«مون بلان» وساعة من دون اوكسجين تؤجج روح المغامرة

سايمون ميسنر يتسلم المشعل من والده في مغامرة تدعمها «مون بلان» بكل إمكاناتها

سايمون ميسنر في الماراثون الذي رعته «مون بلان» مؤخراً في القطب الجنوبي (إنستغرام)
سايمون ميسنر في الماراثون الذي رعته «مون بلان» مؤخراً في القطب الجنوبي (إنستغرام)
TT

«مون بلان» وساعة من دون اوكسجين تؤجج روح المغامرة

سايمون ميسنر في الماراثون الذي رعته «مون بلان» مؤخراً في القطب الجنوبي (إنستغرام)
سايمون ميسنر في الماراثون الذي رعته «مون بلان» مؤخراً في القطب الجنوبي (إنستغرام)

في عام 1990 صنع رينولد مايسنر التاريخ عندما كان هو والمستكشف أرفيد فوكس، أول من يعبر القارة القطبية الجنوبية سيراً على الأقدام دون دعم من الحيوانات أو المركبات. قطعا معاً مسافة 2800 كيلومتر، وتسلقا تدريجياً أكثر من 3000 متر وهما يسحبان زلاجات يزيد وزنها على 100 كجم. كل هذا وليس بحوزتهما سوى عدد قليل من أدوات الملاحة مثل البوصلة لمعرفة الاتجاهات. هذه الحكايات والمغامرات وغيرها، كانت المُحفِّز لولادة ساعة «مون بلان 1858 جيوسفير زيرو أكسجين ساوث بول إكسبلوريشن ليميتد إديشن». ساعة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة من تقنيات ووظائف وأيضاً جماليات، تتجسّد في مينائها الذي يصوّر درجات الألوان الزرقاء للجبال والأنماط الجليدية ذات الطبقات المتعددة في القطب الجنوبي بشكل شفاف.

ساعة «مون بلان 1858 جيوسفير زيرو أكسجين ساوث بول إكسبلوريشن ليميتد إديشن» بمينا شفاف ودرجات ألوان مستمدة من طبيعة القطب الجنوبي (مون بلان)

لكنّ المغامرة لم تنتهِ بعد. ففي 13 ديسمبر (كانون الأول) 2023 انضمت «مون بلان» إلى سايمون مايسنر في مشهد جليدي جديد لا يقل تحدياً وإثارة في أثناء مشاركته في ماراثون الجليد في القطب الجنوبي، إحدى أكثر المناطق الطبيعية قسوةً وخطورةً. وتجدر الإشارة إلى أن سايمون وُلد في عام 1990، وهو العام الذي عبر فيه والده رينولد مايسنر القطب الجنوبي أول مرة. في هذه الرحلة قام الابن بمغامرته وساعة «مون بلان 1858 جيوسفير زيرو أكسجين ساوث بول إكسبلوريشن ليميتد إديشن» تزيِّن معصمه وتضيء له طريقه حتى تؤكد قوة تحديها لأقسى العوامل الجوية والطبيعية.

عند الانطلاق على بُعد بضع مئات من الأميال من القطب الجنوبي، وتحديداً عند سفح جبال «إلسوورث»، التي يصل ارتفاعها إلى 700 متر، ودرجات حرارتها إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر كان التحدي الذي تزيد من خطورته عادةً الرياح الكاتاباتيكية التي تجتاح المنطقة.

اكتشف سايمون مايسنر عشقه للمغامرة وتسلق الجبال وهو في الخامسة عشرة من عمره، عندما كان يتسلق الطرق الصخرية والجليدية لجبال الدولوميت.

سايمون ميسنر (تصوير: أندريا فوش)

لم ينتهِ الأمر عند هذه الجبال، فقد وسَّع سايمون من خريطة مغامراته بتسلق الكثير من الطرق الصخرية والجليدية في أماكن متفرقة من العالم، مثل سلطنة عمان، والأردن، وباكستان، وجبال الألب. بالنسبة إليه لكل جغرافيا ثلجُها ولكل مغامرة نكهتها.

