مهرجان «كان» السينمائي في دورته الـ76 يشهد «غزوة عربية»

تألق صنّاع الموضة والنجوم

الممثلة السعودية ميلا الزهراني ومجوهرات من «بوشرون» (من بوشرون)
الممثلة السعودية ميلا الزهراني ومجوهرات من «بوشرون» (من بوشرون)
TT

مهرجان «كان» السينمائي في دورته الـ76 يشهد «غزوة عربية»

الممثلة السعودية ميلا الزهراني ومجوهرات من «بوشرون» (من بوشرون)
الممثلة السعودية ميلا الزهراني ومجوهرات من «بوشرون» (من بوشرون)

لا يزال مهرجان كان في دورته الـ76 مستمراً، والصور التي تطالعنا على شاشات التلفزيون أو تنشرها الوكالات تُثلج الصدور. من إطلالة العارضة السعودية أميرة الزهير في حفل الافتتاح بفستان من المصمم رامي قاضي، إلى النجمة والعارضة السعودية ميلا الزهراني في مجوهرات من دار بوشرون والممثلة الكويتية ليلى عبد الله في مجوهرات «ميسيكا» وهلم جرا من الوجوه التي لم تعكس أناقة متناهية فحسب، بل كانت وجوهاً تُبشِر بأن التغيير الإيجابي أصبح واقعاً ملموساً ومعترفاً به على الصعيد العالمي.

أمر تشهد عليه أيضاً مشاركة سبعة مخرجين من أصول عربية و9 أفلام، إلى جانب الصور، التي تظهر فيها النجمات، بمن فيهن نجمات «السوشيال ميديا»، وهن يتخايلن على السجاد الأحمر بكامل أناقتهن في أزياء حرصن على أن تكون متوازنة بين المصممين العرب والأجانب. من هند صبري ومنى زكي وأمينة خليل إلى فاطمة البنوي وتارا عماد وأسيل عمران وغيرهن.

الصورة العامة تجعل المتابع يشعر أيضاً أن المهرجان تخلَص من التشويش الذي أثاره مشاهير السوشيال ميديا في العام الماضي حين زاحموا النجوم لالتقاط صورهم على السجاد الأحمر. كان أملهم إقناع متابعيهم بأنهم في مصاف النجوم، أحياناً على حساب العلامات التي استضافتهم.

فالعديد من هؤلاء كانوا ضيوف ماركات مجوهرات عالمية، انتبهت أن الثقافة العامة تغيرت وبالتالي كان عليها أن تغيّر من استراتيجياتها لترقى بصورتها. «ميسيكا باريس» أكدت أنها انتقت نجمات السوشيال ميديا بعناية أكبر، كما ركزت على نجمات سينمائيات مثل ليلى عبد الله وأمينة خليل ومايا دياب. نجمات لهن وزن وجمهور.

كذلك «بوشرون» و«شوبار» و«ديور» اختارت وجوهاً لها تأثير إيجابي إما على الموضة أو السينما. فهذا العام كان عن السينما أولاً وأخيراً، حسبما أكدته الإعلامية ريا أبي راشد التي كانت ولا تزال وجهاً مألوفاً في المهرجان بحكم عملها وشغفها بالفن السابع على حد سواء.

الإعلامية ريا أبي راشد من الوجوه المألوفة في المهرجان منذ سنوات بحكم عملها وشغفها بالسينما (غيتي)

يأتي صوتها عبر الهاتف سعيداً وكأنها تُغني: «أنا في غاية السعادة أننا عُدنا هذا العام للاحتفال بالفن وحب السينما. الأضواء الآن مركزة على المؤثرين في عملية الإبداع، مثل جوني ديب وكايت بلانشيت وغيرهما من النجوم، بغض النظر عما إذا كنا من المعجبين بهم أم لا، المهم أننا نُقدر أعمالهم ونستمتع بها». ولا تخفي ريا أن الأجواء مختلفة هذا العام: «الجميل في المهرجان هذا العام أيضاً اهتمامه بتمكين وفتح المجال أمام الشباب من الفنانين الصاعدين، وهنا تحضرني أسماء مثل تارا عماد وميلا الزهراني، إلى جانب احتفاله بفنانات لهن باع في مجالاتهن مثل هند صبري وكوثر بن هنية ومنى زكي وأخريات». بيد أن هذا لا يعني أن «هناك غياباً تاماً لمن يُلقبون بنجوم (السوشيال ميديا) والمتطلعين لسرقة الأضواء. فهم لا يزالون متواجدين، لكن بأعداد أقل من العام الماضي، وفي غالب الأحيان ظلوا مُحيدين وعلى الهامش».

وبما أن المهرجان الفرنسي، مثله مثل حفل الأوسكار وغيره من الفعاليات العالمية أصبح منصة مهمة للموضة، لا بد من الإشارة إلى أن الحضور العربي في هذا المجال أيضاً كان قوياً. أسماء عربية مبدعة سجلت حضورها فيها، مثل زهير مراد ورامي قاضي ومحمد آشي وطوني ورد ونيكولا جبران.

لكن ربما يكون إيلي صعب هو أقوى الحاضرين، إذا كان حجم التغطيات العالمية هو المقياس، والفضل هنا يعود إلى تألق كاثرين زيتا جونز وابنتها كاري في إطلالتين مثيرتين في حفل افتتاح المهرجان. الأول من خط الـ«هوت كوتور» لربيع وصيف 2022 بالأحمر الأقحواني ومن حرير الموسلين والأورغنزا، والثاني من تشكيلته الجاهزة لربيع وصيف 2023، باللون الأبيض من الدانتيل.


مقالات ذات صلة

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)

4 أفلام سعودية للعرض في مهرجان الفيوم السينمائي

تشارك 4 أفلام سعودية في الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي يقام خلال الفترة ما بين 25 و30 نوفمبر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق بطلات فيلم «انصراف» (الشرق الأوسط)

المخرجة السعودية جواهر العامري استلهمت «انصراف» من أحداث حقيقية

عُرض «انصراف» في كلٍ من أميركا وفرنسا وبريطانيا، في حين شهد «مهرجان القاهرة» عرضه العربي الأول.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق العياد بعد تسلم الجائزة في المهرجان (الشرق الأوسط)

ناقد سعودي يحصد جائزة «جيل المستقبل» في «القاهرة السينمائي»

حصد الناقد السينمائي السعودي أحمد العياد جائزة «جيل المستقبل» التي أقيمت نسختها الأولى ضمن فعاليات «أيام القاهرة لصناعة السينما».

أحمد عدلي (القاهرة )

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.