أجمل الأماكن المفتوحة للتسوق والأكل في لندن

صيفها متقلب... ولكن معالمها في الهواء الطلق ثابتة

سوق بورتوبيلو تجد فيها الأنتيكات والطعام (شاترستوك)
سوق بورتوبيلو تجد فيها الأنتيكات والطعام (شاترستوك)
TT

أجمل الأماكن المفتوحة للتسوق والأكل في لندن

سوق بورتوبيلو تجد فيها الأنتيكات والطعام (شاترستوك)
سوق بورتوبيلو تجد فيها الأنتيكات والطعام (شاترستوك)

يتحدث البريطانيون كثيراً عن الطقس لأسباب كثيرة؛ ثقافية واجتماعية وتاريخية، وعلى رأسها التغير المستمر للمناخ في المملكة المتحدة بشكل عام مما جعل هذه التقلبات موضوعاً حاضراً في حديث البريطانيين والمقيمين في بلادهم. وعلى عكس شعوبنا العربية التي تتكلم في السياسة وتحليلها، فإن البريطانيين يختارون التحدث عن الطقس؛ لأنه موضوع حيادي وغير مثير للجدل.

زفت الأرصاد الجوية في بريطانيا للناس خبراً غريباً: «الصيف مفقود عن خريطة المناخ هذا العام»، ونشرت بعض التنبؤات بأن لندن وحدها سوف تشهد 50 يوماً من الشتاء هذا الصيف، وثبتت هذه التنبؤات في الأسبوعين الأولين من شهر يونيو (حزيران) الذي كان شهد أمطاراً غزيرة، وتدنت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

سوق بورتوبيلو تجد فيها الأنتيكات والطعام (شاترستوك)

أتكلم عن الطقس؛ لأنه يلعب دوراً مهماً في تصميم جدول الزوار السياحي للندن هذا الصيف، خاصة أنها مدينة جميلة جداً عندما يكون الطقس مشمساً؛ لأنها تضم كثيراً من الأماكن السياحية المفتوحة التاريخية والحديثة.

النقاش حول الطقس هو جزء من الهوية الوطنية للبريطانيين. كثير من النكات والأدب البريطاني يحتوي على إشارات إلى الطقس، مما يعزز دوره بوصفه موضوعاً محورياً في الحياة اليومية.

وبما أن الطقس مشمس اليوم، اخترت لكم جدولاً جميلاً للتسوق والأكل في الأماكن المفتوحة في الهواء الطلق.

نبدأ بالتسوق في الأسواق القديمة والمفتوحة:

سوق بورو (Borough Market)

الموقع: بالقرب من جسر لندن

المميزات: تُعد واحدة من أقدم وأشهر أسواق الطعام في لندن. يمكنك العثور على مجموعة متنوعة من الأطعمة الطازجة، بما في ذلك الجبن، واللحوم، والفواكه، والخضراوات، والحلويات. إنه مكان رائع لتذوق الأطعمة المحلية والعالمية.

2. سوق كوفنت غاردن (Covent Garden Market)

الموقع: كوفنت غاردن

المميزات: تشتهر هذه السوق بالفنانين المتجولين، والمحلات الفاخرة، والمطاعم الممتازة. إنه مكان مثالي للتسوق، وتناول الطعام، ومشاهدة العروض الحية.

3. سوق بورتوبيلو رود (Portobello Road Market)

الموقع: نوتينغ هيل

المميزات: إحدى أشهر أسواق التحف في العالم، وتقدم مجموعة متنوعة من السلع بما في ذلك التحف، والأزياء القديمة، والمجوهرات. السوق ممتعة للغاية خاصة في أيام السبت، حيث يكون هناك كثير من الباعة والزبائن.

4. سوق كامدن (Camden Market)

الموقع: كامدن تاون

المميزات: تقدم هذه السوق مزيجاً من الأزياء الفريدة، والفنون والحرف اليدوية، والطعام. وتشتهر بأجوائها البديلة والحيوية، وهي مكان رائع لاستكشاف الثقافة والفن البديل.

بريك لاين في شرق لندن (شاترستوك)

5. سوق بريك لين (Brick Lane Market)

الموقع: شرق لندن

المميزات: سوق نابضة بالحياة، وتقدم مجموعة متنوعة من السلع بما في ذلك الملابس، والأثاث، والأعمال الفنية، والأطعمة. هي مكان مثالي لاستكشاف الثقافة البوهيمية، والتمتع بالوجبات الشهية من جميع أنحاء العالم.

