أكثر من نصف الشركات تستخدم «وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين»

تسرّع وتُؤتمت أكثر من ربع عمل الشركة على الأقل

أكثر من نصف الشركات تستخدم «وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين»
TT
20

أكثر من نصف الشركات تستخدم «وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين»

أكثر من نصف الشركات تستخدم «وكلاء الذكاء الاصطناعي المستقلين»

يُعدّ وكلاء الذكاء الاصطناعي أحدث توجُّه في المجال، حيث يزعم كثير من شركات التكنولوجيا العملاقة أن هذه الأدوات ستُعزز إنتاجية الشركات بشكل كبير. وقد تبيّن الآن أن غالبية الشركات مقتنعة بالفعل بهذه الفكرة، كما كتبيت إيجي يلدريم (*).

مسح دولي

ووفقاً لمسح دولي نشرته شركة الحوسبة السحابية PagerDuty (PD) يوم الثلاثاء الماضي، فإن أكثر من نصف الشركات بالفعل تستخدم وكلاء الذكاء الاصطناعي في سير عملها. كما وجدت الدراسة، التي استطلعت آراء ألف مدير تنفيذي في تكنولوجيا المعلومات والأعمال، أن نسبة 35 في المائة أخرى من الشركات تخطط لدمج وكلاء الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027.

بريطانيا في المقدمة

كان هذا التوجه أكثر وضوحاً في المملكة المتحدة، حيث أفاد 66 في المائة من المديرين أنهم يستخدمون بالفعل وكلاء الذكاء الاصطناعي، بينما أتت الولايات المتحدة بعدها بنسبة 48 في المائة.

نسخ خاصة بالشركات

وكلاء الذكاء الاصطناعي هي أنظمة ذكاء اصطناعي متخصصة ومستقلة تماماً، يمكنها تسريع بعض سير العمل في الشركات، ويمكنها المساعدة في جدولة المناوبات، وحتى إجراء تقييمات استراتيجية واقتراح مسارات العمل. وقد اكتسبت رواجاً كبيراً في مجال التكنولوجيا حديثاً، حيث تعمل الشركات الكبرى على مدار الساعة لطرح نسخها الخاصة من هذه التقنية.

وكلاء جدد

وكانت شركة «أمازون» كشفت يوم الاثنين الماضي عن «Nova Act»، وهو وكيل ذكاء اصطناعي في مراحله المبكرة يمكنه تنفيذ مهام على مواقع الويب نيابةً عنك. كما أطلقت «أوبن إيه آي» معاينة بحثية مماثلة لوكيل الذكاء الاصطناعي «Operator» الخاص بها في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وفي الشهر الماضي فقط، صرَّحت كلارا شيه، رئيسة قسم أعمال الذكاء الاصطناعي في «ميتا»، لشبكة «سي إن بي سي» بأنها تتوقع أن يتم تمثيل «كل شركة، من الكبيرة جداً إلى الصغيرة جداً» بواسطة وكيل ذكاء اصطناعي قريباً.

تسريع العمل... وجني الأرباح

وقال إريك جونسون، كبير مسؤولي المعلومات في «PagerDuty»، في بيان صحافي أعلن عن الدراسة: «توضح أحدث بيانات الاستطلاع مدى إيمان المؤسسات بأن الذكاء الاصطناعي الوكيل سيساعد على إطلاق قيمة حقيقية من الذكاء الاصطناعي والأتمتة، حيث يتوقع 62 في المائة من المشاركين في الاستطلاع عائداً على الاستثمار من 3 أرقام». وتتوقع الشركات الأميركية أعلى عائد، بقيمة نحو ضعف الاستثمار الأولي (بنسبة 192 في المائة)، وفقاً للاستطلاع.

استقلالية... واستباقية

وتتوقع الشركات، بأغلبية ساحقة، أن تُسرّع أدوات وكلاء الذكاء الاصطناعي أو تُؤتمت أكثر من رُبع عمل الشركة على الأقل. ولكن عند مقارنة إمكانات قدرات الذكاء الاصطناعي الوكيل مع تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي الحالية، انقسم قادة الأعمال. إذ اعتقد 44 في المائة أن الذكاء الاصطناعي الوكيل سيكون أكثر إحداثاً للاضطراب من الذكاء الاصطناعي التوليدي، بينما أيَّد 40 في المائة الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقال 16 في المائة من المشاركين إنهم يعتقدون أن التقنيتين ستحققان التأثير نفسه تقريباً.

