانت بسيطة على مقاسك، لا تحاولي التمويه عن تضاريس جسدك بتصاميم واسعة من الرأس إلى أخمص القدمين، مهما كان مقاسك أو مقاييسك، خلْق توازُن بين منطقة الصدر وأسفل الخصر أمر مهم جداً؛ إذ يمكنك مثلاً ارتداء قميص أو كنزة واسعة أو كاب مع بنطلون مستقيم، والعكس صحيح، لكن عموماً، استثمري في قطع مفصلة؛ لأنها سترتقي بإطلالتك أكثر. وللتأكد من ذلك جرِّبي أن تلبسي جاكيت «بلايزر» بأكتاف محدّدة وعلى مقاسك فوق بنطلون جينز أياً كان تصميمه، وقارِنيه بكنزة مفتوحة يمكن أن تحل محل البلايزر لكن فضفاضة بشكل مبالَغ فيه.

أصبحت الأحذية بتصاميم متنوعة فيما انخفض طول الكعب نوعاً ما مع الحفاظ على أنوثته (مالون سولييه)

3-الحذاء ركيزة من ركائز الأناقة، وتذكّري مقولة مارلين مونرو الشهيرة: «إذا أعطيت المرأة الحذاء المناسب فستمتلك العالم». مونرو كانت تقصد بهذا القول حذاءً بكعب عالٍ ورفيع يُغيّر مشية صاحبته، ويُضفي عليها أنوثة طاغية، لكن الموضة الحالية أصبحت أكثر تنوعاً وإبداعاً في هذا المجال، حتى شكل الأنوثة تغيّر مع تغيُّر ثقافة العصر؛ إذ يمكن أن تحصلي عليها وأنت بكعب عريض ومنخفض، أو بحذاء بتصميم الباليرينا أو اللوفر، فالراحة تمنح الثقة، والثقة هي إكسسوارك الأساسي دائماً.

يجب أخذ كل قطعة بعين الاعتبار مهما كانت بساطتها حتى وإن اختفت تحت قميص أو جاكيت (بالي)

4-خلال رحلتها الأخيرة إلى كولومبيا أثارت ميغان ماركل، دوقة ساسيكس، كثيراً من الانتقادات بسبب ظهورها بقميص أبيض ظهر من تحته «قميصول» أسود، تفصيلة صغيرة، لكنها أفسدت إطلالة كانت ستبدو أكثر رقياً لو اختارت قطعة داخلية بالأبيض أو بلون البشرة، الملابس الداخلية مهمة جداً؛ لأنها تكون أحياناً بمثابة الأساس الذي تبني عليه باقي القطع وتمنحها قوتها، لهذا يفترض فيها أيضاً أن تكون على مقاسك.

سلمى حايك تعرف تماماً أهمية المجوهرات والإكسسوارات وأيضاً مدى تأثير أحمر الشفاه للحصول على إطلالة غير محددة بزمن (أ.ف.ب)

5- لا تستخفّي بأهمية الإكسسوارات، فهي بمثابة البهار الذي يمكن أن يغيّر شخصية إطلالتك تماماً، لهذا اختاريها بعناية، سواءً كانت قلادة أو حزاماً أو نظارات أو إيشارباً أو حقيبة يد، تخيّلي مثلاً أن تلبسي فستاناً عادياً جداً، وربما قديم من عدة مواسم مضت، تضيفين إليه إما حزاماً مبتكراً، مثل الذي طرحته دار «كلوي» في تشكيلتها الأخيرة، قلادة عريضة أو استعمال عدة سلاسل ذهبية مع بعض أو عقد من اللؤلؤ، أيضاً إكسسوارات لها تأثيرها على إطلالتك.

حقيبة «The Bracelet» من «كلوي» التي يزيّنها سوار ذهبي وآخر على شكل ثعبان ملتوٍ (كلوي)

5- أخيراً وليس آخراً، ومهما كان سِنّك ومركزك وأسلوبك، لا بد من حقيبة يد تتوافر فيها كل عناصر العملية والتفرد، من ناحية اللون والخامة والتصميم، ما تطرحه بيوت أزياء حالياً وتتنافس عليه، بحكم أن هذا الإكسسوار هو الذي يحقّق لها أعلى الأرباح، يتعدّى الوظيفي إلى مرتبة فنية تنقله إلى مرتبة إكسسوار للزينة أيضاً، وليس أدلَّ على هذا من حقيبة The Bracelet من «كلوي» التي يزيّنها سوار ذهبي يتنافس مع باقي المجوهرات والإكسسوارات الذهبية في خطف الأنظار.


