دليلك إلى أجمل الشواطئ الرملية الإنجليزية

مقصد للراحة والمغامرة وروعة الطبيعة

الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)
الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)
TT

دليلك إلى أجمل الشواطئ الرملية الإنجليزية

الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)
الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)

في وقت يختنق العالم من حر الصيف الذي يصفه البعض بأنه سجل أعلى الدرجات على الإطلاق، لا تزال بريطانيا سابحة في غيوم شتائها رغم اقتراب الصيف من نهايته.

في وقت يتأفف فيه البريطانيون والمقيمون في البلاد من الطقس وقلة الشمس وخجل ظهورها في جميع المواسم مما يجعلهم يبحثون عن وجهات سياحية دافئة مثل إسبانيا وإيطاليا وجنوب فرنسا، نرى سكان منطقتنا العربية يتهافتون للمجيء إلى إنجلترا وعاصمتها لندن تحديدا هروبا من الحرارة.

من زار إنجلترا يدرك أنها بلاد تتمتع بمناطق ريفية رائعة، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أنها تتمتع أيضا بشواطئ خلابة، بعضها رملي تصل إليها عبر طرقات ريفية جميلة جدا تنسيك زحمة المدن وتلوثها.

وبما أن الشمس سطعت أخيرا في سماء إنجلترا وترافقها درجات حرارة معتدلة فقد تكون زيارة الشاطئ هي من أكثر ما يبحث عنه محبو البحر وعبقه.

الصخرة الشهيرة عند شاطئ «دوردل دوور» في دورسيت (شاترستوك)

من لندن سوف ننطلق بجولة على أجمل شواطئ إنجلترا الرملية القريبة إلى العاصمة والبعيدة منها.

بورنموث Bornemouth، دورسيت

بورنموث وجهة مناسبة إذا كنت تبحث عن شواطئ جميلة ومنطقة واقعة على طول ساحل «جوراسيك» الذي يعتبر مزيجا ما بين الجمال الطبيعي وحياة المدينة النابضة بالحياة.

تبعد شواطئ بورنموث حوالي ساعتين ونصف الساعة من لندن، ومنها يمكنك التنقل إلى أماكن أخرى في منطقة «دورسيت» مثل Poole.

ميزة شواطئ بورنموث أن غالبيتها رملية تمتد لعدة أميال، وهناك عدة شواطئ، الأكثر شهرة منها موجودة في وسط بورنموث ولكن الشواطئ الأجمل والأكثر خصوصية تقع على بعد حوالي 13 دقيقة بواسطة السيارة وتعرف بـSand Banks وهذه الشواطئ ملاذ لمحبي ركوب القوارب الصغيرة والماء الدافئ لأن المياه ضحلة وتمتد على مسافة طويلة وتسورها الهضبات الخضراء.

وإذا كنت برفقة الصغار فأنصحك بالتوجه إلى كورنيش بورنموث حيث توجد أماكن الألعاب والتسلية بالإضافة إلى محلات لبيع السلع والمأكولات.

إذا أردت المبيت في المنطقة سوف تجد عدة فنادق بميزانيات معقولة جدا، كما يمكنك الاستعانة بموقع «إير بي أند بي» للحصول على شقة بمحاذاة البحر.

ولمحبي الشواطئ الفريدة من نوعها فأنصحهم بالتوجه إلى «دوردل دور» Durdle Door وهذه الشواطئ ليست رملية ولكنها مميزة بالصخرة العملاقة التي تتصدرها وهي على شكل ديناصور كبير. يشار إلى أن ملكية هذا الشواطئ خاصة ولكن تسمح العائلة المالكة بالتمتع بها.

شواطئ بورنموث الرملية (شاترستوك)

شاطئ وولاكومب Woolacombe، ديفين

تعرف منطقة ديفين Devon بروعتها، زيارتها تحتم عليك المبيت فيها أو في إحدى القرى القريبة منها لأنها تبعد حوالي 5 ساعات بالسيارة من لندن.

يتزاحم راكبو الأمواج وعشاق الشاطئ على حد سواء على شاطئ وولاكومب الواقع في شمال ديفون مع الأمواج والمناظر الطبيعية الخلابة لأنها ملاذ لعشاق الرياضات المائية.

تنتشر بالقرب من الشاطئ مكاتب خاصة لتعليم الرياضات المائية لأخذ دروس ركوب الأمواج وغيرها. ويمكن للمحترفين التمتع بهذه الرياضة على شواطئ رائعة لا ينقصها إلا الشمس، مع الإشارة إلى أن البريطانيين تعودوا على حرارة الماء فيقومون بركوب الأمواج صيفا وشتاء.