مثلاً يختلف الثلج الجليدي عن الجليد الأبيض العادي، من ناحية عمره وكثافته ووزنه إضافةً إلى أنه خالٍ من جميع فقاعات الهواء التي تتكون عادةً داخله، مما يعني أنه يمكنه امتصاص كل ألوان الطيف تقريباً. النغمة الزرقاء التي جرى تسليط الضوء عليها على ميناء ساعة «مون بلان 1858 جيوسفير زيرو أكسجين ساوث بول إكسبلوريشن ليميتد إديشن»، مثلاً، استُلهمت من انكسار اللون الأزرق بسبب غياب الأكسجين. أضافت «مون بلان» عليها إطار أزرق جليدي من الألمنيوم المؤكسد ثنائي الاتجاه مع نقطة أساسية مضيئة، ومينا بلون مطابق يتميز بشعار «مون بلان» جليدي خاص، مما يعطي انطباعاً بلمعان مضيء في الجليد.

ولتصميم المينا قصة لا تقل إثارة عن مغامرة سايمون مايسنر، إذ ركّز فيه صانعوه على أهمية إضفاء انطباع بالعمق الحقيقي إلى جانب عنصر الإضاءة وذلك بختم القرص بالحجم المناسب لإنشاء النمط الجليدي معتمدين على تقنية خاصة تسمى gratté boisé كأساس. وتجري طباعة كل طبقة وطلاؤها وصقلها على دفعات تُترك طوال الليل حتى تجف قبل وضع الطبقة التالية. تستغرق هذه التقنية وقتاً طويلاً بأربع مرات من المينا القياسي، وتتطلب أكثر من 30 خطوة منفصلة.

النغمة الزرقاء على مينا الساعة استُلهمت من انكسار اللون الأزرق بسبب غياب الأكسجين (مون بلان)

لتعزيز هذا المظهر الجليدي، كان لا بد أن تأتي علبة تيتانيوم خفيفة الوزن بقياس 42 ملم، وسوار محزز قابل للتبديل مع نظام ضبط دقيق ولمسة نهائية جديدة بالكامل. لكنّ قوتها وتفردها يعود إلى أنها خالية من الأكسجين تماماً، وهو ما يعد سبقاً في صناعة الساعات.

فانعدام الأكسجين، أو زيرو أكسجين، داخل العلبة يقضي على الضباب الذي يمكن أن يحدث عندما تتغير درجات الحرارة على الارتفاع بشكل جذري ومفاجئ، كما يمنع الأكسدة. فمن دون الأكسجين، تدوم جميع المكونات لفترة أطول، هو ما سيُوفر بدوره دقة ثابتة بمرور الوقت.

من الناحية التقنية، تعمل هذه الساعة بكاليبر MB 29.25 الذي يتميز بحركة أوتوماتيكية مع خصائص «مون بلان مانيوفاكشر» للتوقيت العالمي، مع ما يقارب 42 ساعة من احتياطي الطاقة. وكما هو الحال مع جميع طرازات «جيوسفير 1858»، يتم تمثيل نصفي الكرة الشمالي والجنوبي من خلال كُرتين ثلاثيتَي الأبعاد تدوران عكس اتجاه عقارب الساعة، وتتضمنان مؤشراً لليل والنهار حتى يتمكن مرتديها من معرفة الوقت بنظرة خاطفة.

أضافت «مون بلان» نقشاً للشفق القطبي الجنوبي على العلبة الخلفية فوق خليج بارادايس أحد أكثر الأماكن برودةً ورياحاً على الأرض (مون بلان)

واحتفالاً بجمال القطب الجنوبي الأخّاذ، أضافت «مون بلان» نقشاً للشفق القطبي الجنوبي على العلبة الخلفية فوق خليج بارادايس، المشهور بطيور البطريق ونقاط اكتشاف الحيتان، فضلاً عن كونه أحد أكثر الأماكن برودة ورياحاً على الأرض.

سيستعمل سايمون مايسنر ساعة «مون بلان 1858 جيوسفير زيرو أكسجين ساوث بول إكسبلوريشن ليميتد إديشن» للتأكد والتأكيد على قوة تحديها لأقسى العوامل الجوية والطبيعية (مون بلان)

الشفق القطبي الأسترالي «أرورا أستراليس»، المعروف أيضاً باسم «الأضواء الجنوبية»، هو عرض طيفي لأشعة الضوء الملون تتراقص في سماء الليل. وتحدث هذه الظاهرة الطبيعية عندما تصطدم الجسيمات المشحونة كهربائياً القادمة من الشمس بجزيئات الغاز الموجودة في الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى انبعاث الضوء من الغازات. وتحدد الأطوال الموجية لون الأضواء، إذ يطلق الأكسجين لوناً أحمر أو أصفر مخضراً، ويُصدر النيتروجين ضوءاً أزرق.

