حرص جيانفيتو على إعادة ابتكارها بأسلوب عصري يتناسب مع أحذيته (جيانفيتو روسي)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«جيانفيتو روسي» تقدم حقيبة فالي الجديدة
حرص جيانفيتو على إعادة ابتكارها بأسلوب عصري يتناسب مع أحذيته (جيانفيتو روسي)
لم يكن دخول «جيانفيتو روسي»، العلامة الرائدة في صناعة الأحذية، ساحة المنافسة بتصميم الحقائب الفاخرة سوى مسألة وقت. فمنذ أن استحوذت مجموعة «ريشمون» السويسرية على نسبة من أسهمها منذ عام تقريباً والكل يترقب ما ستكشف عنه الأيام من توسع ونمو، خصوصاً أن أسماء بيوت الأزياء والمجوهرات التي تنضوي تحت المجموعة مهمة مثل «كارتييه» وغيرها في مجال المجوهرات، و«كلوي» و«علايا» و«دانهيل» في مجال الأزياء.
اليوم كشفت الدار، التي تأسست على يد جيانفيتو روسي في عام 2006، عن حقيبة فالي الجديدة. تقول إنها تريدها أن تبرز كأحد أهم إبداعاتها في مجال تصميم الإكسسوارات الفاخرة بترويض الجلود والتفنن في التصاميم. لهذا، وكما تؤكد الدار، طُرحت وهي تحمل كل عناصر الفخامة والأناقة. أما تصميمها المبتكر فاستلهمه المصمم من حقيبة سفر عزيزة على قلبه، وكانت لا تفارقه كلما كان لديه عرض في باريس أو نيويورك أو أي عاصمة أخرى من عواصم العالم. كان يحمل فيها كل أغراضه الثمينة من دون أن تتأثر صورته كرجل أنيق وعصري. فهي لم تكن عمليّة فحسب، بل أيضاً في منتهى الفخامة ما جعلها مثار الانتباه إليه وإلى إبداعاته في كل مرة.
ونظراً لهذه المكانة، حرص جيانفيتو على إخراجها إلى كل المناسبات عوض أن تبقى للسفر فقط. أعاد ابتكارها بأسلوب عصري يتناسب، من حيث الألوان وترف الخامات والمواد، مع جمال أحذيته. صاغها بحجمٍ صغيرٍ بحيث يسهل حملها وتتعدد استعمالاتها، كما أضفى عليها لمسة عصرية وأنثوية. فعلى الرغم من صغر حجمها، فإنها تبقى مثالية لحمل كل الأغراض الأساسية والثمينة حتى خلال السفر.
تتوفر الحقيبة بإصدارين: الأول بتصميم مع مقبضين وحزام كتف مصنوع من الجلد، وبألوان تتنوع بين الوردي الذي تشتهر به العلامة، والأسود واللون الأبيض المائل للبيج والبنفسجي. والثاني يتزين باللون الوردي الفاتح والأسود والأخضر الفاتح.
كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.
جميلة حلفيشي (لندن)
كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5078259-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D9%84%D9%87%D9%85%D8%AA-%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%9F
في منتصف القرن الماضي، كان فن الـ«آرت ديكو» والقطع المصنعة من البلاتين تُهيمن على مشهد المجوهرات الفاخرة. في خضم هذه الموجة التي اكتسحت الساحة، ظلت دار «بولغري» وفيّة لأسلوبها المتميز بالجرأة، واستعمال الذهب الأصفر والأحجار الكريمة المتوهجة بالألوان.
في هذه الفترة أيضاً ابتكرت تقنية خاصة بها، أصبحت تعرف بـ«توبوغاس»، وتستمد اسمها من الأنابيب التي كانت تستخدم لنقل الغاز المضغوط في عشرينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة أيضاً بدأ انتشار التصميم الصناعي في أوروبا، ليشمل الأزياء والديكور والمجوهرات والفنون المعمارية وغيرها.
