«يوتوبيا»... ملاذ الاستجمام والغوص في مصر

من أجمل الجزر في البحر الأحمر

ممارسة رياضة الغوص من أهم النشاطات في الجزيرة (تصوير: محمد ورداني)
ممارسة رياضة الغوص من أهم النشاطات في الجزيرة (تصوير: محمد ورداني)
TT

«يوتوبيا»... ملاذ الاستجمام والغوص في مصر

ممارسة رياضة الغوص من أهم النشاطات في الجزيرة (تصوير: محمد ورداني)
ممارسة رياضة الغوص من أهم النشاطات في الجزيرة (تصوير: محمد ورداني)

هل تبحث عن ملاذ آمن يجمع بين الجنة الطبيعية والمغامرة الممتعة مع القليل من الرفاهية؟ إذن مرحباً بك في جزيرة «يوتوبيا» شمال مدينة سفاجا المصرية، التي تُعد واحدة من أفضل جزر البحر الأحمر، وأكثرها جذباً للسياح من جميع أنحاء العالم.

في «يوتوبيا» يمكنك السباحة والغوص بأمان قبالة الشواطئ بالجزيرة، ومشاركة المياه مع الأسماك النادرة والملونة والدلافين والسلاحف البحرية، وبفضل مناظرها الطبيعية الخلابة والحياة البحرية الوفيرة والشعاب المرجانية، ومجموعة متنوعة من الأنشطة التي يمكنك الاستمتاع بها، تُعد جزيرة «يوتوبيا» المكان المثالي للاسترخاء وإعادة الاتصال بالطبيعة.

روعة الطبيعة تحت المياه (تصوير: محمد ورداني)

«هنا يمكنك الانغماس في الحدائق المرجانية الخلابة، والاسترخاء على شواطئ الجزيرة البكر؛ حيث الرمال الناعمة التي تمثل جزءاً من سفاجا والتي يقال إنها تشفي الأمراض»، كما يقول المصور والرحالة محمد ورداني، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»، أيضاً: «سيبهرك منظر المياه التركوازية الممتدة أمامك، إلى حد أنك تستطيع مشاهدة ما في قاع البحر من شدة نقائها، في هذه الجزيرة التي تتميز بكونها واحدة من الجزر القليلة التي لا توجد بها صخور».

نشاطات بحرية متنوعة في الجزيرة (تصوير: محمد ورداني)

وتُعد الجزيرة وجهة رائعة للغواصين من جميع المستويات؛ وبفضل المياه الصافية فإنها توفر تجربة تحت المياه مختلفة وفريدة حقاً. ووفق ورداني «هي فرصة لاستكشاف مجموعة واسعة من مظاهر الحياة البحرية الجميلة»، مضيفاً: «لا يوجد نقص في التنوع عندما يتعلق الأمر بما يمكنك اكتشافه تحت السطح؛ ذلك أن هناك مجالاً كبيراً للغوص الأكثر ميلاً إلى المغامرة، ومهما كانت تفضيلاتك، فمن المؤكد أن زيارتها ستوفر لك ساعات لا نهاية لها من الغوص الذي لا يُنسى. في عطلة لن تنساها كذلك».

جزيرة يوتوبيا أنشطة متنوعة (تصوير: محمد ورداني)

تتميز جزيرة «يوتوبيا» بأنها واحدة من أجمل المناطق للسنوركلينج والتزحلق على المياه في البحر الأحمر؛ إذ تتعدد الأنشطة التي يمكنك ممارستها بالجزيرة رغم صغر مساحتها، فأمامك فرصة للمشاركة في أنشطة مثل الغطس، والجولات شبه الغاطسة، والتجديف بالكاياك، وركوب قارب الموز، والتزلج على الماء، أو المشي على الشاطئ للاستمتاع بروعة الطبيعة في أجواء هادئة رومانسية.

لكن ستجد نفسك ملزماً من دون تعليمات من أي شخص بالمساعدة في الحفاظ على جمالها ونظامها البيئي الوفير للأجيال القادمة؛ من شدة جمالها.

