الكويت: الحكومة تظل اللاعب الأكبر في رسم المشهد المقبل

هل يصمد الاستقرار السياسي في وجه الأعاصير بعد الانتخابات؟

قاعة مجلس النواب الكويتي (رويترز)
قاعة مجلس النواب الكويتي (رويترز)
TT

الكويت: الحكومة تظل اللاعب الأكبر في رسم المشهد المقبل

قاعة مجلس النواب الكويتي (رويترز)
قاعة مجلس النواب الكويتي (رويترز)

أفضت انتخابات «مجلس الأمة» الكويتي، التي نُظّمت، يوم الثلاثاء 6 يونيو (حزيران) الحالي، برسم مشهد سياسي وبرلماني لا يختلف عما أسفرت عنه آخِر انتخابات شهدتها البلاد، مما ينذر مجدداً بمستقبل مُشابه لما كان عليه الوضع خلال السنتين الماضيتين!

ومع اكتساح المعارضة، انحسرت نسبة النواب المُوالين للحكومة، حيث الحكومة في الكويت لا تُربّح نوابها شعبياً، كحال النائب والوزير بدر الملا، الذي تهاوى من المركز الأول في الدائرة الثانية بانتخابات 2022، إلى المركز العاشر والأخير في الانتخابات الأخيرة، وهو ما جعله يعلن، بعد إعلان النتائج، رفضه العودة إلى صفوف الحكومة مجدداً.

«مجلس الأمة» الكويتي المنتخَب، وإن بدا متحمساً لإظهار معارضته للحكومة، فإنه ليس نسيجاً واحداً، بل هو مشكَّل من كُتل متعددة تحدد سياساتُ الحكومة موالاتها ومعارضتها. ومن ثم فالحقيقة أن الحكومة هي اللاعب الأكبر في رسم المشهد السياسي المقبل، مثلما كانت عليه في التجارب السابقة، علماً بأنه من المقرر افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة، يوم الثلاثاء المقبل 20 يونيو الحالي.

النواب المنتخَبون، الذين رددوا مقولة إن على الحكومة أن تقرأ نتائج الانتخابات بتمعُّن، هم أيضاً بعثوا رسائل تطمين إلى الحكومة، بعد اجتماعهم التنسيقي الأول الذي حضره 47 نائباً، بأنهم لا يعتزمون شدّ الحبل مع رئيس الوزراء المقبل، إلا أنهم يضعون خريطة للأولويات التشريعية، في المرحلة المقبلة، على رأسها تعديل قانون «المحكمة الدستورية»، وإنشاء «المفوضية العليا للانتخابات».

استقرارٌ للنمو

واقع الأمر أن الكويت بحاجة ماسّة إلى استقرار سياسي، وإلى تشريعات للإصلاح الاقتصادي، حيث تواجه البلاد تراجعاً في النمو الاقتصادي، مقارنةً بالدول الخليجية، يبلغ 1.5 في المائة، (وفق استطلاع أجرته «رويترز» في أبريل «نيسان» الماضي). أما «البنك الدولي» فتوقّع، في تقرير نشره في مايو (أيار) الماضي، أن يتباطأ النمو الاقتصادي في الكويت ليصل إلى 1.3 في المائة عام 2023؛ استجابةً لسياسة النفط، وتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي.

«اللجنة المالية البرلمانية» كانت قد رفضت، في 2020، مشروع قانون الدّين العام، الذي يسمح للحكومة باقتراض 20 مليار دينار على مدى 30 سنة. ويحتدم الجدل راهناً بين الحكومة، التي ترى أن قانون الدّين العام سيسمح لها بالاستفادة من الأسواق الدولية، والحصول على مزيد من القروض، لتغطية أي عجز متوقَّع في السنوات المقبلة، وبين البرلمان الذي يعارض غالبيةُ أعضائه إقرار القانون بشكله الحالي. هذا بينما كان المجلس يناقش طلبات ذات طابع شعبي، مثل إسقاط القروض، وإقرار حزمة معونات مالية، وزيادة المِنح والرواتب.

من ناحية أخرى، لدى بعض النواب أيضاً رغبة في طرح تعديل بعض القوانين، مثل قانون المسيء، الذي سبق أن أقرَّه البرلمان وشكَّل عبئاً فيما بعد على الحياة السياسية وحقوق الأفراد، ومثله استكمال ملف العفو، وهي قوانين تحتاج إلى تحقيق التوافق داخل المجلس وفي علاقاته المتشابكة مع الحكومة.

الكرة في ملعب الحكومة

سعود العصفور

النائب سعود العصفور رأى، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، أنه على رئيس الحكومة بعد الانتخابات مسؤولية كبيرة «هي أن يأتي بتشكيلة حكومية قوية وقادرة على التعامل مع المجلس المنتخَب، بحيث يشكل فريق عمل بخطة ورؤية واضحة، وقادرة على تحقيق بعض المُنجزات الشعبية التي يلمسها الشعب».

