معظم العاملين في الولايات المتحدة لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عملهم

استطلاع سنوي جديد من «مركز بيو» الأميركي للأبحاث

معظم العاملين في الولايات المتحدة لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عملهم
TT

معظم العاملين في الولايات المتحدة لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عملهم

معظم العاملين في الولايات المتحدة لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عملهم

يستخدم نحو 21 في المائة من العاملين في الولايات المتحدة الذكاء الاصطناعي لأداء جزء من عملهم على الأقل، وفقاً لتقرير جديد صادر عن «مركز بيو» للأبحاث، إلا أن هذا العدد في ازدياد مستمر، كما كتبت كيت سيميني(*).

الأصغر سنّاً والأفضل تعليماً يستخدمونه أكثر

ويُرجّح أن يستخدم العاملون الأصغر سناً والأكثر تعليماً الذكاء الاصطناعي. وكان 16 في المائة

من العاملين الذين شملهم الاستطلاع العام الماضي أفادوا بأن جزءاً من عملهم على الأقل يتم باستخدام الذكاء الاصطناعي. ومنذ ذلك الحين، زاد عدد المشاركين الذين أقروا باستخدامهم الذكاء الاصطناعي بمقدار 5 نقاط مئوية.

2 % ينفذون كل الأعمال بواسطته

ومن بين المشاركين، قال 2 في المائة إن كل أو معظم أعمالهم يتم باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهي النسبة المئوية نفسها في عام 2024، ولكن النسبة الإجمالية لأولئك الذين يقولون إن بعض أعمالهم تتم باستخدام الذكاء الاصطناعي ارتفعت من 14 في المائة إلى 19 في المائة.

وأظهر الاستطلاع أن مستويات التعليم العالي تُشير أيضاً إلى ارتفاع استخدام الذكاء الاصطناعي.

ارتفاع في استخدام الخريجين للأدوات الذكية

في عام 2024، أخبر 20 في المائة من العمال الحاصلين على درجة البكالوريوس أو تعليم أعلى، الذين شملهم استطلاع «مركز بيو»، بأن بعض أعمالهم على الأقل تم تنفيذها باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذا العام، ارتفع هذا العدد إلى 28 في المائة.

وفي الوقت نفسه، أفاد 13 في المائة من العاملين الحاصلين على «بعض التعليم الجامعي» أو تعليم أقل، بأنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي على الأقل لبعض الوقت في العمل في عام 2024؛ وارتفعت هذه النسبة إلى 16 في المائة هذا العام.

وكان المركز قد استطلع آراء 9928 عاملاً تم اختيارهم عشوائياً في سبتمبر (أيلول) 2025، متابعةً لاستطلاع مماثل في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 لمعرفة كيف تغيّرت ردود العاملين، وفقاً لمنهجية الاستطلاع. من بين ما يقرب من 10000 شخص تواصل معهم «مركز بيو»، استجاب 8750 شخصاً، أي ما يعادل 88 في المائة تقريباً.

* صحيفة «بالتيمور صن»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

روبوتات ذكية تتعلم العمل مثل البشر... مستقبل الذكاء الاصطناعي المادي يبدأ في اليابان

تكنولوجيا صحافي يلمس يد روبوتية على شكل إنسان من الجيل التالي من شركة «إكس بينغ» في مقرها الرئيسي في قوانغتشو (أ.ف.ب)

روبوتات ذكية تتعلم العمل مثل البشر... مستقبل الذكاء الاصطناعي المادي يبدأ في اليابان

تحاكي ذراعان شبيهتان بالأطراف البشرية طُورتا لأبحاث الذكاء الاصطناعي المادي، الحركات التي يؤديها شخص يضع خوذة رأس للواقع الافتراضي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد شعار شركة «إنفيديا» لصناعة الرقائق (رويترز)

«أمازون» و«مايكروسوفت» تدعمان جهود تقييد صادرات «إنفيديا» إلى الصين

أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «أمازون» انضمت إلى «مايكروسوفت» في دعم تشريع يهدف للحد من قدرة «إنفيديا» على تصدير الرقائق إلى الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول يعمل أمام شاشات المراقبة في بنك هانا في سيول (إ.ب.أ)

