كيف تمضي أجمل 36 ساعة في سبليت؟

تعرف إلى أكبر مدينة ساحلية في كرواتيا

مقصد محبي الشواطئ بأسعار لا تزال مقبولة (نيويورك تايمز)
مقصد محبي الشواطئ بأسعار لا تزال مقبولة (نيويورك تايمز)
TT

كيف تمضي أجمل 36 ساعة في سبليت؟

مقصد محبي الشواطئ بأسعار لا تزال مقبولة (نيويورك تايمز)
مقصد محبي الشواطئ بأسعار لا تزال مقبولة (نيويورك تايمز)

من السهل الوقوع في عشق سبليت Split، أكبر مدينة ساحلية في كرواتيا، والتي نمت من ربوع قصر شُيد للإمبراطور الروماني دقلديانوس قبل 17 قرناً. ومع اعتماد البلاد مؤخراً اليورو وانضمامها إلى منطقة شينغن بلا حدود داخلية في الاتحاد الأوروبي، صار من الأسهل تمضية الوقت على التاريخ والأطلال القديمة التي تزخر بها المنطقة. ومع ذلك، سرعان ما يكتشف المسافرون إلى سبليت أن دالماتيا، العاصمة غير الرسمية، كما يُعرف الساحل الجنوبي للبلاد، ليست قطعة مُتحفية محاصرة تحت الزجاج.

أجزاء متساوية من مدينة شاطئ البحر الأدرياتيكي، موقع أثري نشط ومدينة ساحلية فخمة، تزخر سبليت بوجبات غذاء متنوعة من المأكولات البحرية، والتقاليد. تقول إيفيكا بولياك، عالمة الفيزياء التي تولت رئاسة بلدية سبليت، في مقابلة: «نحن مضيفون رائعون، لكن أولويتنا أن تظل سبليت مركزاً حياً لمواطنينا».

جلسة جميلة بمحاذاة الماء (نيويورك تايمز)

 

المعالم الرئيسية

 

* «ريفا»، المسماة غرفة المعيشة في سبليت، هي المتنزه الساحلي في المدينة والموقع الرئيسي لتناول القهوة ومشاهدة الناس.

* شُيّد قصر دقلديانوس بين عامي 295 و305 ميلادية للإمبراطور الروماني المتقاعد. لا يزال هيكل القصر يشكل صميم مدينة سبليت.

* يعرض متحف الفنون الجميلة، الذي يقع خارج البوابة الذهبية للقصر، أعمالاً فنية من القرن الرابع عشر الميلادي حتى اليوم.

* يحتفل معرض «ميستروفيتش» بعمل النحات إيفان ميستروفيتش في الفيلا الصيفية مترامية الأطراف التي بناها في ثلاثينات القرن الماضي.

مدينة تاريخية جميلة (نيويورك تايمز)

مواقع الجذب السياحي

 

* تقدم شركة «آند أدفنتشر» السياحية رحلات الإبحار من ميناء سبليت تشتمل وجبة طعام.

* تحتل قلعة «كليس»، المعروفة باسم «مفتاح دالماتيا»، موقعاً استراتيجياً يحمي سبليت والمناطق المحيطة بها طوال آلاف السنين.

* كانت «سالونا» واحدة من أكبر المدن في الإمبراطورية الرومانية. واليوم، هي عبارة عن متحف في الهواء الطلق مليء والمسرح المدرج.

* ربما يكون شاطئ «باكفيش» أشهر شاطئ في سبليت. وهو أيضاً مكان مفضل للعائلات والسكان المحليين النشطين؛ نظراً لرماله ومياهه الضحلة.

* تقع سوق «بازار»، السوق الخضراء في الهواء الطلق، إلى جانب القصر، حيث يقصده السكان المحليون يومياً لشراء الفواكه والخضراوات الطازجة.

* تعد «ريبارنيكا»، سوق الأسماك في سبليت، طقساً آخر للمواطنين والمطاعم الذين يأتون لشراء الصيد اليومي من أجيال من التجار.

* متنزه غابات «مارجان» عبارة عن ملاذ سريع وعظيم المساحة يمتد على أكثر من 742 فداناً مُشكّلاً محمية من الطبيعة الهادئة في شبه جزيرة غرب البلاد.

 

المطاعم

سلطة ثمار البحر (نيويورك تايمز)

* يقدم مطعم «ديفور» الأطباق الدالماشية الحديثة التي تُنفذ بطريقة جميلة على موائد المدرجات على طول الشاطئ.

