ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

فيها أقدم فندق من فئة بوتيك وأهم المطاعم العالمية وأجمل شواطئ اليونان

المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)
المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)
TT

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)
المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان واخترنا ميكونوس لتوقظ حواسنا وتنشط بدننا وتحضرنا نفسياً لمغامرة تختلف تماماً عن تلك التي عشناها في جارتها سانتوريني.

بدأ المشوار من مرفأ جزيرة سانتوريني، انتظرنا وصول الباخرة التي تعمل وكأنها «تاكسي بحري» ينقل الركاب والسياح بالآلاف يومياً وعلى مدار الساعة من جزيرة لأخرى، وصلت الباخرة التابعة لـ«سي جيت»، شركة رائدة في مجال التنقل البحري، وفي غضون دقائق خرج المئات من السياح ودخل عدد أكبر إليها في سرعة فائقة، استغرقت الرحلة ما بين سانتوريني وميكونوس ساعتين وبعض الدقائق، الرحلة كانت سهلة وممتعة لأنه من الممكن الوقوف على الشرفة لتنشق هواء البحر واشتمام رائحته المنعشة.

أكثر معلم تصويراً في الجزيرة (شاترستوك)

أهلاً بكم في ميكونوس (جزيرة الرياح)... نعم هذا هو لقبها، واستقبلتنا برياحها الشمالية العاتية والقوية المسماة باليونانية «ميلتيمي»، التي تداعب شمسها الدافئة، بعد صراع معها بشرنا السائق الذي كان بالانتظار بأن الرياح قوية بشكل غير معتاد وسوف تضرب الجزيرة على مدى الأيام المقبلة. بداية غير مريحة وخبر غير سار لشخص يعيش في لندن مدينة المطر والريح والبرد، ولكن هذا الخبر لم يقف عائقاً في زيارتنا لأن الجزيرة وأهلها والعاملين فيها على أهبة الاستعداد لها لأن الجزيرة معروفة بأن موقعها يجذب الرياح ويجذب أيضاً محبي ممارسة الرياضات التي تتطلب الريح، وهذا ما يجعل ميكونوس ملاذاً مفضلاً لهم في اليونان.

المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس صغيرة وطرقاتها ضيقة، مما يتسبب في زحمة سير تؤدي إلى بطء التنقل فيها، ففي طريقنا إلى «كيفوتوس ميكونوس» أشار السائق بيده إلى الجهة اليسرى قائلاً: «هذا هو الفندق الذي كان الأول في ابتكار برك السباحة الزجاجية في الجزيرة» وأضاف أيضاً: «إنه أيضاً أول فندق من فئة بوتيك في ميكونوس».

تقع الجزيرة على بحر إيجه، وهي جزء من أرخبيل الكيكلادس، وتشتهر كونها وجهة سياحية فاخرة ونابضة بالحيوية وشهيرة أيضاً بالحياة الليلية الصاخبة فيها وعنوان مفضل للذواقة نظراً لتوفر أكبر عدد من المطاعم العالمية فيها.

واحة من الهدوء في جزيرة صاخبة (الشرق الأوسط)

تتميز ميكونوس بشواطئها الرملية البيضاء والمياه الزرقاء الصافية، ويقصدها هواة التصوير لالتقاط صور رائعة لطبيعتها الخلابة. المميز في ميكونوس هو أنها وجهة ترضي الجميع الشباب والشياب والمشاهير والأغنياء وأصحاب الميزانيات المتواضعة أيضاً، إنما تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الجزيرة قد تكون مناسبة أكثر لأصحاب الميزانيات المرتفعة لأنها غير رخيصة، ولكن زحمة الناس في المنطقة القديمة تكون بسبب السياح الذين يأتون على متن السفن البحرية السياحية العملاقة والذين يمضون فيها 12 ساعة فقط ليكملوا بعدها رحلتهم إلى وجهات متوسطية أخرى.

جلسات خارجية تغازل البحر والسماء (الشرق الأوسط)

تشتهر الجزيرة بمعمارها التقليدي ومبانيها البيضاء التي تعكس الطراز التراثي لجزر الكيكلادس، كما تحتوي على العديد من المواقع التاريخية، بما في ذلك الكنائس القديمة ومتاحف تعرض ثقافة الجزيرة وتراثها، ولا يمكن أن ننسى أن الجزيرة تضم أفخم المطاعم العالمية، إلى جانب توفر المطاعم الشعبية المتخصصة في تقديم الأكل اليوناني الشعبي.

