اليوم تُتوَّج الأميرة ماري ملكة للدنمارك ويبدأ عصر الكلاسيكية المعاصرة

أناقة مَلكية... بين جيلين جمعهما الاحترام وفرَقهما الأسلوب

البعض رأى في التنحي صفقة ذكية قامت بها الملكة لإرضاء زوجة ابنها بعد تداول منصات التواصل الاجتماعي صوراً للأمير فريديريك مع سيدة مجتمع مكسيكية (رويترز)
البعض رأى في التنحي صفقة ذكية قامت بها الملكة لإرضاء زوجة ابنها بعد تداول منصات التواصل الاجتماعي صوراً للأمير فريديريك مع سيدة مجتمع مكسيكية (رويترز)
TT

اليوم تُتوَّج الأميرة ماري ملكة للدنمارك ويبدأ عصر الكلاسيكية المعاصرة

البعض رأى في التنحي صفقة ذكية قامت بها الملكة لإرضاء زوجة ابنها بعد تداول منصات التواصل الاجتماعي صوراً للأمير فريديريك مع سيدة مجتمع مكسيكية (رويترز)
البعض رأى في التنحي صفقة ذكية قامت بها الملكة لإرضاء زوجة ابنها بعد تداول منصات التواصل الاجتماعي صوراً للأمير فريديريك مع سيدة مجتمع مكسيكية (رويترز)

اليوم يومها. سندريلا أسترالية من والدين إسكوتلنديين بعيون لوزية وشعر بُنِّي دخلت في عام 2004 القصر الدنماركي أميرةً واليوم تُتوَج ملكةً. كان لقاؤها الأمير الدنماركي محض صدفة. حمل اللقاء كل العناصر التقليدية والكليشيهات: نظرة وابتسامة ثم لقاءات انتهت بالزواج. وهكذا أصبحت ماري رفيقة درب الأمير فريدريك أوف الدنمارك وقوته الناعمة. رغم أنها من طبقة متوسطة ومن قارة بعيدة وثقافة مختلفة، تفانت في تعلم فنون اللياقة والبروتوكول فسرقت قلوب الشعب الدنماركي وحظيت بإعجاب واحترام العالم.

رغم كلاسيكيتها فإن الأميرة ماري مواكبة لتوجهات الموضة (إ.ب.أ)

اليوم ستتوَّج على العرش الدنماركي ملكةً. ففي بادرة غير مسبوقة فاجأت حماتها الملكة مارغريت كل العوائل الملكية الأوروبية في آخر يوم من العام الماضي، بإعلان تنحيها عن العرش لابنها فريدريك بعد 52 عاماً. تعللت بتدهور صحتها وخضوعها لعدة عمليات جراحية، كانت آخرها عملية في الظهر. صرَّحت: «كانت الجراحة بطبيعة الحال سبباً في التفكير في المستقبل، وما إذا كان الوقت قد حان لترك المسؤولية للجيل القادم». بعض المشككين والمصطادين في الماء العكر رأوا أن المرض مجرَّد حجة لا أقل ولا أكثر. السبب في رأيهم أن التنحي جاء بعد انتشار صور للأمير فريدريك مع نجمة المجتمع المكسيكية جينوفيفا كازانوفا، ومزاعم عن علاقة حميمة بينهما.

البعض رأى في التنحي صفقة ذكية قامت بها الملكة لإرضاء زوجة ابنها بعد تداول منصات التواصل الاجتماعي صوراً للأمير فريديريك مع سيدة مجتمع مكسيكية (رويترز)

هؤلاء رأوا في التنحي صفقة ذكية قامت بها الملكة لإرضاء زوجة ابنها وتجنيب القصر الدنماركي فضيحة قد تثير بعض الشوشرة حتى إن لم تكن صحيحة. كان العرش هو الثمن. وسواء كان السبب صفقة أو رغبة في الراحة والاستمتاع ببقية العمر في سلام، فإن الشعب الدنماركي بقدر ما تفاجأ بالخبر، تلقّاه بترحاب لما تتمتع به الأميرة ماري من احترام وتعاطف. كما أن الأمير فريدريك يتمتع بشعبية لا يستهان بها.