* يبيع «كروسشيش»، المخبز الحرفي خلف سوق السمك، الأرغفة والمعجنات من الدقيق العضوي المصنوع من الحبوب الكاملة.

* تعدّ «فيلا سبيزا» مطعماً يقع في المركز التاريخي، ويصنع قائمة طعام جديدة وأطباق جديدة تعتمد على المكونات الطازجة كل يوم.

* «شيفس تيبل» هي تجربة حديثة لتناول الطعام تلك التي يأخذ الضيوف في رحلة دالماشية.

* «سول» هي صالة جديدة مع شرفة مطلة على الفناء، وأجواء مريحة.

* «باراكا باربيكيو» و«بريو بار» يقدمان عروض موسيقى البلوز والروك.

* «دوجكين دفور»، هو مطعم قبالة ميناء الصيادين.

* مطعم «تيراكا فاديليكا»، الذي يقدم الطعام والمشروبات، يمكن القول بأنه أفضل شرفة في المدينة مع إطلالة بانورامية على سبليت.

من أشهر محال الشوكولاتة في المدينة (نيويورك تايمز)

التسوق

 

* يقع «نادالينا» داخل القصر، وهو متجر للشوكولاتة من البداية إلى النهاية ويقدم مجموعة من الخيارات وحبوب البن المحمصة من جميع أنحاء العالم.

* يبيع «أوجي أويل بار»، المتجر والمطعم داخل جدران القصر، مجموعة متنوعة من الأطعمة الكرواتية الفاخرة، بما في ذلك زيت الزيتون والمربى.

* يقدم متجر «بريك تايم» أساور اليد البحرية المخصصة والمصنعة من الحبال في ورشة عمل على بعد بضع مئات من الأقدام من البحر الأدرياتيكي.

 

أماكن الإقامة

 

* فندق «هيريتيج أنتيك سبليت»، داخل مجمع قصر دقلديانوس نفسه، هو فندق كبير يضم ثماني غرف مريحة بمشاعر شخصية. تبدأ الغرفة المزدوجة بسعر 150 يورو.

* بعد توقف دام ما يقرب من ثمانية عقود، أعيد افتتاح فندق أمباسادور (الذي افتتح عام 1937 وأغلق بعد الحرب العالمية الثانية) في العام الماضي. الفندق الذي أعيد تصميمه ويتكون من 101 غرفة، ويقع في ما يسمى الضفة الغربية في سبليت (الامتداد الغربي لريفا)، يحتوي على وسائل الراحة، ومسبح على سطح المبنى مع إطلالة على الجزيرة. الغرفة المزدوجة بسعر 110 يوروات.

* يعود تاريخ فندق «سانتا لوشيا هيريتيج»، الواقع في الساحة الرئيسية للمركز التاريخي، إلى العام 1776، وأعيد افتتاحه في العام 2021 بعد عملية تجديد. بعض الغرف الـ35 جيدة التهوية تطل نوافذها على جدران القصر، وكان مطعم ومقهى «كافانا» بالفندق مركزاً ثقافية لقرون عدة. الغرفة المزدوجة بسعر 105 يوروات.

* بالنسبة للإيجار قصير الأجل، يقع حي فاروش بين المركز وشبه جزيرة مارجان. تعدّ فيلات «باكفيش» مثالية للوصول إلى الشاطئ. وتعد «توش» مشية لمدة خمس دقائق إلى «ريفا» وخلف ميناء العبارات الرئيسي.

 

التجوال

 

* سبليت هي مدينة للمشي؛ تقريباً كل موقع جذب عبارة عن نزهة قريبة ومسطحة. فالحافلات يمكن الاعتماد عليها، وتشكل سيارات الأجرة التقليدية، فضلاً عن خدمات ركوب السيارات، مثل «أوبر» و«بولت»، اختيارات جديرة بالثقة.

برنامج الرحلة

 

شاطئ باكفيش

 

سُمي شاطئ باكفيش، الذي يبعد خمس دقائق سيراً على الأقدام من ميناء العبارات الرئيسي، باسم براميل النبيذ (باكفيش) التي كانت تُفرغ ذات مرة بسبب القاع الرملي الضحل (على عكس الشواطئ الحجرية المعتادة في كرواتيا).