6. سوق غرينيتش (Greenwich Market)

الموقع: غرينيتش

المميزات: هذه السوق التاريخية تقدم مجموعة متنوعة من المنتجات الحرفية، والفنون، والتحف. كما يمكنك الاستمتاع بالأطعمة الطازجة والمشروبات.

سوق سبيتافيلدز القديم (شاترستوك)

7. سوق سبيتافيلدز القديمة (Old Spitalfields Market)

الموقع: شرق لندن

المميزات: تجمع هذه السوق بين الباعة المتجولين والمتاجر الدائمة، حيث يمكنك العثور على الأزياء العصرية، والإكسسوارات، والفنون، والمأكولات.

8. سوق فلات إيرون سكوير (Flat Iron Square)

الموقع: ساثورك

المميزات: تضم هذه السوق مجموعة متنوعة من أكشاك الطعام، وتعد مكاناً رائعاً للأكل والاستمتاع بالموسيقى الحية.

9. سوق كولومبيا رود فلاور (Columbia Road Flower Market)

الموقع: بيثنال غرين

المميزات: إذا كنت من محبي الزهور والنباتات، فهذه السوق مثالية لك. تقدم مجموعة واسعة من الزهور والنباتات، وهي مكان جميل للتنزه والاستمتاع برؤية الزهور بألوانها الزاهية، وتناول كوب من القهوة في المقاهي الجميلة المنتشرة في السوق.

10. سوق مالتبي (Maltby Street Market)

الموقع: بيرموندسي

المميزات: هذه السوق الصغيرة تقدم تجربة طعام فريدة، حيث يمكنك تذوق الأطعمة الطازجة والمنتجات المحلية.

هذه الأسواق تقدم تجربة تسوق فريدة ومميزة في لندن، حيث يمكنك استكشاف الثقافة المحلية وشراء منتجات متنوعة. تجدر الإشارة إلى أن بعض تلك الأسواق متوفرة في أيام معينة من الأسبوع، لذا الرجاء التأكد من جدول عملها قبل التوجه إليها.

دليلك لأجمل الأماكن للأكل في الهواء الطلق بلندن

تقدم لندن مجموعة واسعة من الأماكن الرائعة لتناول الطعام في الهواء الطلق، سواء كنت تبحث عن حدائق خضراء، وساحات جذابة، أو أسطح مبان تتمتع بإطلالات خلابة. إليك بعض الأماكن الجميلة لتناول الطعام في الهواء الطلق في لندن:

ذا دالواي تيراس في بلومزبيري (الشرق الأوسط)

1. دالواي تيراس (Dalloway Terrace)

الموقع: بلومزبري

المميزات: هذا المكان يوفر تجربة طعام ساحرة في تراس مزين بالنباتات والزهور، ويقدم قائمة متنوعة من الأطعمة البريطانية العصرية.

2. ذا غاردن في فندق كورينثيا (The Garden at The Corinthia)

الموقع: فندق كورينثيا

المميزات: يعد هذا المطعم جزءاً من الفندق الفاخر، ويقدم تجربة طعام أنيقة في حديقة هادئة تمتلئ بالأشجار العملاقة.

3. ذا تيراس في حديقة آيفي بتشيلسي (The Terrace at The Ivy Chelsea Garden)

الموقع: كينغز رود

المميزات: هذا المطعم يقدم تجربة طعام مريحة في حديقة جميلة ومزينة بأناقة، ويشتهر بأطباقه البريطانية الكلاسيكية. الحجز المسبق ضروري.

4. سكاي غاردن (Sky Garden)

الموقع: مبنى ووكي توكي (وسط لندن المالي)

المميزات: سكاي غاردن هو عبارة عن حديقة عمودية تقع على قمة أحد أطول مباني لندن، ويوفر إطلالات بانورامية مذهلة على المدينة، بالإضافة إلى مطاعم تقدم أطعمة متنوعة.

5. بيرغولا أون ذا روف (Pergola Paddington)

الموقع: بادينغتون

المميزات: هذا المكان يوفر مجموعة من أكشاك الطعام المتنوعة في بيئة حديقة علوية، مما يجعله مثالياً للاسترخاء مع الأصدقاء، وتناول أطعمة شهية.

6. فرنسيس لوينزفري بارك (Franks Cafe)

الموقع: ساحة بولسدن

المميزات: يقع هذا الكافيه على سطح مبنى في منطقة بيكهام، ويوفر إطلالات رائعة على المدينة، وهو مشهور بأجوائه الحيوية وأطباقه الشهية.

