مواجهة بين الماضي والحاضر في إصدارات «كارتييه» لعام 2024

بيير رينيرو المسؤول عن صورتها وإرثها لـ«الشرق الأوسط»: مواكبة العصر لا تعني تجاهل الأصل

مجموعة «ريفلكسيون دو كارتييه» عبارة عن مقابلة جريئة بين المينا ومرآة يبدو فيها الوقت معكوساً لكل نسخها   (كارتييه)
مجموعة «ريفلكسيون دو كارتييه» عبارة عن مقابلة جريئة بين المينا ومرآة يبدو فيها الوقت معكوساً لكل نسخها (كارتييه)
TT

مواجهة بين الماضي والحاضر في إصدارات «كارتييه» لعام 2024

مجموعة «ريفلكسيون دو كارتييه» عبارة عن مقابلة جريئة بين المينا ومرآة يبدو فيها الوقت معكوساً لكل نسخها   (كارتييه)
مجموعة «ريفلكسيون دو كارتييه» عبارة عن مقابلة جريئة بين المينا ومرآة يبدو فيها الوقت معكوساً لكل نسخها (كارتييه)

«كارتييه ولادة»، هذا ما قاله بيير رينيرو، في لقائه مع «الشرق الأوسط»، على هامش معرض «ساعات وعجائب لعام 2024». يستدل على قوله برسالة كتبها لوي كارتييه، في النصف الأول من القرن الماضي، لمصممة الدار آنذاك جان توسان يُثني فيها على تصميم اقترحته له، وجاء فيها: «إنها فكرة رائعة تكمن روعتها في أنها خصبة يمكن أن تُولد منها أفكار كثيرة».

بيير رينيرو (جون فراسوا روبير)

بيير رينيرو هو مدير الصور والأسلوب والتراث في «ميزون كارتييه» منذ عام 2003، يرى نفسه مسؤولاً عن صورة الدار وإرثها الغني، يعرف كل صغيرة وكبيرة في أرشيفها، ويشم نفَسها في كل تصميم، يؤمن بأن هذا المبدأ الذي أرساه جاك كارتييه والقائم على تخصيب أفكار قديمة لتوليد أفكار وأشكال معاصرة، يجب عدم الحياد عنه، مشيراً إلى أن «من فات قديمه تاه»، وهذا، تحديداً، ما كان واضحاً في معرض «ساعات وعجائب» الذي تحتضنه جنيف سنوياً.

تكشف النسخة الجديدة من مجموعة «كارتييه بريفيه» عن ساعة «تورتو» بالبلاتين أو الذهب الأصفر (كارتييه)

عادت الدار مثلاً إلى مجموعتها «كارتييه بريفيه»، وتحديداً ساعة «تورتو» التي ظهرت في عام 1912، لتعيد صياغتها، ولسان حالها يقول لجيل الشباب إنها، بشكلها المميز ووظائفها الجديدة، ابتُكرت لهم وليس لأجدادهم. كذلك الأمر لمجموعة «سانتوس» التي صممها لوي كارتييه للطيار سانتوس في عام 1904، عادت هي الأخرى بحُلة لم تتأثر بالزمن، بالعكس زادتها السنوات قوة وجاذبية، فضلاً عن ساعات «كراش» و«ريفلكسيون دو كارتييه»، وغيرها، كلها أُعيدَ النظر فيها وتعزيزها بتقنيات جديدة تخدم مواصفاتها الجمالية. «الظروف والناس والأذواق، بل العالم أجمع تغيّر، لهذا لا يمكننا أن نكتفي بتكرار أو استنساخ ما قدمناه في الماضي، مهما كان جماله»، وفق قول بيير رينيرو، مضيفاً «ثم إن النظرة إلى الجمال نسبية تختلف عبر الزمن، ومن جيل إلى آخر. من هذا المنظور، نحرص على أن تبقى عجلة التطوير في الدوران لتواكب إصداراتنا متطلبات العصر والحياة». يقول هذا وهو يعبّر عن سعادته بأن المجال الذي يعمل فيه لا يتطلب التقيد بقواعد تُكبّل الإبداع. «بالعكس تماماً، إنه قابل للتفكيك والتغيير وفق ما تُمليه الحالة الزمنية والأحاسيس والمشاعر».

