ما الذهب الرملي الذي ظهر في ساعة أوديمار بيغه الجديدة؟

إصدار وُلد من علاقة مستمرة مع الذهب

ساعة «رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون أوبن ووركد» الجديدة ترتكز على علاقة مبينة على الذهب منذ تأسيسها (أوديمار بيغه)
ساعة «رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون أوبن ووركد» الجديدة ترتكز على علاقة مبينة على الذهب منذ تأسيسها (أوديمار بيغه)
TT

ما الذهب الرملي الذي ظهر في ساعة أوديمار بيغه الجديدة؟

ساعة «رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون أوبن ووركد» الجديدة ترتكز على علاقة مبينة على الذهب منذ تأسيسها (أوديمار بيغه)
ساعة «رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون أوبن ووركد» الجديدة ترتكز على علاقة مبينة على الذهب منذ تأسيسها (أوديمار بيغه)

الإبداع بالنسبة لشركة «أوديمار بيغه» لا يقتصر على الوظائف المعقدة والتصاميم المبتكرة، بل أيضاً على الألوان والمواد. مؤخراً طرحت ساعة «رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون أوبن ووركد (Royal Oak Selfwinding Flying Tourbillon Openworked)». أكثر ما يلفت فيها أنها من الذهب الرملي. لون جديد تشرح الدار السويسرية أنه نتيجة تفاعل سبيكة من الذهب عيار 18 قيراطاً، تتراوح بين الذهب الأبيض والذهب الوردي. يتغير لونها حسب الزاوية والضوء، مما يوفر إمكانياتٍ جماليةً متنوعة، علماً بأن المصنع يُقدم هذا المعدن واللون المميز لأول مرة في هذه الساعة التي يبلغ قطرها 41 مم.

«رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون أوبن ووركد» الأحدث مصنوعة من الذهب الرملي (الصور من أوديمار بيغه)

أما الهيكل والسوار المصنوعان من الذهب الجديد، فطوّرتهما أوديمار بيغه أيضاً باستعمال هذا اللون لتزيين الجسور المخرمة والصفيحة الرئيسية للحركة الذي تتميز بهندسية معمارية. ولأنها بهندسية تعتمد على تعدد الطبقات جاءت تُشكِل مركز الصدارة على وجهَي الساعة. ويتباين هذا اللون بشكل دقيق مع المكونات ذات لون الروديوم في الأجزاء الداخلية للحركة، ما يخلق تأثيراً ثلاثي الأبعاد.

ساعة «رويال أوك أوتوماتيك فلاينغ توربيون أوبن ووركد» الجديدة ترتكز على علاقة مبينة على الذهب منذ تأسيسها (أوديمار بيغه)

تشرح الدار أن هذه السبيكة سُميت على اسم الكثبان الرملية. مصنوعة من الذهب عيار 18 قيراطاً الذي يضفي عليه النحاس والبلاديوم مظهراً دافئاً. لتعزيز مظهرها الأنيق تم تشطيب الهيكل والسوار بالصقل الساتاني واللامع، فيما تتباين الجسور والصفيحة الرئيسية ذات اللون الذهبي الرملي أيضاً مع لمسات من اللون الرمادي. ويكتمل خزان الطاقة ومجموعة التروس والتوربيون العائم عند موضع الساعة الـ6 - جميعها بلون الروديوم - بعلامات ساعات وعقارب مصنوعة من الذهب الأبيض، تم ملؤها بمادةٍ مضيئة.

