أول حقائب سفر مزودة بـ«إير تاغ» مدمجة

ستنافس أهم الشركات العالمية

حقائب بتقنية عالية (فاست كومباني)
حقائب بتقنية عالية (فاست كومباني)
TT

أول حقائب سفر مزودة بـ«إير تاغ» مدمجة

حقائب بتقنية عالية (فاست كومباني)
حقائب بتقنية عالية (فاست كومباني)

عندما ظهرت الـ«إير تاغ» من «أبل» منذ أربعة أعوام، كان استخدامها مع الأمتعة من أكثر الاستخدامات وضوحاً. خلال رحلاتي الطويلة إلى آسيا، دائماً ما أتنفس الصعداء عندما أتطلع إلى هاتفي وأجد أن حقائبي، التي انتهوا من فحصها، قد حُمّلت على الطائرة. وكثيراً ما كنت أتمنى لو أن هناك واحدة على حقيبة السفر الخفيفة التي أحملها، خاصة عندما لا تكون هناك مساحة متاحة في الأرفف العلوية لتخزينها ويفحص مضيف الطيران حقيبتي على البوابة.

أصبحت شركة «جولاي» الأسترالية سريعة النمو أول علامة تجارية لحقائب السفر تدمج بطاقات الـ«إير تاغ» مباشرة داخل حقائبها. وتم التوصل إلى تلك التكنولوجيا بالشراكة مع كل من شركتي «أبل» و«غوغل»، حيث رُبطت تلك البطاقات بشبكات تطبيق «فايند ماي» من «أبل» وتطبيق «فايند هاب» من «غوغل». وكشفت شركة «جولاي» عن هذه التكنولوجيا الجديدة التي سوف يتم دمجها في النهاية في خط إنتاج كامل من حقائب السفر الكبيرة وحقائب السفر الخفيفة. ويعتقد آثان ديداسكالو، أحد المؤسسين، أن برامج التتبع سوف تصبح قريباً من المعايير المتعلقة بجميع حقائب السفر، لكن لا يزال من المهم بالنسبة إليه أن تكون شركة «جولاي» هي أول شركة تسوّق هذه التكنولوجيا. ويقول ديداسكالو: «لدينا فريق من المصممين الصناعيين، ونحب الابتكار. الطريقة الوحيدة للتميز اليوم هي الاستمرار في الابتكار». إذا دخلت إلى المطار اليوم، فسوف ترى كل مسافر وهو يدفع العربة المحمّل عليها أمتعته. ويوضح ديداسكالو أن كل عنصر في حقيبة السفر ذات العجلات المنتشرة حالياً كان تطوراً في التصميم. وفي عام 1987 طوّر طيّار فكرة حقيبة السفر ذات العجلات والمقبض التلسكوبي (قابل للتداخل)، وهو تطور كبير متعلق بحمل حقيبة سفرك مثل حقيبة اليد. وبحلول التسعينيات، تحولت أكثر العلامات التجارية الخاصة بحقائب السفر باتجاه هذا التصميم.

كذلك شهدت العقود الماضية تطورات متزايدة. بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2005، فرضت إدارة أمن النقل إجراءً جديداً يقضي بأن يكون داخل كل أقفال أمتعة السفر ثقب مفتاح يستطيع الموظفون المختصون من خلالها فتح الحقيبة. بعد ذلك بفترة قصيرة أصبح هذا النوع من الأقفال معياراً ضرورياً من معايير حقائب السفر جميعها. ومنذ عقد بدأت العلامات التجارية دمج شواحن الهاتف في حقائب سفرها بحيث يتمكن المسافرون من شحن هواتفهم في الخارج. وتحظر إدارة أمن النقل حالياً وجود شواحن الهواتف داخل الأمتعة المفحوصة؛ لذا يجب أن تكون الشواحن داخل حقائب السفر قابلة للنقل.

