اليوم موعد الموضة مع أول عرض يقدمه فاريل ويليامز

دار «لويس فويتون» تراهن على نجاحه بتسخير كل إمكاناتها

فاريل ويليامز مع الممثلة ميشيل يوه في حفل الأوسكار لعام 2019 (جاكوب)
فاريل ويليامز مع الممثلة ميشيل يوه في حفل الأوسكار لعام 2019 (جاكوب)
TT

اليوم موعد الموضة مع أول عرض يقدمه فاريل ويليامز

فاريل ويليامز مع الممثلة ميشيل يوه في حفل الأوسكار لعام 2019 (جاكوب)
فاريل ويليامز مع الممثلة ميشيل يوه في حفل الأوسكار لعام 2019 (جاكوب)

اليوم ينطلق أسبوع الموضة الرجالية في باريس. الكل يترقب ما يمكن أن تقدمه عاصمة الأناقة الفرنسية للرجل بعد الذي قدمته ميلانو من إبداعات شبابية خاض بعضها في ملفات فلسفية وطرح بعضها الآخر تساؤلات عن مفهوم الذكورة في عصرنا الحالي وغيرها من الحوارات، لكن اليوم هو أيضاً الموعد مع أول تشكيلة سيُقدِّمها المغني والمنتج الموسيقي فاريل ويليامز. شخصية ناجحة في عالم الموسيقى وعاشقة للموضة ويرفع شعار الشمولية والتنوع بكل أشكاله وألوانه، ومع ذلك أثار الكثير من الاستغراب عندما أعلنت «لويس فويتون» تعيينه مديراً فنياً لقسمها الرجالي.

فاريل ويليامز في عرض «لويس فويتون» لخريف وشتاء 2023 (لويس فويتون)

ورغم أن التساؤلات حول هذا الاختيار كانت كثيرة، فإن الجواب كان واحداً يتلخَّص في أن مشهد الموضة تغيّر بشكل لا رجعة فيه. الحركات التي ترفع شعارات مناهضة التمييز العنصري والمطالبة بالتنوع والشمولية وحماية البيئة، كلها أثرت على ثقافة العالم. والأهم من هذا صدمت عالم الموضة وجعلته في حالة قلق مستمر خوفاً من الانتقادات التي يمكن أن تنتج عن أقل هفوة تُكلفها الكثير. من هذا المنظور كان اختيار فاريل صائباً ومفهوماً في الوقت ذاته. بالإضافة إلى أياديه البيضاء فيما يتعلق بالقضايا البيئية والإنسانية، فهو أيضاً جزء من هذه الثقافة.

كان من الممكن أن يذهب هذا المنصب الذي يحلم به أغلب المصممين الشباب ممن درسوا فنون وعلوم التصميم وتخرجوا في معاهد معروفة من أمثال غرايس وايلز بونر ومارتين روز وتيلفار كليمنز ممن كانت أسماؤهم مطروحة لتولي هذا الدور، لكن «لويس فويتون» اختارت فاريل. ربما لتحمي نفسها، وربما لتخُض المتعارف عليه وتجتاز موجة التغيير التي تشهدها الثقافة العالمية في كل المجالات تقريباً بسلام. فاريل ويليامز جزء من هذه الثقافة بالنظر إلى دعمه لعدة حركات مؤثرة حالياً، بدءاً من مناهضته للتمييز العنصري إلى دعمه للأقليات من خلال مبادرات لها وزن. وبالنسبة للمتحمسين له، فهو أيضاً وريث شرعي لصديقه فيرجيل أبلو من ناحية أنه يتقاسم معه الكثير من الأمور مثل الشغف بالفن والموسيقى والمزج بين الأناقة الراقية و«السبور» المستوحاة من ثقافة الشارع.

سمعته في عالم الموسيقى لا غبار عليها (جاكوب)

المهم أن اليوم موعده، وعند الامتحان يكرَم الإنسان أو يُهان، وإن كانت كفة الترجيح تؤكد أنه لا خوف عليه. فإلى جانب أنه عاشق للموضة وسبق له التعاون مع مصممين في السابق، فهو قارئ جيد لنبض الشارع. إضافة إلى كل هذا، فإن الدار الفرنسية ستكون قد سخّرت له كل إمكاناتها الضخمة، وإن تحت إمرته فريقاً كبيراً من الحرفيين ورث عدداً منهم عن سلفه المصمم الراحل فيرجيل أبلو.