في عام 1948، وُلدت أساور بتصميم انسيابي يتشابك دون استخدام اللحام، تجسَّد في سوار أول ساعة من مجموعتها الأيقونية «سيربنتي». أدى نجاحها إلى توسعها لمجموعات أخرى، مثل «مونيتي» و«بارينتيسي» و«بولغري بولغري».
في مجموعتها الجديدة تلوّنت الأشكال الانسيابية المتموجة والأجسام المتحركة بدرجات دافئة من البرتقالي، جسَّدها المصور والمخرج جوليان فالون في فيلم سلط الضوء على انسيابية شبكات الذهب الأصفر ومرونتها، واستعان فيه براقصين محترفين عبّروا عن سلاستها وانسيابيتها بحركات تعكس اللفات اللولبية اللامتناهية لـ«توبوغاس».
بيد أن هذه التقنية لم تصبح كياناً مهماً لدى «بولغري» حتى السبعينات. فترة أخذت فيها هذه التقنية أشكالاً متعددة، ظهرت أيضاً في منتجات من الذهب الأصفر تُعبر عن الحرفية والفنية الإيطالية.
لكن لم يكن هذا كافياً لتدخل المنافسة الفنية التي كانت على أشدّها في تلك الحقبة. استعملتها أيضاً في مجوهرات أخرى مثل «بارينتيسي»، الرمز الهندسي المستوحى من الأرصفة الرومانية. رصَّعتها بالأحجار الكريمة والألماس، وهو ما ظهر في عقد استخدمت فيه «التنزانيت» و«الروبيت» و«التورمالين الأخضر» مُحاطة بإطار من الأحجار الكريمة الصلبة بأشكال هندسية.
بعدها ظهرت هذه التقنية في ساعة «بولغري توبوغاس»، تتميز بسوار توبوغاس الأنبوبي المرن، ونقش الشعار المزدوج على علبة الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر والمستوحى من النقوش الدائرية على النقود الرومانية القديمة. تمازُج الذهب الأصفر والأبيض والوردي، أضفى بريقه على الميناء المطلي باللكر الأسود ومؤشرات الساعة المصنوعة من الألماس.
من تقنية حصرية إلى أيقونة
«بولغري» كشفت عن مجموعتها الجديدة ضمن مشروع «استوديو بولغري»، المنصة متعددة الأغراض التي تستضيف فيها مبدعين معاصرين لتقديم تصوراتهم لأيقوناتها، مثل «بي زيرو1» و«بولغري بولغري» و«بولغري توبوغاس». انطلق هذا المشروع لأول مرة في سيول في مارس (آذار) الماضي، ثم انتقل حديثاً إلى نيويورك؛ حيث تستكشف الرحلة الإرث الإبداعي الذي جسدته هذه المجموعة من خلال سلسلة من أعمال التعاون من وجهات نظر فنية متنوعة.
بين الحداثة والتراث
قدّم الفنان متعدد المواهب، أنتوني توديسكو، الذي انضم إلى المنصة منذ محطتها الأولى ترجمته للأناقة الكلاسيكية بأسلوب امتزج فيه السريالي بالفن الرقمي، الأمر الذي خلق رؤية سردية بصرية تجسد التفاعل بين الحداثة والتراث. منح الخطوط المنسابة بُعداً ميتافيزيقياً، عززته التقنيات التي تتميز بها المجموعة وتحول فيه المعدن النفيس إلى أسلاك لينة.
ساعده على إبراز فنيته وجمالية التصاميم، الفنان والمصمم الضوئي كريستوفر بودر، الذي حوَّل الحركة اللامتناهية وتدفق اللوالب الذهبية في «بولغري توبوغاس» إلى تجربة بصرية أطلق عليها تسمية «ذا ويف» أو الموجة، وهي عبارة عن منحوتة ضوئية حركية تتألف من 252 ضوءاً يتحرك على شكل أمواج لا نهاية لها، تتكسر وتتراجع في رقصة مستمرة للضوء والظل، لكنها كلها تصبُّ في نتيجة واحدة، وهي تلك المرونة والجمالية الانسيابية التي تتمتع بها المجموعة، وتعكس الثقافة الرومانية التي تشرَّبتها عبر السنين.