وأردف: «على الحكومة المقبلة أن تشكّل تشكيلاً سليماً، وأن تكون قادرة على أن تعمل بصفتها فريقاً واحداً مرتكزاً على خطة العمل التي تقدمها الحكومة، مع ضرورة التفاهم مع (مجلس الأمة) حول أولوية القضايا المطروحة بشكل يضمن مزيداً من التعاون».

وبالنسبة للمجلس النيابي، يرى العصفور أن «على نواب مجلس 2023 مسؤولية كبيرة في تلافي الأخطاء السابقة التي ارتكبتها السلطة التشريعية في مجلس 2022، وأهمها غياب الأولويات، وعدم التنسيق بين الأعضاء».

الدكتور عايد المناع

أما بالنسبة للمحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع، فإن «نتيجة الانتخابات تبدو أقلّ توتراً في تعاملها مع السلطة التنفيذية مما سبقها، وذلك على ضوء ما حصل من صدمات من إبطالٍ وحلٍّ للمجلس النيابي». ويتابع المناع، لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً: «هناك رغبة في التهدئة، والعمل على ضوء البرنامج الذي يُفترض أن تقدمه الحكومة فور تشكيلها. وعلى ضوء هذا البرنامج، من المتوقَّع أن تمنح السلطة التشريعية فرصة للحكومة لتنفيذ برنامجها، مع استمرار المتابعة من خلال العمل الرقابي والتشريع القانوني، من دون أن تكون هناك رغبة أو طموحات نيابية لشدِّ الانتباه من خلال عمليات الاستجواب والاستعراضات، والتهديد بطرح الثقة في الحكومة».

من جانبه، وخلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، توقَّع المحامي عبد العزيز بومجداد أن يحقق المجلس الجديد «بعض الإنجاز، إذا وفرّت له الحكومة مُناخاً للتعاون... وأن يكون المجلس الجديد إيجابياً ومنجزاً، بشرط أن تكون الحكومة متعاونة، ولديها برنامج عمل حقيقي».

المجلس إلى أين؟

الدكتور عبد الله سهر

في سياق متصل، يرسم الدكتور عبد الله سهر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت، لـ«الشرق الأوسط»، صورة المجلس المقبل بالقول إن «المجلس الجديد لا يختلف كثيراً عن صورة المجلس المُبطَل (2022)، بل ربما زاد في نسبة القوى المعارضة»، بيد أنه لا يُعدّ اكتساح الكتل المعارضة بالضرورة مؤشراً سيئاً، إذ يشرح: «وجود هذا العدد الوازن من المعارضة يمكن أن يشكل نوعاً من الانسجام داخل المجلس، إذا جرى الاتفاق على الملفات الرئيسية، مع ضرورة تحقيق فترة من الهدوء، خصوصاً من النواب الساعين لخلق أجواء تأزيم لأغراض شعبوية».

ويلاحظ الدكتور سهر أيضاً أن «أداء المجلس يعتمد أيضاً على الأعضاء الذين يشكّلون الحكومة، فإذا تشكلت الحكومة المقبلة من أعضاء لديهم الكفاءة والقدرة على اتخاذ القرارات اللازمة التي تهمّ الشعب الكويتي، وخصوصاً في مجالات كالتعليم والصحة والتنمية؛ فذلك من شأنه أن يجعل المجلس أكثر استقراراً».

أما المحلّل المختص بالشأن الانتخابي جابر باقر فقال، لـ«الشرق الأوسط»، إن المجلس الجديد «لن يستطيع تحقيق الانسجام بداخله بين الأعضاء، ولا في علاقاته مع السلطة التنفيذية أو الحكومة، حيث سنرى صداماً بين السلطتين».

في ضوء ما سبق، يجوز التساؤل: أين يكمن الاختلاف بين المجلس الحالي والمجلس السابق؟

يجيب المحامي عبد العزيز بومجداد بأن «المجلس الحالي يشبه المجلس السابق (مجلس 2022)... وقد تشكل هذا المجلس بوعي شعبي نتج عنه تغيير نواب خاب الأمل فيهم. وهذا بالضبط هو وجه الاختلاف بين هذا المجلس ومجلس 2020 الذي كانت إرادة الشعب فيه محجّمة بسبب تدخلات الحكومة».

وفي حين يرجّح المحلل جابر باقر أن تستمر الخلافات في المجلس الجديد، «بل ربما تندلع منذ الجلسة الأولى عند انتخاب الرئيس، ونائب الرئيس، وتشكيل اللجان»، يعتقد المحامي بومجداد أن لدى القوى المشكِّلة للمجلس الجديد القابلية والقدرة على تجاوز الخلافات... وقد لمسنا ذلك من مقابلاتهم وتغريداتهم، لكن ذلك طبعاً يعتمد على مدى تجاوب الحكومة وتقديمها برنامج عمل فعلياً».