روعة الطبيعة (تصوير: محمد ورداني )

وإذا كنت لا تجيد الغطس، فإنك على متن اليخت الذي يقلك إلى الجزيرة سيقدم لك المدرب معلومات كافية حول الغطس، وسيقدم لك تدريباً سريعاً، وسيرافقك في الماء، ويظهر لك أفضل أماكن الغطس وفقاً لظروف الطقس، وستتوفر لك كثير من سترات النجاة على متن اليخت لغير السباحين، أو أي شخص لا يشعر بالأمان في المياه المفتوحة، ولا تتردد في طلب المساعدة من الطاقم إذا كنت مبتدئاً أو تحتاج إلى بعض المعدات.

جزيرة يوتوبيا (تصوير: محمد ورداني)

أما إذا كنت لا ترغب في الغطس، فيمكنك الاستراحة على اليخت أو الاستلقاء على الجزيرة، وفي كل الأحوال يقدم بوفيه اليخت لك المأكولات اللذيذة لتختار ما بين قائمة متنوعة؛ مثل الجمبري والكفتة وأنواع السمك المختلفة، والبطاطس والمعكرونة والجبن والأرز والسلطات، والمياه والمشروبات الغازية والمشروبات الساخنة.

كذلك سيكون متاحاً أمامك الانطلاق نحو كثير من المعالم الأخرى الجميلة المحيطة، ومن ذلك جزيرة «باراديس» وهنا أنصحك أن تستقل غواصة، وهي خدمة متوفرة عبر أكثر من شركة سياحية، لمشاهدة الشعاب المرجانية عبر بانوراما الغواصة، وكذلك قم بزيارة جزيرة «أورانج باي»، واسأل عن المركب الشراعي «البايرتس» لتقضي لحظات بطعم السعادة غير التقليدية، وكذلك جزيرة «نيمو» المعروفة برياضة الغطس والأنشطة المائية، وإذا كان معك أطفال فيجب ألا تفوتك رحلة «دولفين هاوس» حيث المرح واللعب والمتعة.

ممارسة رياضة الغوص من أهم النشاطات في الجزيرة (تصوير: محمد ورداني)

أما في مدينة سفاجا نفسها حيث ستنزل في أحد فنادقها، فستكون سعيد الحظ للغاية إذا كنت من هواة الغوص؛ حيث تتمتع بمراكز للغوص على مستوى عالي الجودة، وبذلك تستطيع قضاء وقت أطول في الغوص مما يمكنك قضاؤه في الجزر، ومن أشهر هذه الأماكن «شرم النجا» القريب من الشاطئ والموجود على بعد بضعة كيلومترات من شمال سفاجا ونحو (40 كيلومتراً من الغردقة).

ويمكنك الاستمتاع برحلة بحرية لمدة ساعتين من خلال القارب الزجاجي شاملة وجبة الغداء، لتكون في قلب الطبيعة، ويمكنك حجز هذه الرحلة من خلال الفندق الذي تقيم به، أو أحد مراكز الغوص المنتشرة في المدينة، وفي سفاجا أيضاً تستطيع ممارسة هواية الصيد.

أما إذا كنت تبحث عن السياحة العلاجية، فليس هناك أروع من أن تستكمل رحلتك الاستجمامية بعد زيارة جزيرة يوتوبيا وغيرها من الأماكن المحيطة، بالاستلقاء على رمال سفاجا السوداء التي تُعرف بأنها علاج فعال لبعض الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل المزمنة كالصدفية والروماتويد؛ لذلك تجتذب السياح للاستشفاء من شتى أنحاء العالم.

روعة الطبيعة تحت المياه (تصوير: محمد ورداني)

ولعشاق سياحة المغامرة، فلن يجدوا وجهة مثالية لهذه السياحة أكثر من صحراء البحر الأحمر؛ حيث الاستمتاع بأفضل رحلات السفاري والاستكشاف - بمرافقة الدليل - وتناول العشاء والشاي على طريقة البدو في أجواء استثنائية.


مقالات ذات صلة

سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)
سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».