الحياة الليلية في ميكونوس قد تكون أشهر صفة ملاصقة للجزيرة، فهي من أفضل الوجهات في العالم للسهر والحفلات، حيث تكثر فيها النوادي الليلية والمقاهي التي تقدم برامج غنائية حية تمتد حتى ساعات الصباح الأولى، كما أن ميكونوس تشتهر بوجود عدد من النوادي الشاطئية الخاصة التي تمزج ما بين الموسيقى والطعام والاستجمام على الشاطئ أو بالقرب من بركة السباحة مثل «سانتانا» SantAnna، النادي الخاص الذي يقدم ألذ الأطباق اليونانية والمتوسطية على أنغام الموسيقى، وبالوقت نفس من الممكن استئجار سرير على الشاطئ أو بركة السباحة للتمتع بالجلوس تحت الشمس، كما يستضيف هذا النادي فنانين عالميين يحيون فيه حفلاتهم طيلة فترة الصيف.

من أفضل شواطئ ميكونوس «باراديسو» و«سوبر باراديسو»، ومن أكثر معالم الجزيرة شهرة طواحين الهواء التي تقع على تلة في المدينة القديمة، وتُعَدُّ رمزاً لميكونوس، كما يقصد السياح «ليتل فينيس» Little Venice المنطقة الواقعة على الواجهة البحرية وتضم بيوتاً قديمة ملونة ومقاهي رائعة، ومنها يمكن مشاهدة أجمل مناظر لغروب الشمس.

إطلالة رائعة على بحر إيجه (الشرق الأوسط)

وإذا كنت من المهتمين بزيارة الكنائس فأنصحك بالتوجه إلى كنيسة بارابوتياني التي تعدُّ أكثر الكنائس تصويراً في الجزيرة، تمتاز بتصميمها الفريد وجمال معمارها، وإذا كان لديك الوقت أنصحك بالتوجه إلى ديلوس، وهي جزيرة صغيرة بالقرب من ميكونوس، وتُعَدُّ موقعاً أثرياً ويمكن الوصول إليها عبر رحلة قصيرة بالقارب.

ولمحبي الآثار والفن اليوناني البيزنطي القديم فيمكنهم زيارة متحف ميكونوس الأثري الذي يضم مجموعة رائعة من الآثار النادرة.

أجمل ما يمكن أن تفعله في ميكونوس هو التوجه إلى المدينة القديمة، وتحديداً إلى «فابريكا»، وهي أشبه بمحطة لسيارات الأجرة والحافلات وتأجير الدراجات النارية وغيرها من وسائل التنقل، ومنها تبدأ بالمشي على أرضية مرصوفة بالحجارة في أزقة ضيقة تصطف على جانبيها المحلات الصغيرة، وتارة ترى الزقاق كبيراً وأخرى تراه ضيقاً قد يصعب مرور شخص واحد فيه. أفضل طريقة للتعرف على القسم القديم من الجزيرة هو أن ترمي نفسك بين الأزقة وتكتشف خبايا تلك الجزيرة مثل حديقة كبيرة تفاجئك بشاشة عملاقة تقدم أفلاماً أجنبية، يمكن حجز التذكرة على الباب ويمكنك أيضاً أن تتناول العشاء خلال مشاهدتك الفيلم السينمائي، وعندما تمشي أكثر سوف تشدك الموسيقى العربية إلى مطاعم تقدم الموسيقى الشرقية مثل «نويما» Noema الذي يتميز بحديقته التي تجلس تحت أشجارها الوارفة لتناول العشاء على أنغام الموسيقى الحية.

اللون الأبيض يطغى على مباني ميكونوس (الشرق الأوسط)

وبعدها تشدك رائحة السمك إلى Kounelas أقدم «تافيرنا» في ميكونوس متخصصة بتقديم الأسماك المشوية. جلسة هذا المطعم جميلة وبسيطة، تتوزع طاولته في عدة زوايا، أجملها في حديقة صغيرة تحت شجرة تين ضخمة وقديمة.

من الأماكن الجيدة للأكل أيضاً «ناماه» Namah الذي يقدم تجربة طعام على الواجهة البحرية، أطباقه لذيذة جداً، جربنا فيه السمك المشوي والسلطة اليونانية.

وإذا كنت تبحث عن مكان تتناول فيه العشاء وأنت تشاهد غروب الشمس فأنصحك بمطعم «ييفو» Yevo الذي يقدم الأطباق المتوسطية واليونانية العصرية.

