كنزة عادية، بل ربما تكون أقل من عادية للوهلة الأولى، لكنها ستعرض في مزاد «سوذبيز» بنيويورك في سبتمبر (أيلول) بسعر يتراوح بين 50 ألف و80 ألف دولار (40 ألف ـ 70 ألف جنيه إسترليني). السبب أن صاحبة هذه الكنزة ليست امرأة عادية. إنها للأميرة الراحلة ديانا، التي ظهرت بها في بداية الشباب وقبل أن تصقل مهارتها في تطويع الموضة وترتقي بأسلوبها الإنجليزي إلى العالمي.
تبدأ قصة هذه الكنزة التي تشتهر بكنزة «النعجة السوداء»، في يونيو (حزيران) 1981، حين رافقت فتاة أرستقراطية وخجولة جداً خطيبها الأمر تشارلز لواحدة من مباريات البولو الصيفية. كانت ترتدي كنزة حمراء مزدانة بصورة نعاج بيضاء تتوسطها أخرى سوداء. تبين فيما أنها واحدة من أولى القطع التي أنتجتها علامة «وورم آند ووندرفل» للمنسوجات ومملوكة لسالي ميور وجوانا أوزبورن. رغم بساطة الكنزة، حظيت بشعبية هائلة بسبب صاحبتها. خضعت لتشريح وتمحيص من قبل وسائل الإعلام وفتحت حوارات عدة، وبين عشية وضحاها سطع اسم مصممتيها موير وأوزبورن وحققت شركتهما الصغيرة خبطة دعائية لا تقدر بثمن حوَلت اسم «وورم آند ووندرفل» إلى علامة تتهافت عليها الفتيات في تلك الفترة.
في هذا السياق، علقت سينثيا هولتون، رئيسة شؤون الموضة والإكسسوارات في دار «سوذبيز» أن الأميرة الراحلة «منذ سنواتها الأولى كعضو خجول في العائلة المالكة وحتى سنواتها الأخيرة كامرأة مستقلة وواثقة بنفسها، حطمت الكثير من القوالب التقليدية في عالم الموضة، وعكست المناخ الاجتماعي والثقافي المتغير». وأضافت: «من خلال الجمع بين القطع التي أبدعها كبار المصممين وملابس أخرى يمكن ارتدائها بشكل يومي، أحدث أسلوب ديانا ثورة في مجال الأناقة ـ الأمر الذي ما يزال قائماً حتى يومنا هذا. فقد تركت بصمة لا تمحى في عالم الموضة، ورسخت مكانتها كأيقونة موضة عالمية».
على الجانب الآخر، علقت سالي موير وجوانا أوزبورن، مؤسستا «وورم آند ووندرفل» على الأمر بقولهما: «لقد ذُهلنا عندما عرفنا أن ديانا سبنسر ارتدت الكنزة أول مرة. كان ذلك عندما شاهدنا صورتها تتصدر الصفحة الأولى في صحيفة تصدر كل يوم أحد. لم نُصدق أعيننا وعرفنا مباشرة أن تأثيرها سيكون قوياً، وهو ما حدث بالفعل. فقد ارتفعت مبيعاتنا بشكل غير مسبوق». الطريف أنهما وبعد أسابيع قليلة من ظهور ديانا بالكنزة، تلقيَتا خطاباً رسمياً من قصر باكنغهام، جاء فيه أن الكنزة تعرضت لتلف وبما أن الأميرة تُحبها كثيراً تريد أن تستفسر ما إذا كان بالإمكان إصلاحها أو استبدالها بأخرى. وبالفعل، جرى نسج سترة جديدة تماماً بالكامل.
عام 2020، عاودت «وورم آند ووندرفل»، التي كانت قد توقفت عن إنتاج هذا التصميم في عام 1994، إصداره من جديد بالتعاون مع المصمم الأميركي جاك كارلسون وعلامته التجارية «روينغ بليزرز» التي تشتهر بتقاليدها اليدوية والروح المرحة التي تضفيها على تصميماتها. أسهم هذا التعاون في تعريف جيل آخر بها. خلال العام ذاته، ظهرت الممثلة إيما كورين بنسخة تحاكي التصميم الأصلي في الموسم الرابع من مسلسل «دي كراون» الذي تنتجه «نتفليكس».
الآن فصل جديد من قصة الكنزة تكتبه دار «سوذبير» بعد أن اكتشفت موير وأوزبورن في شهر مارس (آذار) الماضي وبالصدفة «صندوقاً صغيراً احتضن بداخله الكنزة الأصلية التي أرسلتها الأميرة الراحلة لإصلاحها. وهكذا بعد ما يقرب من أربعة عقود، قد تجد الكنزة الأصلية طريقها إلى أحد هواة اقتناء القطع الفريدة». من المقرر أن تتصدر الكنزة المزاد الافتتاحي لأيقونات الموضة الذي تقيمه دار «سوذبيز»، شهر سبتمبر المقبل، مع فتح باب المزايدة عبر الإنترنت من 31 أغسطس (آب) حتى 14 سبتمبر ـ خلال أسبوع الموضة بنيويورك، على أن تُعرض في نيويورك بدءاً من 7 سبتمبر، مع العلم أن دار «سوذبيز» تحتفظ برقم قياسي ببيعها أغلى فستان للأميرة ديانا على الإطلاق في يناير (كانون الثاني) 2023 مقابل 604.800 دولار.