«بيستر فيلادج»... تسوق طعام وسياحة

اكتشف أجمل مناطق أكسفوردشير انطلاقاً من «قرية الماركات العالمية»

"بيستر فيلادج" فرصة لتمضية يوم بالكامل للتبضع وتناول الطعام اللذيذ (الشرق الاوسط)
"بيستر فيلادج" فرصة لتمضية يوم بالكامل للتبضع وتناول الطعام اللذيذ (الشرق الاوسط)
TT

«بيستر فيلادج»... تسوق طعام وسياحة

"بيستر فيلادج" فرصة لتمضية يوم بالكامل للتبضع وتناول الطعام اللذيذ (الشرق الاوسط)
"بيستر فيلادج" فرصة لتمضية يوم بالكامل للتبضع وتناول الطعام اللذيذ (الشرق الاوسط)

تُعرف لندن بكونها من بين أهم مدن التسوق في العالم، رغم أن وضع اقتصادها الحالي قد غير خريطة التسوق فيها وأمسى «أكسفورد ستريت» الذي كان يعدّ أشهر عناوين التبضع في المدينة يعتمد على محال بيع السكريات والتذكارات «المثيرة للجدل» ولم يبق فيها إلا قلة من المحال التجارية التي نجحت في إنقاذ نفسها من موجة الإفلاس التي تلت جائحة كورونا وتحول الناس للتسوق الرقمي والافتراضي.

ولكن يبقى للتسوق الحسي رونقه، ولا يمكن لأي وسيلة أخرى أن تحل محل رؤية البضاعة وتجريبها ولمس القماش وتنشق رائحة الشمع والعطور... وغيرها من المنتجات النفاثة.

تضم مدينة أوكسفورد أقدم جامعة في العالم (شاترستوك)

وفي ظل الأزمة الاقتصادية العاصفة ببريطانيا، حالها حال الكثير من البلدان الأخرى ترى المتسوقين يبحثون عن الرخيص أو الأرخص، وتبقى قرية التسوق بأسعار مخفضة (قد تصل إلى 70 في المائة) هي العنوان الأفضل لمحبي الماركات العالمية الذين يجدون ضالتهم في «بيستر فيلادج» Bicester Village الواقعة في مقاطعة أكسفوردشير ويمكن الوصول إليها من لندن عبر القطار الذي ينطلق من محطة «ماريلبون» أو عن طريق السيارة أو حتى الحافلات وتستغرق المسافة نحو 45 دقيقة.

رحلة بالقارب في نهر التيمز بمدينة أوكسفورد (شاترستوك)

أجمل ما في زيارة «بيستر فيلادج» هو موقعها على مسافة لا تزيد على 40 دقيقة من مدينة أكسفورد الشهيرة بمعالمها السياحية وجامعاتها، بالإضافة إلى مناطق رائعة الجمال أخرى مثل «ذا كوتسوولدز» ومعالم سياحية خلابة مثل قصر «بلينهايم» و«دوانتن آبي».

أنا شخصياً لا أمل من زيارة قرية «بيستر» أو ما يسميها البعض قرية الماركات أو الـOutlet والتي تضم أكثر من 150 محلاً تجارياً لأهم الماركات العالمية بخصومات تتراوح ما بين 30 و70 في المائة، وعلاوة على ذلك فهي تضم بعضاً من أهم المطاعم المعروفة في لندن، وتقدم الكثير من الخدمات ويمكن التسجيل للعضوية للحصول على اشتراك سنوي يقدم لك الكثير من العروض، بالإضافة إلى إمكانية حجز الـApartment الذي يخولك تجربة خدمة المتسوق الخاص ويعطي الفرصة للجلوس والراحة في أجواء جميلة وهادئة ضمن ديكورات رائعة.

تنتشر المراكز الصحية في مناطق "كوتسوولدز" (شاترستوك)

وإذا كنت من محبي الطعام فأنصحك بتجربة أحد المطاعم المتوفرة في القرية مثل «تشيكونيز»، أو «فارم شوب» و«لا توا باستا» و«بيزو بيزو» و«شان شوي»، ومن أجدد عناوين الأكل المميز في القرية مطعم «أوتولونغي» المتخصص بالمأكولات الشرق أوسطية مع لمسة أوروبية.