مقالات ذات صلة

تيما عابد لـ«الشرق الأوسط»: «لا يدرك تحديات صناعة الموضة سوى من دخل منظومتها»

لمسات الموضة تيما عابد بخبرة 22 سنة تضيء سماء الموضة (الشرق الأوسط)

تيما عابد لـ«الشرق الأوسط»: «لا يدرك تحديات صناعة الموضة سوى من دخل منظومتها»

تيما عابد، مصمّمة الأزياء السعودية، التي أضاءت سماء الموضة بتصاميمها الفريدة لأكثر من 22 عاماً، تُعدّ اليوم إحدى أهم الشخصيات في عالم الأزياء داخل المملكة.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة الأسلوب الخاص يمكن اكتسابه مع الوقت والممارسة... لكنه في الغالب يولد مع الشخص (رويترز)

أسرار «الأناقة الراقية»... تميز دون تكلف أو تكاليف

«الأناقة دون جهد» ليست مجرد صفة مميزة؛ بل تجسيد لأناقة تنبع من الشخص بطريقة طبيعية وغير متكلفة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة حيدر أكيرمان مع العارضة كايت موس (غيتي)

من هو حيدر أكيرمان... مصمم «توم فورد» الجديد؟

تردد اسمه مؤخرا كثيرا كواحد من المرشحين لخلافة فيرجيني فيار في دار «شانيل»، وخصوصا أن الراحل كارل لاغرفيلد وصفه في أحد تصريحاته بأنه خليفته المثالي في «شانيل».

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة المصمم نجا سعادة يتوسط عارضات في مجموعة باللون الأحمر (نجا سعادة)

تشكيلة نجا سعادة لخريف وشتاء 2025... بين الهمس والصخب

سلَّط المصمم على أهمية الأصوات بوصفها وسيلة للتفاعل والتواصل الإنساني من خلال أزياء تتباين بين الهدوء والقوة.

لمسات الموضة ترأس النجمة الفرنسية المخضرمة لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ81 (رويترز)

إيزابيل هيبار تشرح في مهرجان فينيسيا السينمائي معنى «لكل زي زمان ومكان»

ظهرت النجمة الفرنسية إيزابيل هيبار بإطلالات مختلفة تماماً، وكأنها تتقمّص في كل واحدة منها شخصية جديدة، على الرغم من أنها لمصمّم واحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تيما عابد لـ«الشرق الأوسط»: «لا يدرك تحديات صناعة الموضة سوى من دخل منظومتها»

تيما عابد بخبرة 22 سنة تضيء سماء الموضة (الشرق الأوسط)
تيما عابد بخبرة 22 سنة تضيء سماء الموضة (الشرق الأوسط)
TT

تيما عابد لـ«الشرق الأوسط»: «لا يدرك تحديات صناعة الموضة سوى من دخل منظومتها»

تيما عابد بخبرة 22 سنة تضيء سماء الموضة (الشرق الأوسط)
تيما عابد بخبرة 22 سنة تضيء سماء الموضة (الشرق الأوسط)

تيما عابد، مصمّمة الأزياء السعودية، التي أضاءت سماء الموضة بتصاميمها الفريدة لأكثر من 22 عاماً، تُعدّ اليوم إحدى أهم الشخصيات في عالم الأزياء داخل المملكة وخارجها، بشغفها الكبير وموهبتها، استطاعت تيما أن تحصد عديداً من الجوائز، منها جائزة مصمّم العام 2024، وجائزة «فاشن تي في» كريستالة لعام 2022، وأن تُمثّل السعودية في محافل دولية مثل إكسبو دبي.

مسيرتها الطويلة والمليئة بالإنجازات جعلتها رمزاً للإبداع والتفاني في مجال الأزياء الراقية.

البداية

منذ صغرها، كانت تيما عابد تتطلّع إلى عالم الأزياء بانبهار، لم تكن لديها مجلّات موضة لتتابع أحدث الصيحات، لكن حبها لأي فستان أنيق تقع عليه عيناها لم يتوقف، فكان بمثابة عالم ساحر تحلم به.

تيما عابد أثناء افتتاحها أسبوع الموضة بالبحر الأحمر (الشرق الأوسط)

بدأ عشق تيما بالأقمشة، كان يغمرها الفضول لتُفرّق بين أنواعها، وتُنسّق بعضها ببعض. تقول لـ«الشرق الأوسط»: تعلّمت كل شيء بنفسي، كنت أذهب إلى المتاجر المحلية لشراء الأقمشة التي تعجبني، وأحاول أن أعرف الفرق بينها، وكيف يتمايل كل نوع منها ويتماهى على الجسم، كنت أضع كومة كبيرة من الأقمشة على الأرض، ثم أختار منها وأبدأ في التصميم، أبدأ أولاً بتصميم الفساتين لنفسي، ثم لعائلتي وصديقاتي.