هاجس الحل والإبطال!

من جانب آخر، رغم المخاوف والهواجس التي أصبحت تستبدُّ بمشاعر الكويتيين تجاه المسارين السياسي والبرلماني في البلاد، وتتعلق خصوصاً بمدى صمود المجلس المنتخَب في وجه الأعاصير السياسية، يرى محللون أن المجلس الجديد سيصمد، ولكن بشرط أن يتحاشى إثارة غضب الحكومة.

وهنا نذكر أن الكويت شهدت، منذ تشكيل أول مجلس أمة في عام 1963، بعد الاستقلال وإعلان الدستور، نحو 11 حالة حلّ لمجلس الأمة. وجاء الحل إما بمرسوم أميري وإما بقرارات قضائية، ومن الحالات الـ11 حالتا حلّ غير دستوري (1976 و1986) جرى فيهما حل المجلس بشكل غير دستوري، وتوقف العمل ببعض مواد الدستور. وما يذكر أنه جرى حلّ مجلس الأمة مرتين في عهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي تولى الحكم في الكويت، يوم 29 سبتمبر (أيلول) 2020، ولم تكمل سوى 6 برلمانات مدتها الدستورية.

حول هذا الشأن يقول الدكتور عبد الله سهر: «المجلس يمتلك مقومات الاستمرار، لكنّ الأمر مرهون بمدى الانسجام الداخلي، وبالتعاون مع الحكومة». ويتابع: «على الحكومة أن تستوعب التغييرات، وفي المقابل يجب أن تكون هناك حكومة صاحبة قرار قوية تستطيع أن تُناور وتُحاور، ولديها مرونة كافية للتعاطي مع الملفات التي سيثيرها البرلمان، مثل قوانين: الحريات، وقانون المسيء، وتعديل اللائحة الداخلية. ومن ثم إذا تعاونت الحكومة في هذه الملفات، ولو جزئياً، فسيكون للمجلس نصيب أكبر من سابقيه للاستمرار، ولكن في حال وجود فوارق كبيرة بين السلطتين، أو حاول أحد الأعضاء - والحديث هنا عن مرزوق الغانم - أن يطرح ملفات تُحرج الحكومة، فإن ذلك سيشكّل عاملاً لتقويض مجلس الأمة».

الوجوه الشبابية

في أية حال، المحامي بومجداد، من جهته، مقتنع بأن المجلس الحالي يمتلك مقومات الاستمرار، ملاحظاً «وجود كثير من الوجوه الشبابية التي تمتلك رؤية، وفي الوقت نفسه لدينا نواب قدامى يملكون خبرة سياسية، وهو ما يحقق التوازن داخل المجلس».

أما جابر باقر فلديه رأي مختلف، إذ يقول: «لا أعتقد أن المجلس الحالي يملك مقومات الاستمرار، ما أتوقعه أن يكون هناك إبطال، حيث الكلمة الفصل للمحكمة الدستورية بوصفها الملاذ الأخير للطاعنين في دستورية المجلس». ويشرح باقر بأن الإبطال الذي يتوقعه قائم على 3 محاور: المحور الأول خطأ إجرائي أو خطأ في تطبيق القانون، والمحور الثاني خطأ في الدعوة للانتخابات من خلال البطاقة المدنية، والمحور الثالث في إعادة تجميع الأصوات لبعض المرشحين الذين سيذهبون للطعن من خلال المحكمة الدستورية.

ويختم الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي، قائلاً: «إنّ موضوع المرسوم بقانون للتصويت بالبطاقة المدنية انتهى؛ لأنه كان خاصاً بالانتخابات الأخيرة (2022)... وبالنسبة لموضوع المناطق الجديدة فإن عدم الطعن عليه قبل الانتخابات يجعل الاستجابة بعد ظهور نتائج الانتخابات صعباً».

مرزوق الغانم... «الرابح يبقى وحيداً»!

مرزوق الغانم

* في رواية «الرابح يبقى وحيداً» يقتحم الروائي البرازيلي باولو كويلو، عالم الطبقة المخملية من الأثرياء وأصحاب السلطة، مصوراً سلوكهم وتصرّفاتهم حين يتعرضون للمحنة، فيرسم ثلاثية السلطة والمال والشهرة، ومدى سطوتها على النفوس. وفي هذه الرواية يقول كويلو: «السلطة المطلقة تعني عبودية مطلقة. وعندما تصل إلى هذا الحدّ، لا تعود تريد التخلي عن الأمر. ثمة دوماً جبلٌ جديد يجب تسلقه. ويوجد دوماً منافس يجب إقناعه أو سحقه».