اليوم وعلى الساعة الثامنة والنصف مساء سيقدم أول تشكيلة له. غنيّ عن القول أن الكل بانتظارها على أحرّ من الجمر. يترقبون أناقة ترقص على إيقاعات موسيقية يعشقونها بصوت فاريل، وربما سيستقبلونها بالأحضان كما استقبلوا دخوله إلى واحد من أهم معاقل الموضة وأقواها. في العام الماضي مثلاً كانت أول دار أزياء تصل قيمتها إلى أكثر من 20 مليار دولار، لكن بالرغم من كل ما يعنيه لقاء «لويس فويتون» وفاريل ويليامز من قوة ونفوذ، فإن التوقعات تبقى كبيرة، مع العلم أن ما نُشر إلى الآن لم يُركز على الجانب الإبداعي بقدر ما جاء يُركز على فعاليات ومشاريع ضخمة تنوي الدار القيام بها للبقاء على عرش الموضة.

وبينما هناك تكتّم كبير على التشكيلة حتى تكون مفاجأة الموسم، فإن ماكينة «لويس فويتون» الإعلانية لم تتوقف عن ترسيخ صورته في المخيلة واللعب على تلك الرغبة في تقبّله والاحتفال به. منذ فترة قصيرة مثلاً نشرت له صورة وهو يقف أمام لوحة كبيرة تظهر فيها المغنية ريحانا وهي تحمل مجموعة من حقائب الدار.


مقالات ذات صلة

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

لمسات الموضة الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

يتم إطلاق ساعة «ألباتروس» في 5 إصدارات محدودة؛ كل منها يقتصر على 8 قطع فقط، بألوان: الأزرق، والأحمر، والأخضر، والعنبري، والأسود.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ساعة بحركة «فلايباك» من البلاتين (إم بي & إف)

«شانيل» و«إم بي آند إف» توقّعان شراكة مستقلة

أعلنت «شانيل» و«إم بي آند إف» (MB&F) حديثاً عن توقيع شراكة مهمة بينهما، مؤكّدة مرة أخرى أنها تطمح للمزيد من التميز والتفرد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة قدمت الدار مجموعة متكاملة للرجل والمرأة مفعمة بالأناقة رغم اعتمادها على كلاسيكيات الدار (جيڤنشي)

«جيڤنشي» تُساوي بين الرجل والمرأة

غاب عن دار «جيڤنشي» مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها بعد خروج مصممها السابق، الأميركي ماثيو ويليامز منها منذ سنة تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة عقد «باسيفلورا» مرصع بالألماس والياقوت والزمرد في محاكاة للنباتات المائية (ديفيد موريس)

مجموعة من «ديفيد موريس» تتعدى الصورة السطحية لما هو أعمق

ليس جديداً أن تُلهم المحيطات والبحار عالم الموضة والمجوهرات. فقد ألهمت قبل ذلك الأدب والرسم والموسيقى.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)

حرب الأناقة بين السياسيات والساسة في أميركا

ألوان أزياء الساسة الحاليين متشابهة ومتكررة وكأنهم عقدوا هدنة مع الموضة تنص على ابتعادهم عن كل ما يخض المتعارف عليه أو يُعبِّر عن تفرد شخصي.

جميلة حلفيشي (لندن)

تالة أبو خالد... سعودية تعيد تعريف الأزياء العصرية بلمسة تراثية

المصممة السعودية تالة أبو خالد مع إحدى العارضات خلال عرضها الأول (الشرق الأوسط)
المصممة السعودية تالة أبو خالد مع إحدى العارضات خلال عرضها الأول (الشرق الأوسط)
TT

تالة أبو خالد... سعودية تعيد تعريف الأزياء العصرية بلمسة تراثية

المصممة السعودية تالة أبو خالد مع إحدى العارضات خلال عرضها الأول (الشرق الأوسط)
المصممة السعودية تالة أبو خالد مع إحدى العارضات خلال عرضها الأول (الشرق الأوسط)

في عالم الموضة والأزياء، الذي يسيطر عليه المبدعون من جميع أنحاء العالم، برزت تالة أبو خالد بوصفها أصغر مصممة أزياء سعودية تدمج بين التراث والثقافة السعودية والتصاميم العصرية بطريقة مبتكرة.

تصميم يجمع بين الأصالة والحداثة في عرض الأزياء الأول للمصممة تالة أبو خالد (الشرق الأوسط)

بدأت تالة رحلتها في عالم تصميم الأزياء عندما تخرجت في المدرسة، باحثة عن تخصص يشبه شخصيتها. فمنذ صغرها كانت تدرك أنها ستدخل في مجال فني، فقد كانت دائماً تحب الرسم والتلوين والأعمال الفنية. كان والداها مصدر إلهامها والحاضنين لشغفها. هما أيضاً من شجعاها على دراسة تصميم الأزياء في جامعة «ESMOD» الفرنسية.