في حين أن كليهما يعتمد بشكل كبير على نماذج لغوية كبيرة، يركز الذكاء الاصطناعي التوليدي على إنشاء محتوى مثل النصوص والصور أو مقاطع الفيديو استجابةً للإشارات البشرية، بينما يتميز الذكاء الاصطناعي الوكيل بالاستقلالية والاستباقية أكثر من كونه تفاعلياً.

لكن بعض المحللين، مثل جيم كوفيلو، رئيس قسم أبحاث الأسهم العالمية في «غولدمان ساكس»، يتبنون نهجاً أكثر تشككاً، مجادلين بأن الاستثمارات الباهظة في الذكاء الاصطناعي الوكيل قد تحقق عوائد متواضعة بشكل مفاجئ.

توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي

ووفقاً للاستطلاع، قام عدد أكبر من الشركات بدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في سير عملها مقارنةً بالذكاء الاصطناعي الوكيل في هذه المرحلة من التبني، حيث أجاب 63 في المائة بأنه أصبح الآن متكاملاً بالكامل، بينما قال 24 في المائة إن الذكاء الاصطناعي التوليدي مُستخدم، ولكنه لم يُدمج بالكامل بعد في العمليات.

وأشار المسؤولون التنفيذيون في الشركات إلى أخطاء في تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي يأملون في تجنبها خلال دمج وكلاء الذكاء الاصطناعي. وتحديداً، يعتقد كثيرون أن شركاتهم تسرَّعت في تبنيه دون تخطيط كافٍ، أو أنها في النهاية أنفقت مبالغ طائلة على التكنولوجيا.

الأمن أهم مخاوف الشركات

كما أن إمكانات الذكاء الاصطناعي الوكيل ليست كلها مثالية. فقد أبدى كثير من المشاركين في الاستطلاع قلقهم بشأن المخاطر الحقيقية لتبني هذه التكنولوجيا. وكان من بين المخاوف الرئيسية الأمن. فكلما ازدادت تكليفات الشركة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الوكيل بالتفاعل مع بيانات الشركة الحساسة، ازدادت احتمالية تعرض هذه البيانات للاختراقات الأمنية والهجمات الإلكترونية التي تستهدف الذكاء الاصطناعي.

أعرب المسؤولون التنفيذيون في الشركات عن قلقهم أيضاً إزاء تطور لوائح الذكاء الاصطناعي القانونية وقوانين الخصوصية التي قد تُعرّض عمليات الشركات للخطر في المستقبل، وإدخال بيانات خاطئة قد تؤدي إلى انخفاض جودة المخرجات، وهلوسات الذكاء الاصطناعي، وهي مخرجات غير صحيحة أو غير منطقية لا تزال تُؤرق الذكاء الاصطناعي مع استمرار تطور التكنولوجيا.

* مجلة «كوارتز» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

الحب بالذكاء الاصطناعي... جاذبية ومخاطر

تكنولوجيا يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة طريقة تواصلنا مع الآخرين بسرعة (شاترستوك)

الحب بالذكاء الاصطناعي... جاذبية ومخاطر

يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة طريقة تواصلنا مع الآخرين في عالم الرومانسية حيث تكتسب البرامج الحاسوبية المُصممة لمحاكاة العلاقات الرومانسية زخماً هائلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا شعار شركة «مايكروسوفت» أمام مقرها الرئيسي في واشنطن (أ.ب)

«مايكروسوفت» تعرض مساعد ذكاء اصطناعي مخصصاً لـ«المصانع»

عرضت شركة «مايكروسوفت» مساعداً رقمياً يعمل بالذكاء الاصطناعي مصمماً لتحسين سير العمل في المصانع وغيرها من المنشآت الصناعية.

