تايسون فيوري بطل «موسم الرياض» يُتوِّج «جاكوب آند كو» للساعات شريكاً له
البريطاني تايسون فيوري والكاميروني فرنسيس إنجانو قبل المباراة (غيتي)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
تايسون فيوري بطل «موسم الرياض» يُتوِّج «جاكوب آند كو» للساعات شريكاً له
البريطاني تايسون فيوري والكاميروني فرنسيس إنجانو قبل المباراة (غيتي)
وسط حشد جماهيري كبير وتشويق لم تشهده الرياض من قبل، تم تتويج البريطاني تايسون فيوري، بطل العالم في الملاكمة في الوزن الثقيل، بطلاً لنزال «أشرس رجل على وجه الأرض». المنافسة بينه وبين غريمه الكاميروني فرنسيس إنجانو، بطل العالم السابق في فنون القتال المختلطة، جرت بعد ساعات قليلة من الحفل الافتتاحي لموسم الرياض 2023.
لكن وراء كل الإثارة والتشويق والتتويج، كان هناك فائز آخر شارك في هذه المباراة، هو شركة الساعات السويسرية «جاكوب آند كو» التي تأسست في عام 1986. صرحت الدار بفخر بأنها أول مرة في تاريخ هذه المباريات، يتفق طرفا النزال معاً على الظهور بساعة من نفس الماركة، وفي نفس الفعالية. فإنجانو يمتلك ساعة «the Rose Gold Epic X Flight of CR-7 Baguette» تلقاها هدية من لاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو، الذي تربطه به علاقة صداقة وطيدة.
أما تايسون فيوري، ففتحت له الشركة أبواب محلها في الرياض واستقبلته استقبال الأبطال قبل المباراة، ليختار ما يشاء من إصداراتها الفاخرة. فوقع اختياره على ساعة «DLC titanium Bugatti Chiron Tourbillon» باللون الأسود، لتكون أول ساعة يمتلكها من «جاكوب آند كو». وبهذا تكون الدار قد ضمنت مُسبقاً فوزها، أياً كانت النتيجة.
وبهذا يكون البطلان قد ساهما في ترسيخ مكانتها في الوسط الرياضي لما يتمتع به كلاهما من جماهيرية بعد أن كانت ساعاتها حكراً على هواة الاقتناء من أصحاب الملايين. فـ«جاكوب آند كو» سبق أن طرحت بداية السنة الحالية في معرض جنيف للساعات الفاخرة، ساعة تقدر بـ20 مليون دولار. بررت سعرها آنذاك بالتوضيح أنها استغرقت ثلاث سنوات ونصف السنة من البحث عن نوع مُعيّن من الألماس الأصفر، كما استنزفت آلاف الساعات والجُهد من حرفييها، لتقطيعه بطريقة «آشر» (Asscher) التي تعدّ الأكثر تعقيداً في عالم المجوهرات.
كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5078259-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D9%84%D9%87%D9%85%D8%AA-%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%9F
في منتصف القرن الماضي، كان فن الـ«آرت ديكو» والقطع المصنعة من البلاتين تُهيمن على مشهد المجوهرات الفاخرة. في خضم هذه الموجة التي اكتسحت الساحة، ظلت دار «بولغري» وفيّة لأسلوبها المتميز بالجرأة، واستعمال الذهب الأصفر والأحجار الكريمة المتوهجة بالألوان.
في هذه الفترة أيضاً ابتكرت تقنية خاصة بها، أصبحت تعرف بـ«توبوغاس»، وتستمد اسمها من الأنابيب التي كانت تستخدم لنقل الغاز المضغوط في عشرينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة أيضاً بدأ انتشار التصميم الصناعي في أوروبا، ليشمل الأزياء والديكور والمجوهرات والفنون المعمارية وغيرها.
في عام 1948، وُلدت أساور بتصميم انسيابي يتشابك دون استخدام اللحام، تجسَّد في سوار أول ساعة من مجموعتها الأيقونية «سيربنتي». أدى نجاحها إلى توسعها لمجموعات أخرى، مثل «مونيتي» و«بارينتيسي» و«بولغري بولغري».
