«ران كوتش» وجهة مثالية لموسم العطلات في الهند

«مهرجان الصحراء البيضاء» من أجمل النشاطات بولاية غوجارات

مدينة مناسبة لتمضية فترة الأعياد (شاترستوك)
مدينة مناسبة لتمضية فترة الأعياد (شاترستوك)
TT

«ران كوتش» وجهة مثالية لموسم العطلات في الهند

مدينة مناسبة لتمضية فترة الأعياد (شاترستوك)
مدينة مناسبة لتمضية فترة الأعياد (شاترستوك)

هل أنت من عشاق شاطئ البحر أم تفضل الذهاب إلى الجبال؟ لماذا يجب أن يكون هناك هذان الخياران فقط لعطلة مثالية؟

ماذا عن مكان تكون فيه تحت النجوم، مع ضوء القمر ينير الرمال تحت قدميك؟ هذا ما سوف يستقبلكم في ران كوتش بولاية غوجارات الهندية الفاتنة.

تشتهر كوتش لدى السياح المحليين والدوليين بمهرجان «ران أوتساف» التاسع الشهير؛ إذ يحتفل الكرنفال الذي يستمر نحو 100 يوم بالثقافة والطبيعة وأهل كوتش.

مدينة مناسبة لتمضية فترة الأعياد (شاترستوك)

يعد مهرجان «ران أوتساف» من أكبر وأطول المهرجانات في الهند. في اللحظة التي تهبطون فيها إلى هنا؛ سوف تخطف الأرض المتلألئة في كوتش مع صحراء ملحها البيضاء تحت ضوء القمر قلوبكم. مهرجان «ران أوتساف» هو احتفال بالموسيقى الثقافية، والرقص، والتقاليد، والجمال الطبيعي... وفرصة لكل الحواس كي تتمتع براعم الذوق لديكم بتجربة طعام حقيقية، وتحتفل آذانكم بأصوات الموسيقى الشعبية، وتشاهد عيونكم بانوراما رائعة للصحراء البراقة.

ما الذي تنتظرونه؟ فيما يلي بعض الأمور التي تجب معرفتها عن مهرجان «ران كوتش».

يُقام مهرجان «ران أوتساف» هذا العام في الفترة من 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 20 فبراير (شباط) 2024.

ماذا تعرف عن ران كوتش؟

يمتد ران كوتش العظيم على مساحة واسعة تبلغ 7505 كيلومترات مربعة، ويقع في قلب صحراء «ثار»، مما يجعل «كوتش» من أكثر الأماكن الخلابة والرائعة حتى الآن في الهند. تحتوي التضاريس على مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية المالحة البيضاء التي تمتد إلى أبعد من حدود البصر. و«كوتش» أكبر مقاطعة في الهند، وتغطي مساحة 45.674 كيلومتر مربع. ران كوتش أرض رطبة ضحلة تغمرها المياه خلال موسم الأمطار وتجف خلال مواسم أخرى. تصبح هذه المسطحات المالحة المستنقعية بيضاء كالثلج بعد جفاف المياه الضحلة كل موسم قبل الرياح الموسمية، مما يجعل المشهد الطبيعي منظراً مُبهراً للعيون.

عن مهرجان كوتش...

يخضع المنظر الطبيعي المالح والقاحل لتحول حيوي خلال مهرجان «ران كوتش» الساحر، وهو مشهد رائع يدور حول الاحتفال بالثقافة الغوجاراتية العرقية.

لذا؛ يمكننا القول إن «ران أوتساف» هو مهرجان للحرف، والفنون، والموسيقى، والرقص، والطعام، والطبيعة، يشهده آلاف الأشخاص كل عام. يقدم هذا الكرنفال، الذي يُحتفل به وسط الصحراء البيضاء خلال فصل الشتاء، كثيراً من أنشطة المغامرة، والجولات، والأسواق، حيث يمكن للمرء اكتشاف الوفرة الثقافية الغنية في المنطقة. وبصرف النظر عن ذلك، فإن منظر المساء الرائع والليل القمري الكامل هو صورة فريدة وبديعة لهذا المهرجان.

