منتجع «كلينك لابريري» السويسري عينه على السعودية بعد قطر

تنامي المنتجعات الصحية حول العالم يؤكد الرغبة في الحصول على الراحة النفسية والجسدية

كل إجراء صحي أو تجميلي يجري تحت إشراف متخصصين (كلينك لابريري)
كل إجراء صحي أو تجميلي يجري تحت إشراف متخصصين (كلينك لابريري)
TT

منتجع «كلينك لابريري» السويسري عينه على السعودية بعد قطر

كل إجراء صحي أو تجميلي يجري تحت إشراف متخصصين (كلينك لابريري)
كل إجراء صحي أو تجميلي يجري تحت إشراف متخصصين (كلينك لابريري)

ليس كل الناس يوافقون أوبرا وينفري الرأي، ويتبعون الطريق الذي سلكته للحصول على قدٍّ ممشوق. هناك من لا يزال يؤمن بأن عقاقير التخسيس ليست الحل الأمثل وأن الجسم السليم في العقل السليم. وهذا يعني أن الرشاقة بالنسبة لهم ترتبط بالعافية كأسلوب حياة يُحيي جذوة الحياة من الداخل. لكن لا بأس من بعض الرتوشات لتجديد البشرة وحتى شدَّها إنْ تطلَّب الأمر للحصول على مظهر شاب ونضر.

لكن عموماً فإن الجيل الصاعد يتفق على أن الصحة الجسدية والنفسية وجهان لعملة واحدة، لا تكتمل الواحدة من دون الأخرى. الجميل في الأمر أن عدداً لا يستهان به منهم، يعدّون العناية بأنفسهم أقصى أنواع الترف. على الأقل هذا ما تؤكده الشعارات التحفيزية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. الترف بالنسبة إلى هؤلاء لم يعد يقتصر على اقتنائهم حقائب يد عالمية بأسعار باهظة أو السفر إلى أماكن بعيدة، بل يشمل قضاء وقت ثمين في منتجع صحي يمارسون فيها رياضات التأمل لشحذ طاقتهم والحصول على توازن نفسي، أو يتّبعون فيه حميات صحية تدعمها فيتامينات تقوّي المناعة وتُنعش نضارة البشرة، على شرط أن تكون نتيجة أبحاث علمية طويلة قام بها أطباء متخصصون.

يجري في اليوم الأول تشخيص كل حالة على حدة حتى يتمكن الطبيب من تصميم برنامج ملائم (كلينك لابريري)

هذا ما يؤكده انتشار الكثير من هذه المنتجعات التي تدعو زوارها ممن يطلبون العافية أكثر مما يسعون إلى إنقاص أوزانهم بشكل سريع، لأسبوع أو أكثر يُجددون فيه طاقتهم وخلايا جسدهم، وفي الوقت ذاته يكتسبون فيه عادات صحية طويلة المدى. ما يزيد من ترف هذه التجربة أنها تكون مفصَّلة على مقاس الفرد، حسبما يجري في منتجع «كلينك لابريري» السويسري الشهير، الذي ظل على مدى 90 عاماً تقريباً عنوان النخبة والعارفين. يقصدونه لأسباب صحية وتجميلية بعيداً عن عيون الفضوليين واضعين ثقتهم في قدرات علماء وخبراء من الطراز العالي. نسبة عالية من زوار هذا المنتجع الواقع في مونترو، من منطقة الخليج العربي. نسبة الإقبال عليه من المنطقة شجع على التفكير في التوجه إليهم في عُقر دارهم.

يجري العمل حالياً لافتتاح فرع جديد بالشراكة مع شركة «ريد سي غلوبال» داخل «أمالا» الواقعة على الساحل الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية (لابريري)

وهكذا افتُتح منتجع في الدوحة بقطر عام 2022، ويجري حالياً العمل لافتتاح فرع جديد في المملكة العربية السعودية بالشراكة مع شركة «ريد سي غلوبال». سيحتل المنتجع الجديد مساحة 36. ألفاً و115 متراً مربعاً داخل «أمالا»، الواقعة على الساحل الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية. وسيضم 13 فيلا، بالإضافة إلى 52 غرفة وجناحاً، ومن المتوقع أن يستقبل أول دفعة من ضيوفه عام 2026، واحتراماً للثقافة السائدة حالياً، تشكّل الاستدامة حجر الزاوية في «أمالا»، إذ سيجري تشغيل المشروع بأكمله بالاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%. ومن المقرر أن يضم المنتجع كذلك مختبراً للتشخيص وورشة عمل وغرف تدريب ومساحة خاصة لتناول الطعام الصحي وحتى مدرسة للطهي، ما يضمن أن الزوار يمكنهم الشروع في رحلة لا مثيل لها من تجديد النشاط واكتشاف الذات.