ذا سامر هاوس في منطقة ليتل فينيس (الشرق الأوسط)

7. سامر هاوس (The Summerhouse)

الموقع: ليتل فينيس Little Venice

المميزات: هذا المطعم يتميز بإطلالته على القناة المائية، ويقدم أطعمة بحرية طازجة في بيئة هادئة ومريحة.

8. البيت الأبيض (The White Haus)

الموقع: فيتزروفيا

المميزات: يتميز هذا المطعم بتصميمه المستوحى من الشاليهات السويسرية، ويوفر تراساً خارجياً جميلاً لتناول الطعام والاستمتاع بالأجواء.

9. كيو تراس (Kew Gardens Terrace)

الموقع: حدائق كيو

المميزات: إذا كنت ترغب في تجربة تناول الطعام في إحدى أجمل الحدائق في لندن، فإن هذا المكان يوفر تراساً خارجياً مميزاً داخل حدائق كيو الشهيرة.

10. ميركاتو ميترابوليتانو (Mercato Metropolitano)

الموقع: إلفنت آند كاسل

المميزات: هذه السوق المفتوحة تقدم مجموعة متنوعة من الأطعمة من جميع أنحاء العالم في بيئة حيوية ومريحة، وهي مثالية لتجربة تناول الطعام في الهواء الطلق.

11. روتس آند شوتز غاردن (Roots and Shoots Garden)

الموقع: كينينغتون

المميزات: يعد هذا المكان مركزاً بيئياً يقدم تجارب طعام ممتعة في حديقة خضراء جميلة، ويتميز بالتركيز على المكونات العضوية والطازجة.

هذه الأماكن تقدم تجربة تناول طعام فريدة وممتعة في الهواء الطلق، مما يتيح لك الاستمتاع بجمال لندن أثناء تناول وجبات شهية.


مقالات ذات صلة

1000 فعالية سياحية يشهدها «شتاء السعودية» لخَلْق تجارب لا تُنسى

يوميات الشرق الرياض تستضيف أكبر الفعاليات الترفيهية الشتوية في العالم (الشرق الأوسط)

1000 فعالية سياحية يشهدها «شتاء السعودية» لخَلْق تجارب لا تُنسى

تتيح منصة «روح السعودية» للسياح والزوار الراغبين في معلومات إضافية عن برنامج هذا العام، الاطّلاع على العروض والباقات والخصومات الخاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سفر وسياحة نافورة بحيرة لومان الاشهر في المدينة (شاترستوك)

جنيف... أناقة بالخط العريض

هل تعلم بأن أكثر من %40 من سكان مدينة جنيف هم من غير السويسريين؟ والسبب هو أن هذه المدينة تضم العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر.

جوسلين إيليا (جنيف)
سفر وسياحة مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

تحلو الجلسة المُطلَّة على مشهد يُبهج النفس ويهدِّئ همَّ الأيام. في بيروت، تتعدَّد الأماكن المشرفة على العاصمة ببحرها ومبانيها وأفقها البعيد حيث تتوارى الشمس

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
سفر وسياحة فيروز حاضرة في ثنايا فندق القاصوف (الشرق الاوسط)

«القاصوف»... صفحات من تاريخ لبنان الذهبي

يُعدُّ فندق «القاصوف» في بلدة ضهور الشوير، من الأقدم في لبنان والشرق الأوسط، شهرته ملأت الدنيا، وشغلت الناس على مدى سنوات طويلة، قبل أن تدمّره الحرب.

فيفيان حداد (بيروت)

جنوب سردينيا القسم الجميل والمهمل في إيطاليا

جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)
جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)
TT

جنوب سردينيا القسم الجميل والمهمل في إيطاليا

جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)
جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)

كان الضجيج نادراً في جنوب سردينيا منذ مدة طويلة، يقول البعض ربما منذ انحدار الحضارة النوراجية من العصر البرونزي في المنطقة. ومع ذلك، في ثاني أكبر جزيرة إيطالية، حيث تفوق الأغنام عدد السكان إلى حد كبير، هناك طاقة جديدة لا لبس فيها في «كالياري»، عاصمة البحر الأبيض المتوسط الصغيرة، والريف المحيط بها.

تشتهر سردينيا بطبيعتها وشواطئها الجميلة (نيويورك تايمز)

يقول المؤرخ المحلي فينتورينو فارغييو، بينما كنا نشاهد احتفال الأزياء الشعبية السنوي في سانت إفيزيو في المدينة: «لقد اعتدنا أن نعدّ أنفسنا ريفيين، معزولين في هذه الجزيرة النائية. لكن سكان سردينيا بدأوا يدركون أن ثقافتنا لها قيمة حقيقية بالنسبة إلينا وللأجانب».