وتمكن أيضاً رؤية الشفق القطبي الأسترالي «أرورا أستراليس» هذه على المينا ليلاً مع توهج أزرق يضيء القارات وعقرب الوقت المزدوج، بينما يسلط التوهج الأخضر الضوء على عقارب الساعات والدقائق، والأرقام والمؤشرات والنقاط الأساسية.


مقالات ذات صلة

إصلاح ساعة «رولكس» ابتلعتها بقرة في هولندا قبل 50 عاماً

يوميات الشرق ساعة «رولكس إير كيغ»... (من حساب @ChronoglideWatchmaking)

إصلاح ساعة «رولكس» ابتلعتها بقرة في هولندا قبل 50 عاماً

خبير ساعات هولندي يُصلح ساعة رولكس «أكلتها بقرة» قبل 50 عاماً.

كوثر وكيل (أمستردام)
تكنولوجيا مجموعة جديدة من المنتجات كشفت عنها شركة «سامسونغ» في حدثها الضخم في باريس اليوم الأربعاء (سامسونغ)

إليك كل ما جاء في حدث سامسونغ «Samsung Galaxy Unpacked»

تعرف على تفاصيل الهواتف الذكية القابلة للطي والساعات الذكية والسماعات حتى خاتم ذكي كشفت عنها جميعاً «سامسونغ» اليوم.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
لمسات الموضة استُلهمت من ثلاثينات القرن الماضي الذي انتعشت فيه حركة الطيران والسفر (تيفاني أند كو)

«تيفاني أند كو» تطير بتحفة ساعاتية للكبار

بسعر 42 ألف دولار، يمكن لعشاق التحف الساعاتية والطيران، على حد سواء، اقتناء هذه القطعة المبتكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة بروش من زركون أصفر يزيد على 66 قيراطاً (تيفاني آند كو)

«تيفاني آند كو» تزيّن طائرها الأيقوني بألوان جديدة

عادت دار «تيفاني آند كو» إلى جان شلومبرجيه، تستلهم منه إبداعات معاصرة، وفي الوقت ذاته تحيي ذكراه بصفته واحداً من أهم مصمميها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ساعات «رولكس» السويسرية معروضة في نادي مونت كارلو الريفي بموناكو (رويترز)

لمحبي ساعات «رولكس»... إليكم آخر تطورات أسعارها

سجلت أسعار ساعات «رولكس» - أكبر علامة ساعات سويسرية - انخفاضات لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ نحو ثلاثة أعوام في السوق الثانوية.

عبير حمدي (الشرق الأوسط)

أولمبياد باريس: الصراع على الذهبية بين المجموعات الضخمة والمصممين المستقلين

الأزياء التي صمّمتها دار «كنزو» لفريق الجودو الفرنسي (كنزو)
الأزياء التي صمّمتها دار «كنزو» لفريق الجودو الفرنسي (كنزو)
TT

أولمبياد باريس: الصراع على الذهبية بين المجموعات الضخمة والمصممين المستقلين

الأزياء التي صمّمتها دار «كنزو» لفريق الجودو الفرنسي (كنزو)
الأزياء التي صمّمتها دار «كنزو» لفريق الجودو الفرنسي (كنزو)

كل الأنظار ستتوجه اليوم نحو باريس. فالكل موعود بمشهد لا مثيل له. يقال إنه سيتضمن موكباً لأكثر من 160 قارباً، يحمل 10500 رياضي على طول نهر السين يتألقون بأزياء تُمثل بلدانهم. لكن المناسبة ليست عرض أزياء كما تعوَّدنا عندما يُذكر اسم باريس، بل مناسبة رياضية ربما تكون أهم نظراً لقاعدتها الجماهيرية الكبيرة: ألا وهي الألعاب الأوليمبية لعام 2024.

على مدى 16 يوماً، سيعيش عشاق كل أنواع الرياضات مباريات، سترفع من نسبة الأدرينالين في الجسم، وتُمتع العيون بمنافسات عالمية على الميداليات.

المنافسات على الميداليات تحتدم... والمصممون المستقلون هم الفائزون حتى الآن (د.ب.أ)

ومع ذلك لا يمكن أن نكون في باريس لأي حدث كان، ولا تحضر الموضة. فبموازاة هذه المنافسات الرياضية، سنتابع صراعاً على مستوى آخر يدور بين مصممين مستقلين نجحوا في استقطاب رياضيين شباب إلى صفهم، أو حصلوا على دعم من بلدانهم مثل لورا ويبر من آيرلندا وستيفان أشبول من فرنسا ولولوليمون من كندا، وعلي الإدريسي من المغرب، والمجموعات ذات الإمكانات الضخمة التي تُخوّل لها اقتحام أي فعالية أو حدث بسهولة، مثل مجموعة «أرماني» التي صممت ملابس الفريق الإيطالي، ومجموعة LVMH الفرنسية.