إن سوق الأمتعة العالمية هائل، حيث يقدّر حجمه بـ38.8 مليار دولار في 2023، حسب شركة «غراند فيو ريسيرش»، ومن المتوقع أن ينمو إلى 61.49 مليار دولار بحلول عام 2030. بالنظر إلى أن أكثر حقائب السفر اليوم تتمتع بالمجموعة نفسها من الخصائص المعيارية، كثيراً ما ينتهي الحال بالعلامات التجارية بالتنافس بعضها مع بعض على أساس المعايير الجمالية. وتهيمن شركة «سامسونايت» على هذه الصناعة، حيث تمتلك خُمس السوق مع علامات تجارية كثيرة أخرى منها «أميركان توريستر» و«تومي». وبلغت عائدات شركة «سامسونايت» 3.68 مليار دولار عام 2023. مع ذلك هناك الكثير من اللاعبين الآخرين. ومن أبرز الشركات شركة «ريموا»، التي تشتهر بتصنيع حقائب سفر متينة ذات تجاويف مميزة. وخلال العقد الماضي ظهرت موجة من الشركات الناشئة التي تقدم تصميمات أكثر نعومة وملونة بأسعار معقولة تتراوح بين 200 و300 دولار بالنسبة لحقائب السفر الخفيفة. وتقدم شركات ناشئة مثل «أواي» و«مونوس» و«بييس» و«فلويد» مباشرة إلى المستهلك حقائب سفر مسايرة للموضة تستهدف المسافرين من مواليد الألفية الثانية وجيل «زي».

مع ذلك، إنه سوق مزدحم تنافسي، وعلى بعض العلامات التجارية أن تكافح من أجل الصمود. على سبيل المثال، حاولت شركة «بارافيل» إنتاج حقيبة سفر صديقة للبيئة، لكنها أشهرت إفلاسها في مايو (أيار) العام الحالي، واستحوذت عليها شركة «أنتلر» البريطانية المصنّعة لحقائب السفر. كذلك واجهت علامة تجارية أخرى في مجال حقائب السفر هي «بابون تو ذا مون» صعوبة في زيادة عائداتها واستحوذت عليها شركة «هيدجهوغ كو» عام 2023.

تحسين تصميم حقيبة سفر

تم تأسيس شركة «جولاي» في أستراليا عام 2019، وأصبحت حقائبها الملونة ذات التصميم الناعم منتشرة وتحظى شعبية في أستراليا وفي أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي كان دخول شركات أميركية مثل «أواي» و«مونوس» إليها بطيئاً. ويريد ديداسكالو أن تتميز شركة «جولاي» عن الشركات المنافسة لها من خلال إعادة التفكير في تصميم حقائبها بطريقة أساسية بدرجة أكبر.

خلال السنوات القليلة الماضية، كانت العلامة التجارية تحاول العمل على مكونات الحقائب. وكانت من بين أولى العلامات التجارية التي تدشن الشكل الرأسي للحقيبة حيث لا تنفتح من المنتصف بل من الأعلى. وأوضح ديداسكالو قائلاً: «يريد بعض الناس عمقاً عند وضع أمتعتهم داخل الحقيبة. ويكون من الصعب أحياناً فتح حقيبة السفر من المنتصف مع محاولة الحفاظ على اتزانها على الأمتعة الموجودة أمام الفندق الذي تقيم به». وعندما فتحت «أبل» و«غوغل» واجهة برمجة التطبيقات لبطاقات الـ«إير تاغ»، خطر على بال ديداسكالو أن تتبع الأمتعة سيكون هو الخاصية الجديدة في عالم حقائب السفر. كان الكثير من المستهلكين يضعون بطاقات الـ«إير تاغ» في حقائب سفرهم بالفعل، لكنها لم تكن حلاً مثالياً. ويقول ديداسكالو: «ربما يحتاجون إلى نقل بطاقة الـ(إير تاغ) من حقيبة إلى أخرى، أو إخراجها لغرض آخر. وربما ينسون استخدامها تماماً. إنها بذلك أمر آخر سيقلقون بشأنه في وقت تنشغل فيه أذهانهم بالعديد من الأمور».

