الهرم: هل يحدث على شكل دفعات مفاجئة أم بخط متواصل؟

العلماء يوظفون الإشارات الجزيئية لقياس وتيرة الشيخوخة

الهرم: هل يحدث على شكل دفعات مفاجئة أم بخط متواصل؟
TT
20

الهرم: هل يحدث على شكل دفعات مفاجئة أم بخط متواصل؟

الهرم: هل يحدث على شكل دفعات مفاجئة أم بخط متواصل؟

الناس يتقدمون في السن بسرعة أكبر في سن 44 عاماً ومرة ​​أخرى في سن 60 عاماً

يشعر الكثيرون بأن التقدم في السن يحدث بدفعات أي على شكل «توقفات» و«انطلاقات» متقطعة، كما كتب موهانا رافيندراناث(*). ومثلاً في فترة تتمتع فيها بصحة جيدة، قد تشعر في أحد الأيام، وبشكل مفاجئ، بألم في ركبتيك.

قفزات مفاجئة نحو الشيخوخة

يقول الدكتور ستيف هوفمان، أستاذ علم الأحياء الحاسوبي في معهد لايبنيز للشيخوخة في يينا، ألمانيا: «تستيقظ في الصباح وتشعر فجأةً بالشيخوخة... هذه هي خلاصة الأمر».

اتضح أن لهذه التجربة أساساً علمياً. فمن خلال تحليل المؤشرات المرتبطة بالعمر، مثل البروتينات وعلامات الحمض النووي في مجرى الدم، بدأ بعض العلماء يدركون أن التقدم في السن بعد مرحلة البلوغ ليس عملية خطية، بل ربما عملية تقفز بشكل ملحوظ في مراحل معينة من حياة المرء.

إليكم ما تعلمه العلماء حتى الآن، وما قد يعنيه ذلك في النهاية لصحتكم وعمركم.

كيف تبدو «الشيخوخة غير الخطية»؟

لطالما اشتبه العلماء في أن الشيخوخة قد تحدث على دفعات، لكنهم لم يبدأوا باستخدام الإشارات الجزيئية لقياس وتيرة الشيخوخة إلا في العقد الماضي تقريباً.

تتبعت دراسةٌ واسعة الانتشار في جامعة ستانفورد نُشرت العام الماضي العديد من التغيرات الجزيئية المرتبطة بالشيخوخة في عينات دم جُمعت من 108 بالغين تتراوح أعمارهم بين 25 و75 عاماً.

التقدم في السن بسرعة أكبر عند 44 عاماً و60 عاماً

وبمقارنة عينات من أشخاص مختلفين من مختلف الأعمار، وجدت الدراسة أن الناس يبدو أنهم يتقدمون في السن بسرعة أكبر في سن 44 عاماً، ومرة ​​أخرى في سن 60 عاماً.

ويبدو أن مجموعات التغيرات في الارتفاع الأول مرتبطة في الغالب باستقلاب الدهون والكحول، بالإضافة إلى وظيفة العضلات، بينما يرتبط الارتفاع الثاني في الغالب بضعف المناعة ووظيفة العضلات.

وقال مايكل سنايدر، أستاذ علم الوراثة في كلية طب ستانفورد والمؤلف المشارك في الدراسة، إن الارتفاع الأول قد يساعد في تفسير سبب مواجهة الناس صعوبة أكبر في التعامل مع الكحول بدءاً من الأربعينات من العمر، ولماذا يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض في الستينات من العمر.

3 مراحل منفصلة للشيخوخة

في العام الماضي أيضاً، وجدت دراسة على الفئران، شارك في كتابتها هوفمان، أن تعديلات كيميائية مفاجئة في الحمض النووي «دي إن إيه» حدثت لدى القوارض في الفترة من أوائل إلى منتصف العمر، ثم في منتصفه إلى أواخره، ما يشير إلى وجود ثلاث مراحل منفصلة للشيخوخة.

وفي دراسة أجريت عام 2019 على بلازما دم أكثر من 4000 شخص، أفاد العلماء بوجود قفزات كبيرة في تركيزات البروتينات المرتبطة بالشيخوخة في العقود الرابع والسابع والثامن من العمر.