في كالياري، هناك زيادة في الفخر، إلى جانب موجة من التنمية الجديدة، أغلبها يهدف إلى زيادة الأعداد المتزايدة بالفعل من السياح. في حي مارينا الذي يتغيّر بسرعة، وهو معقل سابق لصيادي الأسماك، صار اليوم مزيجاً نابضاً بالحياة من المهاجرين والمقيمين منذ مدة طويلة، سوف يُنشئ متنزه، جرى تصميمه من قبل المهندس المعماري «ستيفانو بويري»، حديقة مورّقة على طول الواجهة البحرية. سوف يوصل خط قطار خفيف المارينا بضواحي كالياري، ويجري إنشاء ميناء جديد، من المتوقع أن يكون عام 2026 لنقل سفن الرحلات البحرية بعيداً، ما يسمح للسفن الشراعية بالرسو (وإنفاق الأموال) في وسط كالياري.

«لاي» من أشهر الأجبان في جنوب سردينيا (نيويورك تايمز)

بالنسبة إلى كالياري والجنوب الذي يمتد على طول ساحل رملي أبيض وبحر أزرق من الشواطئ الخلابة يمكن أن يثبت المد السياحي إما أنه مدمر وإما أنه نعمة للمنطقة التي تعاني من نقص الفرص. منذ عقود مضت، أصبحت «كوستا إزميرالدا» في شمال سردينيا ملعباً ومنتجعاً للأثرياء مثل ميلانو على البحر الأبيض المتوسط التي ترمز إلى كيفية استعمار السياح لمنطقة ما.

جبن محلي الصنع في سردينيا (نيويورك تايمز)

لكن هل يمكن إنشاء صورة أكثر انسجاماً من السفر في الجنوب؟ مع السياحة المفرطة التي أصبحت الآن لعنة عديد من المواقع الإيطالية، زرت المنطقة وسألت السكان المحليين: ما الذي قد يشكّل مستقبلاً أفضل؟

قال سامويلي موسكاس، أحد مؤسسي «سابوريس»، وهو مطعم خلاّب ومقهى في مارينا: «هذه المدينة تتطوّر لتناسب السياح». يتميّز المطعم بمظهر باريسي رائع، ولكنه يقدّم قائمة طعام محلية وزواراً محليين، وهو واحد من كثير من المطاعم الحضرية في كالياري التي تنافس تلك الموجودة في المدن الإيطالية الكبرى. قدّم لي موسكاس الذي بدأ رحلته في «سابوري دي سردينيا»، وهو متجر قريب للأغذية، الذي كان يضم «سابوريس» وجاره القريب «بيبيت»؛ طبقاً من الهليون البري من شمال سردينيا، وأشار إلى أنني كنت الشخص الوحيد غير السرديني في غرفة الطعام. ثم قال: «لقد أنشأنا هذا المكان لمجتمعنا. ونرحّب بالسياح أيضاً، لكننا نريد منهم أن ينغمسوا في ثقافتنا، في مكان خاص بنا».

مقارنة بالمدن الإيطالية الأخرى، قد تبدو المواقع الثقافية في كالياري قليلة بعض الشيء، رغم أن المتحف الأثري يحتوي على مجموعة رائعة من القطع الأثرية النوراجية والفينيقية والرومانية القديمة في سردينيا، بما في ذلك الرماة النوراجيون المنحوتون على الحجر، والمعروفون باسم عمالقة «مونتي براما». وفي أماكن أخرى، هناك مواقع مثل «غياردينو سونورو»، وهو تركيب خارجي من منحوتات حجرية لصنع الموسيقى من قِبل الفنان المحلي «بينوكيو سيولا»، وكاتدرائية الباروك مع قبوها المقوّس المغطى بالبلاط الذي يُصوّر ما يقرب من 200 قديس.

جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)

إنها مدينة يكون الاستمتاع بها بشكل أفضل من خلال التجول. يُعدّ شاطئ «بويتو» الذي يمتد لمسافة أميال مكاناً رائعاً للخروج في كالياري خلال الطقس الدافئ، مع نوادي الشاطئ ومطاعم المأكولات البحرية الكلاسيكية مثل مطعم «ريستورانتي كالاموسكا» على حافة الماء. تتجمع طيور الفلامنغو الوردية، وهي أكثر سكان المدينة تقديراً، بالقرب من مسطحات «مولينتارغيوس» الملحية. يتدفق السياح والسكان المحليون على حد سواء إلى حصن سانت ريمي، أفضل نقطة مراقبة في هذه المدينة ذات التلال المتحدرة. وفي وقت مبكر من المساء، تمتلئ ساحة «غيتانو أورو» بالشباب الذين يتجمعون حول بار «فينيريا فيلانوفا»، ويتوجهون لتناول العشاء في المطاعم الكلاسيكية مثل مطعم «تراتوريا ليليكو»، الذي يرجع تاريخه إلى عام 1938، أو أحد مطاعم الجيل الجديد مثل «ريتروبانكو»، و«وسابوريس».