فريق المغرب على متن قارب في العرض العائم على نهر السين خلال حفل الافتتاح بأزيائه أزياء المستوحاة من رمال الصحراء والعلم المغربي (رويترز)

هذه الأخيرة، تنضوي تحتها 75 شركة منها «ديور» و«بيرلوتي» و«لوي فويتون» و«كنزو» وغيرها إلى جانب عدد من دور مجوهرات مثل «شوميه» التي ستصمم الميداليات الذهبية تحديداً. لهذا ليس غريباً أن يتوقَّع أن يكون لها نصيب الأسد.

ثم إن المجموعة لا تملك الإمكانات المادية واللوجيستية التي تخوِّل لها التعاقد مع أي فريق أو رياضي فحسب، بل تمتلك أيضاً الدعم الحكومي لما ضخّته من ملايين لتمويل هذا الحدث. في صورة تاريخية تداولتها وسائل الإعلام، في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، ظهر برنار آرنو، أغنى رجل في فرنسا وصاحب مجموعة «إل في إم آش» ليعلن في مؤتمر صحافي، مشاركة كلٍّ من «ديور» و«بيرلوتي» و«لوي فويتون» و«شوميه» وغيرهم في الأوليمبياد. كلٌّ حسب اختصاصه. «ديور» و«بيرلوتي» بتوفير الأزياء والإكسسوارات، و«لوي فويتون» بالعلب التي ستقدَّم فيها الميداليات الذهبية، و«شوميه» بتصميم الميداليات الذهبية تحديداً.

الأزياء التي صمَّمتها دار «بيرلوتي» للفريق الفرنسي (بيرلوتي)

مصممون مستقلون يدخلون المباريات

هذا الخطاب وكون الفعالية تجري في عقر عاصمة الموضة العالمية، التي تحتكرها المجموعة تقريباً، خلّف الانطباع بأنها ستأكل الأخضر واليابس، لكن ما حدث كان غير ذلك. اكتسبت الأزياء نكهات متنوعة مستمدة تارةً من التراث مثل ملابس فريق منغوليا التي سرقت الأضواء، أو من خبرات مصممين محليين، كما هو الحال بالنسبة لفرق كل من كندا وآيرلندا وإسبانيا.

فريق منغوليا على متن قارب في العرض العائم على نهر السين خلال حفل الافتتاح

حتى الفريق الفرنسي لم يكتفِ بما ستقدمه «ديور» أو «كنزو» أو «بيرلوتي» من منتجات، بعد أن تولت اللجنة الأوليمبية، ولأول مرة في تاريخ الأولمبياد، اختيار مصمم مستقل يقوم بهذه المهمة لأكثر من 60 رياضة.

يحمل رياضيو فريق إسبانيا الأعلام الإسبانية خلال حفل الافتتاح ويرتدون أزياء استوحتها شركة «جوما» الرياضية من العَلم الإسباني (أ.ف.ب)

كانت هذه اللفتة من نصيب الفرنسي ستيفان أشبول، مؤسس «بيغال»، ماركة طليعية متخصصة في الأزياء الرياضية. طُلب منه توفير ملابس عالية التقنية لمشاركين في أكثر من 60 رياضة عبر الألعاب الأولمبية والبارالمبية، من ركوب الدراجات إلى الرماية مروراً بكرة السلة على الكراسي المتحركة، علماً بأن هذه مهمة كانت تحتكرها شركات كبيرة مثل «نايكي» و«أديداس» من قبل. وفيما استغرق تصميم هذه المجموعات نحو ثلاث سنوات من أشبول، حسب قوله، فإن تصنيعها نفذته شركة فرنسية أخرى لها إمكانات لوجيستية لإنتاجها هي «لوكوك سبورتيف Le Coq Sportif».

شركة «جوما» الرياضية استوحت من العَلم الإسباني ألوانه للفريق ووردة القرنفل لرمزيتها الثقافية (موقع الشركة)

الفريق الإسباني أيضاً ظهر بأزياء من علامة إسبانية متخصصة في الأزياء الرياضية هي «جوما Joma»، التي تأسست عام 1965 في طليطلة.

