تمارا رالف لـ«الشرق الأوسط»: أنظر إلى كأسي في هذه الفترة فأراها تنضح بالحب والحظ

في تشكيلتها الراقية للموسمين المقبلين تحتفل المصممة بالأنوثة وباستقلاليتها

عارضة أزياء من تمارا روسو وساعة يد من أويمار بيغيه التي ساهمت في وضع لمساتها عليها (أوديمار بيغيه)
عارضة أزياء من تمارا روسو وساعة يد من أويمار بيغيه التي ساهمت في وضع لمساتها عليها (أوديمار بيغيه)
TT

تمارا رالف لـ«الشرق الأوسط»: أنظر إلى كأسي في هذه الفترة فأراها تنضح بالحب والحظ

عارضة أزياء من تمارا روسو وساعة يد من أويمار بيغيه التي ساهمت في وضع لمساتها عليها (أوديمار بيغيه)
عارضة أزياء من تمارا روسو وساعة يد من أويمار بيغيه التي ساهمت في وضع لمساتها عليها (أوديمار بيغيه)

المصممة تامارا رالف تغلبها روح الأمومة هذه الأيام، وتريد أن تحتضن المرأة في كل مكان وزمان وتُحفزها على أن تثق بنفسها وقدراتها «لأن أي واحدة منا تستطيع خوض تحديات الحياة... وحدها»، وفق قولها لـ«الشرق الأوسط»، مستشهدة بتجربتها الشخصية.

تجربة تحاكي قصة طائر الفينيق الذي يخرج من رماد الحريق أقوى وأصلب. عندما أطلقت علامة «رالف أند روسو» مع شريكها آنذاك مايكل روسو، في عام 2010، كانت حديث أوساط الموضة. حصدت النجاحات تلو الأخرى، وأقبلت عليها النجمات كما وقع اختيار ميغان ماركل، دوقة ساسيكس، على فستان من تصميمها ظهرت به في صور خطبتها الرسمية على الأمير هاري. سُمعة «رالف أند روسو» وصلت سريعاً إلى باريس، معقل الـ«هوت كوتور». اتصلت بها منظمة «لاشومبر سانديكال الفرنسية» الجهة المسؤولة عن هذا الخط، ورحبت بضمها إلى برنامجها الرسمي في عام 2014، لتصبح «رالف أند روسو» أول علامة بريطانية تدخله رسمياً منذ نحو قرن.

المصممة تامارا رالف في مشغلها (أوديمار بيغيه)

في شهر مارس (آذار) من عام 2021 انتهى الحُلم. السبب الذي تداولته الصحف والإشاعات كانت حول سوء إدارة واختلاف وجهات النظر بين تمارا وشريكها مايكل روسو، الذي كان المسؤول عن الجوانب الإدارية والتسويقية وباقي اللوجيستيات.

اعتقد البعض أن المصممة ستتوارى عن ساحة الموضة إلى الأبد. لكن الشقراء الأسترالية الأصل لملمت شتات نفسها وأقنعتها بأن «النجاح قد يأتي بعد أن نتجرع مرارة الفشل». المهم أن ننهض ونستفيد من التجربة.

كان واضحاً في اللقاء الذي أجرته معها «الشرق الأوسط» خلال أسبوع الـ«هوت كوتور» الأخير لربيع وصيف 2024، أنها استعادت توازنها. قدمت في أول يوم منه ثاني تشكيلة تحمل اسمها «تامارا رالف» تحمل كل بصماتها الرومانسية والمتحدية في الوقت ذاته. تقول: «أنا سعيدة وفي منتهى الرضا. أنظر إلى كأسي فأراها ممتلئة بالحظ والحب... أشعر فعلاً أنها ساعتي». ركزت على كلمة «ساعتي» وكأنها تضع سطراً عريضاً تحتها، في إشارة إلى تعاونها الأخير مع شركة الساعات السويسرية «أوديمار بيغيه»، لإصدار عدد محدود من ساعة «رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون – Royal Oak Concept Flying Tourbillon» تحمل بصماتها الراقية.

