يافعون ينتظرون مصيرهم في مركز تأهيل «أشبال الخلافة»

بعضهم تجاوز سن الرشد... وحكومات بلادهم لا تعترف بهم

TT

يافعون ينتظرون مصيرهم في مركز تأهيل «أشبال الخلافة»

مهجع الشبان في مركز هوري وبدا اثنان يلعبان الشطرنج (الشرق الأوسط)
مهجع الشبان في مركز هوري وبدا اثنان يلعبان الشطرنج (الشرق الأوسط)

لطالما تباهى تنظيم «داعش» الإرهابي بمقاتليه الصغار أو من كان يسميهم بـ«أشبال الخلافة»، خلال سنوات حكمه. وهؤلاء هم ضحاياه المنسيون الذين شهدوا طفولة قاسية تعرضوا خلالها للحروب ومشاهد عنف وإعدامات و«غسيل أدمغة» للتنشئة على الفكر المتشدد. ولاحقاً تخلى آباؤهم عنهم ثم رفضتهم حكومات بلادهم خشيةً أن يتحولوا خطراً عليها.

عاش هؤلاء الأطفال وقد تجاوز بعضهم اليوم سن الرشد، في مخيمات أنشئت خصيصاً لهم، فيما زجّ آخرون في السجون. قلة ممن حالفهم الحظ نقلوا إلى مراكز إعادة تأهيل ودمج وينتظرون اليوم مصيرهم.

داخل غرفة مسبقة الصنع في مركز متخصص لإعادة تأهيل أبناء عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، شمال شرقي سوريا، ترقص مجموعة من الفتيان بأجساد متمايلة وحركات منتظمة تجمع مهارات الرقص والغناء بمجموعة أنشطة أخرى، ضمن برنامج متكامل لإعادة تأهيلهم ودمجهم في «مركز هوري لحماية وتعليم الأطفال» الذي تم افتتاحه في 2017.

أكثر من 100 طفل أجنبي بالمركز

يقع المركز في قرية تل معروف، شرق مدينة القامشلي، وهو مخصص للأطفال الأجانب، هو الثاني من نوعه في مناطق «الإدارة الذاتية لإقليم شمال شرقي» سوريا.

يروي إرنست (17 عاماً) المتحدر من مدينة فرانكفورت الألمانية، كيف يواظب يومياً على حصة الموسيقى ويستمع إلى الأغاني الغربية المفضلة لديه، إلى جانب تعلم مهارات الرقص والرشاقة البدنية، لأنها تدخل الراحة والطمأنينة إلى نفسه. يروي هذا الشاب ذو العينين الخضراوين قصة مقتل والده الذي كان عنصراً في صفوف «داعش» بمدينة الرقة السورية، بينما تعيش والدته وشقيقتاه في مخيم الهول.

وقال بمفردات عربية ركيكة: «تعطيني التمارين طاقة إيجابية، هنا أفضل من مناطق (داعش) حيث عشت لسنوات، لكنني أفضّل مخيم الهول لوجود والدتي وإخوتي هناك».

يشرف على هذه الحصة مدرس موسيقى من أكراد سوريا، يدعى فرمان (32 عاماً) يحرص على الاهتمام بهؤلاء الشبان عبر تعليمهم مهارات الرقص، في إطار مجموعة طرق وأدوات نفسية للعلاج من المشاهد والصور القاسية التي خلفها «داعش» في أفكارهم. وأشار فرمان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تفاعل هؤلاء الشباب إيجابي لأنه يضخّ الحماسة ويمنحهم الطاقة الإيجابية فالموسيقى والرقص يساعدان على الاندماج سريعاً في المجتمعات والتعافي من قساوة حكم (داعش)، وتدخل بالجوانب النفسية وتحرك المشاعر لديهم».

يضم المركز أكثر من 100 طفل من جنسيات عدة، بينها الأميركية والتركية والألمانية والمصرية والروسية وشبان يتحدرون من دول المغرب العربي؛ تونس والمغرب، ومن إندونيسيا والسويد وفنلندا، تتراوح أعمارهم بين 11 و22 عاماً، نُقلوا من مخيمي «الهول وروج» ومن السجون والمحتجزات.

