كانت الفضة، ولا تزال، المعدن المفضّل لدى الفنانين، فهي مادة صلبة، وفي الوقت نفسه مرنة تُمكّنهم من صياغة تُحف فنية رائعة. في عالم المجوهرات، هي أيضاً مادة محبَّبة للصاغة؛ لعدة أسباب، نذكر منها أن سعرها أقل بكثير من سعر الذهب أو البلاتين، الأمر الذي يجعلها أداة أولية يطوّعونها لتشكيل نماذج التصميمات المرسومة، قبل أن تُصاغ بالذهب وتُرصَّع بالأحجار الكريمة، بعد الموافقة عليها من قِبل مصممها أو الزبون. أما بالنسبة للعامة فإن أسعارها والابتكارات التي أُدخلت على تصميماتها كانت ولا تزال تخاطب شرائح أكبر. هناك أيضاً من يفضلونها على معادن أخرى، لأسباب تتعدى انخفاض أسعارها إلى ما تفرضه بيئتهم وثقافتهم، لكنها ظلت، في كل الأوقات، خارج ميدان الترف والفخامة إلى الآن.
كل هذا تغيّر في الآونة الأخيرة؛ لسببين، الأول ظهور المغنّية بيونسي بسوارين عريضين من هذا المعدن، في جولتها الغنائية «رينيسونس»، والثاني أن شركة «تيفاني آند كو»، مصمِّمة هذين السوارين، أدخلته عالم المجوهرات الفاخرة وأطلقت مؤخراً مجموعة بعنوان «تيفاني فورج (Tiffany Forge)» تُضاهي بسعرها البالغ أحياناً 3.500 دولار أميركي قطعاً من الذهب. صحيح أن الدار التي تأسست في نيويورك عام 1837 لها ارتباط وثيق بهذا المعدن، واستعملته في عدد من منتجاتها، بما في ذلك الأدوات المنزلية، منذ بدايتها، إلا أنه لم يدخل عالم الترف والفخامة من قبل.
تشير الدار إلى أن علاقتها بالفضة ليست جديدة، مستشهدة على ذلك بأنها عادت في هذه المجموعة إلى قديمها، من سلاسل بحلقات متصلة يعود تصميمها إلى ثمانينات القرن التاسع عشر، استلهمتها وأعادت تشكيلها بفنية معاصرة وحِرفية تطورت مع الزمن لتخاطب جيلاً جديداً يريد التميز بتصميمات مبتكرة ولها قصة. تشمل «تيفاني فورج» قلائد وأساور وخواتم وأقراطاً بتصميمات مشبوكة بسلاسل وبأحجام وأبعاد مختلفة. تشرح الدار أنها كانت حريصة على أن تأتي هذه السلاسل متصلة ومتشابكة ببعض، لكن دون انغلاق على نفسها.