ساعة «رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون – Royal Oak Concept Flying Tourbillon» التي تم ابتكارها بالتعاون مع المصممة تمارا رالف (الصور من أوديمار بيغيه)

تتابع: «بالفعل أشعر كما لو أنني أكتب فصلاً ثانياً من قصتي، أكثر إثارة. أنظر إليه فراه ينضح بالسعادة على المستويين الشخصي والمهني». تضيف بابتسامة واسعة وعينين تلمعان: «على المستوى الشخصي أنا أنتظر مولودتي الثانية، وعلى المستوى المهني، لا شيء اعترض انطلاقتي الثانية، وكمية الدعم الذي تلقيته من زبوناتي المخلصات تكفيني العمر كله». لم تنس أن تؤكد أن عاملاً مهماً في هذه السعادة يعود إلى تحررها من تبعات الماضي «إنه عرضي الـ16 في باريس، والثاني تحت اسمي وإدارتي. أن أبدأ من جديد، بشروطي ونظرتي وإرادتي المستقلة، إحساس لا يوصف، يمنحني الأمل أن الآتي أجمل».

2023 كان عام الرجوع بالنسبة لها. كان الحظ حليفها لأن اسمها احتفظ ببريقه في أوساط عاشقات الـ«هوت كوتور». لم تجد، باعترافها، صعوبة كبيرة في جذبهن إليها من جديد «كان بالفعل من أكثر الأعوام حظاً بالنسبة لي رغم أنه كان حافلاً بالعمل والمشاعر المتضاربة».

عرضها الأخير كان ترسيخاً لأسلوب هو مزيج من الأنوثة والجرأة (تمارا رالف)

2024 لن تختلف عن سابقتها حظاً وعطاء. فالتشكيلة التي قدمتها في أول يوم من انطلاق أسبوع الأزياء الراقية بباريس لربيع وصيف 2024، ستكون وفق رأيها استمراراً لما بدأته، أو بالأحرى ترسيخاً لأسلوب هو مزيج من الأنوثة والجرأة «يمكنك القول إنه احتفال بالأنوثة».

لا تخفي تمارا أن فترة الغياب لم تكن سهلة. أكبر تحد واجهته كان حسب قولها «كيف أبدأ وحدي وأدير كل الجوانب بنفسي عوض أن يقتصر دوري على التصميم فحسب، وهو الدور الذي اكتفيت به لسنوات. لكن الموضة تجري في دمي، وأنا لا أعرف أن أقوم بأي عمل آخر، لهذا كنت دائما أشعر بأنه عليّ أن أقوم من التجربة الأولى أقوى... المهم أن أعود بشروطي». في هذه الفترة أنجبت طفلتها الأولى «هاليا». كانت بارقة أمل عززت إحساسها بأن دورة الحياة لا تتوقف على أحد. «إنجاب طفلتي هاليا منحني قوة لم أكن أعرف أني أمتلكها؛ حيث تملّكتني رغبة مُلحة في أن تراني قوية وناجحة عندما تكبر حتى أكون قدوة لها».

تميزت كثير من الإطلالات بجرأتها باللعب على الإثارة من خلال فتحات عالية أو صدر مكشوف (تمارا رالف)

هذه الرسالة كانت قوية في تشكيلة تمارا لموسمي الربيع والصيف المقبلين، التي قدمتها ضمن أسبوع باريس للأزياء الراقية (الهوت كوتور). أكدت فيها أنها تفهم بنات جنسها وأنها استفادت من دروس الماضي. فهي تعرف كيف تدغدغ مشاعر الناظر أو المتلقي بتصاميم تلعب على الإثارة حيناً، والدراما حيناً آخر. يمكن القول إنها أصبحت مصممة تحلم وأقدامها راسخة في الأرض. هدفها ينصب على زبوناتها. تُوقظ بداخلهن الرغبة في تصاميمها بأن تجعلهن يحلمن بها. هي هنا الماسكة بكل خيوط اللعبة. فهي المصممة وكاتبة السيناريو والمخرجة والمنتجة. أطلقت على التشكيلة: «إنها مسألة وقت». عنوان فضفاض له تأويلات شتى. فقد يكون إشارة إلى تعاونها مع شركة أوديمار بيغيه للساعات الفاخرة، كما قد يكون تلميحاً إلى قطع أزياء لا يؤثر عليها الزمن، أو الاكتفاء بشرحها الخاص أنه أغلى شيء يمتلكه الإنسان «الوقت عامل استثنائي. إنه أكثر ما يراوغنا في الحياة ويسرقها منا، نريد دائماً أن يتوفر لنا المزيد منه ولا نكتفي منه أبداً».