الملكة مارغريت أكثر جرأة وكل إطلالاتها تُبرز الجانب الفني الجامح في شخصيتها (إ.ب.أ)

بيد أن هذا لا يمنع أن القرار كان صدمة للمعجبين بأسلوب الملكة البالغة من العمر 83 عاماً، والعاشقين لشخصيتها الجانحة للفن والغرابة. قد تكون من جيل قديم وتعشق أي شيء يتعلق بالماضي والآثار، لكن لا شيء في حياتها مُكبَّلاً بالتقاليد أو التمسك بالماضي إلى درجة التضحية بالهوايات الجميلة والاهتمامات الحياتية اليومية. ظلت تمارس هواياتها من دون شرط أو قيد. فهي لم ترَ أبداً أن حياتها الشخصية يمكن أن تؤثر أو تتناقض مع دورها كملكة. فهي رسامة لها إسهامات كثيرة ومترجمة كتب، منها كتاب عن سيمون دي بوفوار، كما شاركت في عدة اكتشافات أثرية، بل صممت ملابس وأزياء خاصة بها. في عام 2007 مثلاً حضرت حفل عيد ميلاد سونيا، ملكة النرويج السبعين بمعطف من البلاستيك المطبوع بالورود، الذي يستعمل عادةً في طاولات الحدائق والهواء الطلق. قالت إنها استقصدت من خلاله أن تُضفي على المناسبات الصيفية بعض الفرح والبهجة عندما فاجأوها الأمطار وتتلون السماء بالرمادي. بقدر ما أثار المعطف استغراب البعض، وأثار إعجابهم أيضاً لأنه كشف الجانب الفني والجامح في شخصيتها. وصل إعجاب مصمم دار «بالنسياغا» ديمنا فازاليا، إلى حد أنه استلهم منه إطلالة مشابهة في عرض علامته الخاصة «فيتمون».

لم يفُت أسلوبها الخاص مجلة «فوغ» التي وصفتها بأيقونة موضة لم تأخذ حقها. وصفت أسلوبها بأنه مزيج من الفانتازيا والتاريخ. كانت أيقونة موضة من نوع ملكيّ وديمقراطيّ في الوقت ذاته، وهو ما كشفت عنه صورها طوال فترة حكمها الممتدة إلى 52 عاماً.

تتمتع الملكة المتنحية مارغريت بشخصية مميزة وفريدة بميلها إلى الفانتازيا أحياناً (أ.ف.ب)

بعد إعلانها تنحيها، فتحت الشهية لاكتشافها ومعرفة المزيد عنها. ربما لأنها كانت تعيش في ظل الأسرة المالكة البريطانية التي كانت تستحوذ على الاهتمام الإعلامي. واللافت في هذا الاكتشاف أن هناك تقاطعات كثيرة تربط بين العائلتين الدنماركية والبريطانية، على رأسها أن صلة قرابة تربط مارغريت والراحلة إليزابيث الثانية. فالاثنتان تنحدران من نسل الملكة فكتوريا والأمير ألبرت، كما أنهما أكثر ملكتين تحظيان بالحب والتقدير على مستوى شعبيهما والعالم على حد سواء، إضافةً إلى أن الموضة جمعتهما. فالاثنتان تتمتعان بذوق مطبوع بالغرابة يجسّده تفضيلهما الألوان المتوهجة والقبعات المثيرة، التي كانت تُنتقى لتمييزهما عن المحيطين بهما. الفرق أنه بينما تتميز الملكة مارغريت بشخصية جامحة لا تتقيد بالبروتوكول، وهو ما تشير إليه صورها وهي تدخن بشراهة وبشكل علنيّ، فإن الراحلة إليزابيث الثانية كانت أكثر التزاماً ومحافظةً.

ومع ذلك كانت الملكة مارغريت تردد دائماً أنها معجبة بالملكة إليزابيث الثانية وتقتدي بها. تقول في أحد تصريحاتها «عندما كنت صغيرة، قال لي والداي تعلمي من بريطانيا». وهذا ما فعلتُه. جعلت قريبتها «ليليبيت» قدوتها كما تعلمت من تجاربها، إذ كانت تسارع إلى إغلاق أي باب يمكن أن تدخل منه الدراما إلى قصرها حتى وإن تطلب الأمر تجريد أحفادها من ابنها الثاني يواكيم من ألقابهم، والأهم من هذا أنها لم تفتح المجال أن تسرق منها التزاماتُها كملكة لذَّةَ العيش كامرأة وفنانة.

في المناسبات الرسمية تختلف صورة الأميرة ماري وتكتسب فخامة (أ.ف.ب)

السؤال اليوم هو: كيف سيختلف أسلوب ملكة الدنمارك اليوم عن ملكة الأمس؟ والجواب بكل بساطة سيكون بتوديع الأسلوب المتمرد واستقبال الأناقة الكلاسيكية الهادئة. التناقض لافت بسبب فارق السن بينهما. فواحدة في الـ83 من العمر والأخرى في 51. وهو ما يجعل الصورة تبدو معكوسة. المقصود هنا أنه يُفترض أن تكون ملكة اليوم، ماري هي الأكثر جرأة وليس العكس. لكن الغريب أن الهدوء والتحفظ من أهم سماتها واختياراتها.