تملأ موسيقى كوتش التقليدية الآذان، ويشكل تدفق الألوان على خلفية الصحراء اللبنية البيضاء متعة أخاذة لعينيك. ويفتن «ران أوتساف» العظيم الحواس الخمس جميعها في انسجام مستمر؛ إذ ترسم السماء الصافية الزرقاء خطوطاً رقيقة من الألوان البرتقالية والصفراء مع مرور ساعات اليوم.

عندما يسقط ضوء القمر على أرض «ران» البيضاء، تتألق صحراء الـ«ران» كلها كالماسة المتلألئة. ويمنحك ضوء القمر الباهر شعوراً بالراحة عندما يتسلل إليك برد الليل الخفي؛ هذا ضمن كثير من الأشياء الجميلة التي لا يمكن أن تفوتها في «ران أوتساف».

الاحتفال الثقافي

ران كوتش بالفعل مكان ساحر (شاترستوك)

كيف يُقام الاحتفال الهندي من دون رقص وموسيقى؟

يتضمن مهرجان «ران» عروضاً ثقافية وغنائية يومية، مما يتيح للزائر التعرف بصورة أعمق على ماهية هذه المنطقة الرائعة وثقافتها. ويمكنكم أيضاً أن تشاهدوا عروضاً راقصة رائعة، إذ تُقدم رقصات شعبية مثل «غاربا»، و«راس»، و«بهافاي»... وغيرها. تلك العروض جزء لا يتجزأ من ثقافة غوجارات، وتؤدى بملابس ملونة؛ مما يزيد من أجواء الاحتفال. وكما الرقص؛ هناك أيضاً الموسيقى. يعزف الموسيقيون المحليون على الآلات التقليدية ويغنون الأغاني الشعبية، مما يجعل الأمسيات تنبض بالحياة مع إيقاعات غوجارات. بإمكانك أيضاً أن تكون جزءاً من هذه العروض بالملابس المحلية مع مدربين لتعليمك حركات الرقص.

«غاندي نو غام»... مكان للحرف اليدوية في كوتش

لا تكتمل أي زيارة إلى الهند من دون ذكر الحرف والمنسوجات المحلية؛ إذ تزدهر ثقافة كوتش وسبل المعيشة من الحرف اليدوية التقليدية والمعقدة التي سوف تشهدونها خلال المهرجان.

كما يتضمن المهرجان عرضاً واسعاً للحرف اليدوية الرائعة؛ بما في ذلك المنسوجات المطرزة، والمجوهرات ذات التصاميم المعقدة، والأشغال الخشبية، والفخاريات... وهي جميعاً من أعمال الصناع الموهوبين من كوتش. كما يمكن للزوار المشاركة في ورشات عمل مختلفة؛ حيث يمكنهم التعرف على الحرف المحلية، مثل التطريز والفخار من الحرفيين المهرة. هنا يمكنك اقتناء الهدايا التذكارية للوطن.

زوروا كالو دونغار... أعلى نقطة في كوتش

كالو دونغار أو «التلال السوداء» من الأماكن التي تجب عليك زيارتها. كالو دونغار هي أعلى نقطة في كوتش، وستحصل على رؤية رائعة لكامل الصحراء البيضاء من هذا المكان. وإذا كان لديك منظار، فيمكنك حتى رؤية باكستان من قمة التل.

والاسم، كالو دنغار أو «الجبل الأسود»، هو في تناقض صارخ مع الـ«ران» الأبيض. ولكن كن حذراً عندما يعصف الهواء في الأعلى بحيث يصبح المشي صعباً بعض الشيء.

في الطريق نحو كالو دونغار، هناك مكان يعرف باسم «تل المغناطيس». إذا أبقيت سيارتك في وضع محايد في موضع معين فسوف تبدأ بالتحرك ضد الجاذبية.

لكن الأكثر شهرة من كالو دونغار هو معبد «داتاتريا» لـ«بنات آوى» التي يغذيها كاهن المعبد في الظهيرة كل يوم. هناك أيضاً مطبخ مجتمعي يجمع الناس من كل مناحي الحياة لتناول وجبة مجانية معاً. إن غسل الأواني التي تأكل فيها هو الشيء الوحيد المطلوب منك هناك.