مجموعة «سانتوس دومو» إصدار محدود بثلاث نسخ حصرية: تتميز بالأناقة بفضل طلاء اللَّكر الذي يغطي المينا ويسلط الضوء على الإطار الخارجي والعُلبة. تتوفر نسخة باللون الأخضر والبلاتين ونسخة بلون الطاووس الأزرق والذهب الوردي والثالثة بالرمادي الداكن والذهب الأصفر (كارتييه)

لا يُخفي بيير أن العملية تتضمن نوعاً من المغامرة بحُكم أن نتائج المشاعر غير مضمونة مسبقاً، لكن ما يُطمئن ويُحفز فريق العمل أن الدار تتقبل الأخطاء، تعترف بأخطائها وتملك جرأة التراجع عنها؛ بدليل أن «هناك تصميمات جرى اختبارها ولم تر النور، وأخرى توقّف إنتاجها لأنها لم تعد مناسبة»، وهذا، بنظره، أمر صحي وإيجابي.

لكنه يعود ليؤكد أن مواكبة التغييرات لا تأتي على حساب الأصول والجذور، ولا سيما إذا كانت قوية وراسخة في المخيلة والوجدان. «خذي باريس مثلاً، هي اليوم غير باريس القرن الماضي، توسعت وازدحمت بالسيارات وغيرها من التطورات التي غيّرت إيقاعها، لكنها لا تزال تسكن وجداننا ومخيلتنا عاصمة الأناقة والرومانسية والجمال، كذلك إبداعاتنا».

تعمل ساعة بآلية حركة ميكانيكية ذاتية التعبئة تدمج التوقيت المزدوج لإتاحة قراءة وقت منطقتين في آن واحد. وشكلاً تعزز الأناقة بشكل علبتها وسوارها وأيضاً بعقاربها المصممة على شكل سيف ومطلية بالروديوم المكسو بمادة مضيئة

إصدارات «ميزون كارتييه» الأخيرة تؤكد رأيه، فالماضي والحاضر فيها وجهان لعملة واحدة، وفي كل حالاتها وتجلياتها تثير الرغبة فيها، بغضّ النظر عن الزمن والثقافات. الفضل، وفق شرح رينيرو، أن أرشيفها الغني لم يكن يوماً مرجعاً يتقيد به مصمموها، بقدر ما هو قاموس يستلهمون منه تصميمات تتجدد باستمرار. الشرط الوحيد، الذي يُفرض على مصمميها وصُناعها، أن يتقيدوا بجينات الدار وأسلوبها الخاص. ساعة «تورتو» مثلاً كان الهدف من تصميمها في عام 1912، ابتكار شكل إبداعي مختلف. في عام 2024 عادت بشكلها الأصلي نفسه، مع إضافة ميزات جديدة مثل وظيفة الكرونوغراف المعقدة أحادية الزر، وعروات امتدت على طول السوار، ما جعل المظهر الجانبي يبدو نحيفاً، ووزن الساعة خفيفاً، كما ظهرت فيها عقارب على شكل سكة حديدية تدور حول علامات الساعة، جعلت المينا أوضح.

يُكرر بيير رينيرو مدى أهمية «أسلوب كارتييه» في كل عملية ابتكار، قائلاً: «إنه المركز الأساس لكل شيء»، فهو ما يُميزها، هذا الأسلوب اكتسبته من مهارتها وخبرتها في التصميم والترصيع وصقل الأحجار الكريمة أولاً، بحكم أنها لم تبدأ صانع ساعات، بل صائغ مجوهرات، وهو ما يتجسد في عنصر جذب لا يقام لمُنتجاتها على المستويين الفني والتجاري.

من مجموعة «ريفلكسيون دو كارتييه» النسائية التي تنافس كلاً من ساعات «كلاش» و«كوسان» بتصميمها الذي يجمع خبرة الدار في صناعة الساعات وصياغة المجوهرات، ويظهر هذا في التصميم الهندسي للسوار المفتوح، فهو يجمع الأسطح المخرَمة والذهب المصقول العاكس والخطوط الممدودة والزوايا الدقيقة (كارتييه)

أرقام المبيعات تؤكد أن مكانة «كارتييه» لا تهتز أو تتزعزع، على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية التي مر بها قطاع المنتجات المترفة ولا يزال. اسمها يتحدى الأجيال، ويكفي ليُحرك مشاعر الهواة والعارفين على حد سواء. ما يُحسَب لها أنها لم تستثن في أي مرحلة من مراحل تطورها الكل، بمن فيهم المتطلعون لدخول نادي الفخامة من بابها، لم تُقلقها احتمالية أن يؤثروا عليها سلباً. أخذت دائماً موقفاً ديمقراطياً، تخاطبهم باللغة الأنيقة نفسها والراقية التي تخاطب بها هواة الاقتناء من العارفين، وتُقدم لكل شريحة بُغيتها، سواء من خلال قطعة مجوهرات صغيرة تناسب إمكانياتهم المتواضعة، أم ساعة مرصعة بالماس تتضمن حركات ووظائف معقدة تُقدَّر بمئات الآلاف.