لعلّ في فضاء هذه الرواية مجالاً لكي يحلّق فيه رئيس «مجلس الأمة» السابق مرزوق الغانم (مواليد 1968)، والذي تولّى رئاسة البرلمان منذ 6 أغسطس (آب) 2013 حتى 1 مايو (أيار) 2023، لثلاثة فصول تشريعية متتالية. وخلال هذه الفترة، راكم خلالها الغانم من الخصومات أكثر مما حشد من المؤيدين، حتى أسقطته الحكومة بقرارها قبيل انتخابات سبتمبر 2022 بالوقوف على الحياد بشأن انتخابات «مجلس الأمة»، وهي الرسالة التي فهمها وبنى عليها موقفه بالامتناع عن خوض الانتخابات.

إلا أن إبطال مجلس 2022، وعودة مجلس 2020، جاءا به مجدداً في وجه رئيس حكومة لا يودّ التعامل معه، فحدث الصدام غير المتوقع، في الرابع من أبريل الماضي، حين شنّ هجوماً كاسحاً على رئيس الوزراء، متهماً إياه بالتعطيل والتسبب في الأزمة الراهنة، ومناشداً القيادة السياسية التدخل الفوري لوقف ما سمّاه «العبث الذي يمارسه رئيس الحكومة».

ووسط أجواء معادية للغانم بين النواب الذين يرونه شريكاً في الأزمة السياسية التي واجهتها البلاد خلال السنوات الماضية، واتهامه بالتقصير في محاربة الفساد، وسوء الإدارة، قرر الغانم خوض الانتخابات. وحقاً فاز بعضوية المجلس، ليجلس على كرسي الأعضاء بعدما ضمن المجلس رئيساً آخر هو البرلماني المخضرم أحمد عبد العزيز السعدون (مواليد 1934).

العزلة... و«العصا السحرية»

يمكن تلمّس صورة العزلة التي فُرضت حول الغانم، في الاجتماعين التنسيقيين اللذين دُعي إليهما أعضاء البرلمان، إذ حضر جميع النواب (في المرة الأولى 47، وفي الثانية 48، من أصل 50)، ولم توجَّه الدعوة إلى الغانم. وقال محمد هايف، الذي نسَّق الاجتماع الأول، إنه امتنع عن دعوة الغانم؛ للاختلاف السياسي.

لكن... أين سيكون موقع مرزوق الغانم في المجلس الجديد؟ وهل يمكن أن يتحوّل الرئيس السابق إلى مجرد عضو مستكين في زاوية من البرلمان؟

يقول محللون، استقصت «الشرق الأوسط» آراءهم، إن الغانم، وإن كان لا يقود كتلة برلمانية وازنة، قد يكون النائب الأعلى صوتاً في المجلس المقبل. بعبارة أخرى، يملك مرزوق الغانم «العصا السحرية» التي يمكن أن تحقق الاستقرار للمجلس أو تفجر علاقته مع الحكومة.

يقول الدكتور عبد الله سهر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت، إن الغانم رقم صعب في هذا المجلس، حتى وهو يفتقر إلى كتلة كبيرة؛ لأنه يمتلك معلومات كثيرة، وهو قادر على المناورة. ويضيف: «يجد الغانم أن المجلس لا يمتلك كتلة برلمانية متماسكة، مما يسهّل عليه اختراق الكتل الموجودة من خلال إثارة بعض الملفات التي يمكنه إحراج بعض النواب من خلالها، بينما يتعذر عليهم عدم مساندته أو مساندة القضايا التي يطرحها».

ويوضح سهر أن «وجود رئيس المجلس السابق مرزوق الغانم إحدى علامات المجلس الجديد، فهو كان عازفاً عن الترشح في الانتخابات الماضية (2022)، وكان رئيساً للمجلس لفترات طويلة. وبالتالي، فمع عودته لصفوف النواب لن يكون هادئاً في هذا المجلس، بل سيكون متزعّماً في طرح بعض المواضيع المهمة والحساسة والتي يمكن أن تشكّل حرجاً لبعض النواب، وخاصة إذا تمكن من طرح قضايا تهّم الشارع الكويتي، وبعض هذه القضايا من شأنها أن تقوّض الاستقرار مع الحكومة، إذا لم يمكن التفاهم معه بشأنها. ومنها قضايا طرحها في جولاته الانتخابية». ويكمل بأن مرزوق الغانم سيكون له دور كبير في هذا المجلس، وأن أداءه مسخّرٌ لما يصوّب عليه نحو عودته في المجلس القادم.