«مهرجان الصحراء البيضاء» من أشهر الاحتفالات في ولاية غوجارات (شاترستوك)

«دوردو» مدينة الخيام... مركز جميع أنشطة «ران أوتساف»

دوردو هي قرية في منطقة كوتش تستضيف «ران أوتساف». ويُقام المهرجان في «مدينة الخيام» في دوردو. خلال الأشهر الأربعة من المهرجان، تُبنى مدينة بأكملها في دوردو. كما توجد خيام للسكن، والديكورات، والمتاجر، ومسارح العروض الثقافية... إنها أشبه بمستوطنة مكتفية ذاتياً. ويزور آلاف السياح «مدينة الخيام» سنوياً.

اللافت في الأمر أن هذه الخيام تُنصب سنوياً ثم تفكك أيضاً؛ وذلك لأن الظروف المناخية في هذا المكان غير مناسبة على مدار العام. تخيلوا فقط بناء مدينة ثم تدميرها مرة أخرى! تمتد على مساحة 500 ألف كيلومتر فوق الملح الأبيض، ويستغرق الأمر أكثر من شهرين لإنشاء أكثر من 400 خيمة، وصالات الطعام، والمناطق الترفيهية، ومسارح العروض الحية، والمعارض، والأكشاك، ومعدات لأنشطة المغامرة. تأتي الخيام في أحجام مختلفة وأنماط مرتبة في شكل دوائر غير مكتملة مما يخلق منظراً جميلاً للغاية خلال ألعاب المغامرات الجوية.

يمكن للسياح أن يتوقعوا إقامة بأماكن مكيفة وأخرى غير مكيفة في شكل خيام، وأجنحة، وأكواخ. هناك قائمة كاملة من مأكولات كوتش مهمتها إيقاظ كل براعم التذوق الساكنة لديك. ويشتمل التسوق على مجموعة من الحرف اليدوية والتذكارات الفريدة لهذه الأرض وللمهرجان، والتي تضيف أيضاً إلى المتعة البصرية. يمكن توقع الراقصين والموسيقيين الشعبيين في أي وقت وأي منطقة من المخيم في أجواء المهرجان. وبصرف النظر عن ذلك، يمكن للمرء أيضاً أن يبقى مع السكان المحليين؛ إذ ترحب البيوت الأصلية بالسياح بأذرع مفتوحة لتمنحهم تجربة طعم الحياة في كوتش.

أنشطة المغامرة

يقدم المهرجان مجموعة واسعة من الأنشطة، مثل ركوب الدراجات الهوائية، والانزلاق على الحبال، وركوب المركبات الرباعية، ورحلات السفاري الصحراوية، وركوب الجمال. إن ركوب منطاد الهواء الساخن، بمناظر خلابة للألوان النابضة بالحياة للاحتفاليات وسط الصحراء البيضاء الشاسعة، أمر مثير للغاية.

مواعيد القمر الكاملة

تبدو صحراء الـ«ران» البيضاء أثيرية بصورة خاصة خلال ليلة اكتمال القمر. حاول زيارة ران كوتش خلال ليلة القمر المكتمل؛ وذلك لأن الصحراء البيضاء تبدو جميلة بصورة عجيبة خلال ليالي القمر الكاملة. تخيل أنك قادر على النظر إلى بحر من الصحراء الملحية البيضاء البراقة تحت قمر كامل يشرق بريقاً كالشمس! بعض الأشياء في الحياة تستحق المشاهدة شخصياً.

إنها من أجمل المشاهد التي قد تراها في رحلاتك.

قواعد كوتش «ران أوتساف» التي يجب اتباعها:

وفقاً للوائح الأمنية لحكومة الهند؛ يجب على جميع الضيوف تقديم إثبات للهوية (جواز سفر الأجانب) عند تسجيل الدخول. الرجاء التأكد من حمله معك. ولاية غوجارات «ولاية جافة» بموجب القانون عندما يتعلق الأمر بالمشروبات الكحولية. لذلك من غير القانوني حمل، أو شراء، أو استهلاك الكحوليات، في ولاية غوجارات بأكملها.

في النهاية؛ أود أن أقول إن ران كوتش العظيم بالفعل مكان ساحر.