يقول مدير مركز «هوري للأحداث» هفال أحمد لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا اليوم بين 110 و150 يافعاً تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً»، موضحاً أن غالبية هؤلاء الأطفال كانوا ينتمون سابقاً إلى ما كان يعرف بـ«أشبال الخلافة». وأضاف: «تعيش أمهات بعضهم في المخيمات، بينما قتل الآباء أو يقبعون في السجون، ومنهم يتامى من دون أولياء أمور».

وتتنوع دروس المركز بين اللغتين العربية والإنجليزية والموسيقى والرياضيات والرسم، كما يتعلمون فنون الخياطة والطبخ، ويعمل القائمون على المركز على تدريب الأطفال على لعبة الشطرنج ويشاهدون أفلاماً وثائقية ورسوماً متحركة في غرفة مخصصة. وقال أحمد: «المجموعة تضم 15 يافعاً، منهم من يذهب لحصة الموسيقى أو للورشات المهنية، وآخرون يتعلمون اللغة»، وينطبق هذا النظام على تناول وجبات الطعام وهي 3 وجبات، وتحديد وقت محدد لكل فئة للدخول إلى المطعم.

قاعة الدراسة خلال امتحان للغة العربية في مركز هوري (الشرق الأوسط)

ويتألف المبنى من طابق واحد، تتوسطه ساحة كبيرة للفسحة الصباحية، ويضم مجموعة من غرف النوم حيث لكل مقيم سرير، بينما خزانة الملابس مشتركة. ويخضع الفتية لبرنامج يومي مكثف، فتفتح الأبواب من الساعة 6 صباحاً حتى 8 مساء، وينتقلون بعد وجبة الإفطار إلى قاعات الدراسة وورشات الأعمال اليدوية، كما يمارسون خلالها الرياضة، وخصوصاً كرة اليد، ويُحضرون طعامهم بيدهم.

المطبخ وصالة الطعام حيث يساعد الشبان في إعداد وجباتهم في مركز هوري للتأهيل (الشرق الأوسط)

فنلندي يحب الرسم

في غرفة ثانية مخصصة لتعلم الخياطة، انهمكت مجموعة من الشبان بالماكينات لحياكة قمصان رجالية وفساتين مسحوبة تصاميمها من الإنترنت. وحرصت المدربة على متابعة جميع المتدربين، فتوصي أحدهم كيف يخرز الخيط بالإبرة وكيفية تشغيل الماكينة وتمرير قطعة القماش المقصوصة، بينما يأتي شاب آخر، ويسألها عن كيفية صناعة أكمام القميص، فيما علق ثالث فستاناً بلون زاهٍ في مكان مخصص للمعروضات.

مشغل الخياطة في مركز هوري للتأهيل (الشرق الأوسط)

أحد هؤلاء الشبان يدعى أرثر، وهو من العاصمة الفنلندية هلسنكي. كان هادئ الطبع وقليل الكلام، يلبس بيجامة وخفاً رياضياً من ماركة عالمية. روى قصة مجيئه إلى سوريا بداية 2015 وكان عمره 13 عاماً. فبعدما انفصل والداه، تزوجت الأم من رجل من أصول مغاربية أقنعها بالسفر إلى مناطق سيطرة التنظيم والقتال في صفوفه، وبعد معركة الباغوز وسقوط خلافة التنظيم العسكرية شرق الفرات ربيع 2019، قتل الزوج ونقلت العائلة إلى مخيم الهول.

وقررت سلطات الإدارة الذاتية نقل أرثر إلى «مركز هوري» للتأهيل قبل بلوغه 18 عاماً، وزجّه في السجون، وقال: «عادت والدتي وإخوتي إلى مسقط رأسنا، وأنا أنتظر موافقة الحكومة لإعادتي أيضاً، هنا أقضي وقتاً في تعلم الرسم، وأطمح أن أصبح رساماً، أما أبي فلم يتصل بي منذ مجيئنا لسوريا».

مشغل الخياطة في مركز هوري وبدا يتابع تعليمات إحدى المرشدات (الشرق الأوسط)

وشدّد الإداري هفال أحمد على أن المركز ليس بسجن للأحداث، وقال: «هو عبارة عن مركز تأهيل أبوابه مفتوحة ويقدم برامج ترفيهية، بينها طاولة زهر والشطرنج ومشاهدة التلفاز وبرامج وثائقية». وعن مستوى الاستجابة، أوضح: «لدينا تقييمات دورية كتابية وشفوية لكل حالة، وليست بمهمة سهلة، إذ يواجه فريقنا التعليمي تحديات عدة، بينها تعدد الجنسيات واللغات التي يتحدث بها هؤلاء اليافعون».