تراجعات حادة في أسواق آسيا بقيادة أسهم التكنولوجيا

هبطت الأسهم الآسيوية على نطاق واسع، متأثرة بالضغوط التي طالت أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها «إنفيديا»، التي واصلت الانخفاض.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)

بحفل حضره والداها... يابانية تتزوج من شخصية ذكاء اصطناعي

تزوجت امرأة يابانية من شخصية ذكاء اصطناعي ابتكرتها على روبوت الدردشة «تشات جي بي تي».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد شعار شركة «بايدو» الصينية (رويترز)

«بايدو» الصينية تكشف عن منتجات ذكاء اصطناعي فائقة

كشفت «بايدو» الصينية يوم الخميس عن نوعين جديدين من أشباه الموصلات للذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (بكين)

العواصف الشمسية خطر متزايد يهدد الأقمار الاصطناعية

العواصف الشمسية خطر متزايد يهدد الأقمار الاصطناعية
TT

العواصف الشمسية خطر متزايد يهدد الأقمار الاصطناعية

العواصف الشمسية خطر متزايد يهدد الأقمار الاصطناعية

يزداد عدد الأقمار الاصطناعية في المدار بمعدل هائل، لكننا لا نملك حتى الآن فهماً جيداً لمدى تأثرها بالعواصف الشمسية -وسوف تتفاقم هذه المشكلة مع الزمن.

شبكة أقمار اصطناعية عملاقة

تنتشر الأقمار الاصطناعية في شبكة عملاقة حول الكوكب، تغطي الكرة الأرضية بأكملها تقريباً، وقد أطلقت شركة «سبيس إكس» وحدها أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي إلى كوكبة ««ستارلينك»» الضخمة للإنترنت الفضائي منذ مايو (أيار) 2019، وقد عاد نحو 1000 منها إلى الغلاف الجوي للأرض بمعدل واحد أو اثنين يومياً.

ويرجح وجود هذا العدد الكبير أن تؤثر على بعض منها العاصفة الشمسية -والعاصفة الجيومغناطيسية المصاحبة لها التي تحدث على الأرض عندما يتقلب المجال المغناطيسي لكوكبنا استجابةً للجسيمات المشحونة والمجالات المغناطيسية من الشمس.

• دراسة آثار العواصف الشمسية: لدراسة آثار مثل هذه العواصف على شبكة «ستارلينك»، قامت إيونجو كانغ، من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، وزملاؤها، بدراسة بيانات تتبع الأقمار الاصطناعية العامة المأخوذة خلال عاصفة شمسية في مايو 2024، ووجدوا أنه في ذروة العاصفة، سجلت أقمار «ستارلينك» الاصطناعية التي كانت على جانب الأرض المواجه للشمس، انخفاضاً في الارتفاع يصل إلى نصف كيلومتر -وهو انخفاض طفيف في مداراتها التي تمتد لـ550 كيلومتراً، ولكنه لا يزال كبيراً، نتيجة تأثر الغلاف الجوي بالإشعاع الشمسي الوارد، مما تسبب في إحداث مقاومة لعمل الأقمار الاصطناعية.

كما تأثرت الأقمار الاصطناعية في مناطق أخرى بشكل كبير أيضاً، مثل تلك القريبة من قطبي الأرض، حيث يقوم المجال المغناطيسي لكوكبنا بتوجيه مزيد من الجسيمات المشحونة من الشمس، وتلك الموجودة فوق منطقة في أميركا الجنوبية تسمى شذوذ جنوب الأطلسي حيث يكون المجال المغناطيسي للكوكب أضعف لأسباب غير معروفة، وبالتالي يكون الغلاف الجوي أكثر عرضة للنشاط الشمسي.

• انزياح قمر اصطناعي يؤثر على كل الشبكة: ووفقاً للبيانات التي حصل عليها الفريق، فقد أدى ذلك إلى خلق تأثير غير عادي في الكوكبة، كما تقول كانغ: «إذا فقد أحد الأقمار الاصطناعية ارتفاعه، فسيتعين على القمر الاصطناعي المجاور تعويض ذلك أيضاً»، مستخدماً دافعاته الأيونية لمطابقة القمر الاصطناعي المتأثر تلقائياً، لأن الأقمار الاصطناعية يتواصل بعضها مع بعض عبر «ليزرات متابعة» للحفاظ على الشبكة، مما يُحدث تأثيراً متموجاً تتبعه الأقمار الاصطناعية الأخرى في السلسلة.