«بيستر فيلادج» تقع في قرية «بيستر» Bicester ومنها يمكنك التوجه إلى مناطق أخرى، وأوصي هنا بالمبيت ليلة في مدينة أكسفورد أو كوتسوولدز لأنهما تستحقان الزيارة بالفعل.

استكشف مدينة أوكسفورد بدراجة هوائية (شاترستوك)

فلنبدأ بتنظيم يومنا بدءاً من الانطلاق في الصباح الباكر إلى «بيستر فيلادج»، بعد التسوق وتناول وجبة طعام لذيذة في أحد مطاعم قرية التسوق، نتوجه بالسيارة أو القطار إلى مدينة أوكسفور Oxford المميزة بطابعها الخاص المختلف عن باقي المدن السياحية الأخرى، فهي تقع عند وادي نهر التميس جنوب شرقي إنجلترا، وتعرف أيضاً باسم «مدينة الأبراج الحالمة» نسبة إلى الهيكل المتناغم في مباني الجامعة، تستمد رونقها الخاص من تصميم مبانيها القوطية القديمة، وفيها تتوفر الكثير من النشاطات السياحية، مثل التجديف في قارب خلال رحلة نهرية أو التجول والسير على الأقدام أو تأجير دراجة هوائية واكتشاف الأزقة الجميلة المرصوفة بالحصى ومشاهدة الموسيقيين المتجولين في الشوارع، وهذه المدينة تضم أقدم جامعة في العالم ناطقة باللغة الإنجليزية، وعندما تتجول في ثنايا هذه المدينة رائعة الجمال سوف تجد نفسك غارقاً في تاريخ العصور القديمة، فلا تفوّت على نفسك الولوج إلى إحدى الكنائس التاريخية والأديرة والساحات الهادئة.

"ذا كوتسوولدز" من أجمل المناطق الريفية في إنجلترا (شاترستوك)

ومن الممكن حجز جولة سيراً على الأقدام رفقة دليل سياحي يكون عادة طالباً في الجامعة يعرّفك على تاريخ الجامعة، وإذا كنت من محبي شخصية «هاري بوتر» الشهيرة فسوف تبهرك هذه الرحلة لأنها تأخذك إلى جميع الأماكن التي تم تصوير الفيلم فيها.

إضافة إلى ذلك، فيمكنك القيام برحلة تعرفك على جميع تفاصيل فيلم «هاري بوتر» وتضاف إليها زيارة الكلية الجديدة. ومن الممكن أيضاً القيام برحلة مائية تعبر بك تحت جسر «فولي» الأثري وكلية «كرايستتشورش».

بيستر فيلادج فرصة للتسوق والحصول على ماركات عالمية بأسعار مخفضة (الشرق الاوسط)

قصر بلينهايم Blenheim Palace

ومن الزيارات الرائعة في أكسفوردشير وعلى مسافة لا تزيد على 30 دقيقة من «بيستر فيلادج» أو مدينة أكسفورد، يمكنك الوصول إلى واحد من أروع القصور «بلينهايم بالاس» الذي كان في الماضي منزلاً خاصاً لدوقة ودوق مارلبورو الثاني عشر ومسقط رأس ونستون تشرشل، هذا القصر هو تحفة فنية تعود إلى الحقبة الباروكية ويحتوي على 300 سنة من التاريخ والإرث الثقافي ويضم أكثر من ألفي هكتار من الحدائق والأراضي وفيه أجمل الأنتيكات والأثاث في أوروبا.

ننصح بحجز جولة استكشافية للقصر وممكن مزجها مع زيارة منطقة «كوتسوولدز» بسعر يبدأ من 79 جنيهاً إسترلينياً. يمكن الحجز المسبق عبر موقع القصر الرسمي على «تريب أدفايز».

عناوين عديدة للاكل في "بيستر" (الشرق الاوسط)

قرية داونتن آبي Downton Abbey Village

وإذا كنت من محبي مسلسل وفيلم «داونتن آبي» فلا بد من زيارة القرية القريبة من قصر «بلينهايم» والتعرف على روعة القرية والمنزل الذي صوّر فيهما المسلسل والفيلم. من الممكن حجز رحلة مع دليل سياحي بسعر يبدأ من 70 جنيهاً إسترلينياً للشخص الواحد.