فهي كلاسيكية وتنتبه إلى التفاصيل بدقة متناهية. ظهر هذا منذ أول يوم دخلت فيه القصر الدنماركي حين اختارت فستان زفافها من أوف فرنك، وهو مصمم دنماركي مع أنه كان بإمكانها أن تختاره من أي ماركة عالمية. نجاحها في نيل احترام وإعجاب الشعب الدنماركي امتدت تأثيراته إلى بريطانيا، إذ يقال إن كايت، أميرة ويلز، تقتدي بها في الكثير من الأمور؛ من الأزياء إلى طريقة التعامل مع البروتوكول وتربية الأطفال.

تشابُه أسلوب ماري وكيت ميدلتون جعل الراحل كارل لاغرفيلد يصفهما بالأختين (إ.ب.أ)

في أحد لقاءاته وصف المصمم الراحل كارل لاغرفيلد كلاً من كايت ميدلتون وماري ب"الأختين" نظرا لتشابه ملامحهما وإطلالاتهما. والحق أن كايت، أميرة ويلز، ومنذ أن بدأت تقتدي بالأميرة ماري، سواء بتطويل فساتينها تحت الركبة أو تبني التايورات والمعاطف المفصلة، ارتقت بأسلوبها إلى مرحلة جديدة من الأناقة والنضج. مثل ماري أيضاً تتبنى كايت أسلوباً بسيطاً يمكن لأي امرأة أن تتّبعه للنهار والمناسبات العادية، لكن للمساء فإنهما تتألقان في فساتين سهرة من ماركات عالمية تعكس مكانتهما وطموحاتهما في الوقت ذاته.

هذا الفستان الذي ظهرت به في حفل آخر السنة ارتدته ما لا يقل عن 3 مرات في المناسبة نفسها (إ.ب.أ)

الاثنتان أيضاً تحرصان على تدوير أزيائهما، وإعادة ارتدائها في عدة مناسبات بعد إجراء تغييرات طفيفة عليها لتجديدها. الملكة ماري مثلاً استعملت فستان السهرة المخمليّ الأحمر الغامق، الذي ظهرت به في حفل آخر السنة ما لا يقل عن ثلاث مرات، وكلها في نفس المناسبة لاستقبال عام جديد، كأنها تتفاءل به. أما في حياتهما العادية، فهما تمزجان الغالي والماركات العالمية بالرخيص من المحلات الشعبية. فبينما تشتهر كايت بميلها لعلامات مثل «زارا»، تميل ماري لعلامات دنماركية بِنيّة دعمهم تماشياً مع دورها راعيةً رسميةً لأجندة الموضة العالمية، وهي نفس المؤسسة التي تدير أسبوع كوبنهاغن للموضة.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

لم تستغرق كاترانتزو طويلاً لتتأكد أن حمامات كاراكالا وزهرة الكالا بشكلها العجيب نبعان يمكن أن تنهل منهما.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في توديع جمهورها بلاس فيغاس أبدعت أديل غناء وإطلالة (كلوي)

المغنية أديل تُودّع لاس فيغاس بفستان من «كلوي»

اختتمت نجمة البوب البريطانية أديل سلسلة حفلاتها الموسيقية في لاس فيغاس، نيفادا، بالدموع. كانت آخِر ليلة لها على خشبة مسرح «الكولوسيوم» بقصر سيزار في لاس فيغاس،…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
TT

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها. بيوت الأزياء الكبيرة هي الأخرى تتسابق على حجز مكان رئيسي لها على هذه الواجهات لتسليط الضوء عليها وعلى إبداعاتها. فما لا يختلف عليه اثنان أن هذه الواجهات والزينة، بما في ذلك الأنوار التي تُزين الشوارع والساحات، تعد نقطة جذب سياحي تعتمد عليه لندن كل سنة. عادةً ما تبدأ الحجوزات قبل فترة طويلة.

وبما أن محلات «هارودز» معلمة ووجهة سياحية، فإن فرصة العرض فيها لا تقدر بثمن، وبالتالي فهي لا تمنح الفرصة لأيٍّ كان لاحتلال واجهاتها. لكنَّ «لورو بيانا» ليست أياً كان؛ فهي من أهم بيوت الأزياء العالمية حالياً. تصاميمها المترفة تجذب النظر وتحفز حركة البيع في الوقت ذاته، بدليل أنها من بين بيوت أزياء تعد على أصابع اليد الواحدة لا تزال تحقق الأرباح رغم الأزمة التي ألمَت بكثير من الأسماء الشهيرة.

