مجموعة «شيفر روج» من ديور تولد من جديد بعد 20 عاماً

قليل من الأحمر ضمن لها كل التميز

بعد 20 عاماً على إصدارها الأول كان لا بد من مراعاة التغيرات التي شهدها العالم من دون التنازل عن تقاليد الدار (ديور)
بعد 20 عاماً على إصدارها الأول كان لا بد من مراعاة التغيرات التي شهدها العالم من دون التنازل عن تقاليد الدار (ديور)
TT

مجموعة «شيفر روج» من ديور تولد من جديد بعد 20 عاماً

بعد 20 عاماً على إصدارها الأول كان لا بد من مراعاة التغيرات التي شهدها العالم من دون التنازل عن تقاليد الدار (ديور)
بعد 20 عاماً على إصدارها الأول كان لا بد من مراعاة التغيرات التي شهدها العالم من دون التنازل عن تقاليد الدار (ديور)

بعد مرور 20 عاماً على إطلاقها للمرة الأولى، وُلدت مجموعة «شيفر روج (Chiffre Rouge)» من جديد هذا الشهر. وجاءت أكثر أناقة ونحافة وبلون أسود مع خط أحمر كأنه يذكرنا بلوحة «جي إم دبليو تيرنر» الشهيرة، التي فاز بها على غريمه الرسام جون كونستابل في القرن الثامن عشر. كانت نقطة حمراء وضعها تيرنر وسط لوحة «Helvoetsluys» على أرضية نيلية كافية لتغيير كل الموازين. كانت نقطة فاصلة سرقت الفوز من لوحة كونستابل الغنية بالألوان.

بالنسبة لمؤسس الدار، كريستيان ديور، فإن الأحمر هو «لون الحياة». يعبِّر عن شخصية قوية تُقدِر الفن والجمال.

قليل من الأحمر مع الأسود الغالب كان كافياً لتغيير الصورة تماماً (ديور)

وهذا ما ترجمته الدار، في قسم الساعات في عام 2004 عندما طرحت لأول مرة هذه الساعة. كانت مثيرة على جميع الأصعدة، بحيث تميزت بأسلوب بسيط بلونها الأسود غير اللامع، وبحداثة غير معهودة شكلاً ومضموناً.

كان من البديهي عندما أعيد ابتكار المجموعة، التي تضم 8 طرازات جديدة، أن تحضر رموز الدار الأكثر شهرة، مثل الكاناج، وتنسيق الألوان والأحمر طبعاً على أرضية سوداء. فهذه تفاصيل يجري اختيارها دائماً لأناقتها، ولتميّزها بجمالية الأزياء الراقية اللصيقة بالدار، من دون أن ننسى أن الرقم 8 كان المفضّل لدى السيد «ديور» إلى حد أنه كان تعويذته التي يتفاءل بها في كل عروضه. في المجموعة الجديدة، هو الرقم الوحيد في منطقة عرض التاريخ الذي يجري إبرازه من خلال الدرجة اللونية النابضة بالحياة.

حضرت رموز الدار الأكثر شهرة في هذا الإصدار الجديد مثل الكاناج وتنسيق الألوان والأحمر ورقم 8 طبعاً (ديور)

مراعاة تقاليد الدار وإرثها وفي الوقت نفسه التحوّلات الجذرية التي شهدها العالم على مدى 20 عاما أخذت بعين الاعتبار. لهذا بقي التميّز الفرديّ الجريء هو الغالب. تجسد حيناً في اللعب على التناسق المعماري، أو بالأحرى عدمه، حيث تكشف العلبة عن جانب موسَّع ومدبَّب بأسلوبٍ مرهف، وتاج أحمر وعقارب متطابقة، وأحياناً على عنصر الأناقة والرشاقة الذي تتميز به كل ساعة، خصوصاً أنها تزيَّنت بخطوط نمط «كاناج» المضرّب، الرمز الأيقوني لـ «ديور»، إلى جانب رسومات نُقِشت بدقّة وبحركة تؤدّي إلى تكبير القرص والوزن المتأرجح.

