لم تعرف بوركينا فاسو (أعالي الفولتا) استقراراً سياسياً لعقود طويلة، فمنذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 شهدت تسعة انقلابات عسكرية؛ كان آخِرها الانقلاب الذي قاده الرئيس الحالي النقيب إبراهيم تراوري عام 2022.
بوركينا فاسو دولة حبيسة تقع في الغرب الأفريقي، وتُعدّ واحدة من أفقر الدول في القارة الأفريقية، حيث تحتل المركز 182، من أصل 188 دولة على مؤشر التنمية، التابع للأمم المتحدة. ويعيش ثلث سكانها، البالغ عددهم 20 مليون نسمة، بأقل من دولار في اليوم، وتُواجه تحديات في مجالات عدة؛ بينها الصحة والتعليم.
هذا، ودفعت حالة الاضطراب السياسي إلى اضطرابات أمنية، فأصبحت بوركينا فاسو عرضة لهجمات جماعات مسلّحة آتية من جارتها مالي. وفي أعقاب إطاحة انتفاضة شعبية عام 2015 بالرئيس بليز كومباووري الذي حكم البلاد لمدة 27 سنة، بدأت بوركينا فاسو حرباً ضد التطرّف والإرهاب لا تزال رحاها دائرة حتى الآن. من ناحية أخرى، استطاعت الجماعات المسلّحة استقطاب عدد كبير من أبناء الشعب البوركيني، ولم يعد نشاطها مقصوراً على منطقة الساحل - مَعقلها الأساسي - بل توسعت عملياتها وامتدت لتشمل مناطقَ أخرى في الشمال والشرق والوسط. وراهناً، تشنّ الجماعات المسلّحة هجمات إرهابية شِبه يومية، ما دفع تراوري لاعتماد وضعية «التعبئة العامة» للحرب، في منتصف شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، وهي الحالة التي مدَّدها أخيراً لسنة أخرى، وذلك بعدما حقق الجيش بعض الانتصارات على الجماعات الإرهابية.