أما جابر باقر، المحلل المختص بالشأن الانتخابي، فيرى أن «موقع الغانم سيكون مع النواب في المجلس، وربما يشكل كتلة معارضة، تباشر دورها في تقديم الاستجوابات مع دور التشريع المقبل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل». وفي هذا يتفق معه المحامي عبد العزيز بومجداد، معتبراً أن الغانم سيسعى لمحاولة أن يخلق لنفسه أجواء «خارج إطار الرئاسة... لكنه سيعجز، وربما ينتهي به الحال ليصبح نائباً أقلّ فاعلية».


مقالات ذات صلة

خادم الحرمين يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية

الخليج الملك سلمان بن عبد العزيز

خادم الحرمين يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالةً خطية من الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت تتضمن الدعوة لحضور القمة الخليجية الـ45.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية الاتفاقية مع الكويت تمتد لخمس سنوات قابلة للتجديد تلقائياً (كونا)

الكويت تجدد اتفاقية استضافة المجلس الأولمبي الآسيوي لـ5 أعوام

وقعت وزارة الخارجية الكويتية متمثلة بوزير الخارجية عبد الله اليحيا مع المجلس الأولمبي الآسيوي تجديد اتفاقية استضافة مقر المجلس الأولمبي الآسيوي في الكويت.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية هايف المطيري (الاتحاد الكويتي)

الحكم ببراءة الرئيس السابق للاتحاد الكويتي لكرة القدم

قضت دائرة جنايات بالمحكمة الكلية في الكويت ببراءة الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم هايف المطيري ونائبه أحمد عقلة والأمين العام صلاح القناعي من التهم المنسوبة لهم.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية خوان أنطونيو بيتزي (منتخب الكويت)

بيتزي مدرب الكويت يختار 30 لاعباً استعداداً لـ«خليجي 26»

اختار الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، مدرب الكويت، الأحد، قائمة من 30 لاعباً استعداداً لبطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26).

«الشرق الأوسط» (الكويت)
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هواجس متفاوتة لدول «حوض المحيطين الهندي والهادئ» إزاء عودة ترمب

من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية اخيراً (رويترز)
من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية اخيراً (رويترز)
TT

هواجس متفاوتة لدول «حوض المحيطين الهندي والهادئ» إزاء عودة ترمب

من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية اخيراً (رويترز)
من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية اخيراً (رويترز)

يأتي فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية وعودته الوشيكة إلى البيت الأبيض يوم يناير (كانون الثاني) 2025 نقطة تحوّل مهمة وسط اضطرابات غير عادية في النظام العالمي. وبديهي أن ولاية ترمب الثانية لا تشكّل أهمية كبرى في السياسة الداخلية الأميركية فحسب، بل ستؤثر إلى حد كبير أيضاً على الجغرافيا السياسية والاقتصاد في آسيا. وفي حين يتوقع المحللون أن يركز الرئيس السابق - العائد في البداية على معالجة القضايا الاقتصادية المحلية، فإن «إعادة ضبط» أجندة السياسة الخارجية لإدارته ستكون لها آثار وتداعيات في آسيا ومعظم مناطق العالم، وبالأخص في مجالات التجارة والبنية التحتية والأمن. وبالنسبة لكثيرين في آسيا، يظل السؤال المطروح هنا هو... هل سيعتمد في ولايته الجديدة إزاء كبرى قارات العالم، من حيث عدد السكان، تعاملاً مماثلاً لتعامله في ولايته الأولى... أم لا؟

توقَّع المحللون السياسيون منذ فترة أن تكون منطقة حوض المحيطين الهندي والهادئ في طليعة اهتمامات السياسة الخارجية عند إدارة الرئيس الأميركي السابق العائد دونالد ترمب. ومعلومٌ أن استراتيجية ترمب في فترة ولايته الأولى، إزاء حوض المحيطين الهندي والهادئ شددت على حماية المصالح الأميركية في الداخل. والمتوقع أن يظل هذا الأمر قائماً، ويرجح أن يؤثّر على نهج سياسته الخارجية تجاه المنطقة مع التركيز على دفع الازدهار الأميركي، والحفاظ على السلام من خلال القوة، وتعزيز نفوذ الولايات المتحدة.

منطقة حوض المحيطين الهندي والهادئ التي يقطن كياناتها نحو 65 في المائة من سكان العالم، تشكل راهناً نقطة محورية للاستراتيجية والتوترات الجيوسياسية، فهي موطن لثلاثة من أكبر الاقتصادات على مستوى العالم (الصين والهند واليابان) ولسبع من أكبر القوات العسكرية في العالم. ويضاف إلى ذلك أنها منطقة اقتصادية رئيسية تمثل 62 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتسهم بنسبة 46 في المائة من تجارة السلع العالمية.