«الشرق الأوسط» (هانوفر (ألمانيا))
تكنولوجيا روبوت الدردشة «ثيرابوت» (جامعة دارتموث)

دعوى قضائية: روبوتات دردشة تدفع المراهقين لإيذاء أنفسهم أو آبائهم

طالب اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي شركات الذكاء الاصطناعي بالإفصاح عن إجراءاتها بشأن سلامة المستخدمين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق حوَّل الباحثون سماعات الأذن البسيطة لأداة تقيس المؤشرات الصحية (معهد كارلسروه للتكنولوجيا)

جهاز ذكي في الأذن يرصد الحالة الصحية للجسم

طوَّر باحثون من معهد كارلسروه للتكنولوجيا (KIT) في ألمانيا، منصَّة مفتوحة المصدر (OpenEarable)، يمكنها دمج العديد من المستشعرات في سمّاعات أذن لاسلكية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ تم اصطحاب المؤيدة للفلسطينيين ابتهال أبو سعد بعيداً من قبل أفراد الأمن أثناء مقاطعتها للرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت» للذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان (أ.ب)

موظفة تقاطع كلمة مسؤول بـ«مايكروسوفت» بسبب غزة: أنت من تجار الحرب (فيديو)

قاطعت موظفة مؤيدة للفلسطينيين كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في شركة «مايكروسوفت» مصطفى سليمان احتجاجاً على علاقات الشركة مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

استكشاف القمر.. كنز بيانات حديثة في متناول العلماء

التقطت  "بلو غوست" ا صورة ذاتية لنفسها مع وجود كوكب الأرض في الخلفية
التقطت "بلو غوست" ا صورة ذاتية لنفسها مع وجود كوكب الأرض في الخلفية
TT
20

استكشاف القمر.. كنز بيانات حديثة في متناول العلماء

التقطت  "بلو غوست" ا صورة ذاتية لنفسها مع وجود كوكب الأرض في الخلفية
التقطت "بلو غوست" ا صورة ذاتية لنفسها مع وجود كوكب الأرض في الخلفية

أسفر نجاح سفينة شركة «فايرفلاي إيروسبيس» في الهبوط على سطح القمر عن كنز من البيانات التي سوف يبحث فيها العلماء لسنوات.

رهانات «ناسا»: خيبة ونجاح

لقد راهنت وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» قبل بضع سنوات على أن الشركات التجارية قادرة على إجراء التجارب العلمية على سطح القمر بميزانية أقل مما تستطيعها الوكالة نفسها. وكان ذلك رهاناً خاسراً في العام الماضي. فقد أخطأت أول سفينة فضائية ممولة من ناسا الهبوط على القمر كليةً. وهبطت السفينة الثانية، لكنها سقطت.

ولكن في شهر مارس (آذار) الماضي، نجحت سفينة هبوط آلية تسمى «بلو غوست» Blue Ghost ، من إنتاج شركة «فايرفلاي إيروسبيس» في سيدار بارك، بولاية تكساس، من البداية إلى النهاية.

في 16 مارس (آذار)، كان المزاج العام في مقر عمليات مهمة «فايرفلاي» خارج مدينة أوستن عبارة عن مزيج من السعادة والكآبة. لم يكن هناك ما يدعو للقلق، ولم يكن هناك ما يمكن فعله، باستثناء احتمال مشاهدة السفينة الفضائية للشركة وهي تموت.

وعلى بعد ربع مليون ميل، كانت الشمس قد غربت بالفعل على «ماري كريسيوم»، وهو سهل الحمم البركانية القمرية، حيث جمعت سفينة «بلو غوست» الملاحظات العلمية على مدى أسبوعين.

وبالنسبة للسفينة الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، كانت الساعات المتبقية معدودة وقليلة.

وقال راي ألينسوورث، مدير برنامج المركبات الفضائية في شركة «فايرفلاي» بعد ظهر ذلك اليوم: «أعتقد أن المزاج العام رائق». وأضاف: «أعتقد أن الناس متحمسون ويشعرون بنوع من الارتياح لرؤية مدى نجاح المهمة ويقضون بعض الوقت في الاستمتاع بالساعات القليلة الأخيرة مع سفينة الهبوط».