«حركة موجية» لأقمار الشبكة

وعلقت سانجيثا عبده جيوثي، عضوة فريق البحث، من جامعة كاليفورنيا في إيرفين: «إنه فعل يشبه الأمواج». وقد يُسبب ذلك مشكلات للأقمار الاصطناعية الأخرى التي تحاول التنقل حول كوكبة «ستارلينك» لتجنب الاصطدام. وتضيف سانجيثا عبده جيوثي: «عندما تكون قدرتنا على التنبؤ بالمسارات أقل، فقد يزيد ذلك من خطر الاصطدام».

كما تُلقي بيانات عامة أخرى الضوء على تأثير العواصف الشمسية، إذ يستخدم بعض عملاء «ستارلينك» خدمة عبر الإنترنت تُسمى «RIPE Atlas» لتشارك المعلومات حول حالات اتصالاتهم. وباستخدام هذه البيانات وجد الفريق أنه تم الإبلاغ عن انقطاعات في الشبكة خلال العاصفة الشمسية في مايو 2024، نتيجة تعطل الأقمار الاصطناعية. وتقول كانغ: «حدث ارتفاع مفاجئ في فقدان حزم البيانات»، حيث لا تصل البيانات إلى وجهتها المقصودة. ومع عاصفة شمسية ضخمة، سيكون الوضع أسوأ بكثير. لكننا لا نعرف إلى أي مدى سيزداد سوءاً.

• احتراق واصطدام الأقمار الاصطناعية: يسلط البحث الضوء على المشكلات التي ستواجهها مجموعات أقمار مثل «ستارلينك» -بالإضافة إلى مجموعات قيد التطوير مثل مشروع كويبر التابع لشركة «أمازون» وعديد من الجهود المبذولة في الصين- بسبب النشاط الشمسي، لا من حيث الاتصالات، فحسب، بل أيضاً في تجنب التغييرات الكبيرة في الموقع التي قد تسبب اصطداماً بأقمار اصطناعية أخرى.

في فبراير (شباط) 2022، أسقطت عاصفة شمسية قوية نحو 40 قمراً اصطناعياً من «ستارلينك» أُطلقت حديثاً إلى الغلاف الجوي، حيث احترقت. وفي وقت سابق من هذا العام، أظهرت أبحاث أخرى أن زيادة النشاط الشمسي تُسرّع من زوال بعض أقمار «ستارلينك».

• توقعات مستقبلية: كانت العاصفة الشمسية في مايو 2024 أضعف بثلاث مرات تقريباً من أكبر عاصفة شمسية مُسجَّلة، وهي عاصفة كارينغتون عام 1859. ومن المُرجَّح أن تضرب عاصفة قوية بذلك الحجم القياسي الأرض مرة أخرى في وقت ما، مُسبِّبةً مشكلات كبيرة مُحتملة لمُشغِّلي الأبراج الضخمة.

وتقول سانجيثا عبده جيوثي: «مع عاصفة كبيرة جداً، سيكون الوضع أسوأ بكثير. لكننا لا نعرف إلى أي مدى سيزداد سوءاً». في الوقت الحالي، نأمل أن يكون لدينا بعض الوقت للاستعداد.

ضربت عاصفة مايو 2024 خلال ذروة نشاط الشمس، الذي يعمل وفق دورة مدتها 22 عاماً. ومن الناحية النظرية، يُمكن أن تضرب عاصفة قوية في أي لحظة، ولكن قد يزداد احتمال حدوثها في أربعينات القرن الحادي والعشرين، عندما يبلغ نشاط النجم ذروته مرة أخرى.

بحلول ذلك الوقت، من المُرجَّح أن تكون هناك عشرات الآلاف، إن لم تكن مئات الآلاف، من الأقمار الاصطناعية في المدار، مُقارنةً بنحو 13000 قمر اصطناعي في المدار حالياً.