ويشرف على البرامج متخصصون تربويين ومعالجون نفسيون بالتعاون مع منظمة «إنقاذ الطفولة» الدولية.

زيارات عائلية بين المخيمات

يسمح لهؤلاء الأحداث بالاتصال مرة أسبوعياً بذويهم القاطنين في المخيمات، كما يسمح لذويهم بزيارتهم، وتتكفل سلطات الإدارة الذاتية بنقلهم من المخيم للمركز. ويقول أحمد: «لدينا شبان بعمر الـ20 و22 ولكن قررنا إبقاءهم ريثما يتم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية لأن المحاكم المحلية لا تنظر بدعاوى الأجانب».

وتحدث باسيم (18 عاماً)، وهو تونسي، كيف تم تنسيبه إلى «أشبال الخلافة» بداية قدوم عائلته لسوريا منتصف 2015 وكان عمره 9 سنوات. وقال: «اعتقدنا أننا سنتابع تعليمنا نظراً لوجود أطفال من بلدي».

أما السويدي ماتيو (17 عاماً) الذي كان راقداً في سريره بعدما أجريت له عملية دوالي فقد أصبح يتيماً بعد مقتل والديه في سوريا أواخر 2018. وقال: «اتصل جدي وأهل والدي الذين يعيشون في أوزبكستان لإعادتي، لكن أنا أريد العودة لبلدي السويد، هناك خالتي وأصدقائي وذكريات طفولتي».

ومنذ 2018، استعاد نحو 30 دولة غربية وعربية نحو 450 امرأة وألف طفل، وفق إحصاءات سلطات «الإدارة الذاتية».

قصة أخوين مصريّين

في هذا المركز يعيش أيضأً الأخوان المصريان عبد الرحمن وعبد الله. يروي عبد الرحمن، البالغ اليوم 21 عاماً، كيف انفصلت والدتهم عن والدهم وقررت هي السفر إلى سوريا بعدما أخبرتهم عن نيتها قضاء سياحة في تركيا.

وبالفعل سافرت الأم والابنان جواً من مطار القاهرة إلى ولاية أورفا الحدودية مع سوريا. وبعد قضاء ليلة واحدة في الفندق، اتجهوا نحو المناطق السورية ودخلوا سراً عبر منطقة سلوك التابعة لمحافظة الرقة، ولم يعلم الطفلان آنذاك أن والدتهما تريد الاستقرار في مناطق التنظيم.

يقول عبد الرحمن: «حاول أبي كثيراً منع أمي من الدخول لمناطق (داعش)، لكنها أصرت فقرر تطليقها».

أما عبد الله، الذي كان يبلغ 8 سنوات فقط، فلم يعلم أن مجرى حياته سيتغير كلياً بقرار من والدته، وأنه سيقضي 10 سنوات من عمره في مناطق «داعش» ومخيم الهول قبل فرزه إلى هذا المركز.

ويروي عبد الرحمن أن والدته «تزوجت من قيادي (داعشي) مصري. وبعد عامين ونصف عام قتل في قصف جوي في بلدة الشدادي، ثم انتقلت بهما إلى الرقة حيث قتلت هي أيضاً». بعدها عاش الأخوان في كنف عائلات مصرية التحقت بصفوف التنظيم حتى نهاية 2018، وحين استسلمت العائلة المصرية لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، ونقلت إلى مخيم الهول، افترق الأخوان.

وذكر عبد الله أنه وصلته رسالة من شقيقه، عن طريق منظمة «الصليب الأحمر» الدولية أثناء مكوثه في مخيم الهول، يوضح فيها مكان وجوده في «مركز هوري» وقدم طلباً لجمع شملهما. وقال: «أصعب لحظة بعمري كانت وفاة والدتي، وأكثر لحظة فرحت فيها عندما التقيت بأخي عبد الرحمن من جديد. لا نريد أن نفترق».

شاب من نيويورك

من مدينة نيويورك الأميركية، سافر الشاب سولاي (19 عاماً) برفقة والدته الأميركية وزوجها إلى سوريا نهاية 2014، معتقداً أنه ذاهب في رحلة سياحة إلى تركيا، ليدخلوا سراً سوريا، واستقروا بداية في مدينة حلب شمال البلاد، ثم في منبج والباب والرقة، وتنقلوا في معظم المدن السورية.