احتلت «لورو بيانا» كل واجهات محلات «هارودز» بمناسبة الأعياد والاحتفالات (لورو بيانا)

هذا العام، أُتيحت لها الفرصة لتجعل 36 نافذة عرض في «هارودز» ملكها الخاص. لم يكن الأمر سهلاً. بدأت العمل عليه منذ أكثر من عام تقريباً ليأتي بصورة تسلط الضوء على تاريخها وإرثها وأيضاً مهارات حرفييها بشكل جيد، وهو ما مثَّلته «ورشة العجائب» Workshop of Wonders. فكرتُها استعراضُ خبراتهم في غزْل الصوف وأساليبهن الخاصة في المزج بين الحرفية والفن. هنا سيستمتع الناظر بقصة تُسرد من زاوية مدهشة تتبع رحلتهم، من المراعي و طرق عيش الخرفان والغزلان الخرفان وكيفية الحصول على المواد الخام وصولاً إلى المنتج النهائي.

ورشة العجائب

تتميز بديكورات متحرّكة ميكانيكية تُجسّد فكرة مسرح الدمى من خلال الآليات التي تحركها وراء الكواليس. أغلبها من الخشب لتعزيز الطابع اليدوي التقليدي. فهذه الورشة تعكس فكرة مفادها أنّ الطبيعة نفسها ورشة من الجمال والتفرد والكمال.

الجنود المجهولون أو الحرفيون أخذوا نصيبهم من الاحتفال باستعراض مهاراتهم أمام الضيوف (لورو بيانا)

تأتي التصاميم هنا مستوحاة من روح عشرينات القرن الماضي، وهي الحقبة التي أبصرت فيها الدار النور، ممّا يعزز الشعور بالعراقة من خلال استخدام القوام الخشبي والألوان الدافئة الممزوجة بلمسات من الذهب المطفي. تملأ المشهد، دمى مرسومة ومحاطة بسحب من الصوف المنسوج يدوياً. هنا أيضاً يُكشف الستار عن مجتمعات الحرفيين الماهرين Masters of Fibers والأماكن الساحرة حول العالم، حيث يعيش الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال. هنا كل شيء يتأرجح بين الواقع والخيال،

وخلال هذه الفترة، ستفتتح الدار متجرَين جديدَين في «هارودز»؛ الأوّل مخصّص لأزياء الصغار، والآخر للديكور المنزلي، إلى جانب منتجات وتصاميم حصرية تحتفي بتاريخ الدار وبموسم الأعياد.

الواجهة والنوافذ

الجميل في تصميم الواجهات أن التركيز لم يقتصر على عرض تصاميمها بشكل يُغري المتسوقين، بقدر ما جرى التركيز على أخذهم في رحلة ممتعة إلى أماكن بعيدة، لتُعرفهم من أين تُستورد الألياف النادرة قبل أن تتحول إلى رزمٍ قطنية ثم إلى أقمشة فاخرة، يُزيِن بعضها شجرة عيد ميلاد بارتفاع 17 متراً .

... وطبعاً لا تكتمل الإطلالات من دون حقائب تعكس اهتمام الدار بالتفاصيل (لورو بيانا)

صُممت كل نافذة بدقة لتحاكي تحفة فنية تروي مرحلة من تاريخ «لورو بيانا» وقصةً نجمُها الرئيسي أليافٌ وأنسجة خفيفة على شكل رزم تتحرك على حزام ناقل، لتتحوّل إلى قماش من خلال آلية مذهلة، وفي النهاية تتّخذ شكل شجرة عيد ميلاد بطول 17 متراً مزينة بالأقمشة وحلة العيد الفريدة.

نوافذ أخرى، تسرد فصولاً تتناول مواقع ومجتمعات «الحرفيين الماهرين» Masters of Fibers من منغوليا وأستراليا وجبال الأنديز وما بعدها، وصولاً إلى إيطاليا حيث يتم تحويل الألياف والمواد الخام إلى قطع لا تقدر بثمن.

منها ما يحكي قصص صوف الفيكونيا، ونسيج بيبي كشمير، وصوف الملوك وقماش «بيكورا نيراPecora Nera® وغيرها. النوافذ المخصّصة لـصوف الملوك مثلا تركز على عملية البحث عن أفضل المراعي الخضراء لخراف المارينو، وهي عملية تعود بنا إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين وصل القبطان جيمز كوك إلى نيوزيلندا وأستراليا، حاملاً معه خراف المارينو لأول مرة. لدهشة الجميع، وجدت هذه الخراف مكانها المثالي، حيث حظيت بعناية مكثفة على يد المربّين المحليين ومنحتهم هذه الخراف بدورها أجود أنواع الصوف في العالم. أمّا نافذة Pecora Nera® فتروي رؤية وإبداع المزارعة النيوزيلندية فيونا غاردنر التي ركّزت على الخراف ذات اللون الداكن تحديداً. صوفها الثمين يتحوّل إلى ألياف طبيعية لا تحتاج إلى صبغات.