3 محاور

ويرجّح فيفيك ميشرا، خبير السياسة الأميركية في «مؤسسة أوبزرفر للأبحاث»، أنه «في ولاية ترمب الثانية، ستوجّه استراتيجية واشنطن لهذه المنطقة عبر التركيز على ثلاثة محاور تعمل على ربط المجالات القارية والبحرية في حيّزها. وستكون العلاقات الأميركية - الصينية في نقطة مركز هذه المقاربة، مع توقع أن تعمل التوترات التجارية على دفع الديناميكيات الثنائية... إذ لا يزال موقف ترمب من الصين حازماً، ويهدف إلى موازنة نفوذها المتنامي في المجالين الاقتصادي والأمني على حد سواء».

إضافة إلى ما سبق، يرى ميشرا أن «لدى سياسة ترمب في حوض المحيطين الهندي والهادئ توقعات كبيرة من حلفاء أميركا الرئيسيين وشركائها في المنطقة، بما في ذلك اضطلاع الهند بدور أنشط في المحيط الهندي مع التزامات عسكرية أكبر من الحلفاء مثل اليابان وأستراليا». ويرجّح الخبير الهندي، كذلك، «أن تتضمن رؤية ترمب لحوض المحيطين الهندي والهادئ الجهود الرامية إلى إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط، لا سيما من خلال تعزيز التجارة والاتصال مع المنطقة، لتعزيز ارتباطها بالمجال البحري لحوض المحيطين الهندي والهادئ».

الحالة الهندية

هناك الكثير من الأسباب التي تسعد حكومة ناريندرا مودي اليمينية في الهند بفوز ترمب. إذ تقف الهند اليوم شريكاً حيوياً واستثنائياً بشكل خاص في الاستراتيجيتين الإقليمية والدولية للرئيس الأميركي العائد. وعلى الصعيد الشخصي، سلَّط ترمب إبان حملته الانتخابية الضوء على علاقته القوية بمودي، الذي هنأه على الفور بفوزه في الانتخابات.

وهنا يقول السفير الهندي السابق آرون كومار: «مع تأمين ترمب ولاية ثانية، تؤشر علاقته الوثيقة برئيس الوزراء مودي إلى مرحلة جديدة للعلاقات الهندية - الأميركية. ومع فوز مودي التاريخي بولاية ثالثة، ووعد ترمب بتعزيز العلاقات بين واشنطن ونيودلهي يُرتقب تكثّف الشراكة بينهما. وبالفعل، يتفّق موقف ترمب المتشدد من بكين مع الأهداف الاستراتيجية لنيودلهي؛ ولذا يُرجح أن يزيد الضغط على بكين وسط تراجع التصعيد على الحدود. ويضاف إلى ذلك، أن تدقيق ترمب في تصرفات باكستان بشأن الإرهاب قد يوسّع النفوذ الاستراتيجي الهندي في كشمير».

كومار يتوقع أيضاً «نمو التعاون في مجال الدفاع، لا سيما في أعقاب صفقة الطائرات المسيَّرة الضخمة التي بدأت خلال ولاية ترمب الأولى. ومع الأهداف المشتركة ضد العناصر المتطرّفة في كندا والولايات المتحدة، يمهّد تحالف مودي - ترمب المتجدّد الطريق للتقدم الاقتصادي والدفاعي والدبلوماسي... إذا منحت إدارة ترمب الأولوية للتعاون الدفاعي والتكنولوجي والفضائي مع الهند، وهي قطاعات أساسية تحتل مركزها في الطموحات الاستراتيجية لكلا البلدين». وما يُذكر أن ترمب أعرب عن نيته البناء على تاريخه السابق مع الهند، المتضمن بناء علاقات تجارية، وفتح المزيد من التكنولوجيا للشركات الهندية، وإتاحة المزيد من المعدات العسكرية الأميركية لقوات الدفاع الهندية. وبصفة خاصة، قد تتأكد العلاقات الدفاعية بين الهند والولايات المتحدة، في ظل قدر أعظم من العمل البيني المتبادل ودعم سلسلة الإمداد الدفاعية.

السياسة إزاء الصين

أما بالنسبة للصين، فيتوقع كثيرون استنساخ ترمب سياساته المتشددة السابقة، ويرى البعض أنه خلال ولايته الثانية يمتلك القدرة على قيادة مسار احتواء أوسع تجاه بكين. بدايةً، كما نتذكر، حمّل ترمب الحكومة الصينية مسؤولية جائحة «كوفيد - 19»، التي قتلت أكثر من مليون أميركي ودفعت الاقتصاد الأميركي إلى ركود عميق. وسواء عبر الإجراءات التجارية، أو العقوبات، أو المطالبة بالتعويضات، سيسعى الرئيس الأميركي العائد إلى «محاسبة» بكين على «الأضرار» المادية التي ألحقتها الجائحة بالولايات المتحدة والتي تقدَّر بنحو 18 تريليون دولار أميركي.