 

ريفا

 

ريفا، المتنزه المطل على البحر، محاطة بالمقاهي وتعج بالسكان المحليين المهتمين بالموضة. تقع في الطرف الشرقي من نهر ريفا سوق خضراء خارجية بحجم مبنى سكني مفتوح يعرف باسم «بازار». خذ ما يكفيك من الحصص الغذائية من الأكشاك التي تبيع الفواكه والخضراوات والمكسرات والعسل وزيت الزيتون الدالماشي.

مدينة تزخر بالمباني التاريخية (نيويورك تايمز)

كاتدرائية سانت دومنيوس

 

قصر دقلديانوس، وهو فيلا للتقاعد من الحجر الجيري والرخام تبلغ مساحتها 7.5 فدان للإمبراطور الروماني انتهى البناء فيها عام 305 ميلادية، وسُجلت في اليونسكو عام 1979، ولا تزال تُشكل مركز مدينة سبليت الحية، حيث يتسوق السكان المحليون ويلتقون لتناول القهوة ويباشرون الأعمال اليومية. استأجر دليلاً (نحو 50 يورو في الساعة)، مثل «دينو إيفانتشيتش» المرشد الموسوعي والمؤرخ، ثم استعد للمعلومات التاريخية الهائلة. (دخول القصر مجاني، مع رسوم لمناطق جذب محددة).

 

الهندسة المعمارية

 

يعرف السكان المحليون: للأكل الجيد، تخير الأماكن المفتوحة على مدار السنة، وليس فقط خلال موسم السياحة. فيلا سبيزا، التي تقع على بعد 300 قدم من البوابة الحديدية المواجهة للغرب في القصر، هي أحد هذه الأماكن. فالمطعم الذي يعمل نقداً فقط، ويحتوي على غرفتي طعام وجدران حجرية وعوارض سقفية خشبية، لا يقبل الحجوزات المسبقة. كما أنه لا يحتوي على ثلاجة؛ لذلك تأتي المكونات طازجة بصفة يومية (تُحدَّث القائمة المكتوبة بخط اليد وفقاً لذلك). ابدأ ببلح البحر الأسود (12 يورو) المطبوخ بالثوم وزيت الزيتون. ومجموعة متنوعة من العنب الدالماشي، وقطع اللحم البقري المطهوة ببطء مع باستا «نوكي» الإيطالية (20 يورو). ولا تنتهي الوجبة من دون كعكة الشوكولاتة مع الجاناش (5 يوروات).

 

نادالينا

 

نادالينا متجر للشوكولاتة داخل المجموعة المركزية من شوارع القصر التي افتتحها مارينكو بيشكيتش، وهو عازف موسيقى الروك الذي أصبح واحداً من أوائل صانعي الشوكولاتة في كرواتيا. سوف تجد الحانات التي تحتوي على حبوب الكاكاو المحمصة محلياً من مدغشقر وبوليفيا وكوبا.

سبليت غنية بالتراث والمباني التاريخية (نيويورك تايمز)

الطهي مع الشيف الدالماشي

 

اكتشف ملخص تاريخ المدينة وضيافتها مع مؤلفة كتاب الطبخ، والمرشدة السياحية المرخصة والطاهية المحلية «يولاندا فيتاليتش»، التي تستضيف وجبات «شيفس تيبل» (من 790 يورو لمجموعات من أربعة إلى ستة أشخاص). تُجرى تجارب التذوق ورواية القصص لمدة ثلاث ساعات (مع استيعاب القيود الغذائية) في مطبخ العرض وغرفة الطعام على بعد 10 دقائق سيراً على الأقدام شمال مركز المدينة.

 

خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

سفر وسياحة مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء.

محمد عجم (القاهرة)
سفر وسياحة الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد متسوقون يتجولون في مركز «دولفين» التجاري خلال «الجمعة السوداء» في ميامي (إ.ب.أ)

المستهلكون الأميركيون ينفقون 11.8 مليار دولار في «البلاك فرايدي»

شهد المستهلكون الأميركيون عطلة تسوق قياسية بعد عيد الشكر؛ حيث سجّل الإنفاق عبر الإنترنت في «الجمعة السوداء» (بلاك فرايدي) رقماً غير مسبوق، دافعاً تجارة التجزئة…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق السويد واحدة من أقل دول أوروبا كثافة سكانية (رويترز)

السويد تشجع السياح على زيارتها بهدف «الشعور بالملل»

تشجع السويد الزوار على السفر إليها بحثاً عن الراحة والهدوء.

«الشرق الأوسط» (ستوكلهوم)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.