هذا الشاب أكد أن والده منفصل عن والدته، ويعيش حالياً في كندا ولم يكن يعلم بسفرهما إلى سوريا، بعدما انقطعت الاتصالات بينهما منذ سنوات. ثم حدثت مشكلات بين والدته وزوجها الثاني أيضاً بعد سفرهم إلى سوريا، وانفصلا بسبب أحكام التنظيم الجائرة وقساوة الحياة.

وقال سولاي بصوت منخفض بالكاد كان يسمع: «طوال سنوات لازمت والدتي المنزل وكنت أساعدها، كانت تخشى عليّ كثيراً وتخاف من افتضاح أمرنا وإجبارنا على القتال في صفوف أشبال الخلافة»، ونقل أنه كان يحلم أن يصبح لاعب كرة قدم معروفاً: «كنت أحلم أن أصبح مثل النجم ميسي».

البهو الخارجي المؤدي إلى مختلف القاعات في معهد هوري (الشرق الأوسط)

وفصل سولاي عن والدته في 2019 حيث بقيت هي في مخيم الهول ونقل هو إلى هذا المركز، ويقول: «اليوم كل شيء مختلف، هنا ألعب وأسمع موسيقى وأشاهد التلفاز».

ولم يخفِ هذا الشاب حزنه، لأن حياته تغيرت رأساً على عقب بعد قرار والدته الالتحاق بمناطق التنظيم، وختم حديثه قائلاً: «حياتي توقفت وتدمرت جراء ذلك القرار».


مقالات ذات صلة

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية عناصر من الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا في شمال سوريا (إعلام تركي)

العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تواجه رفضاً روسياً وغموضاً أميركياً

تصاعدت التصريحات التركية في الفترة الأخيرة حول إمكانية شن عملية عسكرية جديدة تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)
عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)
TT

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)
عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

فيما كانت الستينية كاميليا محمود تعبر بسيارتها أحد شوارع مدينة نصر بالقاهرة، لفتتها مطاعم كثيرة تزدحم واجهاتها بمواطنين اصطفوا لشراء «ساندويتش شاورما»، ما أثار لديها تساؤلات حول انتشار المطاعم السورية «بهذا الشكل المبالغ فيه»، على حساب نظيراتها المصرية، مبدية مخاوفها من «هيمنة اقتصادية سورية قد يكون لها تبعات أكبر في المستقبل».

كاميليا، التي كانت تعمل موظفة بإحدى شركات القطاع الخاص قبل بلوغها سن التقاعد، رصدت خلال السنوات العشر الأخيرة انتشاراً كبيراً للمطاعم السورية في مختلف الأحياء والمدن المصرية لا سيما مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة) حيث تقطن. لم تستغرب الأمر في البداية، بل على العكس كان حدثاً جاذباً، ولو بدافع استكشاف ما تقدمه تلك المطاعم من نكهات جديدة وغير معتادة في المطبخ المصري، من الشاورما إلى الدجاج المسحب والكبة وغيرها.

صبغة شامية

خلال أكثر من عقد من الزمان، منذ تكثف التوافد السوري على مصر، زاد عدد المطاعم التي تقدم مأكولات سورية، لدرجة صبغت أحياءً بكاملها بملامح شامية، لا تُخطئها العين، ليس فقط بسبب أسياخ الشاورما المعلقة على واجهاتها، ولا الطربوش أو الصدرية المزركشة التي تميز ملابس بعض العاملين فيها، بل بلافتات تكرس هوية أصحابها وتؤكد ارتباطهم بوطنهم الأم، فعادة ما تنتهي أسماء المطاعم بكلمات من قبيل «السوري»، «الشام»، «الدمشقي»، «الحلبي».

طوابير أمام أحد المطاعم السورية (الشرق الأوسط)

محاولات تكريس الهوية تلك «أقلقت» كاميليا وغيرها من المصريين ممن باتوا يشعرون بـ«الغربة» في أحياء مثل «6 أكتوبر»، أو «الرحاب (شرق القاهرة)» التي باتت وكأنها «أحياء سورية وسط القاهرة». وتتساءل كاميليا في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «ألا يقتطع وجود السوريين من حصة المصريين في سوق العمل؟ ألا يشكل وجودهم خطراً سياسياً لا سيما مع هيمنة اقتصادية في قطاعات عدة؟».

