المنافسة محتدمة بين حقن «الفيلرز» وجراحة الـ«Macs» لشد وجه المرأة

تعددت تقنيات التجميل والهدف واحد. فالجمال حسب الأطباء والجراحين المتخصصين بمتناول كل من له الإمكانات والرغبة في ذلك، فتصبح أي واحدة هي تلك التي غنى لها محمد عبد الوهاب «الصبا والجمال ملك يديك». أما مقولة التحسر «يا ليت الشباب يعود يوما» فلم يعد لها مكان في القاموس حاليا، بفضل تطور التقنيات التي تنقص من عمر المرأة، شكلا، بفارق 10 أو 15 سنة تقريبا. جولة سريعة بين عيادات أطباء التجميل في لبنان وغيره تؤكد أن عمليات التجميل لم تعد قصرا على شريحة معينة، بل أصبحت متاحة للجميع ويمكن إجراء بعضها بين لقاءات العمل أو القيام بنشاطات أخرى.
الدكتور روبرتو فيل، الذي توجد عيادته في «هارلي ستريت» بلندن وأخرى بدبي، يؤكد هذا القول قائلا إن التقنيات تطورت بشكل كبير بحيث لم تعد هناك حاجة ماسة للعمليات الجُذرية. فهناك طرق أخرى تؤدي المهمة على أحسن ما يجب ولا تستغرق جهدا أو فترة طويلة للتعافي. ويشير إلى أن البوتوكس لا يزال على رأس قائمة ما يطلبه الزبائن إضافة إلى «الفيلرز». لكنه يضيف أن هناك تقنية جديدة ربما تكون أفضل من ناحية أنها تعطي نتائج مبهرة وفي الوقت ذاته تدوم طويلا هي «ماكس» و«Macs».
ويؤكد أطباء آخرون رأيه بأن المنافسة حامية بين التقنيتين. فبينما «الفيلرز» يعتمد على حقن الوجه بمادة «آسيد اياليرونيك» التي تزود الوجه بلمسة جمال ونضارة، فإن «ماكس» عملية جراحية تشد الوجه بفعالية أكبر.
يقول اختصاصي التجميل في لبنان دكتور فادي أبي عازار إن «التقنيتين يجب أن تتلازما في عملية تجميل الوجه» مضيفا: «صحيح أن عملية Macs لشد الوجه هي فعالة وتستقطب عدداً لا يستهان به من النساء ويعتمدها بالتالي معظم أطباء التجميل، إلا أن حقن الفيلرز التي من شأنها أن تعبئ فراغات تشوب الوجه تعد اللمسة التجميلية الأخيرة، والتي لا يمكن الاستغناء عنها حتى بعد عملية (الليفتينغ) أي شد الوجه». ويؤكد دكتور أبي عازار في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن إضافة إلى «الفيلرز» والـ«macs» هناك أيضا تقشير البشرة بالليزر، والكريمات المرطبة والمغذية الغنية. فكلها مهمة لأنها كمن تؤدي دور الصيانة للحفاظ على النتائج المطلوبة لفترة أطول. ويشرح أن معظم الأطباء يستخدمون كل هذه الوسائل مجتمعة للحصول على نتائج واضحة ومنح المرأة مظهر الشباب.
فـ«أسوأ ما في عمليات التجميل المبالغة» حسب رأي الدكتور روبرتو فيل. وهذا ليس سببه إدمان المرأة عليها، حسب ما يعتقده البعض، بل لأنها فعلا ما إن تبدأ هذا الطريق حتى تبدأ في ملاحظة عدم توازن في أجزاء أخرى، لتطلب تدخلا جديدا. فعندما تُحسن الجبين مثلا يبرز ترهل الذقن أو تهدل الجفنين أو العكس، لتصبح المسألة مثل مسابقة ماراثون مع الزمن. لحسن الحظ أن الجيل الجديد من الفتيات لن تواجهه هذه المشكلة، لأن علم التجميل يتطور باستمرار تلبية لحاجة السوق. المنافسة بين الجراحين، لا سيما بعد تزايد أعدادهم، ولدت بدورها الحاجة إلى التميز. كل واحدة منهم يريد أن يكسب زبائن جددا ويحافظ على زبائنه الأوفياء من الرجال والنساء على حد سواء. يقول فيل بأنه من الجراحين الذين لا يميلون إلى تغيير ملامح الوجه على الإطلاق «فأنا أفضل المظهر الطبيعي، سواء تعلق الأمر بحقن البوتوكس أو بعمليات شد الوجه من خلال عملية (ماكس ليفت) التي أصبحت مطلبا للعديد من النساء». السبب أنها تشد الوجه إلى أعلى الأمر الذي يخلص البشرة من التهدل الذي يُصيب الذقن كما يرفع جزءا من الوجنتين لتعود عقارب الزمن بها عشر سنوات إلى الوراء.
ويوافقه دكتور إيلي عبد الحق (رئيس الجمعية اللبنانية للتجميل والترميم) وأحد أشهر جراحي التجميل في لبنان الرأي بقوله «إن عملية Macs وهي تقنية بلجيكية في الأصل، تعتمد على شد الجلد بعد إزالة الزيادات المترهلة منه وكذلك على شد العضل بالتزامن معه، مما يزود صاحبته بمظهر شبابي. فيعود بها الزمن من 12 إلى 15 سنة إلى الوراء وغالبا ما لا تحتاج إلى حقن (فيلرز) بعدها». وتستغرق هذه العملية نحو ساعتين من الوقت وتستلزم تخديراً موضعياً وحوالي الأسبوعين للتعافي منها. وبحسب كل من الدكتور روبرتو فيل والدكتور إيلي عبد الحق فإنها «لا تترك ندوبا أو أي آثار ملحوظة على وجه لأنه خياطة البشرة تختفي تحت أو خلف الأذن ولا تظهر بتاتا للنظر». ويعلق الدكتور عبد الحق بأن النتائج «تختلف حسب عمر صاحبتها فإن تخضع لها وهي في الخمسين من عمرها فهذا يعني بأنها ستبدو وكأنها في سن الـ35، فيما إذا أجرتها وهي في عمر الـ65 فستبدو وكأنها في عمر يناهز الـ50، ولذلك يلعب العمر دورا أساسيا في هذا الموضوع».
بدوره يُعلق الطبيب روي مطران، وهو اختصاصي في الجلد وله جولات وصولات في عملية حقن «الفيلرز» بأن هذه التقنية تختصر الوقت وتظهر نتائجها المرجوة بسرعة، خصوصا إذا كان من يقوم بها اختصاصي يعرف نقاط الضعف والقوة في البشرة. ويشرح: «أحيانا تأتيني سيدة وتطلب مني إجراء عملية شدّ لعنقها بواسطة (الخيط)، وهي عملية سهلة ورائجة جدا حاليا، وتعتمد على إدخال خيوط رفيعة في الأنسجة الذهنية تحت البشرة مباشرة للتخلص من حالة الترهل المصابة بها. ولا أتوانى عن حقن عنقها بالـ«فيلرز» (آسيد اياليرونيك) فيما لو وجدت بأنها تصيب هدفها، وهكذا أوفر عليها القيام بالعملية المذكورة». وبحسب دكتور مطران هناك 3 نقاط محددة في الوجه يتم تحسينها مع حقن «الفيلرز»، وتوجد في وسط الوجه ونصفه السفلي (الذقن والحنك وأعلى الخدود). فهذه النقاط هي التي تشهد ظهور أولى الترهلات والتجاعيد على البشرة. وحتى بعد الخضوع إلى عملية شد الوجه تحتاج هذه النقاط أحيانا إلى لمسة حقن «فيلرز» لتُتبرز نتائجها أكثر. وتكمن أهمية حقن «الفيلرز» باستعادتها لحجم الوجه بعد تعبئته ويجب عدم المبالغة فيها وإلا تبدّل شكله وبدا منتفخا.
ولا تتجاوز نسبة النساء اللاتي يجرين عمليات شد الوجه الـ3 على 10، فيما نسبة اللاتي يقمن بحقن الفيلرز تقفز إلى 7 من 10. ويعود السبب إلى سهولة القيام بالحقن رغم أن عملية الـ«Macs» مضمونة النتائج إلى حد كبير. كما أن الفرق بالكلفة ما بينهما يساهم في رواج «الفيلرز» كون تكلفته أقل من الأولى.