تضم ميكونوس بعضاً من أجمل شواطئ اليونان (الشرق الأوسط)

الإقامة في ميكونوس

تنتشر في ميكونوس الفنادق والشقق السكنية التي يمكن حجزها عن طريق تطبيق Airbnb ولكن تبقى هناك عناوين مميزة مثل «كيوفوتوس ميكونوس» Kivotos Mykonos الذي يعتبر من الفنادق الفاخرة في الجزيرة المطلة على خليج أونوس، ويتمتع بشاطئ خاص بنزلائه، وتوجد بركة سباحة خاصة بكل وحدة سكنية فيه، بالإضافة إلى مركز صحي (سبا) يقدم علاجات عديدة، ميزة هذا الفندق أنه قريب من المدينة القديمة، يبعد نحو 10 دقائق بالسيارة، ولكنه بالوقت نفسه يقع في منطقة هادئة ويطل على البحر مباشرة، فهو أقدم فندق من فئة بوتيك في الجزيرة، وكان في بادئ الأمر فيلا تستخدمها عائلة ميكوبولوس التي تملكه، وبعدها قرر صاحبها أن يتوسع في المشروع فبنى الفندق بمحاذاتها ليكون بمثابة واحة هادئة للهاربين من صخب الجزيرة ومقاصفها الليلية.

ولا تزال فيلا «نوح» Noah’s Luxury Waterfront Villa موجودة في الفندق وتحافظ على تصميمها القديم وتمتد على 3 طوابق وتضم مسبحاً خاصاً وشاطئاً خاصاً أيضاً، بالإضافة إلى جاكوزي وغرفة ساونا. وإذا كنت تفضل الإقامة في غرف أو أجنحة أكثر حداثة يمكنك الاختيار من بين 41 غرفة يطغى على ديكوراتها الداخلية اللون الأبيض وفيها كل ما يجعل الإقامة أجمل.

بركة سباحة خاصة لكل غرفة وجناح (الشرق الأوسط)

هذا المنتجع يناسب الأزواج والعائلات والباحثين عن عنوان هادئ بعيداً عن زحمة المدينة القديمة ومقاهيها التي تفتح أبوابها حتى بزوغ الفجر. ومن الممكن أيضاً زيارة مطعم «نيرو نيرو» الذي يتمتع بجلسة خارجية مطلة على البحر أو في «ناما» المتخصص بتقديم تجربة طعام فريدة على غرار المطاعم الحاصلة على نجوم ميشلان للتميز.

مطعم «ناما» المطل على البحر مباشرة (الشرق الأوسط)

أفضل طريقة للتنقل

المشي في ميكونوس هو أفضل طريقة للتعرف إليها، إنما إذا اخترت النزول في فندق بعيد بعض الشيء عن المدينة القديمة فسيكون من الضروري التنقل بسيارة الأجرة (الأسعار مرتفعة) أو استئجار الدراجات النارية أو ATV أو القوارب للوصول إلى الشواطئ والجزر القريبة.


مقالات ذات صلة

العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
العالم عودة السفر الجوي إلى طبيعته بعد طفرة دامت سنوات في أعقاب جائحة كورونا وسط إحجام المصطافين والمسافرين بسبب ارتفاع الأسعار (رويترز)

الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد الطفرة التي أعقبت «كورونا»

قال مسؤولون تنفيذيون في شركات طيران كبرى مشاركون بمعرض «فارنبورو» للطيران في إنجلترا، الاثنين، إن الطلب على السفر الجوي يعود إلى طبيعته بعد «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة زحمة سياح غير عادية في برشلونة (شاترستوك)

برشلونة تفرض قوانين جديدة على السياح

بعد مظاهرات شهدتها برشلونة الأسبوع الماضي إذ رش متظاهرون السياح بمسدسات المياه للعودة إلى منازلهم كان لا بد من إجراء بعض التغييرات للحد من الكم الهائل من السياح

سفر وسياحة احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعززان فكرة توأمة ميلانو مع الرياض.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
TT

ميلانو ترى أهمية التوأمة السياحية مع الرياض والاستثمار في التشابه الثقافي والحضاري

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)
احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 (الشرق الأوسط)

في وقت تتنامى فيه العلاقات الاقتصادية السعودية الإيطالية، أفصحت فيورينزا ليباريني، المديرة العامة لوكالة ميلانو الحكومية للسياحة، أن التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعززان فكرة توأمة ميلانو مع الرياض، ما يعمق التعاون في الأعمال والسياحة والأزياء والتبادل الثقافي، والاستفادة من نقاط القوة للمدينتين الديناميكيتين.