بين «العشق» و«القلق»

رغم مشاعر القلق والغربة، فإن السيدة لا تخفي «عشقها» للمأكولات السورية. فهي تحرص بين الحين والآخر على الذهاب مع أسرتها لأحد تلك المطاعم، مستمتعة بنكهات متنوعة من أطباق «الشاورما والفتوش والكبة وغيرها». فـ«الطعام السوري لذيذ ومتنوع وخفيف على المعدة، وله نكهة مميزة»، وبات بالنسبة لها ولغيرها «عنصراً مضافاً على المائدة حتى داخل المنزل». وبالطبع لا يمكن لكاميليا إغفال «جودة الضيافة»، لا سيما مع كلمات ترحيبية مثل «تكرم عينك» التي تدخل كثيراً من البهجة على نفسها كما تقول.

حال كاميليا لا يختلف عن حال كثير من المصريين، الذين غيرت المطاعم السورية ذائقتهم الغذائية، وأدخلت النكهات الشامية إلى موائدهم عبر وصفات نشرتها وسائل إعلام محلية، لكنهم في نفس الوقت يخشون تنامي الوجود السوري وتأثيره على اقتصاد بلادهم، الأمر الذي بات يُعكر مزاجهم ويحول دون استمتاعهم بالمأكولات الشامية.

ومع موافقة مجلس النواب المصري، الثلاثاء الماضي، على مشروع قانون لتنظيم أوضاع اللاجئين، تزايدت حدة الجدل بشأن وجود الأجانب في مصر، لا سيما السوريون، وسط مخاوف عبر عنها البعض من أن يكون القانون «مقدمة لتوطينهم»، ما يعني زيادة الأعباء الاقتصادية على البلاد، وربما التأثير على حصة المواطن المصري في سوق العمل وفق متابعين مصريين.

مجلس النواب المصري وافق على مشروع قانون لتنظيم أوضاع اللاجئين (الشرق الأوسط)

تزايد عدد السوريين في مصر خلال العقد الأخير عكسته بيانات «المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين» حيث ارتفع عدد السوريين المسجلين في مصر لدى المفوضية من 12800 في نهاية عام 2012 إلى أكثر من 153 ألفاً في نهاية عام 2023، ليحتلوا المرتبة الثانية بعد السودانيين ضمن نحو 670 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى المفوضية من 62 جنسية مختلفة.

جاءت هذه الزيادة مدفوعة بالحرب السورية، ودفعت مواطنيها إلى دول عدة، بينها مصر، لتبدأ المفوضية في تلقي طلبات اللجوء منذ عام 2012، مؤكدة دعمها «الفارين من أتون الحرب».

ومع ذلك، لا تعكس البيانات التي تقدمها مفوضية اللاجئين العدد الحقيقي للسوريين في مصر، والذي تقدره المنظمة الدولية للهجرة، بنحو 1.5 مليون سوري من بين نحو 9 ملايين مهاجر موجودين في البلاد.

لكن التقدير الأخير لا يُقره الرئيس السابق لرابطة الجالية السورية في مصر، راسم الأتاسي، الذي يشير إلى أن «عدد السوريين في مصر لا يتجاوز 700 ألف، ولم يصل أبداً لمليون ونصف المليون، حيث كان أعلى تقدير لعددهم هو 800 ألف، انخفض إلى 500 ألف في فترة من الفترات، قبل أن يعود ويرتفع مؤخراً مع تطورات الوضع في السودان». وكان السودان عموماً والخرطوم خصوصاً وجهة لكثير من السوريين عقب 2011 حيث كانوا معفيين من التأشيرات وسمح لهم بالإقامة والعمل حتى 2020.

دعوات مقاطعة

تسبب الوجود السوري المتنامي في مصر في انطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد السوريين، من بينها الدعوة لمقاطعة أحد المطاعم بسبب إعلان عن ساندويتش شاورما بحجم كبير، قال فيه مخاطباً الزبائن: «تعالى كل يا فقير»، مثيراً غضب مصريين عدوا تلك الجملة «إهانة».

حملات الهجوم على السوريين، وإن كانت تكررت على مدار العقد الماضي لأسباب كثيرة، لكنها تزايدت أخيراً تزامناً مع معاناة المصريين من أوضاع اقتصادية صعبة، دفعت إلى مهاجمة اللاجئين عموماً باعتبارهم «يشكلون ضغطاً على موارد البلاد»، وهو ما عززته منابر إعلامية، فخرجت الإعلامية المصرية قصواء الخلالي في معرض حديثها عن «تأثير زيادة عدد اللاجئين في مصر»، لتتساءل عن سبب بقاء السوريين كل هذه السنوات في بلادها، لا سيما أن «سوريا لم يعد بها حرب»، على حد تعبيرها.