ويعتقد خبراء آخرون أن الشيخوخة لا تحدث بالضرورة على دفعات قصيرة، بل على مراحل أطول. وصرّح ستيف هورفاث، الذي يُعتبر على نطاق واسع رائداً في أدوات الشيخوخة البيولوجية المعروفة باسم «الساعات فوق الجينية» epigenetic clocks، بأن دراسة أجراها عام 2013 وجدت أن معدل الشيخوخة يتبع منحنى حاداً من الطفولة المبكرة حتى البلوغ، ولكنه يصبح خطياً بعد سن العشرين. وهورفاث هو الآن الباحث الرئيس في مختبرات «ألتوس»، وهي شركة تكنولوجيا حيوية تركز على تحسين صحة الخلايا وإبطاء الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.

القلب والدماغ قد يشيخان أسرع

وهناك أيضاً بيانات أولية تشير إلى أن بعض الأعضاء -مثل القلب أو الدماغ- قد تشيخ أسرع من غيرها، وفقاً لتوني ويس - كوراي، أستاذ علم الأعصاب بجامعة ستانفورد، والذي كان مؤلفاً لدراسة عام 2019.

وسواء حدثت الشيخوخة على مراحل أو على دفعات، لم يتضح بعد كيف تساهم كل هذه التغيرات الجزيئية في الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها. ومع ذلك، قالت أليسون أييلو، أستاذة علم الأوبئة في مركز روبرت ن. بتلر للشيخوخة بجامعة كولومبيا، إن هذه الأنواع من النتائج يمكن أن تقدم المزيد من الرؤى حول البيولوجيا الكامنة وراء التحولات المعروفة في منتصف العمر، مثل تباطؤ عملية التمثيل الغذائي.

من الناحية العملية، قد يعني ذلك أن الناس يمكن أن يكونوا أكثر استهدافاً في إدارة صحتهم، مع التركيز على تغييرات وحالات محددة ترتبط بعمرهم المحدد، كما قالت أديتي جوركار، أستاذة الطب المساعدة في معهد الشيخوخة بجامعة بيتسبرغ.

تصورات مستقبلية

هذه النتائج «مثيرة للاهتمام، لكنها أولية»، كما قال الدكتور إريك فيردين، الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد باك لأبحاث الشيخوخة. وأضاف أنها تطرح سلسلة من الأسئلة: «ما الذي يحدث؟ ما العضو أو مجموعة الأعضاء التي تُسبب هذه التغيرات الكبيرة؟»

هناك أسئلة أخرى مفتوحة، منها ما إذا كانت هذه التغيرات تختلف من فرد لآخر أو بين الجنسين، وما مدى مساهمة نمط الحياة والسلوك، إذ تتزايد الأدلة على أن أحداثاً معينة - مثل الحمل والصدمات والمحن أو حتى الإصابة بفيروس كورونا - يمكن أن تُسرّع الشيخوخة البيولوجية.

وأكد الخبراء حرصهم على الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال دراسات طولية تتتبع التغيرات على مدار حياة الشخص. وستراعي هذه الطريقة الاختلافات في البيئة أو نمط الحياة بين المشاركين.

وقال أييلو: «إذا أردنا حقاً تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق باتجاه خطي، أو بطفرات تحدث على مدى فترات زمنية محددة للغاية، فمن الأفضل متابعة نفس الأشخاص لمعرفة ما إذا كانت هذه تغيرات بيولوجية».

حتى الآن، لا يزال الباحثون في بداية طريقهم في فهم كيفية ارتباط التغيرات الجزيئية بالشيخوخة، وفقاً للدكتور لويجي فيروتشي، المدير العلمي للمعهد الوطني للشيخوخة. وأضاف أنه من خلال تعلّم المزيد، يُمكنهم مساعدة الناس على عيش حياة أفضل لفترة أطول وتجنب الأمراض. «بدلاً من تدهور الصحة في سن السبعين، يُمكننا محاولة تقليصها في سن الخامسة والسبعين، لنحظى بخمس سنوات من الحياة الجيدة».