كثير من التصاميم جاء يحاكي الساعة الرملية بخصرها النحيل (تمارا رالف)

أسألها عن تأثير الزمن على أسلوبها. فهو يُغير الثقافات والأذواق، بدليل أن جيل "زي" الذي ربما لا تكون له إمكانات أمهاته وجداته لشراء قطع من خط الـ«هوت كوتور» نظراً لأسعارها التي تقدر بمئات الآلاف من الدولارات، أصبح له صوت ورأي ويطالب بأساليب أكثر ابتكاراً، فتجيبني بأنه رغم أهمية مواكبة تغيرات الأسواق وقراءة سلوكيات التسوق والاستهلاك «على المصمم أن يبقى مخلصاً لأسلوبه ونظرته الفنية». تتابع: «نعم أدرك مدى التغييرات التي شهدتها صناعة الموضة، لكنني أعتقد أن زبوناتي يلجأن لي بحثاً عن أسلوبي الخاص. فالمرأة تبحث دائماً عن التفرد والتميز بغض النظر عن العمر والثقافة. وفي هذا الخط تحديداً تطالب بالحرفية العالية والتصاميم الراقية، لأنها تحرص أن تورِث هذه القطع الاستثنائية لأجيال قادمة تُقدِر بدورها هذه العناصر التي عندما تتوفر في القطعة، لا يبقى لاختلاف الذوق بين الأجيال محل».

هدف المصممة أن تجعل الناظر والمتلقي يحلمان ويرغبان في هذه التصاميم (تمارا رالف)

من هذا المنظور، فإن الاستثنائي بالنسبة لها يجب أن يتجسد في أزياء لا تعترف بزمن. أمر ليس بجديد على تمارا. فمنذ انطلاقتها في عام 2010 وهي تحرص على هذه النقطة وتُركِز عليها في كل تشكيلاتها. مكمن قوتها كان دائماً التقاط نبض السوق، واتجاهات الموضة الرائجة. تُغربلها وتأخذ منها عناصر معينة، تضُخها بالمزيد من الحرفية أو الزخرفات التي تميز أسلوبها. في هذه التشكيلة تمازج الحالم بالواقعي. فهذه وصفتها التي تعتمد فيها على ركيزتين: الأولى تقديم الفني الذي يمكن استعماله في المناسبات المهمة والخاصة ولا يطمح إلى دخول المتاحف. والثانية هي الأنوثة في أرقى إثارتها. كل هذا ظهر في تصاميم على شكل منحوتات، أو بطيات مستوحاة من فن الأوريغامي، أو أشكال تحاكي الساعة الرملية بخصرها النحيل وتنوراتها المنسابة والمنسدلة بفتحات عالية. منطقة الصدر هي الأخرى تعرّضت لإجراءات جريئة كشفت الكثير، لكن نجحت إكسسوارات صاغتها على شكل مجوهرات أن تكون غطاء لها.

في بعض الإطلالات كانت الإكسسوارات المبتكرة غطاء لتصاميم جريئة (تمارا رالف)

لا أقاوم سؤالها عما إذا كانت نادمة على تجربة الماضي؟ ترد بحكمة: «أعدها رحلة... كان لا بد أن أعيشها بمرها وحلاوتها. رغم قسوتها، هي التي أوصلتني إلى النقطة الحالية، لأنها علمتني دروساً قيمة، أهمها أن أعتمد على نفسي وأثق فيها وأيضاً أن أنصت لذلك الصوت الداخلي الذي يسميه البعض حدساً». وأنا أودعها، همست لي «لا تنسي أبداً أن تحيطي نفسك بأشخاص إيجابيين يؤمنون بك وبإمكاناتك».


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.