تدعم بعض الفيتامينات الحالة الصحية كما تعزز نضارة البشرة وتُبطئ عجلة الزمن

المتفق عليه أن يستمد المنتجع السعودي الكثير من التجارب والخبرات من المنتجع الأم الواقع في مونترو بسويسرا، الذي منذ تأسيسه في عام 1931 لا يزال وجهة الأثرياء والنخبة ممن يتوقون لشحذ طاقتهم في أجواء هادئة وصحية في الوقت ذاته.

وبينما يتعامل البعض مع التجربة بوصفها سياحة ترفيهية لها أبعادها ومزاياها الصحية، فإن الأغلبية يتعاملون معها على أنها وسيلة وقائية تعتمد على البحث العلمي واستعمال طرق متطورة تُعزز الحيوية وتقوي جهاز المناعة كما تُبطئ عملية الشيخوخة من خلال عقاقير لتأخير عجلة الشيخوخة أو من خلال إجراءات جراحية متنوعة.

يرتكز البرنامج الخاص على أنواع مختلفة من الرياضات حسب إمكانات كل فرد (كلينك لابريري)

يشمل بعض هذه البرامج ما يُعرف بـ«ماستر ديتوكس» و«إعادة التوازن» و«الوزن المثالي» و«الخلايا الجذعية التجميلية» وغيرها من البرامج التي تُفصل على مقاس الضيف واحتياجاته. فعلى مدى أسبوع أو أسبوعين يخضع فيها لفحوص طبية دقيقة تشمل فحصاً جينياً يتأكد من تأثير الوراثة في هذه الجينات قبل تصميم برنامج تغذية وتحديد التمارين الرياضية المناسبة لكل فرد على حدة. برنامج «سي إل بي» مثلاً يستهدف الالتهابات المرتبطة بالجينات الوراثية، والعمل على إبطاء الشيخوخة بتعزيز المناعة مرتكزاً على 4 ركائز هي: الطب والتغذية والتعافي والحركة. بالنسبة للتغذية التي تعد محوراً أساسياً، فإن الفكرة ليست تجويع الجسد والخضوع لحسابات السعرات الحرارية، بل اتباع نظام صحي سهل حسبما يُمليه أسلوب حياة صاحبه ونتائج الفحص الطبي الشامل الذي يخضع له في اليوم الأول من وصوله.

كل إجراء صحي أو تجميلي يجري تحت إشراف متخصصين (كلينك لابريري)

إلى جانب العناية بالصحة والعافية، فإن الراغبين في إجراء عمليات تجميل بعيداً عن عيون الفضوليين يجدون هم أيضاً بُغيتهم. كل شيء متوفر، من علاجات الخلايا الجذعية لتجديد الشباب، وهي عملية تعتمد على اقتطاع جزء صغير من الخلايا الدهنية من المناطق غير الحساسة، لإعادة حقنها بطريقة مستهدفة في الخطوط الدقيقة وغيرها من عيوب الجلد المرتبطة بالتقدم في العمر، إلى علاجات تعزيز الخلايا لشد الوجه مروراً بعلاجات الليزر المختلفة والحقن (الميزوثيرابي، وميزوثيرابي الجسم، والبلازما الغنية بالصفائح الدموية، وحمض الهيالورونيك، ومرخيات الأعصاب - بروتين البوتولينوم) وغيرها.

هناك أيضا تقنية «مورفيوس 8» وهي الأحدث في السوق وتعتمد على الترددات الراديوية لتحفيز إنتاج الكولاجين لشد التجاعيد وتنعيمها. المهم أنه سواء كانت الفترة 5 أيام أو 14 يوماً، فإن الزائر سيخرج إلى العالم مفعماً بالعافية والثقة.