زيارة تناسب جميع أفراد العائلة (الشرق الاوسط)

«ذا كوستوولدز» The Cotswolds

تعدّ هذه المنطقة من أجمل المناطق الريفية في إنجلترا، وتمتد على مسافة تزيد على 800 ميل مربع، وهي تمر عبر 5 قطاعات، مثل غلوستيشير، وأكسفوردشير، ووريكشير، وويلتشير وويرستيشير.

أجمل ما يجعل زيارة «ذا كوتسوولدز» ضرورية هو تنوع الأماكن والقرى فيها، فلكل منها رونقها وجاذبيتها. فهي تضم قرى عدة وفنادقها قديمة على شكل بيوت قديمة أو ما يعرف بالـ«Cottage» وأسواق طعام تقليدية.

من أشهر القرى فيها قرية «تيتبيري» Tetbury التي تعدّ تحفة فنية، بيوتها تتناغم على أوتار التاريخ الضارب في المنطقة، وننصح بالانضمام إلى جولة سياحية للتعرف على مزاياها وما تزخر به من تفاصيل جميلة.

كما ينصح بزيارة المراكز الصحية المتوفرة بكثرة فيها مثل: The Vaulted Spa the Kings Head Hotel وC-Side Spa وBomford Spa وElan Spa.


مقالات ذات صلة

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

سفر وسياحة مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

تحلو الجلسة المُطلَّة على مشهد يُبهج النفس ويهدِّئ همَّ الأيام. في بيروت، تتعدَّد الأماكن المشرفة على العاصمة ببحرها ومبانيها وأفقها البعيد حيث تتوارى الشمس

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
سفر وسياحة فيروز حاضرة في ثنايا فندق القاصوف (الشرق الاوسط)

«القاصوف»... صفحات من تاريخ لبنان الذهبي

يُعدُّ فندق «القاصوف» في بلدة ضهور الشوير، من الأقدم في لبنان والشرق الأوسط، شهرته ملأت الدنيا، وشغلت الناس على مدى سنوات طويلة، قبل أن تدمّره الحرب.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة يسمح فقط بحمل الشاحن في حقائب اليد (شاترستوك)

لماذا يمكن أن يُفسد وضع الشواحن المحمولة داخل الحقائب رحلتك؟

من الممكن أن يتسبب الشاحن المحمول (Power Bank) في انطلاق أجهزة الإنذار، ومن ثم خضوعك لفحص إضافي عند نقاط التفتيش الأمنية بالمطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أظهر مقطع الفيديو اهتزاز المقعد (غيتي)

حظر زوجين بدآ شِجاراً مع راكبة صينية بسبب مقعدها المائل

حظرت شركة الطيران الوطنية في هونغ كونغ، «كاثي باسيفيك»، زوجين من رحلاتها بعد شجار بدآه مع مسافرة صينية بسبب مقعدها المائل أمامهما، حسب «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

جنوب سردينيا القسم الجميل والمهمل في إيطاليا

جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)
جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)
TT

جنوب سردينيا القسم الجميل والمهمل في إيطاليا

جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)
جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)

كان الضجيج نادراً في جنوب سردينيا منذ مدة طويلة، يقول البعض ربما منذ انحدار الحضارة النوراجية من العصر البرونزي في المنطقة. ومع ذلك، في ثاني أكبر جزيرة إيطالية، حيث تفوق الأغنام عدد السكان إلى حد كبير، هناك طاقة جديدة لا لبس فيها في «كالياري»، عاصمة البحر الأبيض المتوسط الصغيرة، والريف المحيط بها.

تشتهر سردينيا بطبيعتها وشواطئها الجميلة (نيويورك تايمز)

يقول المؤرخ المحلي فينتورينو فارغييو، بينما كنا نشاهد احتفال الأزياء الشعبية السنوي في سانت إفيزيو في المدينة: «لقد اعتدنا أن نعدّ أنفسنا ريفيين، معزولين في هذه الجزيرة النائية. لكن سكان سردينيا بدأوا يدركون أن ثقافتنا لها قيمة حقيقية بالنسبة إلينا وللأجانب».