من مجموعة «سانتوس دومو» بإصدار محدود لا يتعدى الـ200 قطعة، وفيه بتصميمها أناقة التصميم الأصلي لعام 1904 صُنع المينا من العقيق الأحمر بتدرجات لونية خفيفة تُسلط الضوء على البلاتين (كارتييه)

يشرح بيير رينيرو أن هذه الشمولية تدخل في صُلب جينات «كارتييه» منذ تأسيسها في عام 1847، ولم تتخلَّ عنها على مر العقود؛ بفضل رؤية جماعية تحترم السيناريو الذي كتبه المؤسس جاك كارتييه وأبناؤه من بعده. قبل بدء أي عمل، أياً كان حجمه وقيمته، تجري حوارات كثيرة بين المصممين وفريق العمل في الاستديو، وعلى رأسهم رينيرو بوصفه مدير الصور والأسلوب والتراث؛ للتأكد من أن التصميم سيكون إضافة لتاريخ الدار واستمراريتها. يقول: «أنا واحد من هذه الرؤية الجماعية. دوري يتركز في رسم صورة تليق باسمها والحفاظ على تاريخها وإرثها، ننسج منه قصصاً مثيرة، لكن نحرص على أن ترتبط بشكل أو بآخر بالمستقبل، استناداً لما قاله جاك كارتييه لجان توسان في رسالته».

مجموعة «سانتوس دومو» إصدار محدود بثلاث نسخ حصرية: تتميز بالأناقة بفضل طلاء اللَّكر الذي يغطي المينا ويسلط الضوء على الإطار الخارجي والعُلبة. تتوفر نسخة باللون الأخضر والبلاتين ونسخة بلون الطاووس الأزرق والذهب الوردي والثالثة بالرمادي الداكن والذهب الأصفر (كارتييه)

يأخذني الحماس وأسأله عن المعرض الذي نظمته «كارتييه» في اللوفر منذ فترة قصيرة، وركزت فيه على تأثير الفن الإسلامي، وما إذا كان التوجه إلى ثقافات معينة من الاستراتيجيات التسويقية التي تتبعها الدار، فينفي بشدة: «أبداً، وهذا ليس تعجرفاً أو تعالياً منا، كل ما في الأمر أن لدينا منطقنا وأسلوبنا الخاص الذي لا نحيد عنه، إنه أسلوب عالمي منفتح على كل الثقافات، ومن ثم لا يعترف بمكان ولا زمان».

لا ينكر أن الجانب التجاري مهم ولا يمكن تجاهله، إلا أن أهميته تتساوى مع قيمة المنتج وضرورة أن يلمس مشاعر الناس من جهة، ويبقى معهم كاستثمار يحمل اسم الدار للأبد، من جهة ثانية. هذا الانفتاح على الغير، وفق قوله، يفتح مساحة أكبر للإبداع، «فعوض أن نبقى سجناء ثقافة معينة تضعنا في إطار ضيق ومحدود، نُفضل أن نحلّق بخيالنا ونستكشف ثقافات جديدة وبعيدة نرى من خلالها الأشياء من زوايا مختلفة، أما علاقة (كارتييه) بمنطقة الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي ككل، فهي ليست وليدة اليوم أو عملية تسويقية»، كما يؤكد. إنها تعود إلى أكثر من قرن عندما زارها جاك كارتييه وانبهر بثقافتها وفنونها، «وهذا يعني أنها بدأت حتى قبل افتتاح أي محل لنا بالمنطقة، وتبدأ معاملاتنا التجارية فيها، لهذا يمكنني القول بثقة إنها بُنيت على حب الجمال والاحترام، والدافع لها كان الانفتاح على ثقافات العالم. لم نقتصر على الاستلهام من الفن الإسلامي، من خلال أشكال هندسية من فن الآرت ديكو تحديداً، استلهمنا أيضاً من الفنون اليابانية والصينية وغيرها، فكلما استكشفنا ثقافات وحضارات بعيدة، جغرافياً وتاريخياً، توسعنا فنياً ليترسخ اسم الدار في الذائقة العامة».