من الناحية التقنية كل الساعات مجهّزة بنظام حركة أوتوماتيكي ظاهر من الجهة الخلفية (ديور)

من الناحية التقنية، كل الساعات مجهّزة بنظام حركة أوتوماتيكي ظاهر من الجهة الخلفية من خلال استخدام آسر للشفافية، ومزوّدة بمجموعة متنوّعة من العيارات، بدءاً من الكرونوغراف إلى التوربيون، ما يقدّم لنا تشكيلة متنوّعة لتناسب جميع الأذواق. وكونها تأتي مع أساور قابلة للتبديل حسب الرغبة أو الحاجة يعزز من هذه الفكرة. وهي أساور مصنوعة إما من المطاط المعزَّز بنمط «كاناج» المضرّب الكبير والصغير أو من الجلد الثمين. تأتي الساعات بعدّة لمسات نهائية، ويمكن تزيينها بالأحجار الكريمة أو باللون الأسود غير اللمّاع. كما أنها متوافرة بحجمين، 38 ملم و41 ملم، الأمر الذي يجعلها مناسبة للرجال والنساء على حدّ سواء.

أعيد ابتكار المجموعة الجديدة بعد 20 عاماً من ولادتها أول مرة أكثر أناقة ورشاقة وقوة (ديور)

*سيجري إنتاجها وطرحها على دفعات. 5 من هذه الابتكارات طُرحت في المتاجر بداية من هذا الشهر، فبراير (شباط) 2024، وواحدة ستُطرح ابتداءً من يوليو (تموز) 2024 وآخر ساعتين ابتداءً من أكتوبر (تشرين الأول) 2024.


مقالات ذات صلة

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كانت هذه أول مجموعة جديدة تطرحها الدار منذ 25 عاماً وبالتالي كان من الطبيعي أن يتوق الكل لمعرفة أي تفاصيل تُخبر عنها (باتيك فيليب)

«باتيك فيليب» تكشف عن إصدارها الجديد منذ 25 عاماً

ردود الفعل «المتسرعة» التي أثارتها المجموعة بعد الكشف عنها مباشرة، لا تترك أدنى شك في أن سببها يعود إلى عنصر المفاجأة بشكلها المربع لا أقل ولا أكثر.

جميلة حلفيشي (ميونيخ)
لمسات الموضة من كل قصر وجزئية فيه استلهم حرفيو دار «بوغوصيان» مجوهرات تصرخ بالفخامة والإبداع (بوغوصيان)

مجوهرات «بوغوصيان»... رحلة قصور تصل إلى العالم من طريق الحرير

لكل قصر قصة، ولكل قطعة أحجارها الكريمة المستلهمة من المقرنصات المزخرفة في قصر الباهية بمراكش أو المرايا والزجاج الساحر في قصر غولستان في طهران.

جميلة حلفيشي (لندن)
تكنولوجيا شركة «أبل» تطلق الإصدار العاشر من ساعتها بتصميم حديث وقدرات جديدة (أ.ف.ب)

ساعات «أبل» الإصدار «9 أو 10»... أيهما تختار ولماذا؟

إليك المزايا والفروقات

نسيم رمضان (لندن)
لمسات الموضة الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

يتم إطلاق ساعة «ألباتروس» في 5 إصدارات محدودة؛ كل منها يقتصر على 8 قطع فقط، بألوان: الأزرق، والأحمر، والأخضر، والعنبري، والأسود.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
TT

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

بوصفها أول مديرة إبداعية يجري تعيينها لقسم الأكسسوارات والسلع الجلدية في «بولغاري» للجواهر، لم يكن أمام المصمِّمة اليونانية الأصل، ماري كاترانتزو أي خيار سوى العودة إلى جذور الدار لتستوحي من تاريخها ما يزيد من وهجها وبريقها. لم تكن المهمة صعبة؛ نظراً لتاريخ يمتد على مدى قرون، ويحوي ما لا ينضب من الأفكار والأحجار الكريمة. بعد تفكير، وجدت أن حمامات كاراكالا، واحدة من عجائب روما السبع في العصور القديمة، وزهرة الكالا بشكلها العجيب، تُشَكِّلان نَبْعَيْنِ يمكن أن تنهل منهما، ومن هنا جاءت التسمية التي أطلقتها على المجموعة «كالا».