بداية تيما في تصميم فساتين الزفاف كانت خطوة طبيعية بعد تلقّيها الكثير من الإطراءات على أعمالها، هذا ما جعلها تُدرك أن بإمكانها تحويل شغفها إلى مهنة، لكن النجاح لم يكن سهلاً؛ فقد واجهت تحديات عديدة، وخصوصاً في بيئة كانت تفتقر إلى الجهات المختصة لدعم مصمّمي الأزياء. ومع ذلك كانت تلك التحديات هي ما صنعت منها شخصية قوية ومصمّمة.

أحد تصاميم تيما عابد باللون الأحمر (الشرق الأوسط)

النجاحات

من بين إنجازاتها البارزة كان اختيارها للمشاركة في أسبوع الموضة بباريس للتصاميم الراقية، كان هذا الحدث بمثابة تحقيق حلم راودها طويلاً. قُوبلت تصاميمها بالإعجاب؛ إذ جمعت بين الحداثة والأناقة، ما جعلها تشعر بالسعادة والفخر، كانت هذه المشاركة بمثابة نقطة تحوّل في مسيرتها، حيث شعرت بالاعتزاز الكبير بتمثيل وطنها في حدث عالمي بهذا الحجم.

في عام 2022 مثّلت تيما السعودية في «إكسبو دبي»، عن طريق وزارة الثقافة وهيئة الأزياء، وفازت بالمركز الأول، وفي عام 2022 فازت بجائزة «فاشن تي في» كريستالة، ما زاد من إصرارها على تحقيق المزيد من الإنجازات.

تصف تيما تصاميمها بأنها تعبر عن كل ما تشعر به من أنوثة، قوة، وثقة، وحرية، وهي تهدف من خلال أعمالها إلى أن تجعل كل امرأة تشعر بالفخر والتميز.

تصميم باللون الأسود بتوقيع تيما عابد (الشرق الأوسط)

لا ترى تيما صناعة الأزياء مجرد تصميم أقمشة جميلة، بل هي فن وشغف، يتطلّب الكثير من الإبداع والابتكار.

من القصص التي لا تُنسى في مسيرتها تبنّيها موهبةً ناشئة في عالم الأزياء، لم تقبل الإفصاح عن اسمها، لكن تقول إنها رافقتها منذ بداياتها حتى وصولها إلى النجومية، معبّرة عن سعادتها بهذه التجربة؛ لأنها أكّدت لها أن حدسها كان صائباً منذ البداية، كذلك تصميمها لعديد من المشاهير، منهم: أصالة، وأميمة طالب، والممثلة إيمي جاكسون، وجورجينا رودريغيز، فضلاً عن تصميمها فستان زفاف المطربة بلقيس.

تصاميم تيما عابد تستهوي المشاهير حول العالم (الشرق الأوسط)

التحديات

تتحدث تيما عن التحديات التي واجهتها في بداية مشوارها، وخصوصاً في ظل غياب الدعم من الجهات المختصة في ذلك الوقت، ولكن بفضل الرؤية الثاقبة للملك سلمان وولي عهده تغيّرت الأمور بشكل كبير، وأصبحت المملكة تشهد طفرة في مجال الأزياء، هذا الدعم جعل تيما تشعر بالفخر والانتماء، وخصوصاً عندما حصلت على جائزة مصمّمة العام.

أما عن مصادر إلهامها فتقول إن كل ما يحيط بها يلهمها، حتى المشاعر الخاصة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، مشيرةً إلى أنها ترى في دمج الإلهام الثقافي في تصاميمها فرصةً لتسليط الضوء على الثقافة الغنية والمتنوعة للمملكة العربية السعودية. وتقول: «صناعة الأزياء عالم لا يدرك مدى التحديات التي به إلا مَن كان داخل هذه المنظومة».

تصميم فستان سهرة باللون الأسود (الشرق الأوسط)

تيما تهتم أيضاً بالاستدامة، وتحرص على استخدام مواد صديقة للبيئة، تخطط حالياً لإطلاق مجموعات تعكس هذا التوجه. تؤمن بأن التكنولوجيا لها تأثير إيجابي كبير على عملها، حيث تساعدها على الوصول إلى جمهورها بكل مكان، وفي أي وقت.

الخطط المستقبلية

تنصح تيما الشباب السعودي، من الذين يرغبون في دخول عالم تصميم الأزياء بأن يكون لديهم شغف حقيقي بهذا المجال؛ لأن هذا الشغف هو ما سيدفعهم للاستمرار والإبداع.

أما بالنسبة لخططها المستقبلية فتؤمن بفكرة «الاعتكاف» على خططها حتى تظهر للنور، وهي تؤكّد أن لديها عديداً من المفاجآت في الطريق؛ لأن حلمها هو أن يُصبح اسمها لامعاً في سماء الموضة السعودية والدولية، وأن تدخل تصاميمها خزانة كل امرأة؛ لتثريها في كل المناسبات.