دليلك إلى أفضل أماكن التجذيف «الكاياك» في مصر

تعرف إلى هذه المغامرة وطريقة التخطيط لها

متعة السياحة وسط الطبيعة (زمالك كاياك)
متعة السياحة وسط الطبيعة (زمالك كاياك)
TT

دليلك إلى أفضل أماكن التجذيف «الكاياك» في مصر

متعة السياحة وسط الطبيعة (زمالك كاياك)
متعة السياحة وسط الطبيعة (زمالك كاياك)

تضفي سياحة المغامرة إلى عطلتك أجواء خاصة من المتعة والإثارة، لكن ماذا عندما تأخذك أيضاً إلى قلب الطبيعة؟ إن التجذيف بالكاياك في مصر هو إحدى هذه التجارب التي يمكن أن تمنحك هذا الإحساس الذي تحتاج إليه أحيانا وتبحث عنه بشغف، لكنك لا تعرف أفضل الوجهات المناسبة لهذه المغامرة وكيفية التخطيط لها.

الكاياك فرصة للمرح وسط الطبيعة (جو كاياك)

ينطوي التجذيف بالكاياك على الانزلاق عبر المياه في قارب صغير بمساعدة مجداف مزدوج الجوانب، تم تصميمه في البداية لصيد الأسماك، وأصبح الآن نشاطاً واسع الانتشار لأولئك الذين يتطلعون إلى بدء هواية جديدة مع العائلة أو الأصدقاء في الهواء الطلق؛ فهو يتيح لك فرصة جيدة لإنعاش علاقاتك الحالية أو ربما صنع علاقات جديدة في الإجازة، لكن حتى عندما تشعر بالرغبة في الخروج بمفردك، فإنه سيحقق لك كذلك متعة الانفراد بنفسك من دون إزعاج.

لكن عليك أن تنتبه إذا كانت هي المرة الأولى التي ستتوجه فيها إلى المياه لممارسة الكاياك، فإنك حتماً ستخضع للتدريب المسبق على الأرض لمدة حوالي نصف الساعة من قبل مدربين محترفين سيرافقونك طوال رحلتك السياحية أيضاً.

الكاياك سياحة رياضية تجذب الشباب (زمالك كاياك)

وسواء كنت ستمارس الكاياك في نهر النيل أو البحر المتوسط أو الأحمر بمصر، فإنك على موعد مع الطبيعة الخلابة والسعادة والاسترخاء بعيداً عن ضجيج المدن؛ كما أن ذلك يقلل بشكل كبير من شحنات التوتر التي تتركها داخلك ضغوط العمل أو مشكلاتك الخاصة، أو كما يقول المدرب أنس عبد الظاهر: «تصنع فرقاً حقيقياً في رفاهيتك الوجدانية والذهنية، ما يمنحك قدراً كبيراً من الإحساس بالصفاء».

يعد التجذيف بالكاياك من أشهر الرياضات المائية، فهو مناسب للمبتدئين والهواة على حد سواء، ولا يتطلب أي خبرة سابقة، إذا كنت ترغب في الحصول على مغامرة مائية ممتعة، فإن التجذيف بالكاياك في القاهرة مثالي لك، فما أجمل التجذيف في أطول نهر في العالم! من المؤكد أيضا أنك ستستمتع بأشعة الشمس، والمناظر الخلابة للنهر.

معظم الأماكن التي تقدم التجذيف بالكاياك موجودة في الزمالك والمعادي، ويبلغ متوسط السعر 200 جنيه (نحو 6 دولارات) ويمكن تخفيض التكلفة في حالة الذهاب الجماعي، ومن أشهرها «الزمالك كاياك» الذي يوفر لك رحلة نيلية راقية تتمتع فيها بمشاهدة القصور والبنايات والمراكز الثقافية التي يتميز بها الحي عبر إطلالة جديدة.

أما إذا أردت الاستمتاع بهذه الرحلة في حي المعادي، حيث الأشجار الكثيفة والأجواء الأكثر هدوءا فأنصحك بنادي «نايل كاياك»، أو «جو كاياك»، تقول منة حسن مديرة النادي لـ«الشرق الأوسط»: «مراكبنا من أفضل الأنواع وتوازنها عالٍ جداً، كما أن موقعنا النيلي مميز للغاية، كما أن كل المدربين محترفون ومتخصصون في الكاياك».

التجديف في قلب الطبيعة (زمالك كاياك)

لكنّ المتعة لا تتوقف عند هذا الحد، فلا تقتصر هذه السياحة الرياضية على النيل في القاهرة وحدها، اذهب إلى أسوان والأقصر، وهل ممكن أن توجد وسيلة لمشاهدة تاريخ الفراعنة على طول نهر النيل من القيام بذلك على طريقتهم الخاصة؟! إذ إنهم مارسوا التجذيف كواحدة من أقدم الرياضات في العالم.