وفرة من البيانات الجديدة

وبعد سنوات من الجهود والاستثمار لم يحصل العلماء على الكثير من وضع حمولاتهم العلمية في المهمات القمرية التجارية الأخرى، إذ انتهى بهم الأمر بالقليل أو لا شيء. أما أولئك الذين كلفتهم ناسا بمهمة «بلو غوست»، فقد خرجوا بوفرة من البيانات الجديدة للعمل عليها. وأقر روبرت غريم، العالم في معهد ساوث ويست للأبحاث في بولدر، بولاية كولورادو، الذي أشرف على إحدى حمولات الأجهزة العلمية، بحسن حظه.

كانت إحدى تجارب ناسا قد جمعت البيانات في الوقت الذي هبطت فيه سفينة «بلو غوست». فقد التقطت أربع كاميرات مناظر من زوايا مختلفة لعادم محركات الدفع في السفينة الفضائية في أثناء قذفها للغبار القمري وحفرها فوهة صغيرة.

وقال بول دانيهي، أحد العلماء الذين يعملون في المشروع المعروف باسم «الكاميرات المجسمة لدراسات سطح القمر» (SCALPSS)، إن «هذا يمنحنا القدرة باستخدام هذه الكاميرات على قياس الأشكال الثلاثية الأبعاد».

مخاطر الغبار القمري

ويريد المهندسون فهم هذه الديناميكيات لمنع الكوارث المحتملة عندما تهبط مركبات فضائية أكبر وأثقل، مثل سفينة الفضاء «ستارشيب» التابعة لشركة «سبيس إكس» برواد الفضاء على سطح القمر. وإذا أقامت ناسا موقعاً أمامياً على القمر، فمن شأن المركبات الفضائية العودة إلى ذلك الموقع أكثر من مرة. ويمكن أن تؤدي الصخور المتطايرة لأعلى إلى تعطيل محرك السفينة الفضائية الهابطة أو إلحاق الضرر بالهياكل القريبة.

وفي نظرة مبكرة إلى الصور، كانت إحدى المفاجآت هي أن عمود العادم من محركات الدفع بدأ في قذف الغبار القمري عندما كانت سفينة «بلو غوست» لا تزال على ارتفاع نحو 50 قدماً فوق سطح القمر، أي بارتفاع أعلى مما كان متوقعاً. ومن المقرر أن يقوم نظام الكاميرا هذا نفسه، الذي سيوضع في سفينة للهبوط أكبر بكثير، وهي «بلو مون مارك 1» بتسجيل سحابة الغبار، وهي السفينة التي تخطط شركة «بلو أوريجين»، شركة الصواريخ التابعة لجيف بيزوس، لإرسالها إلى القمر في وقت لاحق من العام الحالي.

لا ترغب ناسا في فهم الغبار القمري أو الحطام الصخري المتراكم على سطح القمر فحسب، وإنما أيضاً كيفية التخلص منه. يمكن أن تكون هذه الجسيمات حادة وكاشطة مثل شظايا الزجاج، ما يشكل خطراً على الآلات وعلى رواد الفضاء. وقد وظفت تجربة أجريت على سفينة «بلو غوست» تُسمى «درع الغبار الكهروديناميكي» / مجالات كهربائية بهدف تنظيف الغبار من الأسطح.

اظهر جهاز "لونار بلانيت فاك" تقنية مبسطة لجمع الصخور والغبار
اظهر جهاز "لونار بلانيت فاك" تقنية مبسطة لجمع الصخور والغبار

تجربتان على باطن القمر

وقد جمعت تجربتان معلومات من شأنها أن تلقي الضوء على باطن القمر. وكانت حمولة الدكتور غريم هي المسبار القمري المغناطيسي، الذي كان أول مسبار من نوعه يتم نشره على سطح عالم آخر.

ولنشر المسبار، قامت قاذفات مزودة بنابض بقذف أربعة مسابر بحجم علب الحساء في أربعة اتجاهات مختلفة. تعمل المسابر - الموصولة بكابلات إلى سفينة الهبوط - مثل أجهزة قياس فرق الجهد الكهربائي (الفولتميتر) كبيرة الحجم. أما المكون الثاني، المرفوع فوق سارية يبلغ ارتفاعها ثمانية أقدام، فكان يقوم بقياس المجالات المغناطيسية.