الشواطئ رملية تناسب محبي المشي والتنزه وعشاق التخييم، فيمكن الإقامة في فندق أو في مخيمات سياحية مجهزة للعطلات لتكون إقامة مثالية للجميع.

أكواخ يمكن استئجارها خلال الموسم أو ليوم واحد (شاترستوك)

شاطئ فيسترال Fistral، كورنوول

يشتهر شاطئ فيسترال في كورنوول بأمواجه العاتية ما يجعله مكانا مناسبا لمحبي الرياضات المائية وعلى رأسها ركوب الأمواج.

الشاطئ مفتوح على المحيط الأطلسي مما يوفر ظروفا مثالية لكل من المبتدئين والمتمرسين في هذه الرياضة.

كما يوفر الشاطئ مركزا للمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية ويمكن للزوار استكشاف مدينة «نيوكي» القريبة والمعروفة بحياتها الليلية النابضة بالحياة. توجد فنادق كثيرة تمتد على الشاطئ كما يوجد خيار الـ«إير بي أند بي» وبيوت الضيافة المريحة.

حلوى السكونز والكريمة الشهيرة في منطقة ديفن وكورنوول (شاترستوك)

-شاطئ سكاربرا Scarborough Beach، يوركشير

إذا كنت تحب أن تمزج زيارة الريف الإنجليزي مع الشاطئ فما عليك إلا التوجه إلى شمال إنجلترا وتحديدا إلى مناطق مثل نيوكاسل ويوركشير. ويعتبر شاطئ سكاربرا الواقع في شمال يوركشير من أجمل الشواطئ المناسبة للعائلات والصغار.

تنتشر عند الواجهة البحرية محلات الألعاب والتسلية (تقليد إنجليزي) ويمكن للأطفال ركوب الحمير والقيام برحلات إلى الشاطئ.

ميزة هذا الشاطئ أنه لا يزال محافظا على سحره القديم ويوفر خليجين مميزين، «ساوث باي» يناسب الترفيه والحيوية، أما «نورث باي» فهو مناسب للباحثين عن الهدوء.

تجد في هذه المنطقة فنادق فاخرة إضافة إلى شقق ذاتية الخدمة تناسب العائلات مع الأطفال.

شواطئ رملية مناسبة لهواية تحليق الطائرات الورقية (شاترستوك)

-كامبر ساندز Camber Sands، شرق ساسكس

شواطئ كامبر ساندز Camber Sands هي بمثابة جوهرة مخفية تمتد على طول الساحل الجنوبي الشرقي لإنجلترا.

هذا الامتداد الشاسع من الرمال الذهبية المدعوم بالكثبان الخلابة، يوفر ملاذا هادئا بعيدا عن حياة المدينة الصاخبة.

إذا كنت من محبي المشي فتعتبر هذه الشواطئ مثالية لك، حيث ستتمكن من المشي لمسافات طويلة، كما يمكن ممارسة رياضة تحليق الطائرات الورقية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والشمس.

هذه المنطقة تبعد حوالي ساعة ونصف الساعة من لندن، وإذا كنت تفضل الإقامة فيها فيمكنك التوجه إلى منطقة «راي» حيث تنتشر أجمل عناوين الإقامة.

تعتبر شواطئ «ساند بانكس» في دورسيت من أجمل المناطق الساحلية في البلاد (شاترستوك)

قبل الذهاب

عند قيامك بأي رحلة خارج لندن، يجب عليك التحضير المسبق وحجز القطار وترقب أفضل وقت للتحرك بواسطة السيارة لتفادي زحمة السير على الطرقات السريعة، وفي فصل الصيف من الأفضل أيضا حجز مكان الإقامة قبل الذهاب لأن الإقبال يكون شديدا عليها.

لا تخف من رياضات لم تقم بها من قبل لأن هناك مكاتب كثيرة موجودة بمحاذاة الشاطئ تقدم دروسا للمبتدئين في رياضة ركوب الأمواج أو التجديف والكاياك وغيرها.

ومن المهم جدا التنبه إلى مسألة المناخ المتقلب في إنجلترا وسقوط المطر من دون سابق إنذار لذا ينصح دائما بحزم أمتعك بذكاء وأخذ مظلة وسترة دافئة وحذاء مريح لأن المشي من أجمل ما يمكن القيام به في المناطق الريفية وعلى طول الساحل والتمتع بالحياة البرية.