وقالت ليباريني لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كثير من الأشياء التي تتقاسمها السعودية مع إيطاليا، بدءاً من التقاليد الأصيلة وثقافة الطعام والفن، في ظل جهود متبادلة من كلا البلدين، لتوسيع الاستثمارات والعلاقات التجارية، وهي مهتمة جداً باستكشاف هذا البلد الساحر والانغماس الكامل في الثقافة الغنية والمتنوعة للمملكة».

تتقاسم السعودية مع إيطاليا التقاليد وثقافة الطعام (الشرق الأوسط)

توأمة سعودية إيطالية

قالت مديرة الوكالة، التي أنشأتها بلدية ميلانو وغرفة تجارة المدينة: «إن السعودية وإيطاليا دولتان عريقتان تشتركان في عدة قواسم مشتركة، لتاريخهما وتقاليدهما العريقة، مع امتلاكهما التاريخ العريق في الفن والثقافة والتراث والمناظر الطبيعية الخلابة والمأكولات ذات المستوى العالمي والكنوز الأثرية التي يجب اكتشافها».

وشدّدت على أن أوجه التشابه تخلق أساساً متيناً للتعاون المتبادل بين الجانبين بمختلف المجالات، مبينة أن المدينتين تشتهران بمشهدهما الاقتصادي وقطاعات الأعمال المزدهرة وجاذبية الاستثمار والتجارة الدولية، مع استضافة فعاليات الموضة الراقية من جميع أنحاء العالم.

السياحة الخضراء

شدّدت ليباريني على جعل ميلانو مركزاً للسياحة عالية الجودة ومستدامة اجتماعياً وبيئياً وثقافياً، حيث كانت في عام 2022 أول وجهة إيطالية تنضم إلى الحركة العالمية لاستدامة الوجهات، كشبكة تضم أكثر من 100 وجهة حول العالم، وتهدف إلى تحفيز التحول الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في المدن والمناطق.

ميلانو ثاني أكثر مدينة يزورها السياح بعد روما (الشرق الأوسط)

وتابعت: «في عام 2023، دخلت ميلانو قائمة أفضل 40 وجهة في مؤشر GDS، حيث أصبح تجديد السياحة بالنسبة لنا أمراً ضرورياً، خاصة في ضوء أولمبياد ميلانو - كورتينا 2026 المقبل. ويتمثل التحدي في إعادة التفكير في الطريقة التي نمارس بها السياحة، مع وضع احتياجات المجتمع المقيم والسياح في مركز اهتمامنا».

وتهدف ميلانو، وفق ليباريني، إلى تقليل نسبة الكربون فيها بحلول عام 2050 وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، مع الاستثمار في رأس المال الاجتماعي من خلال خدمات عالية الجودة، مع التركيز على تعزيز وسائل النقل العام، وتشجيع النقل بواسطة الدراجات والسيارات الكهربائية.

ووفق ليباريني، تتميز ميلانو بنظام النقل العام، الذي يضم 5 خطوط مترو وشبكة من خطوط الترام الشهيرة، مشيرة إلى مساعٍ جارية لتعزيز وسائل النقل العام من خلال إطلاق خط مترو جديد في سبتمبر (أيلول) 2024 بهدف تحسين الاتصال بالمدينة.

فيورينزا ليباريني المديرة العامة لوكالة ميلانو الحكومية للسياحة (الشرق الأوسط)

السياحة في ميلانو

ووفق تعبير ليباريني، فإن ميلانو تعد من أهم المدن الإيطالية من حيث السياحة، وتلعب دوراً مهماً في القطاع السياحي الحيوي للبلاد، في حين تعد إيطاليا كلها واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم.

ولفتت إلى أن روما هي الأكثر استقبالاً للزوار، غير أن ميلانو تليها مباشرة بسبب مزيجها، الذي يجمع بين الموضة والتصميم والأعمال والمعالم الثقافية، مع وصول نحو 8.5 مليون سائح إلى ميلانو، وأكثر من 11.5 مليون سنوياً إلى ضواحيها، بما في ذلك بلدتا مونزا وبريانزا، وأشارت إلى أن عام 2023 كان أفضل عام على الإطلاق للسياحة في ميلانو.

التشابه بين البلدين والقوة الاقتصادية يعزز فكرة توأمة ميلانو مع الرياض (الشرق الأوسط)

وأضافت ليباريني: «شهدت ميلانو ارتفاعات قياسية في عام 2019، عندما استقبلت 7.5 مليون سائحاً، وشهدت ضواحيها زيارة 10.8 مليون سائحاً، ما يشير إلى جاذبية المدينة كمركز ثقافي واقتصادي مزدهر».