إذا كنت محترفاً في هذا المجال تستطيع التجذيف بقوارب الكاياك على طول ساحل النيل بداية من أسوان إلى الأقصر، الأمر سيستغرق نحو 8 ساعات، لكنها قد تكون واحدة من أروع 8 ساعات في حياتك! بعض الجهات تنظم هذه الرحلة لكنها تكون جماعية، ولا تقلق سيرافقكم قارب كبير يحمل المدربين المتخصصين، والمستلزمات الضرورية مثل الطعام والمياه والعصائر وحتى القهوة، كما تتوافر الإسعافات الأولية.

وحتى لو لم تكن محترفاً تستطيع خوض رحلة سريعة هناك تحقق لك مشاهدة المعالم السياحية والتاريخية والبيوت النوبية والمعابد والفنادق، فضلاً عن بحيرة أسوان والمزارع والجزر والقرى، وحتما ستلتقي بكرم أهلها فتحصل على حفنة من التوابل والتمر والحناء والأعشاب المجففة.

الكاياك الاسترخاء والصفاء الذهني بعيداً عن ضوضاء المدن (زمالك كاياك)

التجذيف في المدن الساحلية المصرية أيضاً متعة لكن بمذاق مختلف، جرب الإسكندرية وبورسعيد والغردقة وشرم الشيخ، ستكتشف لكم تتوفر هذه السياحة الرياضية بشكل رائع، فمنذ اللحظة الأولى التي سيلمس فيها قاربك الماء في الصباحات الطازجة ستشعر أنه لا توجد متعة تضاهي وجود السماء والماء ومحيطك الخاص الذي تتحرك فيه بقاربك، وأن لا شيء يحقق الهدوء والسكينة والتشويق في آن واحد مثلما يتحقق لك عند التجذيف بطريقة الكاياك في البحر، ستشعر كما لو أن الأسماك ترتفع إلى سطح الماء الصافي لتحيتك، وأن الطيور المائية المقيمة أو المهاجرة سيما في بورسعيد (شمال مصر) تقلع خصيصاً في رحلة من مسافة بعيدة لتبارك رحلتك، هنا ستتأكد أن التجذيف يضعك في مكان واحد مع الطبيعة.

رياضة أصبحت من بين الجذب السياحي في مصر (زمالك كاياك)

هل تفضل التجذيف بالكاياك في الليل؟ أمكنة محدودة توفر لك هذه الخدمة بمصر، لكن هنا ستكون متعتك مضاعفة؛ لأنك ستكون تحت غطاء من النجوم، وستفاجأ بأن الأصوات الوحيدة التي ستسمعها في الليل هي المحادثات الناعمة بين زوارق الكاياك الأخرى والضوضاء اللطيفة للمجاديف التي تخترق المياه المظلمة!


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
TT

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

يحتار «البلوغرز» والمدوّنون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أي موضوعات عليهم مقاربتها لاستقطاب متابعين لهم. وغالباً ما تأتي الأفكار متشابهة. ولكن المخرجة اللبنانية ستيفاني قبلان عرفت كيف تنطلق في هذا الإطار، واختارت الإضاءة على لهجات المناطق اللبنانية بوصفها محتوى لمنشوراتها الإلكترونية. ومنذ إطلالتها الأولى عبر حساباتها على «تيك توك» و«إنستغرام» و«فيسبوك» حصدت النجاح. نجاح لم يقتصر على متابعيها من لبنانيين، وإنما شمل بلداناً عربية وغربية، أعجب المقيمين فيها بسبب المحتوى المرتبط بالجذور. فاللهجات كما اللغات تحيي تراث الأوطان وتقاليدها. ومن هذا الباب بالذات، تفاعل متابعو ستيفاني معها؛ إذ راح كل منهم يطالبها بزيارة بلدتهم أو بلادهم.

كل ينتمي إلى مكان ما يحمل خصوصية في عاداته وتقاليده. وتشكل اللهجة التي يتحدثون بها علامة فارقة لهم، فتشير إلى انتمائهم بوضوح مطبقين من خلالها مقولة «من لهجتهم تعرفونهم».

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

استهلت قبلان مشوارها هذا من عقر دارها مدينة البترون. هذه البلدة التي تشكل مسقط رأسها تتمتع بلهجة شمالية مشهورة بها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أهل البترون يحشرون حرف الشين في كل كلمة ينطقون بها. (أيش) و(ليش) و(معليش) و(أبعرفش) و(أبديش) وغيرها. ولكل منطقة مصطلحات خاصة تُعرف بها. فإذا أخذنا كلمة طاولة نجدها بعدة نسخ: (سكملة) و(وقافة) و(ترابيزة)، حتى الساندويتش له أسماء مختلفة كـ(لفافة) و(عروس) و(لقمة). جذبتني هذه اللهجات وقررت أن أغوص فيها من باب الإضاءة عليها».