وعزز تلك الحملات مخاوف من التمييز ضد المصريين في فرص العمل مع إعلان البعض عن وظائف للسوريين واللبنانيين والسودانيين فقط.

وانتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي المطاعم السورية باعتبارها «ليست استثماراً».

في حين طالب البعض بـ«إغلاق المطاعم السورية والحصول على حق الدولة من الضرائب»، متهماً إياهم بـ«منافسة المصريين بهدف إفلاسهم»، لدرجة وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة المطاعم السورية بدعوى «سرقتها رزق المصريين».

الهجوم على السوريين في مصر لا ينبع فقط من مخاوف الهيمنة الاقتصادية أو منافسة المصريين في فرص العمل، بل يمتد أيضاً لانتقاد شراء الأثرياء منهم عقارات فاخرة وإقامتهم حفلات كبيرة، وسط اتهامات لهم بأنهم «يتمتعون بثروات المصريين». وهو الأمر الذي يعتبره رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر المهندس خلدون الموقع «ميزة تضاف للسوريين ولا تخصم منهم، فهم يستثمرون أموالهم ويربحون في مصر، وينفقون أيضاً في مصر بدلاً من إخراجها خارج البلاد»، بحسب حديثه لـ«الشرق الأوسط».

زحام لافت على مطعم سوري بشارع فيصل بالجيزة (الشرق الأوسط)

ووسط سيل الهجوم على المطاعم السورية تجد من يدافع عنهم، ويتلذذ بمأكولاتهم، باعتبارها «أعطت تنوعاً للمطبخ المصري».

كما دافع بعض الإعلاميين عن الوجود السوري، حيث أشار الإعلامي المصري خالد أبو بكر إلى «الحقوق القانونية للسوريين المقيمين في مصر»، وقال إن «أهل سوريا والشام أحسن ناس تتعلم منهم التجارة».

ترحيب مشروط

كان الطعام أحد الملامح الواضحة للتأثير السوري في مصر، ليس فقط عبر محال في أحياء كبرى، بل أيضاً في الشوارع، فكثيراً ما يستوقفك شاب أو طفل سوري في إشارات المرور أو أمام بوابات محال تجارية، بجملة «عمو تشتري حلوى سورية؟».

ويعكس الواقع المعيش صورة مغايرة عن دعوات الهجوم والمقاطعة المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، عبر طوابير وتجمعات بشرية لشباب وأطفال وأسر تقف على بوابات المحال السورية لا يثنيها زحام أو حر أو مطر، عن رغبتها في تناول ساندويتش شاورما، «لرخص ثمنه، ومذاقه الجيد»، بحسب مالك مصطفى، شاب في السابعة عشرة من عمره، التقته «الشرق الأوسط» وهو يحاول اختراق أحد طوابير «عشاق الشاورما» التي تجمهرت أمام مطعم في حي الزمالك.

مصريون طالبوا بمقاطعة المطاعم السورية (الشرق الأوسط)

أما مدير فرع مطعم «الأغا» في حي الزمالك وسط القاهرة أيمن أحمد، فلم يبد «تخوفاً أو قلقاً» من تأثير حملات المقاطعة على المطاعم السورية، لا سيما مع «الإقبال الكبير والمتنامي على وجبات معينة مثل الشاورما والدجاج المسحب»، والذي أرجعه خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى «النكهة المختلفة للمطبخ السوري التي أضافت طعاماً شعبياً جديداً أرضى ذائقة المصريين».

وكان إعجاب المصريين بالمطبخ السوري هو ما دفع مؤسس مطعم الأغا، رائد الأغا، الذي يمتلك سلسلة مطاعم في دول عربية أخرى، إلى الاستثمار في مصر ليفتح أول فروعه في الدقي (شمال الجيزة) عام 2021، ثم يقدم على افتتاح فرعين آخرين في الزمالك ثم مصر الجديدة، بمعدل فرع كل عام.