قطع حصرية لـ«هارودز»

احتفالاً بالذكرى المئوية للدار وأسلوبها المتميز بالفخامة الهادئة، تم طرح مجموعة جاهزة للرجال والنساء، حصرياً في «هارودز». كان من الطبيعي أن تستمد إيحاءاتها من الأناقة البريطانية الكلاسيكية مطعَّمة بلمسات مستوحاة من الفروسية وأنماط المربعات، إضافةً إلى اللون الأخضر الأيقوني الخاص بـ«هارودز» و ألوان أخرى مستوحاة من أجواء العيد، مثل الأحمر والأبيض.

لم تستسهل «لورو بيانا» عملية تزيين 36 نافذة وكانت النتيجة مرآة لتاريخها وإرثها (لورو بيانا)

الإطلالات المسائية للمرأة في المقابل تتميز بفساتين طويلة من الحرير المطرّز يدوياً وفساتين محبوكة بقصات عمودية، إلى جانب قمصان ناعمة مصنوعة هي الأخرى من الحرير تم تنسيقها مع سراويل واسعة بسيطة بعيدة عن التكلّف. تضيف أحذية الباليه المسطحة المصنوعة من المخمل الأسود، والصنادل ذات الكعب العالي المطرزة بزهور الشوك الذهبية، لمسة نهائية راقية.

من جهته يتألق رجل «لورو بيانا» في كل المناسبات الرسمية والاحتفالات الموسمية، بفضل التشكيلة الواسعة من البدلات الرسمية.

متجران مؤقتان

سيجد زائر «هارودز» كل ما يطمح إليه من أزياء أو إكسسوارات مصنوعة من أجود أنواع الألياف (لورو بيانا)

بهذه المناسبة خصصت الدار متجرَين مؤقّتَين من وحي الأعياد. الأول في الباب 6، ويشمل عناصر مستوحاة من ورش العمل والأقمشة المطرّزة. تتوسطه طاولة عمل من الجلد مضاءة بمصباح علوي، بالإضافة إلى عجلة صناعية كبيرة تعرض المنتجات الجلدية والإكسسوارات. يمكن للزوّار هنا العثور على تشكيلة حصرية من ربطات العنق والقبّعات المصنوعة من الكشمير الفاخر للأطفال، والصوف، وقماش التويل الحريري بألوان هادئة أو مزيّنة بزخارف تحمل رموز الدب وزهرة الشوك وغيرها. أما للمنزل، فتتوفر تماثيل خشبية للماعز والألباكا، بالإضافة إلى نسخ محشوة منها على قواعد خشبية. وقد جرى تخصيص زاوية خاصة لإدخال اللمسات الشخصية على وشاح Grande Unita الأيقوني، حيث يمكن للعملاء تطريز الأحرف الأولى من أسمائهم.

استلهمت الدار الإيطالية كثيراً من التصاميم من الأجواء البريطانية العريقة... من الأشكال والقطع إلى الألوان (لورو بيانا)

أما المتجر الثاني بباب 9، فخُصّص لفنّ تقديم الهدايا وتجربة حصرية يمكن حجزها لمزيد من المتعة. تبدأ بتعريف الضيوف بعالم الحرف اليدوية، من خلال أشجار الأعياد المغلّفة بالصوف والكشمير، وحيوانات محشوة على شكل الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال، بالإضافة إلى رؤوس أقلام على شكل حيوانات. وتتجلّى بهجة موسم الأعياد في كرة الثلج المصنوعة من الخشب والزجاج التي تضم ماعز الكشمير محاطاً بحبّات الثلج المتطايرة. يستضيف هذا المتجر أيضاً ورشة عمل تُتيح للضيوف اختبار مهاراتهم في الحرف اليدوية أو تعلّم كيفية صنع زينة العيد وتغليف نماذج خشبية بالصوف.

تستمر فعاليّات Workshop of Wonders حتّى الثاني من يناير (كانون الثاني) 2025، وتُشكّل جزءاً مهماً وأساسياً من احتفالات الدار بعيدها المئة حول العالم، وبذكرى تأسيسها عام 1924 على يد بييترو لورو بيانا.