تعد ستيفاني ما تقوم به جسر تواصل بين مختلف بلدات لبنان ومدنه. وكذلك وسيلة لتعريف جيل الشباب إلى أصولهم وتقاليدهم. فجولاتها لم تقتصر فقط على مدينة البترون وإنما طالت قراها وجرودها. وزارت مناطق أخرى تقع في جنوب لبنان مثل مدينة جزين. تروي لـ«الشرق الأوسط» كيف اختارت هذا المحتوى. فهي إضافة إلى شغفها بالإخراج كانت تتمنى لو درست الترجمة. تجيد التكلم بخمس لغات، وفي الوقت نفسه تحب اكتشاف لهجات موطنها. «هذا المجال واسع جداً ويتعلق بالتاريخ والجغرافيا لكل منطقة. هناك احتلالات وانتدابات شهدها لبنان، أثرت في لهجات مناطقه وعلى عادات أهله. وعندما نتعمّق في هذا الموضوع يصبح الأمر بمثابة متعة. فلا أشبع من البحث عن قاموس كل بلدة ومصطلحاتها الخاصة بكلمات تستخدمها في أحاديثها».

تسير ستيفاني في شوارع مدينتها التي تعج بسيّاح عرب وأجانب. وكذلك بزوّار من المنطقة وجوارها، خصوصاً من بيروت. وأول سؤال تطرحه على الزائر «إنت من وين؟»، ومن هناك تنطلق بتحضير محتواها الإلكتروني. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أحب هذا التفاعل المباشر مع الناس. واكتشاف لهجتهم أمر يعنيني كثيراً؛ لأنني أتوق إلى التعرف على لبنان بأكمله».

عندما تلتقي زائراً غير لبناني يأخذ الحديث معه منحى آخر. «أحيانا أستوقف شخصاً من الأردن أو مصر أو العراق. وبالصدفة أدرك أنه غير لبناني ونبدأ معاً في التكلم عن لهجته. وتفاجأت بوجود كلمات متشابهة نستخدمها جميعاً في بلداننا العربية. فكلمة (ليش) رائجة جداً في المنطقة العربية. وكل منا يلفظها على طريقته».

توقع ستيفاني كل منشور لها بكلمة «وهيك». فصارت بمثابة «توقيع» خاص بفيديوهات مصورة تختتمها بها. كما عمدت إلى طبع سلسلة قمصان قطنية تحمل هذه الكلمة وغيرها من عبارات بترونية مثل «أيش في». «انطلقت في هذه الخطوة من باب تحقيق انتشار أوسع للهجاتنا اللبنانية، وأطلقت عليها اسم (كلمات)». من تصميمها وتوقيعها باتت هذه القمصان تطلب من مدن لبنانية وعربية. وتتابع: «في إحدى المرات ارتديت قميصاً كتب عليه عبارة (وهيك). فوصلتني مئات الرسائل تطالبني بواحدة منها. من هناك بدأت هذه الفكرة تشق طريقها ولاقت تجاوباً كبيراً من متابعيَّ».

عبارة «أيش ما أيش؟» مشهورة في البترون (الشرق الأوسط)

وتخطط ستيفاني حالياً لتوسيع فكرة محتواها؛ ليشمل التقاليد العريقة.

«لقد جسست النبض حول هذا الموضوع في مناسبة عيد الفطر وأعياد رأس السنة وغيرها، وتفاعل معي المتابعون من خلال تعريفي على عبارات يستخدمونها للتهنئة بهذه المناسبات. وأفكر في توسيع نشاطاتي لأقف على عادات وتراث بلدي وغيره».

في المخابز والمقاهي، كما على الطرق وفي الأزقة والأحياء الشعبية، تتنقل ستيفاني قبلان. تحمل جهازها الخلوي وتسجل أحاديث لأهل بلدة معينة. تبدأ بسؤال «شو أشهر الكلمات عندكم؟»، وتوضح: «الجميل في الموضوع أن الناس تحب التحدث معي في هذا الإطار. وهو ما أكد لي نظريتي أن الشعب اللبناني محب وقريب إلى القلب. ومهما اختلف موقع البلدة، بعيدة كانت أو قريبة، فالجميع يكون مرحباً ومضيافاً، ويتفاعل بسرعة بعرض لهجته».

تفكر ستيفاني بتوسيع محتوى صفحاتها الإلكترونية ليشمل بلداناً عربية (الشرق الأوسط)

تشير ستيفاني إلى أن هذا المحتوى يزوّدها بثقافة لبنانية لم تكن تتوقعها. «تخيلي أن لبنان مع كل صغر مساحته يملك هذا الكمّ من اللهجات المختلفة. وبعض بلداته تتمسّك باستعمال كلمات قديمة ورثها أباً عن جد، كي يكمل مشوار اللهجات هذا. إنه أمر رائع أن أكتشف كل هذا الحب للبنان من أبنائه. فأسعد بالتحدث معهم، وعلينا أن نكون فخورين بلهجاتنا ونعمل على الحفاظ عليها دائماً».