يقول سكوت شامبو، مؤسس شركة «ليونيد سبيس» الأميركية التي تتتبع تأثير الطقس الفضائي على الأقمار الاصطناعية: «تزداد المشكلة تعقيداً كلما زاد عدد الأقمار الاصطناعية». ويضيف: «عندما تضرب عاصفة شمسية، لا نملك حتى الآن نماذج تنبؤية دقيقة لكيفية تأثيرها على المدى القصير. هذا يعني أنه خلال الساعات أو الأيام القادمة -بعد العاصفة- لن تكون أقمارك الاصطناعية في مكانها المعهود».

* مجلة «نيوساينتست»، خدمات «تريبيون ميديا».

حقائق

13000

قمر اصطناعي في المدار حالياً


سفينة شحن فرنسية لعبور المحيطات تعمل بطاقة الرياح

سفينة شحن فرنسية لعبور المحيطات تعمل بطاقة الرياح
TT

سفينة شحن فرنسية لعبور المحيطات تعمل بطاقة الرياح

سفينة شحن فرنسية لعبور المحيطات تعمل بطاقة الرياح

كشفت شركة «فيلا (Vela)» الفرنسية الناشئة عن سفينة شحن تعمل بطاقة الرياح بنسبة 100 في المائة، يمكن أن تعيد تعريف مفهوم النقل البحري المستدام.

يخت سباق بيئي

صُممت السفينة على طراز يخوت السباق، وتمزج بين السرعة والكفاءة والأداء البيئي؛ إذ يمكنها خفض الانبعاثات بنسبة 90 في المائة، مقارنة بسفن الشحن التقليدية، وبنسبة 99 في المائة مقارنة بالنقل الجوي. لكن الابتكار الحقيقي لا يكمن فقط في نظام الدفع، بل أيضاً في معالجة الاختناقات التي تحدث عادة في الموانئ، والتي تؤخر حركة الشحن العالمية.

أنظمة ملاحة متطورة ترصد أفضل اتجاهات الرياح

تتميز سفينة «فيلا» بهيكل «ثلاثي البدن (Trimaran)» يمنحها ثباتاً عالياً وسرعة كبيرة، مع سارية مصنوعة من ألياف الكربون، وأشرعة من أقمشة عالية الأداء، مستوحاة من تكنولوجيا سباقات اليخوت. وتستخدم السفينة أنظمة ملاحة متطورة لتحديد المسارات التي تستفيد من أفضل اتجاهات الرياح خلال عبور المحيط الأطلسي.

ويقول مايكل فرنانديز فيري، المؤسس المشارك للشركة: «الأمر لا يتعلق بالمظاهر، بل بالسرعة في العمليات؛ لأن السرعة عامل بالغ الأهمية». وبهذه الطريقة تجمع «فيلا» بين الاستدامة والموثوقية، وهما سمتان نادراً ما تجتمعان في النقل البحري.

تنقل السلع الفاخرة «الحساسة» بدلاً من الطائرات

تستهدف السفينة فئة محددة من سلاسل التوريد: السلع الفاخرة والحساسة للوقت، مثل المستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل الفاخرة. فبالنسبة إلى الشركات المنتجة هذه السلع، يمثل الشحن الجوي أحد أكبر مصادر الانبعاثات الكربونية، بينما يُعد النقل البحري خياراً أنظف، إلا إنه يعاني من ازدحام وتأخير في الموانئ.

ومع ازدياد حجم سفن الشحن الحديثة، لم يعد بإمكانها سوى الرسو في عدد محدود من الموانئ الكبرى؛ مما أدى إلى اختناقات مزمنة. أما سفينة «فيلا» فهي أصغر حجماً؛ بطول 220 قدماً فقط، وسعتها 600 منصة، أو رف شحن؛ مما يمكّنها من الوصول إلى موانئ أقل ازدحاماً، ومن تقليل وقت التحميل والتفريغ الذي قد يصل إلى أسبوع للسفن العملاقة الناقلة للحاويات.