ما هي عملية «ماكس ليفت»؟

حسب الدكتور روبرتو فيل فهي:
> تشتهر بـThe MACS كاختصار لـ(Minimal Access Cranial Suspension)
وهي عملية بسيطة مقارنة بعملية شد الوجه التقليدية التي يتم فيها الخضوع إلى تخدير كامل وتستغرق عدة أسابيع للتخلص من آثارها. الفكرة منها هي رفع النصف الأسفل من الوجه ليتعادل مع النصف الأعلى بطريقة طبيعية وخفيفة جدا. جزء قليل جدا من الجلد المتهدل يتم التخلص منه ورفع الباقي إلى مستوى الأذن لخياطته، بحيث لا يظهر فيما بعد أي شيء يمكن أن يشي بالخضوع لعملية تجميل، خصوصا أن الشعر يمكن أن يموه على الأمر كذلك. وتتم العملية تحت تخدير محلي، الأمر الذي يعني أنه يمكن الخروج من العيادة بعد ساعتين فقط من إجراء العملية.
> هذا لا يعني أن العملية لا تحتاج إلى ترتيبات وتحضير نفسي وجسدي كأي عملية أخرى. قبل إجرائها بأسبوعين يجب عدم تناول أي أدوية يدخل فيها الأسبرين نظرا لتأثيره على آلية تخثر الدم وما قد يترتب عنه من نزيف وزيادة في الكدمات. ينصح أيضا بالتوقف عن التدخين قبل العملية وبعدها بأسبوعين على الأقل حتى تتحضر البشرة وتأخذ كفايتها من الأكسجين.
> يجب أيضا الصيام لمدة ست ساعات على الأقل قبل العملية.