مقالات ذات صلة

1000 فعالية سياحية يشهدها «شتاء السعودية» لخَلْق تجارب لا تُنسى

يوميات الشرق الرياض تستضيف أكبر الفعاليات الترفيهية الشتوية في العالم (الشرق الأوسط)

1000 فعالية سياحية يشهدها «شتاء السعودية» لخَلْق تجارب لا تُنسى

تتيح منصة «روح السعودية» للسياح والزوار الراغبين في معلومات إضافية عن برنامج هذا العام، الاطّلاع على العروض والباقات والخصومات الخاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سفر وسياحة نافورة بحيرة لومان الاشهر في المدينة (شاترستوك)

جنيف... أناقة بالخط العريض

هل تعلم بأن أكثر من %40 من سكان مدينة جنيف هم من غير السويسريين؟ والسبب هو أن هذه المدينة تضم العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر.

جوسلين إيليا (جنيف)
سفر وسياحة مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

تحلو الجلسة المُطلَّة على مشهد يُبهج النفس ويهدِّئ همَّ الأيام. في بيروت، تتعدَّد الأماكن المشرفة على العاصمة ببحرها ومبانيها وأفقها البعيد حيث تتوارى الشمس

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
سفر وسياحة فيروز حاضرة في ثنايا فندق القاصوف (الشرق الاوسط)

«القاصوف»... صفحات من تاريخ لبنان الذهبي

يُعدُّ فندق «القاصوف» في بلدة ضهور الشوير، من الأقدم في لبنان والشرق الأوسط، شهرته ملأت الدنيا، وشغلت الناس على مدى سنوات طويلة، قبل أن تدمّره الحرب.

فيفيان حداد (بيروت)

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)
مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)
TT

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)
مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

تحلو الجلسة المُطلَّة على مشهد يُبهج النفس ويهدِّئ همَّ الأيام. في بيروت، تتعدَّد الأماكن المشرفة على العاصمة ببحرها ومبانيها وأفقها البعيد حيث تتوارى الشمس مُسلِّمة لليل رسم المشهد الجمالي. إنه «الروف توب»، وهو يتجاوز كونه طاولة لجَمْعة، أو احتساء مشروب، أو تناول لقمة، فيتيح حَبْك علاقة مع الفضاء الأوسع، وفكرة المدينة، والهواء المتسلِّل إلى الروح فيُسعدها.

يعلم قاصدو السطوح بأنّ شيئاً آخر غير النكهة واللمَّة سيجمع. المكان هو المتعة الأولى. لأنه مُطلّ، ومُنطلق. لا تحدّه جدران ولا يأسره المشهد الواحد. الآتون إلى «Clap» مثلاً يتطلّعون إلى احتضان بيروت بنظرة. هذا المطعم الأنيق الواقع في الطبقة الثامنة من مبنى جريدة «النهار» في وسط المدينة، لا يقدّم تجربة طعام راقية فحسب، بل لحظة فاخرة تتوهَّج بإمكان الإحاطة بالمشهد البيروتي واكتمال الإطلالة على ما مرَّت به.

غروب الشمس في بيروت موعد يومي يحتفل به اللبنانيون (شاترستوك)

على مسافة من «ساحة الشهداء» التاريخية، تصطفّ الطاولات وسط إضاءة هادئة تُرخي المزاج. التصميم الداخلي أنيق، وإنما مَن يقصدونه يشاؤون اختبار المساحة الخارجية. منها، تبدو المدينة في متناول اليد، كأنها حقاً للجميع، ومتاحة لغزل عشاقها.

أجواء «Clap Beirut» وطعامه، وضعاه في المركز 47 بين أفضل 50 مطعماً في العالم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2022. الكوكتيلات أيضاً تتضاعف لذّتها وهي تُرتَشف على وَقْع صمود بيروت وتغلّبها الأسطوري على المحن.

مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

وسبق أن شغل الطبقةَ الثامنة من مبنى «النهار» عنوانٌ آخر للمكان المنشرح، هو «Iris»، لينتقل عام 2018 إلى سطح جناح «سي سايد» في الواجهة البحرية لبيروت. مساحة تمنح زائرها إحساساً بالحرّية. وإن قلَّ ارتفاعه عمّا كان عليه سابقاً، لا يزال جارَ البحر، لا يبخل بمدّ العين بمنظر مُشتهى للمدينة وليلها.