تترافق الساعة الجديدة مع حركة متعددة الطبقات مُخرّمة ومهيكلة وبألوان الذهب الرملي والروديوم (أوديمار بيغه)

تاريخ من الساعات الذهبية

علاقة «أوديمار بيغه»، وغيرها من بيوت المجوهرات والساعات الفاخرة بالذهب ليست جديدة. فهو يعدّ معدناً نبيلاً يتمتع بقيمة جمالية وخصائص تقنية مهمة على رأسها صلابته، ومقاومته للتآكل والأكسدة وتغيّر اللون. هو أيضاً مادة حيوية ومرنة يسهل تطويعها والتعامل معها مقارنة بمعادن أخرى. يقول سيباستيان فيفاس، مدير التراث ومتحف أوديمار بيغه أنه «باستعمالها الذهب الرملي، فإن الشركة تعمل فقط على إحياء النهج الإبداعي في التعامل مع سبائك الذهب وألوانه التي سادت منذ آلاف السنين حتى الستينات».

سيباستيان يؤكد الدور الذي لعبه هذا المعدن منذ تأسيس الشركة. فمن بين 567 ساعة معصم معقدة تمت صناعة هياكلها وتسليمها من قبل المصنع بين عامي 1882 و1969، صُنِعَ 432 منها من الذهب (248 من الذهب الأصفر، 68 من الذهب الأبيض، 41 من الذهب الوردي، 32 من الذهب الأخضر و43 دون لون محدد حسب جدول الألوان).

ظهر أول طراز من «رويال أوك» من الذهب، في النسخة النسائية من رويال أوك 2 - Royal Oak II. كان ذلك في عام 1977 وبلغ قطرها 29 مم. كانت من تصميم جاكلين ديمييه. هي الأخرى استلهمتها من إصدار من الفولاذ المقاوم للصدأ ظهر أول مرة في عام 1976. في عام 1978 ظهرت نسخة محدودة من التصميم نفسه لكن من الذهب الأبيض. في عام 1977، أطلق المصنع أيضاً أول طرازات 5402 رويال أوك بقطر 39 مم من مزيج من الذهب الأصفر والذهب الأبيض. ومنذ عام 1979، فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع ساعات رويال أوك مصنوعة جزئياً أو كلياً من الذهب. فالشركة لم تستغن عنه أو تُخفف منه حتى في عز أزمة ارتفاع أسعار الذهب في الثمانينات.


مقالات ذات صلة

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كانت هذه أول مجموعة جديدة تطرحها الدار منذ 25 عاماً وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها (باتيك فيليب)

«باتيك فيليب» تكشف عن إصدارها الجديد منذ 25 عاماً

ردود الفعل «المتسرعة» التي أثارتها المجموعة بعد الكشف عنها مباشرة، لا تترك أدنى شك في أن سببها يعود إلى عنصر المفاجأة بشكلها المربع لا أقل ولا أكثر.

جميلة حلفيشي (ميونيخ)
لمسات الموضة من كل قصر وجزئية فيه استلهم حرفيو دار «بوغوصيان» مجوهرات تصرخ بالفخامة والإبداع (بوغوصيان)

مجوهرات «بوغوصيان»... رحلة قصور تصل إلى العالم من طريق الحرير

لكل قصر قصة، ولكل قطعة أحجارها الكريمة المستلهمة من المقرنصات المزخرفة في قصر الباهية بمراكش أو المرايا والزجاج الساحر في قصر غولستان في طهران.

جميلة حلفيشي (لندن)
تكنولوجيا شركة «أبل» تطلق الإصدار العاشر من ساعتها بتصميم حديث وقدرات جديدة (أ.ف.ب)

ساعات «أبل» الإصدار «9 أو 10»... أيهما تختار ولماذا؟

إليك المزايا والفروقات

نسيم رمضان (لندن)
لمسات الموضة الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

يتم إطلاق ساعة «ألباتروس» في 5 إصدارات محدودة؛ كل منها يقتصر على 8 قطع فقط، بألوان: الأزرق، والأحمر، والأخضر، والعنبري، والأسود.

