نورة الفيصل ودار «آسبري» تكشفان عن ثمرة تعاونهما

5 حقائب بألوان وزخارف وتقنيات تعكس تنوع وغنى الـ5 مناطق السعودية

عادت الأميرة نورة الفيصل إلى أرشيف غني لتغرف منه وتستقي منه ألوانها وتطريزاتها (آسبري)
عادت الأميرة نورة الفيصل إلى أرشيف غني لتغرف منه وتستقي منه ألوانها وتطريزاتها (آسبري)
TT

نورة الفيصل ودار «آسبري» تكشفان عن ثمرة تعاونهما

عادت الأميرة نورة الفيصل إلى أرشيف غني لتغرف منه وتستقي منه ألوانها وتطريزاتها (آسبري)
عادت الأميرة نورة الفيصل إلى أرشيف غني لتغرف منه وتستقي منه ألوانها وتطريزاتها (آسبري)

فتحت دار «آسبري» للمجوهرات والإكسسوارات الراقية هذا الأسبوع حواراً فنياً وثقافياً وجمالياً مع الأميرة نورة الفيصل، مؤسسة علامة «نون للمجوهرات». أقل ما يمكن قوله عن هذا الحوار أنه مثير على كل الأصعدة، بدءاً من تعاون دار بريطانية عريقة مع مصممة وسيدة أعمال سعودية لها هي الأخرى باع في مجال المجوهرات، إلى التعريف بغنى وتنوع الثقافة السعودية باستعمال لغة موضة راقية.

تعكس كل حقيبة ألوان وزخارف وتقنيات المناطق السعودية الخمس (آسبري)

اليوم مساء سيتم الكشف في حفل حميم عن ثمار تعاون الدار البريطانية مع الأميرة نورة. خمس نسخ محدودة من حقيبة «آسبري بوشيت 1781» الأيقونية، التي تعد من أكثر حقائب الدار تميزاً؛ فهي تمثل لها ما تُمثله حقيبة «باغيت» لدار «فندي» أو حقيبة الـ«بيركين» لـ«هيرميس» أو «2.55» لـ«شانيل» أو «لايدي ديور» لـ«ديور». استلهمتها من حقائب السفر في أوائل القرن العشرين، وصبت فيها كل ما تتقنه من تقنيات وجلود فاخرة لا تشوبها شائبة. كما حرصت فيما يتعلق بتصميمها ألا تعترف بزمن، وهو ما كان، بأن جعلتها مرنة يمكن حملها باليد أو على الكتف، باستعمال شريط قابل للفصل، لكنها هنا خضعت لعملية «تعريب» في غاية الجمال والفنية؛ فالمصمم ابن بيئته أولاً وأخيراً.

تعكس كل حقيبة من الحقائب الخمس منطقة من المناطق السعودية (آسبري)

تشرح الأميرة نورة أنها حرصت في هذه المجموعة الخماسية أن تعكس كل واحدة منها تفاصيل مستوحاة من المناطق الخمس للمملكة السعودية بكل تنوعها وخصوصيتها. وتضيف أن هدفها من هذا التعاون منذ البداية كان «ابتكار مجموعة أجسد فيها تفرد الـ5 مناطق الرئيسية في المملكة العربية السعودية، بتسليط الضوء على الاختلاف والتنوع الإقليمي لكل واحدة، وأيضاً الجماليات المطلقة التي يتمتع بها تراثنا». وبالفعل جاءت كل حقيبة منسوجة بحبكة مشوقة تسرد قصة وتاريخ كل منطقة باللون والشكل والتطريز. تتابع: «كان مهماً أن يعكس كل تصميم جوهر كل منطقة من المناطق الخمس، سواء تعلق الأمر بتداخل ألوانها أو جمال زخارفها المعمارية أو تعقيدات تقنيات التطريز فيها.