في الوقت الحالي، لا تزال كالياري تبدو وكأنها مدينة تنتمي إلى سكانها، على عكس فلورنسا أو البندقية أو غيرهما من المدن التي يكتظ بها السياح. قال جوزيبي دي مارتيني، المدير العام لمطعم «ريتروبانكو»: «لكننا نريد زيادة الزوار هنا». وأضاف: «يجب أن تصبح كالياري عاصمة البحر الأبيض المتوسط».

يُعد جبن «لاي» سبباً كافياً لزيارة المنطقة. ففي «سينوس»، ورشته الصغيرة، يتبع تقليداً سردينياً قديماً لصنع الأجبان الطبيعية باستخدام الحليب الطازج من الأغنام التي تملكها عائلته. ويقول: «يُصبح الطعام المصنوع بطريقة واعية وسيلة لنقل الثقافة»، بينما كنا غارقين حتى مرافقنا في الحليب الساخن، ونسكب اللبن الرائب في وعاء نحاسي مسخن بالنار. يمكن للضيوف زيارة المتجر لتذوق أجبانه العتيقة الرائعة أو، كما فعلت، تجربة صناعتها بأنفسهم.

في منطقة «سولسيس» المجاورة، واجهت تفسيراً آخر لـ«سردينيا»، حيث يتم الجمع بين الحرف التقليدية والتصميم المعاصر بلا خجل. «بريتزايدا» هي الاستوديو الإبداعي لكل من «إيفانو أتزوري» و«كاير تشينڨن»، وهما مهاجران من كاليفورنيا وميلانو، يصممان وينتجان الأثاث مع الحرفيين المحليين. هذا الربيع، افتتح الثنائي «لوكسي بيا»، وهي مجموعة من بيوت الضيافة الحجرية المحيطة بها أشجار الزيتون والحقول الخضراء. أعادا بناء المساكن وفقاً للأسلوب التقليدي للمنطقة وملأوها بأسرّة «بريتزايدا» ذات الإطارات الخشبية المنحوتة المذهلة، وطاولات جانبية من الفلين المنحوت، وغير ذلك من القطع المعاصرة المصنوعة يدوياً.

طبيعة جميلة في واحدة من أكبر جزر إيطاليا (نيويورك تايمز)

لاحقاً، استقللت دراجة كهربائية للوصول إلى «تومبي دي جيغانتي»، وهو موقع «نوراجيكي» مع مسارات المشي لمسافات طويلة تطل على التلال المشجرة. تقع شواطئ الأحلام «بورتو بينو»، و«سو بورتو دي سو تريغو»، و«إيس سوليناس» في البحر الأبيض المتوسط على مسافة قصيرة بالسيارة، وكذلك مجتمع الصيد الغني بالتاريخ في جزيرة «سانت أنتيوكو»، المتصلة بالجزيرة الرئيسية عبر جسر بري رفيع.

في أعماق «سولسيس»، وهي منطقة معروفة بأعمال التعدين السابقة، وعلى طول الساحل الجنوبي الغربي، افتُتح «لو ديون بيسيناس» في مايو (أيار)، بوصفه فندقاً فخماً في مستودع سابق للتعدين، وهي محاولة طموحة لتحويل منطقة فارغة الآن من الصناعة إلى وجهة ذات طابع طبيعي. أصبحت الحديقة المحيطة جزءاً من درب المشي «سانتا باربرا»، باتباع المسارات التي كان يسير عليها عمال المناجم ذهاباً وإياباً من العمل. لكن موطن الجذب الحقيقي هو العزلة الرائعة للفندق وشاطئه المواجه للغروب، والمدعوم بشكل كبير ببعض أطول الكثبان الرملية في أوروبا «ربما الجزء الأكثر عزلة من ساحل سردينيا»، كما قالت المالكة «مارسيلا تيتوني»، التي قضت 10 سنوات في تجديد الفندق: «ما أفضل طريقة لإحيائه سوى من خلال الزوار وهذا العمل المفعم بالمحبة؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»