ووفقاً للمحلل الأمني الهندي سوشانت سارين، فإن دبلوماسية «الذئب المحارب» الصينية، ودعم بكين حرب موسكو في أوكرانيا، والقضايا المتزايدة ذات الصلة بالتجارة والتكنولوجيا وسلاسل التوريد، تشكل مصدر قلق كبيراً لحكومة ترمب الجديدة. ومن ثم، ستركز مقاربة الرئيس الأميركي تجاه الصين على الجانبين الاقتصادي والأمني، مع التأكيد على حاجة الولايات المتحدة إلى الحفاظ على قدرتها التنافسية في مجال التكنولوجيات الناشئة.

آسيا ... تنتظر مواقف ترمب بعد انتصاره الكبير (رويترز)

التجارة والاقتصاد

أما الخبير الاقتصادي سيدهارت باندي، فيرى أنه «يمكن القول إن التجارة هي القضية الأكثر أهمية في جدول أعمال السياسة الأميركية تجاه الصين... وقد تتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في ظل حكم ترمب».

وحقاً، في التقييم الصيني الحالي، يتوقع أن تشهد ولاية ترمب الثانية تشدداً أميركياً أكبر حيال بشأن العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية؛ ما يؤدي إلى مزيد من التنافر بين الاقتصادين. وللعلم، في وقت سابق من العام الحالي، وعد خطاب ترمب الانتخابي بتعرفات جمركية بنسبة 60 في المائة أو أعلى على جميع السلع الصينية، وتعرفات جمركية شاملة بنسبة 10 في المائة على السلع من جميع نقاط المنشأ. ومن ثم، يرجّح أيضاً أن تشجع هذه الاستراتيجية الشركات الأميركية على تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها بعيداً عن الصين؛ ما قد يؤدي إلى تسريع الشراكات مع دول أخرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

ما يستحق الإشارة هنا أن ترمب كان قد شن حرباً تجارية ضد الصين بدءاً من عام 2018، حين فرض رسوماً جمركية تصل إلى 25 في المائة على مجموعة من السلع الصينية. وبعدما كانت الصين عام 2016 الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة، مع أكثر من 20 في المائة من الواردات الأميركية ونحو 16 في المائة من إجمالي التجارة الأميركية، فإنها تراجعت بحلول عام 2023 إلى المرتبة الثالثة، مع 13.9 في المائة من الواردات و11.3 في المائة من التجارة.

وبالتالي، من شأن هذا التحوّل منح مصداقية أكبر لتهديدات ترمب بإلغاء الوضع التجاري للدولة «الأكثر رعاية» المعطى للصين وفرض تعرفات جمركية واسعة النطاق. ومع أن هذه الإجراءات سترتب تكاليف اقتصادية للأميركيين، فإن نحو 80 في المائة من الأميركيين ينظرون إلى الصين نظرة سلبية.

يتوقع كثيرون استنساخ ترمب سياساته المتشددة السابقة إزاء الصين

الشق العسكري

من جهة ثانية، يتوقع أن يُنهي ترمب محاولات الشراكة الثنائية السابقة، بينما يعمل حلفاء الولايات المتحدة الآسيويون على تعزيز قدراتهم العسكرية والتعاون فيما بينهم. ومن شأن تحسين التحالفات والشراكات الإقليمية، بما في ذلك «ميثاق أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة»، وميثاق مجموعة «كواد» الرباعية (أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة)، وتحسين العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية بشكل كبير، والتعاون المتزايد بين اليابان والفلبين، تعزيز موقف ترمب في وجه بكين.

شبه الجزيرة الكورية

فيما يخصّ الموضوع الكوري، يتكهن البعض بأن ترمب سيحاول إعادة التباحث مع كوريا الشمالية بشأن برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية. وفي حين سيكون إشراك بيونغ يانغ في هذه القضايا بلا شك، حذراً وحصيفاً، فمن غير المستبعد أن تجد إدارة ترمب الثانية تكرار التباحث أكثر تعقيداً هذه المرة.