في مجموعتها الجديدة تلوّنت الأشكال الانسيابية المتموجة والأجسام المتحركة بدرجات دافئة من البرتقالي، جسَّدها المصور والمخرج جوليان فالون في فيلم سلط الضوء على انسيابية شبكات الذهب الأصفر ومرونتها، واستعان فيه براقصين محترفين عبّروا عن سلاستها وانسيابيتها بحركات تعكس اللفات اللولبية اللامتناهية لـ«توبوغاس».
بيد أن هذه التقنية لم تصبح كياناً مهماً لدى «بولغري» حتى السبعينات. فترة أخذت فيها هذه التقنية أشكالاً متعددة، ظهرت أيضاً في منتجات من الذهب الأصفر تُعبر عن الحرفية والفنية الإيطالية.
لكن لم يكن هذا كافياً لتدخل المنافسة الفنية التي كانت على أشدّها في تلك الحقبة. استعملتها أيضاً في مجوهرات أخرى مثل «بارينتيسي»، الرمز الهندسي المستوحى من الأرصفة الرومانية. رصَّعتها بالأحجار الكريمة والألماس، وهو ما ظهر في عقد استخدمت فيه «التنزانيت» و«الروبيت» و«التورمالين الأخضر» مُحاطة بإطار من الأحجار الكريمة الصلبة بأشكال هندسية.
بعدها ظهرت هذه التقنية في ساعة «بولغري توبوغاس»، تتميز بسوار توبوغاس الأنبوبي المرن، ونقش الشعار المزدوج على علبة الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر والمستوحى من النقوش الدائرية على النقود الرومانية القديمة. تمازُج الذهب الأصفر والأبيض والوردي، أضفى بريقه على الميناء المطلي باللكر الأسود ومؤشرات الساعة المصنوعة من الألماس.
من تقنية حصرية إلى أيقونة
«بولغري» كشفت عن مجموعتها الجديدة ضمن مشروع «استوديو بولغري»، المنصة متعددة الأغراض التي تستضيف فيها مبدعين معاصرين لتقديم تصوراتهم لأيقوناتها، مثل «بي زيرو1» و«بولغري بولغري» و«بولغري توبوغاس». انطلق هذا المشروع لأول مرة في سيول في مارس (آذار) الماضي، ثم انتقل حديثاً إلى نيويورك؛ حيث تستكشف الرحلة الإرث الإبداعي الذي جسدته هذه المجموعة من خلال سلسلة من أعمال التعاون من وجهات نظر فنية متنوعة.
بين الحداثة والتراث
قدّم الفنان متعدد المواهب، أنتوني توديسكو، الذي انضم إلى المنصة منذ محطتها الأولى ترجمته للأناقة الكلاسيكية بأسلوب امتزج فيه السريالي بالفن الرقمي، الأمر الذي خلق رؤية سردية بصرية تجسد التفاعل بين الحداثة والتراث. منح الخطوط المنسابة بُعداً ميتافيزيقياً، عززته التقنيات التي تتميز بها المجموعة وتحول فيه المعدن النفيس إلى أسلاك لينة.
ساعده على إبراز فنيته وجمالية التصاميم، الفنان والمصمم الضوئي كريستوفر بودر، الذي حوَّل الحركة اللامتناهية وتدفق اللوالب الذهبية في «بولغري توبوغاس» إلى تجربة بصرية أطلق عليها تسمية «ذا ويف» أو الموجة، وهي عبارة عن منحوتة ضوئية حركية تتألف من 252 ضوءاً يتحرك على شكل أمواج لا نهاية لها، تتكسر وتتراجع في رقصة مستمرة للضوء والظل، لكنها كلها تصبُّ في نتيجة واحدة، وهي تلك المرونة والجمالية الانسيابية التي تتمتع بها المجموعة، وتعكس الثقافة الرومانية التي تشرَّبتها عبر السنين.