على النقيض، تُغضب حملات الهجوم المتكررة رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين بمصر، الذي يرفض الاتهامات الموجهة للسوريين بـ«أخذ رزق المصري والحصول على مكانه في الوظائف والاستثمار»، لا سيما أن «السوري استثمر وفتح مطعماً أو مصنعاً ووفر فرص عمل أيضاً ولم يأخذ محل أو مطعم مصريين».

استثمارات متنوعة

يتحدث الأتاسي بفخر عن الاستثمارات السورية في مصر، ووجودها في قطاعات اقتصادية عدة، منها أكثر من 7 آلاف مصنع سوري في مجالات مختلفة، في مدن العاشر من رمضان والعبور وغيرهما، لكن المواطن المصري ربما لا يرى من الاقتصاد السوري في بلاده سوى المطاعم «كونها أكثر اتصالاً بحياته اليومية».

ويبدي الأتاسي اندهاشه من كثرة الحملات على المطاعم السورية، رغم أن «أغلبها وخاصة الكبيرة فيها شركاء وممولون مصريون، وبعضها مصري بالكامل وبه عامل سوري واحد».

ليست الصورة كلها قاتمة، فإعلامياً، يجد السوريون في مصر ترحيباً، وإن كان مشروطا بـ«تحذير» من عدم الإضرار بـ«أمن البلاد»، وهو ما أكده الإعلامي المصري نشأت الديهي في رسالة وجهها قبل عدة أشهر إلى السوريين في مصر رداً على الحملات المناهضة لهم.

وهو ترحيب عكسته وسائل إعلام سورية في تقارير عدة أشارت إلى أن مصر «حاضنة للسوريين».

وهو أمر أكد عليه موقع الجالية بتأكيد الحديث عن تسهيلات قدمت لرجال أعمال سوريين وأصحاب مطاعم، من بينها مطاعم في حي التجمع الراقي بالقاهرة.

و«مدينة الرحاب» تعد واحدة من التجمعات الأساسية للسوريين، ما إن تدخل بعض أسواقها حتى تشعر بأنك انتقلت إلى دمشق، تطرب أذنك نغمات الموسيقى السورية الشعبية، وتجذبك رائحة المشاوي الحلبية، وأنت تتجول بين محال «باب الحارة»، و«أبو مازن السوري»، و«ابن الشام» وغيرها، وتستقطبك عبارات ترحيب من بائعين سوريين، «أهلين»، و«على راسي» و«تكرم عيونك».

«حملات موجهة»

انتشار السوريين في سوق التجارة لا سيما الغذاء فسره مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق رخا أحمد حسن، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأن «بلاد الشام بشكل عام قائمة على المبادرة الفردية، فجاء السوري برأسمال بسيط وبدأ مشروعاً عائلياً وباع ما أنتجه في إشارات المرور، قبل أن يتوسع ويحول مشروعه إلى مطعم».

رصد حسن بنفسه تنامي الإقبال على المطاعم السورية في حي الشيخ زايد الذي يقطنه، لا سيما أنهم «ينافسون المنتج المصري في الجودة والسعر»، معتبراً الحملات ضدهم «تحريضية تنطوي على قدر من المبالغة نتيجة عدم القدرة على منافسة ثقافة بيع أكثر بسعر أقل».

وتثير حملات الهجوم المتكررة مخاوف في نفس الكاتب والمحلل السياسي السوري المقيم في مصر عبد الرحمن ربوع، وإن كانت «موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا وجود لها في الشارع المصري»، حيث يشير في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «على مدار السنوات الماضية لم تتغير المعاملة لا من الشعب المصري أو الجهات الرسمية في الدولة».

السوريون في مقدمة مؤسسي الشركات الاستثمارية في مصر (الشرق الأوسط)

وبالفعل، أثرت المطاعم السورية إيجابياً في سوق الأكل المصري، ورفعت من سويته، بحسب ربوع، رغم أنها لا تشكل سوى جزء صغير من استثمارات السوريين في مصر التي يتركز معظمها في صناعة الملابس، وربما كان تأثيرها دافعاً لأن تشكل الجزء الأكبر من الاستهداف للسوريين في حملات يراها ربوع «سطحية وموجهة وفاشلة»، فلا «تزال المطاعم السورية تشهد إقبالاً كثيفاً من المصريين».

ولا تجد تلك «الحملات الموجهة» صدى سياسياً، ففي فبراير (شباط) من العام الماضي وخلال زيارة لوزير الخارجية المصري السابق سامح شكري إلى دمشق، وجه الرئيس السوري بشار الأسد الشكر لمصر على «استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها وحسن معاملتهم كأشقاء»، بحسب إفادة رسمية آنذاك للمتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، أشار فيها إلى تأكيد شكري أن «السوريين يعيشون بين أشقائهم في مصر كمصريين».