* خدمة «نيويورك تايمز»



أكثر 10 وظائف مقاومة للذكاء الاصطناعي

أكثر 10 وظائف مقاومة للذكاء الاصطناعي
TT
20

أكثر 10 وظائف مقاومة للذكاء الاصطناعي

أكثر 10 وظائف مقاومة للذكاء الاصطناعي

بدءاً من الضجة حول وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يمكنهم العمل نيابة عن البشر، ووصولاً إلى الطرح الحتمي لأدوات الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، يشعر الموظفون في مختلف القطاعات بالقلق من إمكانية استبدال أدوات الأتمتة بهم في نهاية المطاف، كما كتبت بريتني نغوين*.

دراسة فرنسية

ومع ذلك، لا يزال الذكاء الاصطناعي غير متاح للجميع، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها وكالة التسويق الفرنسية «إسكيموز» Eskimoz.

قامت الشركة بتقييم كثير من المهن، بناءً على مقدار التفاعل البشري المطلوب، وإمكانية الأتمتة، لتحديد الوظائف الأكثر مقاومة للذكاء الاصطناعي.

وظائف آمنة

وإليكم 10 وظائف وجدت «إسكيموز» أنها آمنة من الذكاء الاصطناعي، في الوقت الحالي:

10- مصممو الغرافيك: حلَّ مصممو الغرافيك في المركز العاشر، نظراً لحاجتهم الماسة للتفاعل البشري عند التواصل مع العملاء. كما تتطلب هذه الوظيفة إبداعاً بشرياً لا توفره الخوارزميات وتحليل البيانات، وفقاً لـ«إسكيموز».

9- مديرو الإنتاج الصناعي: حلَّ مديرو الإنتاج الصناعي في المركز التاسع، وفقاً لـ«إسكيموز»، نظراً لضرورة التفاعل البشري لحل المشكلات والعمل مع العملاء.

8- مسؤولو الامتثال (لتنفيذ الأعمال): حلَّ مسؤولو الامتثال في المركز الثامن، ويعود ذلك في الغالب إلى التفاعل البشري. ومع ذلك، أشارت «إسكيموز» إلى أن مسؤولي الامتثال لا يزالون معرضين لخطر الاستبدال، نظراً لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مهام مثل تقييم المخاطر ومراجعة الوثائق.

مهندسون ومعماريون ومدرِّبون

7- مديرو الهندسة المعمارية والهندسية: حلَّ مديرو الهندسة المعمارية والهندسية في المركز السابع، وهم الأقل عرضة للأتمتة بين أفضل 10 وظائف. وأوضحت «إسكيموز» أن هذا الدور يتطلب تفاعلاً بشرياً مع الجمهور.

6- اختصاصيو التدريب والتطوير: أفادت «إسكيموز»، بأن اختصاصيي التدريب والتطوير احتلوا المركز السادس، وبأن احتمالية أتمتة وظائفهم تبلغ 29 في المائة. كما يُعد التواصل أمراً بالغ الأهمية لهذا الدور.

5- مشرفو الخط الأول وموظفو الدعم الإداري: أفادت «إسكيموز» بأن مشرفي الخط الأول وموظفي الدعم الإداري احتلوا المركز الخامس، نظراً لحاجتهم الماسة للتفاعل البشري مع الجمهور. ويتطلب هذا الدور مهارات إدارة الأفراد والقدرة على القيادة.

مديرون وأطباء ومحامون

4- المديرون العامون ومديرو العمليات: جاء المديرون العامون ومديرو العمليات في المركز الرابع مع درجة منخفضة من مخاطر الأتمتة؛ لأن المشاركة البشرية والتفاعل مع الجمهور أمران مهمان لهذا الدور.

3- مديرو الموارد البشرية: وفقاً لـ«إسكيموز»، احتل مديرو الموارد البشرية المركز الثالث، نظراً لحاجتهم للتفاعل البشري والتعاطف الإنساني.

2- مديرو الخدمات الطبية والصحية: أفادت «إسكيموز» بأن مديري الخدمات الطبية والصحية احتلوا المرتبة الثانية؛ لأنه بينما يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والتوصية بالعلاجات، يحتاج اختصاصيو الرعاية الصحية إلى التفاعل مع المرضى وتقديم الدعم العاطفي.

1- المحامون: مهنة المحاماة هي الأكثر مقاومة للذكاء الاصطناعي، نظراً لحاجتها إلى اتخاذ القرارات والتفكير البشري، بالإضافة إلى تحليل وتفسير الوثائق القانونية.

* مجلة «كوارتز»، خدمات «تريبيون ميديا».