ماريا كاترانتزو وحقيبة مرصعة بالأحجار تجسد فسيفساء حمامات كاراكالا (بولغاري)

عندما أعلنت «بولغاري» في شهر أبريل (نيسان) الماضي التحاق ماري كاترانتزو، بها مديرةً فنيةً للمنتجات الجلدية والأكسسوارات، باركت أوساط الموضة والجواهر على حد سواء هذا القرار؛ فهذه خطوة ذكية من شأنها أن تَضُخَّ دماءً شابة بدار يبلغ عمرها أكثر من قرن. كان اسم ماري كاترانتزو وحده يكفي كي يثير فضول عشاق الجمال والإبداع؛ لأنهم يتوقعون منها إبداعات مهمة؛ كونها تتمتع بصيت طيب منذ تخرجها في معهد سانترال سانت مارتنز في عام 2008، لتصبح من بين أهم المصمِّمين الشباب المشاركين في أسبوع لندن. ومنذ سنوات قليلة، انتقلت للاستقرار في بلدها الأصلي، وتحديداً أثينا، لكن اسمها ظل محفوراً في أوساط الموضة، ومنقوشاً بطبعاتها الفنية الجريئة وتصاميمها الهندسية المثيرة.

المصممة ماري كاترانتزو مع المؤثرة الإيطالية أناديلا روسو (بولغاري)

بعد استقرارها في أثينا، بدأت سلسلة من الشراكات كانت دائماً تحقق النجاحِ؛ ففي عام 2019 قدمت عرضاً فخماً من خط الـ«هوت كوتور» في أثينا على خلفية معبد بوسيدون. في هذا العرض، تزيَّنت العارضات بجواهر من «بولغاري» عزَّزت فخامة الصورة من جهة، ودشَّنت علاقتها بالدار الرومانية من جهة ثانية. ربما يتساءل البعض عن كيف لدار متجذرة في التاريخ الروماني أن تتعاون مع مصممة يونانية، خصوصاً أن إيطاليا لا تفتقر إلى المواهب الشابة والمحترفة، ليأتي الجواب بسيطاً، وهو أن مؤسس الدار في الأصل يوناني، اسمه سوتيريو بولغاريس، كان ذلك منذ أكثر من قرنين من الزمن، لكن تغيَّرت فيه الأماكن وكذلك الاسم من «بولغاريس» إلى «بولغاري».

بالنسبة لدار تخصصت في الجواهر أولاً وأخيراً، فإن قرار تعيين مصمِّمة أزياء في منصب إبداعي، أمرٌ تكتيكي وذكي يستهدف ضخ دماء جديدة على قسم الأكسسوارات، وفي الوقت نفسه يريد استقطاب عميلات يعشقن أسلوب كاترانتزو، ولا يزال بداخلهن حنين للمساتها الفنية. تشير المصمِّمة إلى أن القرار لم يُتَّخذ بشكل سريع؛ فعلاقتها بالدار والمجموعة المالكة لها «إل في إم إتش» عمرها سنوات، بدأت بشكل تدريجي وعضوي بشراكات كثيرة، منها مشاركتها في عام 2021، في سلسلة الشراكات التي أطلقتها «بولغاري» تحت عنوان «سيربنتي بعيون...» وهي فعالية تستضيف فيها كل مرة مصمِّماً يضع بصماته الفنية على منتجها الأيقوني.

تقول ماري كاترانتزو إنها استلهمت من أرضية الحمامات وفسيفسائها المتعددة الألوان، شكل مروحة رصَّعتها في ورشات الدار بفلورنسا، باللؤلؤ والجمشت والزمرد والذهب؛ حيث أرادتها أن تحاكي قطعة جواهر بكل المقاييس، وهو ما كان. أمَّا من زهرة الكالا فاستلهمت شكلها النحتي المتعرج الذي يرمز للقوة والمرونة. وتشمل المجموعة حقائب «مينوديير» للسهرة، وأخرى جلدية لكل المناسبات، إلى جانب أوشحة حريرية. كانت التجربة ناجحة على المستويين التجاري والفني على حد سواء؛ فماريا تُدرك تماماً أن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وهو ما أكده المصمِّم السعودي زياد البوعينين الذي تدرَّب في بداياته على يدها قائلاً في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط» إن العمل معها عن قُرب كان فرصة ذهبية بالنسبة له، حيث «تعلمت منها الكثير من الأمور التي ساعدتني على فهم كيف تُدار أي دار أزياء أو شركة صغيرة من الداخل»، وتابع: «لم يكن العمل مع ماريا كاترانتزو ممتعاً من الناحية الفنية فحسب، بل فتح عيني على أمور كثيرة كانت غائبة عني بوصفي مصمماً شاباً يعتقد أن الابتكار في التصميم وحده يكفي».