5 مناطق 5 حقائب (آسبري)

فعبر احتضان التنوع والاحتفاء به ضمن التراث السعودي، خلقت رواية بصرية تغرس الشعور بالفخر والتواصل بين الأفراد في جميع أنحاء المملكة». اللافت في هذه المجموعة أيضاً تمتعها بفخامة تنبعث من الجلود وتؤكدها عراقة تصميم حقيبة «بوشيت 1781» الأيقونية، إضافة إلى مهارة حرفيي الدار البريطانية وما يُكنونه للتقاليد والموروثات الثقافية من احترام يختزلونه في كل غرزة ودرزة.

تعكس كل حقيبة ألوان وزخارف وتقنيات المناطق السعودية الخمس (آسبري)

ما يزيد من أهمية هذا التعاون أن الأميرة نورة الفيصل ليست مصممة أو سيدة أعمال فحسب، بل هي أيضاً المديرة التنفيذية لفنون التراث في المملكة، وهي المنظمة المعنية اجتماعياً والملتزمة بالحفاظ على صيانة التراث الثقافي السعودي. في هذا الصدد تقول إن «ضمان الأصالة والدقة» من العناصر المهمة بالنسبة لها. كان أساسياً أن تعود إلى أرشيف الفنون التراثية لتدرسه وتغرف منه؛ فهو أرشيف غني يضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تتراوح من الأزياء إلى المنسوجات والمجوهرات إلى الصور الفوتوغرافية.

من جهتها، فإن دار «آسبري» لم تكن لتُسلم أيقونة من أيقوناتها لأيٍّ كان؛ فهي تختار بعناية شديدة كل من تتعاون معهم في إطار تقليد تتبعه منذ زمن، ويتلخص في تعاونها مع مبدعين من كل أنحاء العالم وفي مجالات مختلفة، تمنحهم مطلق الصلاحية لكي يعيدوا تفسير تصاميمها بأساليب معاصرة وبلغتهم الخاصة، على شرط أن يُسلّطوا الضوء على مهاراتهم الحرفية بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية.

تعكس كل حقيبة من الحقائب الخمس منطقة من المناطق السعودية (آسبري)

يقول جون ريغاس، رئيس دار «آسبري»، إنه جد متحمس لتعاونه مع شخصية مُبدعة مثل الأميرة نورة الفيصل؛ فهي تتمتع بحس فني عالٍ وثقافة غنية تستمدها من بيئتها وتاريخها. كما أشار إلى أن هذه مجرد البداية؛ لأن الدار تسعى لتعميق تعاونها مع علامة «نون» عبر مجموعة محدودة من المجوهرات على أمل إطلاقها في عام 2024.

تستعمل «آسبري» أفخم أنواع الجلود (آسبري)


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
TT

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)

عشر سنوات فقط مرت على إطلاق علامة «بيوريفيكايشن غارسيا» حقيبتها الأيقونية «أوريغامي». بتصميمها الهندسي وشكلها ثلاثي الأبعاد لفتت الأنظار منذ أول ظهور لها. واحتفالاً بمكانتها وسنواتها العشر، تعاونت العلامة الإسبانية مؤخرا، مع أربع مُبدعات في الفنون البلاستيكية لترجمتها حسب رؤيتهن الفنية وأسلوبهن، لكن بلغة تعكس قِيم الدار الجوهرية. هذه القيم تتلخص في الألوان اللافتة والخطوط البسيطة التي لا تفتقر إلى الابتكار، أو تبتعد عن فن قديم لا يزال يُلهم المصممين في شتى المجالات، قائم على طيّ الورق من دون استخدام المقص أو الغراء، ألا وهو «الأوريغامي». فن ياباني تكون فيه البداية دائماً قاعدة مربّعة أو مكعّبة.

المكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميم الحقيبة إلى جانب جلد النابا الناعم والمرن (بيوريفكايشن غارسيا)

ولأن يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، صادف اليوم العالمي لفن «الأوريغامي»، فإنه كان فرصة ذهبية لتسليط الضوء على حقيبة وُلدت من رحم هذا الفن ولا تزال تتنفس منه تفاصيلها.

فالمكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميمها؛ إذ تبدأ العملية باختيار جلد النابا تحديداً لنعومته، وبالتالي سهولة طيّه ومرونته في الحفاظ على شكله. بعد تمديد الجلد، يتم تحديد النمط وإضافة دعامات مثلثة للحفاظ على هيكله، لتُضاف بعد ذلك المُسنّنات يدوياً لخلق حركة انسيابية على الجلد.

للاحتفال بميلاد الحقيبة العاشر وفن «الأوريغامي» في الوقت ذاته، منحت «Purificacion Garcia» أربع مُبدعات، وهن: ألبا غالوتشا وكلارا سيبريان وصوفي أغويو وسارة أوريارتي، حرية ترجمتها حسب رؤية كل واحدة منهن، مع الحفاظ على أساسياتها.

ألبا غالوتشا، وهي ممثلة وعارضة أزياء وفنانة، تعتمد على الأنسجة والخزف كوسيلة للتعبير عن نفسها، وتستقي إلهامها من الحياة اليومية، والاحتفال بتضاريس الجسد. استوحَت الحقيبة التي ابتكرتها من عشقها للأنماط والهياكل والبناء. تقول: «حرصت على الجمع بين ما يُعجبني في شكل هذه الحقيبة وما يستهويني في جسم الإنسان، لأبتكر تصميماً فريداً يعكس هذَين المفهومَين بشكلٍ أنا راضية عنه تماماً».

حرصت ألبا على الجمع بين تضاريس الجسد وأنماط وهياكل البناء (بيوريفكايشن غارسيا)

أما كلارا سيبريان، فرسّامة تحبّ العمل على مواضيع مستوحاة من جوانب الحياة اليومية ويمكن للجميع فهمها والتماسها. تقول عن تجربتها: «أنا وفيّة لأكسسواراتي، فأنا أحمل الحقيبة نفسها منذ 5 سنوات. وعندما طُلب مني ابتكار نسختي الخاصة من هذه الحقيبة، تبادرت فكرة إلى ذهني على الفور، وهي إضفاء لمستي الشخصية على حقيبة (Origami) لتحاكي الحقيبة التي أحملها عادةً بتصميمٍ بسيطٍ تتخلّله نقشة مزيّنة بمربّعات».

من جهتها، تستمد سارة أوريارتي، وهي فنانة متخصصة في تنسيق الأزهار والمديرة الإبداعية في «Cordero Atelier»، إلهامها من الطبيعة، ولهذا كان من الطبيعي أن تُجسّد في نسختها من حقيبة «أوريغامي»، السلام والهدوء والجمال. تشرح: «لقد ركّزت على تقنية (الأوريغامي) التي أقدّرها وأحترمها. فكل طيّة لها هدف ودور، وهو ما يعكس أسلوبي في العمل؛ إذ كل خطوة لها أهميتها لتحقيق النتيجة المرجوة. لذلك، يُعتبر الانضباط والصبر ركيزتَين أساسيتَين في هذَين العملَين. وأنا أسعى إلى إيجاد التوازن المثالي بين الجانب التقني والجانب الإبداعي، وهذا ما يلهمني لمواصلة استكشاف الجمال الكامن في البساطة».

كلارا رسّامة... لهذا عبّرت نسختها عن رؤيتها الفنية البسيطة التي أضافت إليها نقشة مزيّنة بمربّعات (بيوريفكايشن غارسيا)

وأخيراً وليس آخراً، كانت نسخة صوفي أغويو، وهي مستكشفة أشكال ومؤسِّسة «Clandestine Ceramique»، التي تشيد فيها كما تقول بـ«تصميم يتداخل فيه العملي بجمال الطبيعة، وبالتالي حرصت على أن تعكس التناغم بين جوهر دار (بيوريفكايشن غارسيا) القائمة على الأشكال الهندسية وأسلوبي الخاص الذي أعتمد فيه على المكوّنات العضوية. بالنتيجة، جاءت الحقيبة بحلّة جديدة وكأنّها تمثال منحوت بأعلى درجات الدقة والعناية».