كشفت شركة «فالينور» Valinor الناشئة النقاب عما هو في جوهره مستشفى ميداني مُدمج في صندوق - مستشفى مُدمج ببرمجيات واتصالات بيانات، وهو ابتكار يفتقده «طب ساحة المعركة»، أي الطب العسكري الميداني، اليوم.
صندوق «هاربور» الطبي
«هاربور» Harbor عبارة عن حاوية شحن بطول 20 قدماً، يُمكن تعديلها لتوفير أنواع مُختلفة من الرعاية في ساحة المعركة، مثل السيطرة الفورية على الأضرار أو رعاية المُصابين لفترات طويلة. ويُمكن تقوية الجزء الخارجي منها ضد المقذوفات، كما يُمكن تعديله لتشغيل أنظمة دفاعية مُضادة للطائرات من دون طيار.
تتعاون شركة «أندوريل» مع «فالينور» لإتاحة خدمات الرعاية الصحية عن بُعد عبر شبكتها «لاتيس» التي تؤمّن تقليل الإشارات الكهرومغناطيسية لـ«الصندوق».
وتحدث لوك شيولي، رئيس قسم الابتكار الطبي في «فالينور»، مع «ديفينس ون» عن هذه الفكرة. وهو طبيب سابق في الجيش، قام بأكثر من 10 زيارات إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي الموسع عام 2022.
وقال شيولي عبر البريد الإلكتروني: «قدمت هذه الزيارات لي دليلاً ملموساً على مدى سرعة تغير طبيعة الحرب، بالمقارنة مع العمل في القوات الخاصة قبل أقل من عقد من الزمان».
العاملون الطبيون وجرحى الميدان
من بين التغييرات: تزايد شيوع استهداف العاملين الطبيين في الخطوط الأمامية، إضافة إلى أن حرب الطائرات من دون طيار تجعل التفوق الجوي بعيد المنال؛ ما يُعقّد وصول المروحيات إلى مناطق القتال لسحب الجرحى من الميدان.
تباطؤ عمليات إجلاء المصابين حالياً
وأضاف أن عمليات الإجلاء التي كان من المفترض أن تستغرق دقائق تستغرق الآن من 72 إلى 96 ساعة في أوكرانيا؛ ما يزيد من أهمية الرعاية الطبية المتقدمة في ساحة المعركة.
اعتمدت الولايات المتحدة بشكل كبير على عمليات الإجلاء الطبي لتقليل الخسائر في ساحة المعركة في عملياتها في الشرق الأوسط. وبينما قد يبدو من المغري الاعتقاد بأن الجيش الأميركي ذا الموارد الأفضل لن يواجه التحديات نفسها، فإن الحروب عالية الكثافة من المرجح أن تُسفر عن خسائر بشرية أكبر بكثير - وبسرعة أكبر بكثير - من الاشتباكات التي خاضتها الولايات المتحدة حتى الآن في هذا القرن.
مستشفيات الميدان عالية الكلفة
اليوم، يمكن للولايات المتحدة إنشاء مستشفى ميداني للجيش في نحو 72 ساعة، وفقاً لدراسات عام 2018، لكن تشغيلها مكلف - ما يزيد على 3 ملايين دولار شهرياً، وفقاً لدراسة منفصلة عام 2015 حول عمليات نشر المستشفيات الميدانية الأميركية في أفغانستان، وهي أحدث البيانات الأكاديمية المتاحة. ولا تُقارَن المستشفيات الميدانية بالمستشفيات العادية من حيث المراقبة الصحية الحديثة أو القدرات الأخرى.
نماذج أولية لسلاح مشاة البحرية
هذا العام، طورت الشركة وسلمت نماذج أولية إلى سلاح مشاة البحرية وقوات العمليات الخاصة. يمكن تعديل الوحدات حسب سياق النشر. قال شيولي: «بالنظر إلى المستقبل، فقد أمّنّا الفريق والموارد اللازمة لإنتاج 300 وحدة في عام 2026، في حال التعاقد معنا. لقد صممنا (هاربور) انطلاقاً من المبادئ الأساسية لدعم التصنيع الشامل، بما في ذلك التصنيع الطرفي أو الإنتاج في الخارج».
وأضاف: «يمكن تجهيز (هاربور) في دقائق، وتبدأ أسعار الوحدات من نحو 300 ألف دولار؛ ما يجعلها أقل تكلفةً بكثير من الحلول الطبية التقليدية الأخرى».
ابتكار «هاربور»
تشتمل كل وحدة على هيكل خارجي مقوى لحماية القوات؛ ما يوفر حمايةً أكبر من الخيمة. لكن أهم تحديث هو دمج تكنولوجيا المعلومات الحديثة في طب ساحة المعركة - أجهزة الاستشعار، والاتصال، وميزات أخرى - التي ثبت أنها تُحسّن النتائج الطبية في حالات الفرز في حالات الطوارئ. باختصار، كل وحدة هي مستشفى للمرضى، ولكنها أيضاً منصة حاسوبية مزودة بنظام تشغيل قادر على تشغيل التطبيقات. قال شيولي: «كان التركيز الرئيسي لدينا في بناء نظام (هاربور) هو القدرة على إجراء الكثير من العلاجات عن بُعد، بما في ذلك الرعاية الصحية عن بُعد المدمجة، ومراقبة المؤشرات الحيوية المختلفة عن بُعد، والموارد السريرية غير المتصلة بالإنترنت - مثل الأدلة الإرشادية بمساعدة الفيديو لمختلف الإجراءات وطب الطوارئ - وحتى التحكم عن بُعد في بعض الأجهزة، بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي، ومضخات السوائل الوريدية، ومضخات الحقن الوريدية. يهدف هذا إلى تسهيل عمل الأطباء والمسعفين الميدانيين بتكاليف أقل، وجعل مقدمي الرعاية عن بُعد أكثر تواصلاً وقادرين على المساعدة بفاعلية في الخطوط الأمامية».
* مجلة «ديفينس ون» - خدمات «تريبيون ميديا»