وتكشف هذه القراءات مجتمعة عن الاختلافات التي تحدث بشكل طبيعي في المجالات الكهربائية والمغناطيسية، ما يخبرنا عن مدى سهولة تدفق التيارات الكهربائية في أعماق الأرض، وهذا يخبرنا بشيء ما عما يوجد في الأسفل. فعلى سبيل المثال، تكون خاصية التوصيل أقل ما تكون في الصخور الأكثر برودة.

كما نشرت سفينة «بلو غوست» مثقاباً هوائياً، باستخدام رشقات من غاز النتروجين لحفر التراب. واستخدمت إبرة في طرف الجهاز في قياس درجة الحرارة ومدى سهولة تدفق الحرارة عبر المادة. وبسبب وجود صخور في الطريق، نزل المثقاب لعمق نحو ثلاث أقدام فقط، وليس عشر أقدام كما كان مأمولاً.

وقال كريس زاكني، نائب رئيس قسم أنظمة الاستكشاف في شركة «هانيبي روبوتيكس» التي صنعت المثقاب: «يمكنك أن ترى في مقاطع الفيديو الصخور المتطايرة والشرر».

وأضاف الدكتور زاكني أن عمق ثلاث أقدام كان كافياً لإجراء القياسات العلمية. يمكن أن تقدم البيانات المستقاة من المثقاب وجهاز سبر العمق المغناطيسي تلميحات حول كيفية تشكل القمر والعوالم الصخرية الأخرى، أو لماذا يبدو الجانب القريب من القمر مختلفاً للغاية عن الجانب البعيد.

يقول الدكتور غريم: «إنه في الحقيقة سؤال أساسي حول جيولوجيا القمر الذي نحاول الإجابة عنه».

كما قامت شركة «هانيبي»، وهي جزء من شركة «بلو أوريجين»، ببناء جهاز ثانٍ يُسمى «بلانيت فاك» لإظهار تقنية مبسطة لجمع العينات. ويستخدم هذا الجهاز غازاً مضغوطاً لتحريك الحطام الصخري في إعصار صغير وتوجيهه إلى حاوية.

وسوف تُستخدم هذه التقنية في مهمة فضائية روبوتية يابانية تُعرف باسم «استكشاف أقمار المريخ»، التي سوف تجلب عينات من «فوبوس»، وهو أحد أقمار المريخ.

وقال الدكتور زاكني: «حقيقة نجاح هذه التقنية على سطح القمر يمنحنا الثقة بأنها ينبغي أن تنجح على قمر فوبوس أيضاً».

لم تركز تجربة براين والش على سفينة «بلو غوست» على دراسة القمر، بل على دراسة الأرض. وقال الدكتور والش، وهو أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة بوسطن: «إنها نقطة مراقبة ممتازة حقاً».

يهتم الدكتور والش بالفقاعة المغناطيسية للأرض التي تُحرف مسار جسيمات الرياح الشمسية. وقد سجّل تلسكوبه الأشعة السينية المنبعثة عندما تصطدم الجسيمات العالية السرعة من الشمس بالذرات في الغلاف الجوي العلوي للأرض. ويشابه الحد الفاصل بين المجال المغناطيسي للأرض والرياح الشمسية، مصارعي سومو يتدافعان ضد بعضهما. ومن المفترض أن يساعد النظر من بعيد العلماء على معرفة ما إذا كان هذا الحد يتغير ببطء أو بوثبات مفاجئة.

وهذا أمر مهم لأنه يؤثر على مدى قدرة المجال المغناطيسي للأرض على حمايتنا من القذفات العرضية الهائلة من الجسيمات المشحونة التي تقصف الكوكب في أثناء العواصف الشمسية.

يقول الدكتور والش: «نحن نحاول فهم كيف تُفتح تلك البوابة وكيف تتسرب الطاقة من خلالها».

وقد تركت سفينة «بلو غوست» بالفعل انطباعاً دائماً لا يُنسى. وقالت ماريا بانكس إنها عندما كانت تغادر مركز عمليات المهمة كل ليلة، كانت تنظر إلى القمر المعلق في السماء. وأضافت: «إنه الأمر الذي كان يوقفني بالأساس في كل يوم. لا أعتقد أنني سوف أرى القمر كما كان من قبل مرة أخرى، لأن مسبار فايرفلاي وأجهزتنا هناك سوف تكون هناك لبقية حياتي».