مجموعة «تجمع بين التقاليد الكلاسيكية والحداثة، وهو أسلوب ظهر في الأقمشة عالية الأداء التي تم اختيارها». من الناحية الجمالية، زينتها زهرة القرنفل، كونها رمزاً متجذراً في الثقافة الإسبانية، واللونين الأحمر والأصفر، ألوان العَلم الإسباني.

المصممة الآيرلندية لورا ويبر، التي صممت أزياء فريق آيرلندا وباقي إكسسواراته، حرصت هي الأخرى على أن تجمع الأناقة بالراحة، مضيفةً لمسة شخصية على كل زي، من خلال تطريزات على طرف الأكمام تشير إلى المقاطعة التي ينتمي لها كل رياضي.

علي الإدريسي اختار للفريق المغربي أزياء مستوحاة من رمال الصحراء والعلم المغربي

المصمم المغربي علي الإدريسي الذي صمم ملابس الفريق الأولمبي المغربي هو أيضاً فكّر في تفاصيل تجعل هذه الأزياء خاصة. طرَّز على الجزء الداخلي من السترات أسماء لأبطال أولمبيين سابقين لتكريمهم من جهة وفتح حوار بين الأجيال من جهة ثانية. اختار للسترات لون البيج وطرّز أحد جوانبه بنجمة خضراء، فيما اختار للبنطلونات اللون الأحمر، في إشارة إلى العَلم المغربي. حتى الأحذية، التي جاءت ثمرة تعاونه مع فنان «بوب آرت» محمد أمين البلاوي، المعروف بـ«ريبل سبيريت»، غلبت عليها هذه الألوان من خلال أربطة حمراء وخضراء.

فريق كندا اختار ماركة «لولوليمون» لتصميم ملابس وإكسسوارات لاعبيه (أ.ب)

العلامة الكندية، «ليفت أون فرايداي Left On Friday»، التي أسسها مديرون تنفيذيون سابقون لشركة «Lululemon» في عام 2018، كان لها دور في تصميم أزياء وإكسسوارات فريق كرة الطائرة، فيما تولت «لولوليمون» تصميم باقي الملابس والإكسسوارات.

يلوح رياضيو فريق كندا بأعلامهم (رويترز)

هولندا أيضاً اختارت علامة محلية هي «ذي نيو أوريجينلز The New Originals» لتصميم ملابس فريق رقص «البريك دانس» الهولندي، فيما اختارت اللجنة الأولميبية النيجيرية علامة «أكتيفلي بلاك Actively Black»، للملابس الرياضية ومقرها لوس أنجليس.

ستيلا جين أبدعت مجموعة أنيقة استعملت فيها رسمة للفنان فيليب دودار (من موقعها على «إنستغرام»)

لا يختلف اثنان على أن تفويض الاتحادات الرياضية مسؤوليات التصميم للعلامات التجارية المتخصصة في المجال الرياضي، وغير المعروفة على المستوى العالمي، خطوة شجاعة من شأنها أن تسلط الأضواء عليها، وتنعش تجارتها بالنظر إلى الجمهور العالمي الذي يتابع هذه الفعاليات.

حفل الافتتاح وحده يتوقع أن يستقطب نحو مليار شخص من المشاهدين، في حين سيحضره 326000 شخص، بعد أن تم تقليص العدد من 600000 لأسباب أمنية، وهذا ما صرحت به المصممة الهايتية ستيلا جين، التي صممت أزياء فريق هايتي وكرمت من خلالها الفنان فيليب دودار، أيضاً ابن تاهيتي، باستعمال إحدى رسماته، ليأخذ هو الآخر نصيبه من الشهرة.

بداية علاقة الموضة بالأولمبياد

في عام 1992، دخلت الموضة أول مرة الألعاب الأولمبية. كان ذلك عندما طُلب من الياباني إيسي مياكي تصميم أزياء فريق ليتوانيا لحضور أولمبياد برشلونة. كانت هذه أول مرة تشارك فيها ليتوانيا كبلد مستقل بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. حينها تبرع المصمم بخدماته من دون أي مقابل. حازت التصاميم الكثير من الإعجاب لا سيما أنه دمج فيها أسلوبه الحداثي المتطور بعناصر ثقافية جسد فيها كيف يمكن أن تُعبِّر الرياضة عن حالة فنية.

كانت هذه هي نقطة التحول. بعدها بدأت مشاركات بيوت الأزياء والمصممين لتصبح منافساتهم تقليداً إلى اليوم.