«الشرق الأوسط» (لندن)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
TT

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

منذ 6 سنوات، اختارت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس، الشهر العاشر من السنة لكي يكون مناسبة متجددة للاحتفال بالمصممين الناشئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي مبادرة باتت عالمية، اسمها «فاشن تراست آرابيا»، هدفها اكتشاف المصممين الصاعدين ودعمهم مادياً ومعنوياً ولوجيستياً. فإلى جانب مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار، يتلقون تدريبات في بيوت أزياء عالمية، وتفتح لهم منصات ومحال عالمية مثل «هارودز» أبوابها لتستعرض إبداعاتهم أمام زبائنها.

من الفائزين بجوائز هذا العام (خاص)

هذا العام كانت الجوائز من نصيب 7 مشاركين، هم نادين مسلم من مصر في جانب الأزياء الجاهزة، وياسمين منصور، أيضاً من مصر عن جانب أزياء السهرة، في حين كانت جائزة المجوهرات من نصيب سارة نايف آل سعود ونورا عبد العزيز آل سعود ومشاعل خالد آل سعود، مؤسسات علامة «APOA) «A Piece of Art) من المملكة العربية السعودية.

أما جائزة الإكسسوارات، فكانت من نصيب ريم حامد من مصر، وجائزة فرانكا سوزاني، وتقدر بـ50 ألف دولار، للموهبة الصاعدة سيلويا نزال وهي فلسطينية - أردنية، بينما حصلت بتول الرشدان من الأردن على جائزة Fashion Tech، وكل من زافي غارسيا وفرانكس دي كريستال على جائزة البلد الضيف: إسبانيا.

شكَّل قصر البديع خلفية رائعة في ليلة من الأحلام والتاريخ (خاص)

لم يفز أي مغربي في هذه الدورة، باستثناء المصمم شرف تاجر مؤسس علامة «كازابلانكا» الذي حصل على جائزة شرفية بوصفه رجل أعمال. لكن فازت مراكش بالجائزة الكبرى بلا منازع. كانت المضيف والضيف القوي في الوقت ذاته. حضورها كان طاغياً وجمالها آسراً تجلى في مبانيها وقدرات حرفييها على تحويل الأحجار إلى لوحات فنية سواء في زخارف الجدران أو جص الأسقف أو فسيفساء الأرضيات، فضلاً عن فخامة الأبواب. ليست مبالغة إن قلنا إنها، أي مراكش، سرقت الأضواء وألهبت وسائل التواصل الاجتماعي. كانت خير تغيير للدوحة، البلد الأم. فالفعالية التي شهدت الدوحة ولادتها منذ 6 سنوات واحتفلت فيها لحد الآن بكل نسخها السابقة، بما فيها اثنتان؛ الأولى افتراضية بسبب جائحة «كورونا» وما ترتب عليها من منع السفر، والأخرى أُلغيت بسبب أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) في العام الماضي، وما ترتب عليها من حالة نفسية لم تفتح النفس على الاحتفال. ومع ذلك فإن إلغاء السفر لم يحرم الفائزين من أخذ فرصهم. فقد تسلموا جوائزهم ونالوا نصيبهم من التدريب والتطوير بفضل التكنولوجيا.

صورة جماعية تظهر فيها الأميرة لالة حسناء والشيخة مياسة وتانيا فارس مع الفائزين لعام 2024 (خاص)

هذا العام، ولأول مرة، تخرج الفعالية من مسقط رأسها. جاء اختيار مراكش، تزامناً مع العام الثقافي «قطر - المغرب 2024»، وهي مبادرة تقود التبادل الثقافي وتشجع الحوار القائم على الخبرات المشتركة في شتى الفنون. وبما أن «الموضة لغة فنية» كما قال النجم المصري أحمد حلمي، منشط الحفل لهذا العام، كان من الطبيعي أن تُفكر «فاشن تراست آرابيا» في المشاركة في هذه الفعالية بكل قوتها، وهكذا على مدى 3 أيام و3 ليالٍ، شهدت المدينة حركة ربما تعوّدت عليها منذ سنوات طويلة، إلا أنها اكتسبت جمالية أكبر هذه المرة نظراً لنوعية الضيوف. فقد نجحت «فاشن تراست آرابيا» في أن تجمع في نفس المكان والزمان نجوم السينما ووسائل التواصل الاجتماعي والعارضات العالميات بصناع الموضة، لتكتمل الخلطة.