مقالات ذات صلة

«بيربري» تحتفل بتقلبات الطقس البريطاني بحملة تجمع البريق وروح الفكاهة

لمسات الموضة اصبح المعطف الممطر أيقونة لكل المواسم والفصول (بيربري)

«بيربري» تحتفل بتقلبات الطقس البريطاني بحملة تجمع البريق وروح الفكاهة

كشفت دار «بيربري» حديثاً عن حملتها الترويجية لصيف 2025. اختارت لها عنواناً معبراً: «إنه دائماً طقس (بيربري). لندن في حالة عشق»، لأنه يُلخّص الكثير من جوانب…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة جانب من المعرض الذي يحتضنه متحف الشندغة (كارتييه)

رحلة عجائب بدأتها «كارتييه» رسمياً منذ 25 عاماً وتتجسد حالياً في معرض

دار «كارتييه» أصبحت ضليعة في تنظيم المعارض. فبين كل فترة وأخرى تُتحفنا بمعرض جديد يحتفل بإبداعاتها ويُغذي الحواس بكل ما لذ وطاب من مجوهرات فريدة. ويبدو أنها…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ثمرة هذا التعاون هو 3 إصدارات مختلفة يضمّ كلّ منها 33 قطعة فقط (إم بي آند إف)

«سيربانتي» بولغاري X إم بي آند إف… تستمد قوتها من السيارات

ما الذي يمكن أن يجمع «إم بي آند إف» MB&F و«بولغاري» BVLGARI؟ فالفرق بينهما شاسع بالنسبة لعشاق الساعات الفاخرة. بيد أنهما في تعاوناتهما الأخيرة قرَّبتا الفجوة…

لمسات الموضة كان لأميرة ويلز ونجوم الغناء دور في انتعاش مجموعة «الحمرا» من جديد (غيتي)

إبداعات نجحت بالصدفة وتحولت إلى أيقونات

في عالم الترف، تحصل مفاجآت سارة قد لا تكون متوقعة أو محسوبة حتى بالنسبة لصناعها. تكون أقرب إلى ضربات حظ منها إلى مجرد تصاميم مبتكرة.

لمسات الموضة من عرض «فيلفيتي كوتور» (مجلس الأزياء العربي)

بعد طول مكابرة... صناع الموضة يُراهنون على منطقة الشرق الأوسط بكثافة

صناع الموضة أدركوا أن المكابرة والاستمرار في تجاهل سوق الشرق الأوسط خسارة. كلهم يتوددون لهذه السوق أملاً في كسب زبائن مقتدرين ويقدِّرون الموضة

جميلة حلفيشي (لندن)

الأزمة العالمية تودي بمصمم دار «غوتشي» بعد عامين فقط

من عرض الـ«كروز» الذي قدمته الدار في لندن لعام 2024 (أ.ب)
من عرض الـ«كروز» الذي قدمته الدار في لندن لعام 2024 (أ.ب)
TT

الأزمة العالمية تودي بمصمم دار «غوتشي» بعد عامين فقط

من عرض الـ«كروز» الذي قدمته الدار في لندن لعام 2024 (أ.ب)
من عرض الـ«كروز» الذي قدمته الدار في لندن لعام 2024 (أ.ب)

كان غريباً أن تُعرب أوساط الموضة عن تفاجئها بخروج المصمم ساباتو دي سارنو من دار «غوتشي»، أو بالأحرى استغناء مجموعة «كيرينغ»؛ المالكة للدار الإيطالية، عنه بعد عامين فقط؟ فخروجه كان متوقعاً منذ مدة بالنظر إلى الخسارات المادية التي تتكبدها الدار منذ وقت، وأيضاً بسبب تحركات وسياسات المجموعات الكبيرة في السنوات الأخيرة؛ فهي لا تتردد في الاستغناء عن أي مسؤول، أياً كانت مهمته أو اسمه وتاريخه، ما دام لم يحقق لها نتائج سريعة. تفاعل المساهمين مع خبر خروج دي سارنو كان إيجابياً وتجلى في ارتفاع أسهم «كيرينغ» بنسبة 3 في المائة.

ساباتو دي سارنو يحيي ضيوفه بعد عرضه لـ«ربيع وصيف 2025» في ميلانو (أ.ب)

خروج ساباتو دي سارنو لم يكن مفاجئاً، مع العلم أنه ليس المسؤول الأول عما تتعرض له إيرادات «غوتشي» من تراجع. فحين تسلمها كانت تعاني من «وعكة تجارية» وكان مطالباً بحقنها بمضاد حيوي يعيد لها بريقها الآفل، خصوصاً أنها الجوهرة التي تُزيّن تاج «كيرينغ» وتشكل أكثر من ثلثي أرباحها. كانت المجموعة تأمل أن يحقق لها معجزة تتحدى الأزمة الاقتصادية العالمية. بدورها، وفرت له كل ما يحتاجه من دعم، بما فيه تنظيم معرض استعادي في لندن كان هو أحد أبطاله رغم أنه لم يمر على التحاقه بالدار سوى نحو عام.