سرعة مماثلة لمحركات الديزل

ورغم اعتمادها الكامل على الرياح، فإن سرعتها في عبور المحيط تقترب جداً من سرعة السفن العاملة بالديزل؛ إذ، وفقاً لأنماط الرياح الموسمية، سيمكنها قطع الرحلة من أوروبا إلى الولايات المتحدة فيما بين 10 أيام و13 يوماً، وهي مدة قريبة من الـ9 أو الـ10 أيام التي تستغرقها السفن التقليدية. ومع وفورات الوقت في الموانئ، تصبح مدة التسليم الإجمالية أقصر وأعلى انتظاماً. أما الرحلات من الولايات المتحدة إلى فرنسا، فيمكن إتمامها في 12 يوماً فقط بدلاً من شهرين عبر المسارات التقليدية. كما أن تكلفتها أقل من الشحن الجوي.

طاقة شمسية لتوليد الكهرباء

وتتجاوز التزامات «فيلا» البيئية مسألة طاقة الرياح؛ إذ تغطي سطح السفينة ألواح شمسية بمساحة تزيد على 2500 قدم مربعة لتوليد الكهرباء وتخزينها في بطاريات، إضافة إلى مولدات مائية تنتج الطاقة خلال الحركة. وتغذي هذه الأنظمة التبريد اللازم للبضائع الحساسة وأنظمة السفينة الأخرى؛ مما يجعل التشغيل شبه خالٍ من الانبعاثات، باستثناء المناورة داخل الموانئ. كما أن هيكل السفينة المصنوع من الألمنيوم يجعلها أخف وزناً وأعلى كفاءة وأسهل في إعادة التدوير عند نهاية عمرها التشغيلي.

وتتميز السفينة أيضاً بانخفاض الضوضاء البحرية؛ مما يقلل إزعاج الحيتان والكائنات المائية، كما أنها لا تفرغ مياه التوازن أو الوقود في البحر؛ مما يحمي النظم البيئية... كل ذلك يجعلها سفينة تجمع بين الأداء العالي والوعي البيئي.

رحلات أسبوعية عبر «الأطلسي»

ويجري حالياً بناء أول سفينة «فيلا» في الفلبين بحوض لبناء السفن مختص في الهياكل الثلاثية المصنوعة من الألمنيوم. ومن المقرر أن تبحر إلى فرنسا في الربيع المقبل، لتبدأ الخدمة التجارية بعد عام لشركات مثل «تاكيدا» للأدوية، و«إيكوسنس»، و«غرين تك». وتخطط الشركة لبناء أسطول مكون من 5 سفن لتسيير رحلات أسبوعية عبر «الأطلسي». وعلى المدى البعيد، تعتزم ترخيص تقنيتها لشركاء دوليين لتوسيع خطوط الملاحة في مناطق أخرى من العالم.

ويرى فرنانديز فيري مستقبلاً «شبكياً» يعتمد على لاعبين محليين يستخدمون تقنيات «فيلا» لتطوير النقل الشراعي إلى أقصى إمكاناته. وإذا نجحت الشركة، فقد تمثل هذه الخطوة تحولاً جذرياً في عالم الشحن التجاري، حيث تلتقي التكنولوجيا المتقدمة بالطاقة النظيفة لجعل النقل البحري سريعاً وخالياً من الانبعاثات.

* باختصار من مجلة «فاست كومباني»

خدمات «تريبيون ميديا»


كيف يُسهم الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في «تعفّن الدماغ»

كيف يُسهم الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في «تعفّن الدماغ»
TT

كيف يُسهم الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في «تعفّن الدماغ»

كيف يُسهم الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في «تعفّن الدماغ»

ربيع العام الماضي، كلفت شيري ميلوماد، الأستاذة في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، مجموعة من 250 شخصاً بمهمة كتابة بسيطة: التشارك بنصائح مع صديق حول كيفية اتباع نمط حياة صحي. وللتوصل إلى هذه النصائح، سُمح للبعض باستخدام بحث (غوغل) التقليدي، بينما اعتمد آخرون فقط على ملخصات المعلومات المُولّدة تلقائياً باستخدام الذكاء الاصطناعي من «غوغل».