في كالياري، هناك زيادة في الفخر، إلى جانب موجة من التنمية الجديدة، أغلبها يهدف إلى زيادة الأعداد المتزايدة بالفعل من السياح. في حي مارينا الذي يتغيّر بسرعة، وهو معقل سابق لصيادي الأسماك، صار اليوم مزيجاً نابضاً بالحياة من المهاجرين والمقيمين منذ مدة طويلة، سوف يُنشئ متنزه، جرى تصميمه من قبل المهندس المعماري «ستيفانو بويري»، حديقة مورّقة على طول الواجهة البحرية. سوف يوصل خط قطار خفيف المارينا بضواحي كالياري، ويجري إنشاء ميناء جديد، من المتوقع أن يكون عام 2026 لنقل سفن الرحلات البحرية بعيداً، ما يسمح للسفن الشراعية بالرسو (وإنفاق الأموال) في وسط كالياري.

«لاي» من أشهر الأجبان في جنوب سردينيا (نيويورك تايمز)

بالنسبة إلى كالياري والجنوب الذي يمتد على طول ساحل رملي أبيض وبحر أزرق من الشواطئ الخلابة يمكن أن يثبت المد السياحي إما أنه مدمر وإما أنه نعمة للمنطقة التي تعاني من نقص الفرص. منذ عقود مضت، أصبحت «كوستا إزميرالدا» في شمال سردينيا ملعباً ومنتجعاً للأثرياء مثل ميلانو على البحر الأبيض المتوسط التي ترمز إلى كيفية استعمار السياح لمنطقة ما.

جبن محلي الصنع في سردينيا (نيويورك تايمز)

لكن هل يمكن إنشاء صورة أكثر انسجاماً من السفر في الجنوب؟ مع السياحة المفرطة التي أصبحت الآن لعنة عديد من المواقع الإيطالية، زرت المنطقة وسألت السكان المحليين: ما الذي قد يشكّل مستقبلاً أفضل؟

قال سامويلي موسكاس، أحد مؤسسي «سابوريس»، وهو مطعم خلاّب ومقهى في مارينا: «هذه المدينة تتطوّر لتناسب السياح». يتميّز المطعم بمظهر باريسي رائع، ولكنه يقدّم قائمة طعام محلية وزواراً محليين، وهو واحد من كثير من المطاعم الحضرية في كالياري التي تنافس تلك الموجودة في المدن الإيطالية الكبرى. قدّم لي موسكاس الذي بدأ رحلته في «سابوري دي سردينيا»، وهو متجر قريب للأغذية، الذي كان يضم «سابوريس» وجاره القريب «بيبيت»؛ طبقاً من الهليون البري من شمال سردينيا، وأشار إلى أنني كنت الشخص الوحيد غير السرديني في غرفة الطعام. ثم قال: «لقد أنشأنا هذا المكان لمجتمعنا. ونرحّب بالسياح أيضاً، لكننا نريد منهم أن ينغمسوا في ثقافتنا، في مكان خاص بنا».

مقارنة بالمدن الإيطالية الأخرى، قد تبدو المواقع الثقافية في كالياري قليلة بعض الشيء، رغم أن المتحف الأثري يحتوي على مجموعة رائعة من القطع الأثرية النوراجية والفينيقية والرومانية القديمة في سردينيا، بما في ذلك الرماة النوراجيون المنحوتون على الحجر، والمعروفون باسم عمالقة «مونتي براما». وفي أماكن أخرى، هناك مواقع مثل «غياردينو سونورو»، وهو تركيب خارجي من منحوتات حجرية لصنع الموسيقى من قِبل الفنان المحلي «بينوكيو سيولا»، وكاتدرائية الباروك مع قبوها المقوّس المغطى بالبلاط الذي يُصوّر ما يقرب من 200 قديس.

جزيرة نائية تسكنها نسبة قليلة من الإيطاليين (نيويورك تايمز)

إنها مدينة يكون الاستمتاع بها بشكل أفضل من خلال التجول. يُعدّ شاطئ «بويتو» الذي يمتد لمسافة أميال مكاناً رائعاً للخروج في كالياري خلال الطقس الدافئ، مع نوادي الشاطئ ومطاعم المأكولات البحرية الكلاسيكية مثل مطعم «ريستورانتي كالاموسكا» على حافة الماء. تتجمع طيور الفلامنغو الوردية، وهي أكثر سكان المدينة تقديراً، بالقرب من مسطحات «مولينتارغيوس» الملحية. يتدفق السياح والسكان المحليون على حد سواء إلى حصن سانت ريمي، أفضل نقطة مراقبة في هذه المدينة ذات التلال المتحدرة. وفي وقت مبكر من المساء، تمتلئ ساحة «غيتانو أورو» بالشباب الذين يتجمعون حول بار «فينيريا فيلانوفا»، ويتوجهون لتناول العشاء في المطاعم الكلاسيكية مثل مطعم «تراتوريا ليليكو»، الذي يرجع تاريخه إلى عام 1938، أو أحد مطاعم الجيل الجديد مثل «ريتروبانكو»، و«وسابوريس».