مقالات ذات صلة

لأول مرة... ميغان ماركل تعيد تدوير فستان قديم بعد تفكيك تفاصيله

لمسات الموضة المعجبون أشادوا بماكياجها الهادئ وتسريحة شعرها المتماوجة (أ.ف.ب)

لأول مرة... ميغان ماركل تعيد تدوير فستان قديم بعد تفكيك تفاصيله

في بادرة غير مسبوقة، حضرت دوقة ساسيكس، ميغان ماركل، حفلاً خاصاً في مستشفى للأطفال يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة صورة أرشيفية لهادي سليمان تعود إلى عام 2019 (أ.ف.ب)

​هادي سليمان يغادر «سيلين» ومايكل رايدر مديرها الإبداعي الجديد

أعلنت دار «سيلين» اليوم خبر مغادرة مديرها الإبداعي هادي سليمان بعد ست سنوات. لم يفاجئ الخبر أحداً، فإشاعات قوية كانت تدور في أوساط الموضة منذ مدة مفادها أنه…

لمسات الموضة حافظ أسبوع باريس على مكانته بثقة رغم أنه لم ينج تماماً من تبعات الأزمة الاقتصادية (لويفي)

الإبداع... فن أم صناعة؟

الكثير من المصممين في موقف لا يُحسدون عليه، يستنزفون طاقاتهم في محاولة قراءة أفكار المسؤولين والمستهلكين، مضحين بأفكارهم من أجل البقاء.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة عرض ريتشارد كوين كان مفعماً بالأمل والتفاؤل... وهو ما ترجمه بالورود والألوان الفاتحة (أ.ف.ب)

أسبوع لندن للموضة يسترجع أنفاسه... ببطء

تشعر أحياناً أن مصمميه يتلذذون بالأزمات ويستمدون منها أكسجين الابتكار. هذا العام يحتفل بميلاده الـ40 مؤكداً أن الأزمات لم تقضِ عليه بقدر ما زادته عزماً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)

الأميرة نورة الفيصل تضخ «آسبري لندن» بالحيوية

تأمل «آسبري» أن تحقق لها هذه المجوهرات نفس النجاح المبهر الذي حققته كبسولة الحقائب في العام الماضي. كانت الأسرع مبيعاً في تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.

جميلة حلفيشي (لندن)

لمسة الأميرة نورة الفيصل «الميداسية» في دار «آسبري» من جديد

اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)
اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)
TT

لمسة الأميرة نورة الفيصل «الميداسية» في دار «آسبري» من جديد

اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)
اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)

13 قطعة فقط كانت كافية لتبث روحاً عصرية وخفيفة على دار بريطانية عريقة يعود تاريخها إلى أكثر من قرنين. ف «آسبري لندن» كانت ولا تزال تخاطب النخبة من الطبقات الراقية. فهي وجهة العائلة المالكة البريطانية في المناسبات المهمة عبر كل الأجيال. حاولت في السنوات الأخيرة، مثل غيرها من البيوت العريقة، أن تجدد صورتها وتستقطب جيل الشباب. بوادر هذا التجديد بدأت منذ سنوات، لكنها وصلت أوجها في العام الماضي، بتعاونها مع الأميرة نورة الفيصل، مصممة دار «نون»، أولاً من خلال كبسولة حقائب يد، بيعت بالكامل في غضون أيام، وهذه المرة مجموعة مجوهرات. كان هذا التعاون أنجح قرار اتخذته الدار لحد الآن، حسب تصريحها.

عندما اقترحت المصممة الرسمات الأولية تمت الموافقة عليها دون تردد أو تغيير لإبداعها (آسبري)

في فندق «كلاريدجز» بلندن، تم الكشف عن ثمرة هذا التعاون: مجموعة بعنوان «نون وآسبري: فيذرز» Asprey x Nuun: feathers، ضخت فيها المصممة حيوية منعشة ومرونة تتراقص على الألوان والأحجار. والأهم من هذا تميزت بلغة عالمية تخاطب شرائح أكبر من الزبونات. تقول الأميرة نورة وهي تستعرضها أمامي أنها لم تعانِ من أي تدخلات. حصلت على مطلق الحرية في أن تصممها برؤيتها الخاصة بما في ذلك اختيار المعادن والأحجار. تضيف أنها كانت تتوقع عندما اقترحت الرسمات الأولية أن تعود إليها بملاحظات لإجراء تغييرات، لكن العكس حصل. تمت الموافقة عليها كلها من دون تردد أو تغيير. تعترف: «بقدر ما فاجأني الأمر بقدر ما أسعدني. فتاريخ آسبري ملهم وقدراتها الحرفية مشهود لها بها عالمياً».