«غوتشي» الماضي

من آخر تشكيلة قدمها أليساندرو ميكيلي لـ«غوتشي» في 2023 (أ.ب)

وعندما تسلمها أليساندرو ميكيلي في عام 2015، حقق لها إيرادات ضخمة لم تكن متوقعة. الفضل يعود إلى أن ميكيلي ابتدع أسلوباً جديداً يجمع الغرابة بالـ«الفينتاج»، والفخامة بلغة تدغدغ رغبة فئة شبابية في الاستعراض. وجد هذا الأسلوب ترحيباً في الأسواق الآسيوية تحديداً؛ الأمر الذي أثلج صدور المساهمين. لكنه بعد نحو 5 سنوات أصاب العملاء بالملل، وفقد عنصر المفاجأة والغرابة الفنية، فكان لا بد من التجديد والابتكار، لكن ميكيلي اختار التكرار وتمسّك بأسلوبه. كانت النتيجة تراجع المبيعات بنحو 20 في المائة؛ الأمر الذي كان صادماً لمجموعة اعتادت الربح. كان الفراق بين المجموعة ومصممها حتمياً.

«غوتشي» دي سارنو

من عرض «غوتشي» لـ«ربيع وصيف 2025»... (رويترز)

بتعيين ساباتو دي سارنو، عقدت «كيرينغ» الآمال عليه لكي يُحدث خضة فنية مماثلة لتلك التي أحدثها سلفه في عام 2015، لكن بلغة أكثر سلاسة وأقل «فذلكة» تضمن استقطاب شرائح كبيرة من الزبائن.

لم يتأخر المصمم الجديد، وأجرى محاولات جادة لترسيخ مكانته. ورغم أنه قدم صورة عصرية، فإنها كانت هادئة بدرجة لم تُحرِك ساكناً عند طرحها في المحلات. بمعنى أنها لم تكن مغرية تجارياً بما فيه الكفاية. فمن ناحية؛ افتقدت تلك الصورة الحسية المثيرة التي عاشتها «غوتشي» في عهد توم فورد، ومن ناحية أخرى افتقدت تلك الجرأة المفعمة بالغرابة الفنية التي فاجأ بها أليساندرو ميكيلي عالم الموضة والأسواق العالمية في سنواته الأولى.

من خط «غوتشي» الخاص بـ«الكروز» لعام 2024 (أ.ب)

ومع ذلك، كان التوقيت عدو ساباتو دي سارنو الأول... لم يكن في مصلحته؛ ما بين تغير سلوكيات المستهلك ونظرته إلى الموضة، والركود الذي تشهده الأسواق الآسيوية. الصين وحدها تُشكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق بيوت أزياء عالمية كثيرة ما كانت تحققه في السابق من أرباح. لهذا لم يكن غريباً أن تبوء محاولات ساباتو بالفشل.

خليفته... من سيكون؟

ربما يكون المفاجئ في الخبر أن خروج المصمم كان فورياً، حتى إنه لن يشارك في «أسبوع ميلان» آخر هذا الشهر. فقد أعلنت الدار أن التشكيلة التي ستُعرض من تصميم «استوديو التصميم».

السؤال المطروح حالياً هو: من سيتولى مهمة إدارة «غوتشي» في المدة المقبلة، خصوصاً أن هناك أسماء كثيرة مطروحة تنتظر فرصة عمل جديدة؟ هل سيكون هادي سليمان الذي غادر «سيلين» في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وعمل في دار «سان لوران» التابعة لـ«كيرينغ» سابقاً؟ أم سيكون البريطاني كيم جونز الذي فقد منصبه مصمماً لـ«ديور أوم» حديثاً؟ أم هي ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» التي يشاع منذ مدة أن دورها آت لمغادرة «ديور» وأن الإعلان عن الخبر مسألة وقت فقط؟ كل هؤلاء نجحوا في تحقيق النجاح التجاري للبيوت التي عملوا فيها، لكن «غوتشي» مختلفة، وتشكل تحديات كبيرة، ليس لتاريخها الغني بالأحداث والروايات والنجاحات والإخفاقات فقط؛ بل أيضاً لأنها جوهرة مجموعة «كيرينغ» والدجاجة التي اعتادت أن تبيض لها ذهباً، إضافة إلى أنها تؤثر على أسعار أسهمها بشكل مباشر. كل هذا سيجعل العبء ثقيلاً على أي مصمم سيتسلم مقاليدها في المرحلة المقبلة. أحوال السوق تتطلب حالياً الجمع بين الفني والتجاري.