عندما كان الجنود المصريون يعبرون قناة السويس، ونظراؤهم السوريون يقتحمون مرتفعات الجولان، بعد ظهيرة يوم السادس من أكتوبر عام 1973، ربما لم يُدر في خلدهم تلك الحسابات المعقدة والتحولات غير المسبوقة التي ستلي المعارك العسكرية. لكن هذا ما حدث على أي حال -بدرجات متفاوتة- في ساحات السياسة والدبلوماسية، لتدخل المنطقة في حقبة «ما بعد أكتوبر» منعطفاً جديداً تقاطعت فيه مصائر العرب مع استراتيجيات الدول الكبرى.
واليوم وبعد نصف قرن على «يوم المفاجأة» العربي لإسرائيل، تبدو صورة الحدث منقسمة بين فخر وطني لا يزال راسخاً في الأذهان، ومعاهدات لافتة تضمن لها القوى الكبرى السريان. وبين هذا وذاك، انتهاكات واعتداءات تخبو حيناً وتتفجر أحياناً.
تابعوا تغطية «الشرق الأوسط» الخاصة والمتواصلة لذكرى مرور نصف قرن على حرب أكتوبر، والتي تركز في هذا الجزء على رصد وتحليل التطورات التي أعقبت المواجهات العسكرية.