فيشار إلى أن الساحل الجنوبي الغربي للبلاد يمتد على طول 600 ميل.

ولمحبي الأماكن التاريخية يمكنهم رصدها من خلال معلومات متوفرة على مواقع مثلwww. visitbritain. com الرسمي للاستفادة من الرحلة من جميع النواحي، فمن المعروف عن الشواطئ الإنجليزية أنها محاذية للكثير من المواقع التاريخية مثل القلاع والحصون وقرى الصيد كتلك في منطقة «نورثامبريا» مما يضيف عمقا ثقافيا لعطلتك على الشاطئ.

ماذا تأكل؟

قد لا تكون إنجلترا من أهم البلدان من ناحية ما تقدمه في مطبخها إلا أنه من الممكن الانغماس في المأكولات المحلية في كل منطقة تزورها مثل المأكولات البحرية الطازجة أو الشاي مع حلوى السكونز مع الكريمة التي تشتهر بها منطقة ديفين وكورنوول والمنتجات المحلية في المقاهي المطلة على الشاطئ من دون أن ننسى وجبة الـ«فيش أند تشيبس» أو السمك المقلي مع البطاطس المقلية الأشهر في البلاد والتي تباع في غالبية المقاهي المحاذية للشواطئ.

تنتشر المعالم التاريخية والأثرية عند الكثير من الشواطئ في إنجلترا (شاترستوك)

في النهاية يمكن القول إن إنجلترا سوف تفاجئك بشواطئها الرملية الجميلة والمغامرات التي تتيحها لك ولو أنه من غير المنصف أن نقارنها بشواطئ المتوسط نسبة لدفء الماء والمناخ، إلا أن الرحلات إلى الشواطئ في إنجلترا فرصة حقيقية للتعرف على أماكن جديدة واختبار رياضات متنوعة والإقامة في فنادق وبيوت ضيافة وأكواخ فريدة من نوعها والتعرف على المناطق الريفية في نفس الوقت.


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
TT

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

يحتار «البلوغرز» والمدوّنون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أي موضوعات عليهم مقاربتها لاستقطاب متابعين لهم. وغالباً ما تأتي الأفكار متشابهة. ولكن المخرجة اللبنانية ستيفاني قبلان عرفت كيف تنطلق في هذا الإطار، واختارت الإضاءة على لهجات المناطق اللبنانية بوصفها محتوى لمنشوراتها الإلكترونية. ومنذ إطلالتها الأولى عبر حساباتها على «تيك توك» و«إنستغرام» و«فيسبوك» حصدت النجاح. نجاح لم يقتصر على متابعيها من لبنانيين، وإنما شمل بلداناً عربية وغربية، أعجب المقيمين فيها بسبب المحتوى المرتبط بالجذور. فاللهجات كما اللغات تحيي تراث الأوطان وتقاليدها. ومن هذا الباب بالذات، تفاعل متابعو ستيفاني معها؛ إذ راح كل منهم يطالبها بزيارة بلدتهم أو بلادهم.

كل ينتمي إلى مكان ما يحمل خصوصية في عاداته وتقاليده. وتشكل اللهجة التي يتحدثون بها علامة فارقة لهم، فتشير إلى انتمائهم بوضوح مطبقين من خلالها مقولة «من لهجتهم تعرفونهم».

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

استهلت قبلان مشوارها هذا من عقر دارها مدينة البترون. هذه البلدة التي تشكل مسقط رأسها تتمتع بلهجة شمالية مشهورة بها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أهل البترون يحشرون حرف الشين في كل كلمة ينطقون بها. (أيش) و(ليش) و(معليش) و(أبعرفش) و(أبديش) وغيرها. ولكل منطقة مصطلحات خاصة تُعرف بها. فإذا أخذنا كلمة طاولة نجدها بعدة نسخ: (سكملة) و(وقافة) و(ترابيزة)، حتى الساندويتش له أسماء مختلفة كـ(لفافة) و(عروس) و(لقمة). جذبتني هذه اللهجات وقررت أن أغوص فيها من باب الإضاءة عليها».