ولفتت إلى أن ميلانو تجذب السياح من خلال تنوع المعالم التاريخية فيها، بالإضافة إلى الأزياء والتصميمات والفنون والفعاليات الثقافية، ويساعد موقعها الجغرافي على ربطها بوجهات سياحية أخرى، مثل الجبال التي ستقام فيها الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية (ميلانو كورتينا 2026)، وشاطئ البحر في ليغوريا، والبحيرات مثل بحيرة كومو.

وتحتضن المدينة وادي السيارات، الذي يحتضن مصانع السيارات الإيطالية الكبرى، حيث يتيح الموقع للزوار استكشاف مجموعة متنوعة من التجارب والمناظر الطبيعية بسهولة، ما يعزز جاذبية المدينة كوجهة سفر.

وجهة سياحية عالمية

احتلت ميلانو المرتبة رقم 13 في مؤشر مدن الوجهات العالمية لعام 2023 . فالسياح مدعوون لاستكشاف المباني التاريخية الرائعة والفيلات الحديثة، مثل فيلا نيكي كامبيليو أو فيلا إنفيرنيزي جوهرة فن الطهي، فيما تشتهر ميلانو بمشهد طهي غني يتراوح من المطاعم الإيطالية التقليدية في بورتا رومانا إلى أطعمة الشوارع الشرقية في الحي الصيني.

ميلانو مدينة غنية بالتاريخ وجاذبة لمحبي الأناقة والتسوق (الشرق الأوسط)

تجاوز التحديات

أقرّت ليباريني أن جائحة «كوفيد 19» خفّضت عدد قاصدي ميلانو بنسبة 73 في المائة في عام 2020، مقارنة بعام 2019، بينما شهدت مطارات لومباردي انخفاضاً كبيراً في الحركة الجوية، بوجود 13.3 مليون مسافر فقط في عام 2020، مسجلة انخفاضاً من 49 مليوناً في عام 2019، غير أن ميلانو تتطور باستمرار، فنجحت في التعافي من عمليات الإغلاق الناجمة عن الوباء، وحققت نمواً كبيراً في السياحة.

وكان عام 2022 عام الانتعاش السياحي الحقيقي، وبحلول شهر أبريل (نيسان) من ذلك العام، شهدت ميلانو أعداداً متزايدةً من الزوار، مقارنة بعام 2019، برغم التحديات، حيث شهدت العاصمة اللومباردية ما يقرب من مليون سائح في المتوسط شهرياً.

وتستهدف إعادة السياحة في ميلانو إلى مستويات ما قبل «كوفيد 19» خلال عام 2024، من خلال تنويع التدفقات السياحية في جميع أنحاء المدينة، كوجهة مثالية للأحداث والفعاليات الكبرى، والتطور، كمركز للأعمال والتكنولوجيا المالية والابتكار. وأشارت ليباريني إلى أن ميلانو ستكون من إحدى أفضل الوجهات السياحية العالمية في عام 2025.



ميلانو غنية بمعالمها التاريخية (الشرق الأوسط)

الصيف والشتاء في ميلانو

وقالت ليباريني: «نهدف إلى زيادة جاذبية ميلانو، وتوسيع عروضها من الناحيتين الكمية والنوعية وتشجيع الاستخدام الأكثر استدامة للمدينة، مع التركيز على مسارات جديدة لتنويع الثروة السياحية، لجعل السائحين يكتشفون لمحات غير مستكشفة من الواقع الحضري لميلانو خارج المسارات التقليدية».

إن كل حي لديه صفة المتميز الخاص به، وينتظر أن يتم اكتشافه من أجل تقدير هويته الفريدة، من خلال مجموعة غنية من الأنشطة والفعاليات على مدار العام، فيما يعدّ عيد الميلاد وقتاً ساحراً لاكتشاف المدينة.

وقالت ليباريني: «إن 7 ديسمبر (كانون الأول) هو يوم القديس أمبروز، وعندما يُقام العرض الأول لفيلم سكالا بشكل تقليدي، يصل سحر عيد الميلاد إلى ذروته في شوارع التسوق في ميلانو وفي الشوارع والساحات المزينة بالأشجار الرائعة والإضاءات التي تدعوك إلى التنزه في وسط المدينة».

عاجل نتنياهو: سنعمل مع أميركا وشركاء عرب لتحويل الشرق الأوسط نتنياهو: الإسراع بالدعم العسكري الأميركي يمكن أن يسرع بنهاية الحرب في غزة