لكن يبدو أن هناك تطوراً أخيراً «أثار قلقاً كبيراً لدى السوريين وهو قرار إلغاء الإقامات السياحية»، فبحسب ربوع، معظم الأجانب في مصر وبينهم السوريون كانوا يقيمون في البلاد بموجب إقامات سياحية طويلة، لا سيما الطلاب وكثير ممن ليس لديهم عمل ثابت ويأتي قرار إلغاء تجديدها مقلقاً لأنه سيجبر كثيرين على الخروج من البلاد والعودة مرة أخرى كل فترة، وهو القرار الذي يرغب الأتاسي في أن يشهد إعادة نظر من جانب السلطات المصرية خلال الفترة المقبلة كونه «يفرض أعباءً جديدة على السوريين لا سيما الطلاب منهم».

«استثمارات متنامية»

ويشكل السوريون نحو 17 في المائة من المهاجرين في مصر، وهم «من بين الجنسيات التي تشارك بإيجابية في سوق العمل والاقتصاد المصري، وتتركز مشاركتهم في الصناعات الغذائية والنسيج والحرف التقليدية والعقارات»، وبحسب تقرير لـ«منظمة الهجرة الدولية» صدر في يوليو (تموز) 2022، أوضح أن «حجم التمويل الاستثماري من جانب نحو 30 ألف مستثمر سوري مسجلين في مصر، قُدر بمليار دولار في عام 2022».

وفي عام 2012 جاء السوريون في مقدمة مؤسسي الشركات الاستثمارية، عبر تأسيس 365 شركة من بين 939 شركة تم تأسيسها خلال الفترة من ما بين يناير (كانون الثاني) وأكتوبر (تشرين الأول)، بحسب بيانات «الهيئة العامة للاستثمار» في مصر.

ولا توجد إحصائية رسمية عن حجم الاستثمارات السورية في مصر الآن، لكن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أشار، في تقرير نشره عام 2017، إلى أن «اللاجئين السوريين استثمروا في مصر 800 مليون دولار». وهو نفس الرقم الذي تبنته هيئة الاستثمار المصرية في تصريحات تداولتها وسائل إعلام محلية.

لكنه رقم يقول رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين إنه «لا يعدو كونه الرقم التأسيسي الذي بدأ به السوريون مشروعاتهم في مصر، ثم تنامى مع الوقت»، إضافة إلى أن «هناك الكثير من الأنشطة الاقتصادية غير مسجلة في هيئة الاستثمار المصرية».

مطعم سوري في وسط البلد (الشرق الأوسط)

حملات الهجوم المتكررة على السوريين لن تمنعهم من الاستثمار في مصر، فهي من وجهة نظر الموقع «ناتجة عن نقص المعلومات وعدم إدراك لطبيعة وحجم مساهمة السوريين في الاقتصاد»، إضافة إلى أن «المتضرر الأكبر من تلك الحملات هما الاقتصاد والصناعة المصريان»، لا سيما أنها «تتناقض مع سياسة الحكومة الرامية إلى تشجيع الاستثمار».

فقد جاء المستثمر السوري بأمواله لمصر واستثمر فيها، و«أنفق أرباحه فيها أيضاً»، فهو بذلك قادر على «العمل... ولم يأت ليجلس في المقاهي».

بالفعل «لا يحصل السوريون على إعانات من الدولة، بل يعملون بأموالهم ويدفعون ضرائب، ومثل هذا الحملات تقلل من دور مصر التاريخيّ أنها ملجأ لكل من يضار في وطنه أو يتعرض للخطر»، بحسب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الذي اعتبر الهجوم المتكرر عليهم «محاولة لإظهار السوريين بأنهم سبّب مشكلات البلاد، وهو غير صحيح».

وفي الوقت الذي يعول فيه الموقع على الإعلام لـ«نشر الوعي بأهمية وجود السوريين في مصر»، لا تزال الستينية كاميليا محمود حائرة بين «عشقها» للمأكولات السورية، و«مخاوفها» من التأثير على اقتصاد بلادها، ما يتنقص من متعتها ويعكر مزاجها وهي تقضم «ساندويتش شاورما الدجاج» المفضل لديها.