ملخصات الذكاء الاصطناعي عامة وغير مفيدة

كتب الأشخاص الذين استخدموا الملخصات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي نصائح عامة، وواضحة، وغير مفيدة إلى حد كبير -تناول أطعمة صحية، وحافظ على رطوبة جسمك، واحصل على قسط كافٍ من النوم! أما الأشخاص الذين وجدوا معلومات من خلال بحث «غوغل» التقليدي على الويب، فقد تشاركوا بنصائح أكثر تفصيلاً ركزت على مختلف ركائز الصحة، بما في ذلك الصحة البدنية، والعقلية، والعاطفية.

المعتمدون على الذكاء الاصطناعي لهم أداء أسوأ

يخبرنا قادة صناعة التكنولوجيا أن برامج الدردشة الآلية وأدوات البحث الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستُعزز طريقة تعلمنا وازدهارنا، وأن أي شخص يتجاهل هذه التكنولوجيا يُخاطر بالتخلف عن الركب. لكن تجربة ميلوماد، كغيرها من الدراسات الأكاديمية المنشورة حتى الآن حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الدماغ، وجدت أن الأشخاص الذين يعتمدون بشكل كبير على برامج الدردشة الآلية وأدوات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مهام مثل كتابة المقالات والأبحاث، يُحققون أداءً أسوأ عموماً من الأشخاص الذين لا يستخدمونها.

وقالت ميلوماد: «أنا خائفة جداً، بصراحة. أنا قلقة بشأن عدم معرفة الشباب بكيفية إجراء بحث تقليدي على (غوغل)».

أهلاً بكم في عصر «تعفن الدماغ»

وهذا المصطلح «عامّ» لوصف الحالة العقلية المتدهورة نتيجة الانخراط في محتوى إنترنت رديء الجودة. وعندما اختارت مطبعة جامعة أكسفورد، الجهة الناشرة لقاموس أكسفورد الإنجليزي، مصطلح «تعفن الدماغ» (brain rot) كلمة العام لعام 2024، كان هذا التعريف يشير إلى الكيفية التي يؤدي فيها إدمان تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل «تيك توك» و«إنستغرام»، ومشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة، وتأثيرها على الأطعمة، ما حوّل أدمغة المستخدمين إلى «هريس».

هل تُضعف التكنولوجيا الناس؟

هذا سؤالٌ قديمٌ بقدم التكنولوجيا نفسها. فقد انتقد سقراط اختراع الكتابة لإضعافه الذاكرة البشرية. وفي عام 2008، أي قبل سنوات عديدة من ظهور ملخصات الويب المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، نشرت مجلة «ذا أتلانتيك» مقالاً بعنوان: «هل يجعلنا «غوغل» أغبياء؟». لكن تبيّن أن هذه المخاوف مُبالغ فيها.

إلا أن الحذر المتزايد في الأوساط الأكاديمية من تأثير الذكاء الاصطناعي على التعلم (بالإضافة إلى المخاوف القديمة بشأن الطبيعة المُشتتة للانتباه لتطبيقات التواصل الاجتماعي) يُمثّل خبراً مُقلقاً لبلدٍ يشهد أداؤه في فهم المقروء تراجعاً حاداً بالفعل.

مستويات قراءة متدنية لدى الأطفال والمراهقين الأميركيين

هذا العام، وصلت درجات القراءة بين الأطفال، بمن فيهم طلاب الصف الثامن وطلاب المرحلة الثانوية، إلى مستويات متدنية جديدة. وكانت النتائج، التي جُمعت من التقييم الوطني للتقدم التعليمي، الذي لطالما اعتُبر الامتحان الأكثر موثوقيةً في البلاد، هي الأولى من نوعها التي تُنشر منذ أن عطّلت جائحة كوفيد-19 التعليم، وزادت من وقت استخدام الشاشات بين الشباب.

يخشى الباحثون من تزايد الأدلة على وجود صلة قوية بين انخفاض الأداء الإدراكي والذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى الدراسات الحديثة التي وجدت علاقة بين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والتدهور المعرفي، وجدت دراسة جديدة أجراها أطباء أطفال أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بضعف الأداء لدى الأطفال الذين يخضعون لاختبارات القراءة والذاكرة واللغة.

وفيما يلي ملخص للأبحاث التي أُجريت حتى الآن، وكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تُعزز الدماغ -لا تُضعفه.