كارلا بروني والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي حضرا الحفل (خاص)

فليس جديداً أن تجذب مراكش النجوم وصناع الموضة. تشدهم للاستقرار فيها أو لقضاء إجازاتهم أو إقامة مناسباتهم المهمة فيها، بدليل أن إيف سان لوران كان من عشاقها كذلك المصمم المخضرم روميو جيلي وغيره ممن استقروا فيها. الجديد أن «فاشن تراست آرابيا» كشفت لمَن سمعوا عنها ولم يُسعفهم الحظ بزيارتها من قبل خباياها وأسرارها الكامنة في معمارها الفريد وديكورات بيوتها العريقة وقصورها التاريخية وألوان صحاريها.

ماي ماسك والدة إيلون ماسك في الحفل (خاص)

يوم توزيع الجوائز، كان قصر البديع واحداً من هذه الأماكن. فيه تم استقبال الضيوف وتسليم الجوائز. كل ركن فيه كان يعبق بالتاريخ والحرفية، من أبوابه الخشبية إلى مياهه وهيبة أسواره التي تحكي كل طوبة بُنيت بها قصة وإنجازات بطولية. كل هذه التفاصيل شكلت خلفية رائعة لم يستطع الحضور المتميز، بدءاً من كارلا بروني إلى إيشا أمباني، ابنة الملياردير موكيش أمباني، رئيس شركة ريليانس أو ماي ماسك، والدة إيلون ماسك وغيرهن، منافستها بريقاً.

الأميرة لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس (خاص)

حضور الأميرة المغربية لالة حسناء الحفل وتقديمها جائزة «فاشن تراست آرابيا» للفائزة في فئة أزياء السهرة، ياسمين منصور، كان له مفعول السحر، لأنه وبكل بساطة وضع المكان في إطاره التاريخي المهيب، باستحضاره جلسات الملوك والأمراء وهم يحتفلون بالنجاحات والإنجازات بعد كل انتصار. كان واضحاً أن علاقتها بالشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني قوية وفخرهما بكل ما هو عربي ومغربي واضح. اختارت الأميرة قفطاناً عصرياً طُرِّز بالأصالة الممزوجة بالمعاصرة. بفخامة هادئة أبدعتها أنامل «معلم» محترف، لم يحتج إلى أي تطريزات براقة ومبالغ فيها. الشيخة المياسة بدورها استعملت لغة دبلوماسية راقية؛ حيث ارتدت فستاناً بتفاصيل مبتكرة من تصميم المغربي محمد بن شلال، الذي فاز بجائزة «فاشن تراست آرابيا» عام 2021 عن فئة أزياء المساء والسهرة. منذ ذلك الحين، وهو ينتقل من نجاح إلى آخر إلى حد أن أميرات أوروبا وملكة هولندا، ماكسيما، يعتمدن تصاميمه في المناسبات الرسمية والخاصة.

إنجازاته بعد حصوله على الجائزة لا تترك أدنى شك بأن الفعالية ليست مجرد حفل كبير يلتقي فيه النجوم بقدر ما هي جادة في أهدافها وتحمسها للمصممين العرب. وهذا ما تؤكده تانيا فارس، مؤسسة «فاشن تراست» التي بعد مسيرة طويلة في العمل مع مجلس الموضة البريطاني وغيره، تدعم مصمميها الشباب، رأت أن الوقت حان لتصوب أنظارها نحو المنطقة العربية. تقول: «انتبهت أننا لا نفتقر إلى المواهب، كل ما نفتقر إليه هو منصات وجهات تدعمها وتُخرج ما لديها من إمكانات ومهارات». وهكذا شكَّلت مع الشيخة المياسة ثنائياً ناجحاً، لا سيما أن وجهات النظر واحدة كذلك الأهداف.