قلادة معاصرة تلتف على العنق ويمكن تنسيقها بسهولة مع أي زي وفي أي مناسبة (آسبري لندن)

تُشجعني وهي تستعرض المجموعة، على لمسها وتجربتها، فأفاجأ بخفة وزنها رغم ما يظهر من حجمها السخي. تبتسم وتشرح أنها من التيتانيوم، مادة خفيفة جداً أدخلتها لدار «آسبري» لأول مرة. تقول إنها رأت أنه معدن مناسب لتشكيلة كان المراد منها الخفة، شكلاً ووزناً، وهو ما يشير إليه عنوانها: «آسبري x نون فيذر»، تكون موجهة لامرأة عصرية.

الريش بترجمة الأميرة نورة أكثر شقاوة ومرحاً عما عودتنا عليه الدار البريطانية عليه (آسبري لندن)

الريش تصميم ليس جديداً على «آسبري»، فهو يظهر في العديد من إصداراتها، كونه من شعارات النبالة الملكية، يُزيِن شارة شعار نبالة أمير وايلز منذ القرن الرابع عشر.

رغم أن ترجمة الدار البريطانية له لا تفتقد إلى الجمال ولا الحرفية، فإنها تميل إلى الكلاسيكية، وتتوجه إلى شريحة نخبوية. هذا ما أدركته الأميرة نورة واستدركته، إذ ضخَت هذا التصميم الأيقوني بلمسة تجمع أسلوبها الخاص مع جرعة خفيفة من الشقاوة الإبداعية، استعملت فيها تدرجات ألوان تتراقص على التناقض المتناغم، ومواد مثل التيتانيوم تناسب متطلبات امرأة معاصرة لا تريد ما يُثقل حركتها، إضافة إلى ترصيعها بطريقة تلامس البشرة بشكل مباشر.

كان المشروع مثالياً لدمج التأثيرات الكلاسيكية مع مفاهيم أكثر طليعية (آسبري لندن)

فلهذه الأحجار جمالية وطاقة إيجابية يمكن أن يستمدها لابسها منها عندما تبقى مكشوفة. لم تكتف المصممة بهذا، وأضافت أيضاً عناصر خفيفة من الـ«آرت ديكو»، وهو أسلوب يتكرر في أسلوب «نون» ورأت أنه مناسب لمجموعة «نون X آسبري: فيذرز». فبالنسبة لها كان المشروع «مثالياً لدمج التأثيرات الكلاسيكية مع مفاهيم أكثر طليعية». وتتابع: «منذ اللحظة التي تلقيت فيها العرض بإعادة صياغة الريش، وهو أيقونة من أيقونات الدار، كنت أعرف أن علي أن أدفع بالإبداع إلى آفاق جديدة مع الحفاظ على جوهر (آسبري) وإرثها العريق».

أما من الناحية التقنية، فحرصت على أن تكون متحركة ومرنة، وهو ما يظهر جلياً في كل قطعة سواء كانت أقراط أذن أو عقد يلتف حول العنق من الخلف ليبقى مفتوحاً من الأمام كاشفاً على حجرتين كريمتين يواجهان بعضهما بعضاً.

عقد يلتف حول العنق ويبقى مفتوحاً من الأمام كاشفاً عن حجرين كريمين (آسبري لندن)

لعبها على الألوان المتدرجة لخلق إيحاءات طبيعية، وعلى توهج الأحجار مثل الياقوت الوردي والمورغانيت والماس الأصفر وغيرها، كلها عزّزت من تميز المجموعة. بكل تفاصيلها، تُؤذن ببدء عهد جديد في دار «آسبري»: أكثر ديناميكية ومعاصرة، وهذا هو عز الطلب لدار تأمل أن تُحقق لها هذه المجموعة نفس النجاح الذي حققته الكبسولة الحصرية من حقائب اليد التي طرحتها في العام الماضي بالتعاون أيضاً مع المصممة، والتي كما صرحت الدار، بيعت بالكامل في غضون أيام من طرحها لتكون الأسرع مبيعاً في تاريخ الدار الممتد لأكثر من 200 عام.