عندما نكتب باستخدام «تشات جي بي تي»... هل نحن نكتب حقاً؟

صدرت الدراسة الأبرز هذا العام حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الدماغ عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث سعى الباحثون إلى فهم كيفية تأثير أدوات مثل «جي بي تي» على طريقة كتابة الناس. كانت عينة الدراسة، التي شملت 54 طالباً جامعياً، صغيرة الحجم، لكن النتائج أثارت تساؤلات مهمة حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُضعف قدرة الناس على التعلم.

في جزء من الدراسة، طُلب من الطلاب كتابة مقال يتراوح بين 500 و1000 كلمة، وقُسِّموا إلى مجموعات مختلفة: مجموعة تكتب بمساعدة «جي بي تي»، ومجموعة ثانية تبحث عن المعلومات فقط باستخدام محرك بحث «غوغل» التقليدي، ومجموعة ثالثة تعتمد فقط على أدمغتها في كتابة واجباتها.

مستخدمو «جي بي تي» الأسوأ أداء

ارتدى الطلاب أجهزة استشعار لقياس النشاط الكهربائي في أدمغتهم. وأظهر مستخدمو «جي بي تي» أدنى نشاط دماغي، وهو أمر غير مفاجئ، لأنهم كانوا يتركون روبوت الدردشة الذكي يقوم بالعمل.

لكن الاكتشاف الأبرز ظهر بعد أن أنهى الطلاب تمرين الكتابة. إذ وبعد دقيقة واحدة من إكمال مقالاتهم، طُلب من الطلاب اقتباس أي جزء من مقالهم. لم تتمكن الغالبية العظمى (83 في المائة) من مستخدمي «جي بي تي» من تذكر جملة واحدة.

في المقابل، استطاع الطلاب الذين يستخدمون محرك بحث «غوغل» اقتباس بعض الأجزاء، بينما استطاع الطلاب الذين لم يعتمدوا على أي تقنية قراءة الكثير من السطور، بل إن بعضهم اقتبسوا تقريباً كامل مقالاتهم حرفياً.

وقالت ناتاليا كوزمينا، الباحثة في مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، التي قادت الدراسة، عن مستخدمي «جي بي تي»: بعد مرور دقيقة واحدة، لم يكن بإمكانهم قول أي شيء حقاً؟ إذا لم يتذكروا ما كتبوه، فلن يشعروا بالمسؤولية».

على الرغم من أن الدراسة ركزت على كتابة المقالات، فإن كوزمينا أعربت عن قلقها بشأن الآثار المترتبة على الأشخاص الذين يستخدمون روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في المجالات التي يكون فيها الاحتفاظ بالمعلومات أمراً ضرورياً، مثل الطيار الذي يدرس للحصول على رخصة قيادة الطائرة. وقالت إن هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من الأبحاث حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على قدرة الناس على الاحتفاظ بالمعلومات.

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يرتبط بتدني درجات القراءة

على مدار العامين الماضيين، سارعت المدارس في ولايات مثل نيويورك وإنديانا ولويزيانا وفلوريدا إلى حظر استخدام الهواتف الجوالة في الفصول الدراسية، مشيرةً إلى مخاوف من تشتيت الطلاب لانتباههم بتطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل «تيك توك» و«إنستغرام». وما يعزز هذا الحظر، دراسة نُشرت الشهر الماضي وجدت صلة قوية بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وضعف الأداء الإدراكي.

في الشهر الماضي، نشرت المجلة الطبية «JAMA» دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، سان فرنسيسكو. قام الدكتور جيسون ناجاتا، طبيب الأطفال الذي قاد الدراسة، وزملاؤه بفحص بيانات من مشروع ABCD، الخاص بالتطور المعرفي لدماغ المراهقين، وهو مشروع بحثي تابع أكثر من 6500 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عاماً من عام 2016 إلى عام 2018.

وخضع جميع الأطفال لاستطلاع رأي مرة واحدة سنوياً حول مقدار الوقت الذي يستخدمون فيه وسائل التواصل الاجتماعي. وخضعوا لعدة اختبارات كل عامين. على سبيل المثال، تضمن اختبار المفردات البصرية مطابقة الصور بشكل صحيح مع الكلمات التي سمعوها.