في الوقت الحالي، لا تزال كالياري تبدو وكأنها مدينة تنتمي إلى سكانها، على عكس فلورنسا أو البندقية أو غيرهما من المدن التي يكتظ بها السياح. قال جوزيبي دي مارتيني، المدير العام لمطعم «ريتروبانكو»: «لكننا نريد زيادة الزوار هنا». وأضاف: «يجب أن تصبح كالياري عاصمة البحر الأبيض المتوسط».

يُعد جبن «لاي» سبباً كافياً لزيارة المنطقة. ففي «سينوس»، ورشته الصغيرة، يتبع تقليداً سردينياً قديماً لصنع الأجبان الطبيعية باستخدام الحليب الطازج من الأغنام التي تملكها عائلته. ويقول: «يُصبح الطعام المصنوع بطريقة واعية وسيلة لنقل الثقافة»، بينما كنا غارقين حتى مرافقنا في الحليب الساخن، ونسكب اللبن الرائب في وعاء نحاسي مسخن بالنار. يمكن للضيوف زيارة المتجر لتذوق أجبانه العتيقة الرائعة أو، كما فعلت، تجربة صناعتها بأنفسهم.

في منطقة «سولسيس» المجاورة، واجهت تفسيراً آخر لـ«سردينيا»، حيث يتم الجمع بين الحرف التقليدية والتصميم المعاصر بلا خجل. «بريتزايدا» هي الاستوديو الإبداعي لكل من «إيفانو أتزوري» و«كاير تشينڨن»، وهما مهاجران من كاليفورنيا وميلانو، يصممان وينتجان الأثاث مع الحرفيين المحليين. هذا الربيع، افتتح الثنائي «لوكسي بيا»، وهي مجموعة من بيوت الضيافة الحجرية المحيطة بها أشجار الزيتون والحقول الخضراء. أعادا بناء المساكن وفقاً للأسلوب التقليدي للمنطقة وملأوها بأسرّة «بريتزايدا» ذات الإطارات الخشبية المنحوتة المذهلة، وطاولات جانبية من الفلين المنحوت، وغير ذلك من القطع المعاصرة المصنوعة يدوياً.

طبيعة جميلة في واحدة من أكبر جزر إيطاليا (نيويورك تايمز)

لاحقاً، استقللت دراجة كهربائية للوصول إلى «تومبي دي جيغانتي»، وهو موقع «نوراجيكي» مع مسارات المشي لمسافات طويلة تطل على التلال المشجرة. تقع شواطئ الأحلام «بورتو بينو»، و«سو بورتو دي سو تريغو»، و«إيس سوليناس» في البحر الأبيض المتوسط على مسافة قصيرة بالسيارة، وكذلك مجتمع الصيد الغني بالتاريخ في جزيرة «سانت أنتيوكو»، المتصلة بالجزيرة الرئيسية عبر جسر بري رفيع.

في أعماق «سولسيس»، وهي منطقة معروفة بأعمال التعدين السابقة، وعلى طول الساحل الجنوبي الغربي، افتُتح «لو ديون بيسيناس» في مايو (أيار)، بوصفه فندقاً فخماً في مستودع سابق للتعدين، وهي محاولة طموحة لتحويل منطقة فارغة الآن من الصناعة إلى وجهة ذات طابع طبيعي. أصبحت الحديقة المحيطة جزءاً من درب المشي «سانتا باربرا»، باتباع المسارات التي كان يسير عليها عمال المناجم ذهاباً وإياباً من العمل. لكن موطن الجذب الحقيقي هو العزلة الرائعة للفندق وشاطئه المواجه للغروب، والمدعوم بشكل كبير ببعض أطول الكثبان الرملية في أوروبا «ربما الجزء الأكثر عزلة من ساحل سردينيا»، كما قالت المالكة «مارسيلا تيتوني»، التي قضت 10 سنوات في تجديد الفندق: «ما أفضل طريقة لإحيائه سوى من خلال الزوار وهذا العمل المفعم بالمحبة؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»