في بداياتها، تأثرت تالة بعديد من المصممين العالميين، منهم المصمم العالمي ألكسندر ماكوين Alexander McQueen، والمصمم اللبناني كريكور جابوتيان Krikor Jabotain، ومع الوقت، بدأ أسلوبها الخاص يتبلور، خصوصاً أنها اجتهدت لتطويره حتى تُثبت ذاتها. وبالفعل حقّقت النجاح في سن صغيرة رغم أن التحديات التي واجهتها كانت عديدة، بدءاً من تأسيس علامتها «Rebirth»، إلى فتح محلها الأول. تقول: «هذه التحديات كانت غنية بالدروس. تعلمت منها كثيراً؛ الأمر الذي ساعدني على تحقيق أحلامي».

استخدام النخيل المعالج يظهر في مجموعة «آيلا» الخاصة بالمصممة تالة أبو خالد (الشرق الأوسط)

قدّمت تالة أبو خالد أول عرض أزياء لها في «أسبوع الموضة» بالبحر الأحمر. «كانت تجربة رائعة مليئة بالتوتر والإثارة»، حسب قولها، إلا أن استقبال الجمهور لتشكيلتها والطاقة الإيجابية التي تلقتها خلال الفعالية، أعطياها دافعاً كبيراً للاستمرار والتطوير.

اختارت تالة كل شيء بعناية، فتصاميمها التي قدمتها في أول عرض أزياء لها، جمعت بين الأصالة والحداثة. أطلقت على مجموعتها عنوان «آيلا» وتكونت من 27 قطعة، استوحتها من جمال سعف النخيل وتنوعه، الذي يُعدّ رمزاً مهماً في التراث السعودي. استخدمت سعف النخيل المعالج بتدرجات ألوانه البنية؛ ما أضفى جمالية خاصة على كل قطعة. انتبهت إلى كل التفاصيل بما فيها الموسيقى التي كانت لها رمزيتها. اختارت فرقة موسيقية صاحبت العرض على إيقاع الطبول اليدوية. فدقات الطبول في الثقافة الأفريقية تستخدم لتمرير الحكايات والتراث وإيصال الرسائل. رسالتها كانت أن تحكي قصة فتاة اسمها «تالة»، وتعني في اللغة العربية «النخلة الصغيرة».

أكثر تصميم تشعر تالة بالفخر عند النظر إليه هو «الكورسيه» المصنوع من أوراق النخيل، الذي أطلقت عليه اسم «بالمارا» (Palmara). تقول: «هذا التصميم يجسّد تراثي وثقافتي بلمسة عصرية، كما يعبر عن فلسفتي في دمج الطبيعة مع الموضة».

التصاميم المريحة والفضفاضة والألوان الهادئة أبرز خطوط موضة الصيف (الشرق الأوسط)

تشير المصممة تالة، إلى أن خطوط الموضة هذا الصيف تتمحور حول استخدام الخامات الطبيعية مثل الكتان والقطن، إلى جانب التصاميم الفضفاضة والمريحة، التي لا تتطلّب سوى ألوان طبيعية وهادئة مثل البيج والأخضر الزيتوني، وهذا ما أخذته بعين الاعتبار.

وحسب تالة فإن النجاحات التي حققتها وهي في سن صغيرة ستساعدها على اختصار الطريق نحو العالمية، بالإضافة إلى المثابرة والعمل المستمر «فهما الأساس لتحقيق أي هدف»، مؤكدة أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي أدت دوراً كبيراً في دعم عملها وتطويره بصفتها مصممة أزياء، من خلال تسهيل التواصل مع الجمهور وعرض تصاميمها بصورة أوسع، ومتابعة ردود فعل الجمهور على ما تقدمه.

تصميم يعكس التراث السعودي بلمسة عصرية (الشرق الأوسط)

ترى تالة أن التقاليد والثقافة السعودية يمكن أن تندمج بصورة رائعة مع الموضة العالمية، من خلال تقديم تصاميم تعكس التراث بلمسة عصرية، وتشير إلى أن الذوق العربي، خصوصاً الخليجي والسعودي، يتميّز بالأصالة والفخامة، والتركيز على التفاصيل الدقيقة؛ ما يميّز الأزياء الخليجية عن الأزياء الغربية.

تصميم عصري باستخدام قماش «الشالكي» السعودي (موقع المصممة في إنستغرام)

وتضيف: «لدينا في السعودية أقمشة ونقشات وتطريز وألوان فريدة من نوعها، لم يرَ العالم منها كثيراً بعد. نعم، الأزياء المستوحاة من الطبيعة السعودية والتراث بدأت تضع بصمتها في التصاميم العالمية، وتلقى اهتماماً متزايداً من قبل المصممين العالميين والجمهور نظراً إلى تفاصيلها الفريدة».