هذه المساحات الحرّة، مميّزة بترّاسها الشاسع لإتاحة الإشراف على كل ما لا يظهر دون الارتفاعات وفَضْلها. أرائك كبيرة وأخرى أصغر قليلاً، تتكئ على الكراسي، فتمنح الجالس وضعية مريحة. الآتون قبل مغيب الشمس، يستدركون معنى الدقائق الجميلة الفاصلة بين الضوء والعتمة. الأمكنة المرتفعة، تجعل مشهد الغروب مُنتَظراً ومقصوداً، فتنطبع صورته في البال ويُحفَظ على الهواتف لهواة الفيديو والصورة. يحدُث ذلك وسط جوّ شبابي نابض وطاقة مفعَمة مُعزَّزة بحضور طاغٍ للموسيقى وحماساتها. الكوكتيلات والأطباق العالمية، بينما الشمس تغيب والليل يتسلّل على مهل، قبل اقتحام الأمسية، هما مزيج اللحظة التي تُحسَب والتذوّق الذي يجعل الطَعم يُعلِّم.

الآتون إلى «الروف توب» يشاؤون احتضان بيروت بنظرة (حساب «SPINE» في «فيسبوك»)

مُرتَفع آخر ينبض بالحياة ويشير إلى خصوصية التجربة العصرية. في «SPINE» بشمال وسط بيروت، تتراءى المدينة على ارتفاع شاهق. فالمكان يقع في الطبقة الـ12 من «G1 تاور». ديكوره المُصمَّم على أشكال مربّعات ومستطيلات، يُرخي شعوراً بالفضاء المُجرَّد والحدود العصيّة على الإمساك بها. هذه لمسة «وهم» تتيحها الأضواء والتلاعُب بالظلّ، ما يمنح المكان طابعه الخاص.

لحظة فاخرة تتوهَّج بإمكان الإحاطة بالمشهد البيروتي (حساب «Clap» في «فيسبوك»)

حيازته جائزة التصميم مرات، وتحلّيه بإمكان رؤية أفق بيروت وبحرها بزاوية 360 درجة، يؤكد استثنائية التجربة البصرية. الإضاءة روح المكان وعصاه السحرية، بها يكسب التحدّي. وهي تتواطأ مع قائمة الطعام وأصناف الكوكتيلات لجَعْل الأناقة، هي الأخرى، وجبة رئيسية.

يتقدَّم الليل، لتتداخل مئات الألوان بالأنغام المُبهجة، وتعلو الأيدي المُصفِّقة، ويتمايل الراقصون على إيقاعات «الدي جاي» المتصاعدة كأنّ الفضاء كلّه لها.

وبجوار البحر؛ على مسافة قريبة من منارة بيروت الشهيرة، وبجانب كورنيش عين المريسة المزدحم، يرتفع «C-Lounge» ليتيح مشاهدة الغروب عن قُرب. هنا أيضاً تتداخل الموسيقى مع مكوّنات المائدة من طعام وشراب، لتشكِّل، مع جمال الإطلالة البانورامية على الأبيض المتوسّط، ثلاثية تريح الروح وتهدّئ ما تعكّره الأيام الصعبة.

«الروف توب» يتيح حَبْك علاقة مع فكرة المدينة (حساب «Clap» في «فيسبوك»)

على الطبقة السادسة من فندق «باي فيو هوتيل بيروت»، يقع تراس يشرف على مدينة لا تستريح. تبدو الأمواج كأنها تُفشي أسرار مَن لجأوا إليها وهم حزانى، فتُخبر عن كسر الخاطر، والأحضان التي بردت؛ وتحمل أخبار مَن عبروا الأفق وهي ترسو على رمال الشاطئ.

الغروب هو الوقت المفضَّل لزيارة هذه الأماكن. يبدو قرص الشمس متوهّجاً، وهو يفارق هذا الجزء من الأرض، لينتشل مَن هم في الطرف الآخر من سبات الليل. في بيروت أماكن كثيرة أخرى تمنح أسطحتُها قاصديها فرصة للإعجاب بالمشهد. الوارد في هذه السطور بعضٌ من خيارات تتنوَّع. محبّو السطوح يفضّلونها على المُغلق. بانشراحها، وارتفاعها، تُحمّلهم أجنحة وتُشعرهم بالتحليق خارج مختلف أشكال الأقفاص.