الصحافي مانيش تشيبر علَّق على هذا الأمر قائلاً إن «إدارة ترمب الأولى كانت لها مزايا عندما اتبعت الضغط الأقصى الأولي تجاه بيونغ يانغ، لكن هذا لن يتكرّر مع إدارة ترمب القادمة، خصوصاً أنه في الماضي كانت روسيا والصين متعاونتين في زيادة الضغوط على نظام كوريا الشمالية». بل، وضعف النفوذ التفاوضي لواشنطن في الوقت الذي قوي موقف كوريا الشمالية. ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا وبعد لقاء الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر (أيلول) 2023، عمّقت موسكو وبيونغ يانغ التعاون في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون (رويترز)

مكاسب حربية لكوريا الشمالية

أيضاً، تشير التقديرات إلى أن كوريا الشمالية كسبت على الأرجح 4.3 مليار دولار من شحنات المدفعية إلى روسيا خلال الحرب وحدها، وقد تكسب أكثر من 21 مليون دولار شهرياً من نشر قواتها في روسيا. وفي المقابل، تستفيد من روسيا في توفير الأسلحة والقوات والتكنولوجيا لمساعدة برامج الصواريخ الكورية الشمالية. وتبعاً لمستوى الدعم الذي ترغب الصين وروسيا في تقديمه لكوريا الشمالية، قد تواجه إدارة ترمب القادمة بيونغ يانغ تحت ضغط دبلوماسي واقتصادي متناقص وهي مستمرة في تحسين برامج الأسلحة وتطويرها.

أما عندما يتعلق الأمر بكوريا الجنوبية، فيلاحظ المحللون أن فصلاً جديداً مضطرباً قد يبدأ للتحالف الأميركي - الكوري الجنوبي مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. ويحذر المحللون من أن سياسة «جعل أميركا عظيمة مجدداً» التي ينتهجها الحزب الجمهوري قد تشكل مرة أخرى اختباراً صعباً للتحالف بين سيول وواشنطن الذي دام عقوداً من الزمان، مذكرين بالاضطرابات التي شهدها أثناء فترة ولايته السابقة من عام 2017 إلى عام 2021. ففي ولايته السابقة، طالب ترمب بزيادة كبيرة في المساهمة المالية لسيول في دعم القوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية. وأثناء حملته الانتخابية الحالية، وصف كوريا الجنوبية بأنها «آلة للمال» بينما يناقش مسألة تقاسم تكاليف الدفاع، وذكر أن موقفه بشأن القضية لا يزال ثابتاً. وفي سياق متصل، قال الصحافي الكوري الجنوبي لي هيو جين في مقال نشرته صحيفة «كوريان تايمز» إنه «مع تركيز الولايات المتحدة حالياً على المخاوف الدولية الرئيسية كالحرب في أوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط، يشير بعض المحللين إلى أن أي تحولات جذرية في السياسة تجاه شبه الجزيرة الكورية في ظل إدارة ترمب قد تؤجل. لكن مع ذلك؛ ونظراً لنهج ترمب الذي غالباً يصعب التنبؤ به تجاه السياسة الخارجية، يمكن عكس هذه التوقعات».

حقائق

أميركا والهند... و«اتفاقية التجارة الحرة»

في كي فيجاياكومار، الخبير الاستثماري الهندي، يتوقع أن يعيد الرئيس الأميركي العائد دونالد ترمب النظر مجدداً بشأن المفاوضات حول «اتفاقية التجارة الحرة»، وكانت قد عُرفت مفاوضات مكثفة في الفترة 2019 - 2020 قبل أن يفقد السلطة، والتي لم يبدِ الرئيس السابق جو بايدن أي اهتمام باستكمالها.وعوضاً عن الضغط على نيودلهي بشأن خفض انبعاثات الكربون، «من المرجح أن يشجع ترمب الهند على شراء النفط والغاز الطبيعي المسال الأميركي، على غرار مذكرة التفاهم الخاصة بمصنع النفط والغاز الطبيعي المسال في لويزيانا لعام 2019، والتي كانت ستجلب 2.5 مليار دولار من الاستثمارات من شركة (بترونيت إنديا) إلى الولايات المتحدة، لكنها تأجلت لعام لاحق».ثم يضيف: «بوجود شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك، الذي يدعو إلى الابتكار في التكنولوجيا والطاقة النظيفة، ليكون له صوت مسموع في دائرة ترمب، فإن التعاون بين الولايات المتحدة والهند في مجال التكنولوجيا يمكن أن يشهد تقدماً ملحوظاً. ومن شأن هذا التعاون دفع عجلة التقدم في مجالات مثل استكشاف الفضاء، والأمن السيبراني، والطاقة النظيفة؛ ما يزيد من ترسيخ مكانة الهند باعتبارها ثقلاً موازناً للصين في حوض المحيطين الهندي والهادئ».في المقابل، لا يتوقع معلقون آخرون أن يكون كل شيء على ما يرام؛ إذ تواجه الهند بعض التحديات المباشرة على الأقل، بما في ذلك فرض رسوم جمركية أعلى وفرض قيود على التأشيرات، فضلاً عن احتمال المزيد من التقلبات في أسواق صرف العملات الأجنبية. وثمة مخاوف أيضاً بشأن ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة في أعقاب موقفها المالي والتخفيضات الأقل من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما قد يخلف تأثيراً غير مباشر على قرارات السياسة النقدية في بلدان أخرى بما في ذلك الهند.