تدهور المعرفة

أظهرت البيانات أن الأطفال الذين أفادوا باستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي لفترات قصيرة (ساعة واحدة يومياً) أو لفترات طويلة (ثلاث ساعات على الأقل يومياً) سجلوا نتائج أقل بكثير في اختبارات القراءة والذاكرة والمفردات، مقارنةً بالأطفال الذين أفادوا بعدم استخدامها على الإطلاق.

أما عن سبب تأثير تطبيقات التواصل الاجتماعي -مثل «تيك توك» و«إنستغرام»- على نتائج الاختبارات، فإن الاستنتاج الوحيد المؤكد هو أن كل ساعة يقضيها الطفل في تصفح التطبيقات تُضيّع وقتاً على أنشطة أكثر إثراءً كالقراءة والنوم، وفقاً لناجاتا.

طرق صحية لتوظيف الذكاء الاصطناعي

ما أفضل الطرق الصحية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي؟ على الرغم من وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتدهور المعرفي، فإنه من الصعب التوصية بوقت مثالي أمام الشاشات للشباب، لأن الكثير من الأطفال يقضون وقتاً أمام الشاشات في أنشطة لا علاقة لها بوسائل التواصل الاجتماعي، مثل مشاهدة البرامج التلفزيونية، وفقاً لناجاتا.

بدلاً من ذلك، اقترح أن يفرض الآباء مناطق خالية من الشاشات، وأن يحظروا استخدام الهاتف في أماكن مثل غرفة النوم وطاولة الطعام، حتى يتمكن الأطفال من التركيز على دراستهم ونومهم ووجباتهم.

وبالنسبة لروبوتات الدردشة الذكية، برزت نقطة مثيرة للاهتمام في دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تُقدم حلاً مُحتملاً لكيفية استخدام الناس لروبوتات الدردشة على أفضل وجه للتعلم والكتابة.

في النهاية، تبادلت المجموعات المشاركة في تلك الدراسة الأدوار: تمكّن من اعتمدوا على أدمغتهم فقط في الكتابة من استخدام «جي بي تي»، بينما تمكّن من اعتمدوا عليه سابقاً من استخدام أدمغتهم فقط. وكتب جميع الطلاب مقالات حول نفس المواضيع التي اختاروها سابقاً.

سجّل الطلاب الذين اعتمدوا في البداية على أدمغتهم فقط أعلى نشاط دماغي لهم بمجرد السماح لهم باستخدام «جي بي تي». أما الطلاب الذين استخدموا «جي بي تي» في البداية، فلم يكونوا على قدم المساواة مع المجموعة الأولى عندما قُيّدوا باستخدام أدمغتهم فقط، كما قالت كوزمينا.

التفكير في تنفيذ العمل أولاً ثم اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي

يشير ذلك إلى أن الأشخاص الذين يتوقون لاستخدام روبوتات الدردشة للكتابة والتعلم يجب أن يفكروا في بدء العملية ليقوموا بها بأنفسهم قبل اللجوء إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لاحقاً في العملية للمراجعة، على غرار طلاب الرياضيات الذين يستخدمون الآلات الحاسبة لحل المسائل فقط بعد استخدامهم القلم والورقة لتعلم الصيغ والمعادلات.

وقالت ميلوماد إن مشكلة هذه الأدوات تكمن في أنها حوّلت ما كان في السابق عملية نشطة في الدماغ -تصفح الروابط والنقر على مصدر موثوق للقراءة- إلى عملية سلبية من خلال أتمتة كل ذلك.

الذكاء الاصطناعي للإجابة عن التفاصيل وليس البحث عن الجوهر

لذا، ربما يكون مفتاح استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة أكثر صحة، كما قالت، هو محاولة أن نكون أكثر وعياً بكيفية استخدامنا له. وقالت ميلوماد إنه بدلاً من طلب إجراء جميع الأبحاث حول موضوع واسع، استخدمه على أنه جزء من عملية البحث الخاصة بك للإجابة عن أسئلة صغيرة، مثل البحث عن التواريخ التاريخية. ولكن للتعمق في موضوع ما، فكّر في قراءة كتاب.

* خدمة «نيويورك تايمز»