تعد ستيفاني ما تقوم به جسر تواصل بين مختلف بلدات لبنان ومدنه. وكذلك وسيلة لتعريف جيل الشباب إلى أصولهم وتقاليدهم. فجولاتها لم تقتصر فقط على مدينة البترون وإنما طالت قراها وجرودها. وزارت مناطق أخرى تقع في جنوب لبنان مثل مدينة جزين. تروي لـ«الشرق الأوسط» كيف اختارت هذا المحتوى. فهي إضافة إلى شغفها بالإخراج كانت تتمنى لو درست الترجمة. تجيد التكلم بخمس لغات، وفي الوقت نفسه تحب اكتشاف لهجات موطنها. «هذا المجال واسع جداً ويتعلق بالتاريخ والجغرافيا لكل منطقة. هناك احتلالات وانتدابات شهدها لبنان، أثرت في لهجات مناطقه وعلى عادات أهله. وعندما نتعمّق في هذا الموضوع يصبح الأمر بمثابة متعة. فلا أشبع من البحث عن قاموس كل بلدة ومصطلحاتها الخاصة بكلمات تستخدمها في أحاديثها».

تسير ستيفاني في شوارع مدينتها التي تعج بسيّاح عرب وأجانب. وكذلك بزوّار من المنطقة وجوارها، خصوصاً من بيروت. وأول سؤال تطرحه على الزائر «إنت من وين؟»، ومن هناك تنطلق بتحضير محتواها الإلكتروني. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أحب هذا التفاعل المباشر مع الناس. واكتشاف لهجتهم أمر يعنيني كثيراً؛ لأنني أتوق إلى التعرف على لبنان بأكمله».

عندما تلتقي زائراً غير لبناني يأخذ الحديث معه منحى آخر. «أحيانا أستوقف شخصاً من الأردن أو مصر أو العراق. وبالصدفة أدرك أنه غير لبناني ونبدأ معاً في التكلم عن لهجته. وتفاجأت بوجود كلمات متشابهة نستخدمها جميعاً في بلداننا العربية. فكلمة (ليش) رائجة جداً في المنطقة العربية. وكل منا يلفظها على طريقته».

توقع ستيفاني كل منشور لها بكلمة «وهيك». فصارت بمثابة «توقيع» خاص بفيديوهات مصورة تختتمها بها. كما عمدت إلى طبع سلسلة قمصان قطنية تحمل هذه الكلمة وغيرها من عبارات بترونية مثل «أيش في». «انطلقت في هذه الخطوة من باب تحقيق انتشار أوسع للهجاتنا اللبنانية، وأطلقت عليها اسم (كلمات)». من تصميمها وتوقيعها باتت هذه القمصان تطلب من مدن لبنانية وعربية. وتتابع: «في إحدى المرات ارتديت قميصاً كتب عليه عبارة (وهيك). فوصلتني مئات الرسائل تطالبني بواحدة منها. من هناك بدأت هذه الفكرة تشق طريقها ولاقت تجاوباً كبيراً من متابعيَّ».

عبارة «أيش ما أيش؟» مشهورة في البترون (الشرق الأوسط)

وتخطط ستيفاني حالياً لتوسيع فكرة محتواها؛ ليشمل التقاليد العريقة.

«لقد جسست النبض حول هذا الموضوع في مناسبة عيد الفطر وأعياد رأس السنة وغيرها، وتفاعل معي المتابعون من خلال تعريفي على عبارات يستخدمونها للتهنئة بهذه المناسبات. وأفكر في توسيع نشاطاتي لأقف على عادات وتراث بلدي وغيره».

في المخابز والمقاهي، كما على الطرق وفي الأزقة والأحياء الشعبية، تتنقل ستيفاني قبلان. تحمل جهازها الخلوي وتسجل أحاديث لأهل بلدة معينة. تبدأ بسؤال «شو أشهر الكلمات عندكم؟»، وتوضح: «الجميل في الموضوع أن الناس تحب التحدث معي في هذا الإطار. وهو ما أكد لي نظريتي أن الشعب اللبناني محب وقريب إلى القلب. ومهما اختلف موقع البلدة، بعيدة كانت أو قريبة، فالجميع يكون مرحباً ومضيافاً، ويتفاعل بسرعة بعرض لهجته».

تفكر ستيفاني بتوسيع محتوى صفحاتها الإلكترونية ليشمل بلداناً عربية (الشرق الأوسط)

تشير ستيفاني إلى أن هذا المحتوى يزوّدها بثقافة لبنانية لم تكن تتوقعها. «تخيلي أن لبنان مع كل صغر مساحته يملك هذا الكمّ من اللهجات المختلفة. وبعض بلداته تتمسّك باستعمال كلمات قديمة ورثها أباً عن جد، كي يكمل مشوار اللهجات هذا. إنه أمر رائع أن أكتشف كل هذا الحب للبنان من أبنائه. فأسعد بالتحدث معهم، وعلينا أن نكون فخورين بلهجاتنا ونعمل على الحفاظ عليها دائماً».