قضى المصممون في شركة «جولاي» أشهر في محاولة التوصل إلى كيفية دمج بطاقات الـ«إير تاغ» بشكل مثالي داخل حقائب السفر. وانتهى بهم الحال إلى وضعها داخل شريط بلاستيكي أعلى حقيبة السفر بجوار القفل الإلزامي. وعندما تحصل على الحقيبة للمرة الأولى، تسحب اللاصق البلاستيكي الذي يفصل البطارية عن بطاقة الـ«إير تاغ» لتفعيلها، ثم تضغط على زر موجود على الشريط لتفعيله وترى أمتعتك عبر تطبيق «فايند ماي» من «أبل» أو «فايند هاب» من «غوغل» المثبّت على هاتفك الذكي.

يقول ديداسكالو إنه في الوقت الذي تتسم فيه هذه التجربة بالبساطة بالنسبة إلى العملاء، كان التصميم يتسم بالتعقيد. لقد كان من المهم جعل الجانب السفلي من بطاقة الـ«إير تاغ» سهل الفتح من أجل تغيير البطارية. مع ذلك تسير بطاقة الـ«إير تاغ» في الاتجاه نفسه الذي سار فيه القفل. وأوضح قائلاً: «كنا بحاجة إلى جعل فتح البطاقة سهلاً دون كشف القفل. كذلك كنا بحاجة إلى أن يكون كل شيء مؤمّناً ومحكماً؛ لأن الأشياء تتحرك أثناء السفر والتحرك».

سجلت شركة «جولاي» براءة اختراع لبعض الجوانب من هذا المكون الخاص ببطاقة الـ«إير تاغ»، لكن يعتقد ديداسكالو أن الكثير من الشركات الأخرى التي تعمل في مجال حقائب السفر سوف تدرك قريباً أن العملاء المستهلكين سينتظرون تمكنهم من تتبع أمتعتهم بسهولة؛ لذا سوف يبدأون بدمج بطاقات الـ«إير تاغ» أو وسائل تتبع أخرى قريباً في حقائب سفرهم. ومع ذلك، يعتقد أنهم وحدهم هم من سيصبحون منتشرين خلال العام المقبل أو نحو ذلك.

في النهاية يعتقد ديداسكالو أن الشركات الكبرى في مجال حقائب السفر هي التي ستطور على الأرجح حقائبها. إنه من عدة أوجه يستعد للتنافس مع شركة «سامسونايت»، المبتكرة التي تستحوذ على نحو 20 في المائة من السوق. وقال: «لطالما كانت شركة (سامسونايت) في مقدمة الشركات التي تقدم مواد جديدة وعمليات تصنيع مبتكرة. نشعر بالفخر لأن هذه هي المرة الأولى التي نسبقهم ونهزمهم فيها».

*خدمة «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

سفر وسياحة مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء.

محمد عجم (القاهرة)
سفر وسياحة الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد متسوقون يتجولون في مركز «دولفين» التجاري خلال «الجمعة السوداء» في ميامي (إ.ب.أ)

المستهلكون الأميركيون ينفقون 11.8 مليار دولار في «البلاك فرايدي»

شهد المستهلكون الأميركيون عطلة تسوق قياسية بعد عيد الشكر؛ حيث سجّل الإنفاق عبر الإنترنت في «الجمعة السوداء» (بلاك فرايدي) رقماً غير مسبوق، دافعاً تجارة التجزئة…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق السويد واحدة من أقل دول أوروبا كثافة سكانية (رويترز)

السويد تشجع السياح على زيارتها بهدف «الشعور بالملل»

تشجع السويد الزوار على السفر إليها بحثاً عن الراحة والهدوء.

«الشرق الأوسط» (ستوكلهوم)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.